الخميس، 15 يناير 2015

الكنيسة المصرية ؛ هل أصبحت دولة داخل الدولة؟ حقائق وتاريخ.فيديو


:باحـث قبـطي:
 هـذه أهـداف الكنيسة المصرية من الانخـراط في السياسـة


الفتـح الإســلامي لمصـــر
 ... نُبــوءة فتـــح مصــر ...
في المُعتقد الإسلامي يُؤمن المُسلمون بأنَّ الرسول مُحمَّد تنبأ وبشَّر بِفتح مصر قبل حُصول هذا الأمر بِسنواتٍ عديدةٍ، ووردت في ذلك عدَّة أحاديث، ومن ذلك حديثٌ رواه الإمام مُسلم بن الحجَّاج في صحيحه عن جابر بن سمُرة عن نافع بن عُتبة عن الرسول أنَّهُ قال: «تَغْزُونَ جَزِيرَةَ الْعَرَبِ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ فَارِسَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الرُّومَ فَيَفْتَحُهَا اللهُ، ثُمَّ تَغْزُونَ الدَّجَّالَ فَيَفْتَحُهُ اللهُ»، ومن المعروف أنَّ مصر كانت جُزءًا من بلاد الروم.[1] وكذلك فقد أخبر الرسول بفتح مصر تحديدًا، ودعا إلى الإحسان إلى أهلها إكرامًا لهاجر أُم النبي إسماعيل وزوجة النبيّ إبراهيم، فقد كانت من أرض مصر، كما أخبر بدخول أهلها في الإسلام واشتراكهم مع إخوانهم في التمكين له. فقد ورد عن عن أبي ذرٍّ الغفَّاريّ أنَّهُ قال: «قَالَ رَسُولُ اللهِ Mohamed peace be upon him.svg:
إِنَّكُم سَتَفْتَحُونَ مِصْرَ، وَهِيَ أَرْضٌ يَسمَّى فِيْهَا القِيْرَاط، فَإِذَا فَتَحْتُمُوهَا، فَأَحْسِنُوا إِلَى أَهْلِهَا؛ فَإِنَّ لَهُم ذِمَّةٌ وَرَحِمًا، فَإِذَا رَأَيْتَ رَجُلَيْنِ يَخْتَصِمَانِ فِيْهَا فِي مَوْضِعَ لَبْنَة، فاخرُج مِنْهَا». قال: «فَرَأَيْتُ عَبْدُ الرَّحمٰنِ بنُ شُرحَبِيل بنُ حَسَنَة وَأَخَاهُ رَبِيْعَة، يَخْتَصِمَانِ فِي مَوضِعَ لَبَنَة، فَخَرَجْتُ مِنْهَا».
وفي روايةِ لابن حبَّان أنَّ الرسول قال عن أهل مصر: «فَاسْتَوْصُوا بِهِم خَيْرًا، فَإنَّهُم قُوَّةٌ لَكُم، وَبَلَاغٌ إِلَى عَدُوِّكُم بِإِذْنِ الله». 
وفي روايةٍ أُخرى عن عبد الملك بن مسلمة عن الليث وابن لهيعة بأنَّ الرسول مُحمَّد قال عندما حضرته الوفاة: «الله الله فِي قِبْطِ مِصْرَ فَإِنَّكُمُ سَتَظْهَرُوْنَ عَلَيْهِم وَيَكُونُونَ لَكُمُ عِدَّة وَأَعْوَانًا فِي سَبِيْلِ اللهِ».
 *******
الفَتْحُ الإسْلَامِيُّ لِمِصْر أو الغَزْوُ الإسْلَامِيُّ لِمِصْر، وفي بعض المصادر ذات الصبغة القوميَّة خُصُوصًا يُعرفُ هذا الحدث باسم الفَتْحُ العَرَبِيُّ لِمِصْر، هو سِلسلةٌ من الحملات والمعارك العسكريَّة التي خاضها المُسلمون تحت راية دولة الخِلافة الراشدة ضدَّ الإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، وانتُزعت على إثرها ولاية مصر الروميَّة من يد الروم ودخلت في دولة الإسلام، بعد عِقدٍ من عودتها لِلإمبراطوريَّة البيزنطيَّة، إذ كان الفُرس الساسانيّون قد انتزعوها من الأخيرة لِفترةٍ وجيزة.
شكَّل فتحُ مصر امتدادًا لِفتح الشَّام، وقد وقع بعد تخليص فلسطين من يد الروم، وقد اقترحهُ الصحابيّ عمرو بن العاص على الخليفة عُمر بن الخطَّاب بِهدف تأمين الفُتوحات وحماية ظهر المُسلمين من هجمات الروم الذين انسحبوا من الشَّام إلى مصر وتمركزوا فيها. ولكنَّ عُمرًا كان يخشى على الجُيوش الإسلاميَّة من الدخول لِأفريقيا ووصفها بأنَّها مُفرِّقة، فرفض في البداية، لكنَّهُ ما لبث أن وافق، وأرسل لِعمرو بن العاص الإمدادات، فتوجَّه الأخير بجيشه صوب مصر عبر الطريق الذي سلكه قبله قمبيز والإسكندر، مُجتازًا سيناء مارًا بِالعريش والفرما. ثُمَّ توجَّه إلى بلبيس فحصن بابليون الذي كان أقوى حُصون مصر الروميَّة، وما أن سقط حتَّى تهاوت باقي الحُصون في الدلتا والصعيد أمام الجُيوش الإسلاميَّة.
وقد تمَّ لعمرو بن العاص الاستيلاء على مصر بسقوط الإسكندريَّة في يده سنة 21هـ المُوافقة لِسنة 642م. وعقد مع الروم مُعاهدة انسحبوا على إثرها من البلاد وانتهى العهد البيزنطي في مصر، وإلى حدٍ أبعد العهد الروماني، وبدأ العهد الإسلامي بِعصر الوُلاة؛ وكان عمرو بن العاص أوَّل الولاة المُسلمين. تختلف الروايات الإسلاميَّة والقبطيَّة في سرد حوادث الفتح، لكنَّها تجمع على أنَّ الروم استعبدوا المصريين أثناء حُكمهم وجعلوا مصر ضيعة للإمبراطور البيزنطي ومن قبله الروماني، وعُرفت بمخزن غلال روما. وكان اختلاف عقيدة المصريين عن عقيدة الروم سببًا في اضطهادهم من قِبَل الإمبراطوريَّة، فقد اتخذ البيزنطيّون المذهب الخلقدوني الذي ينص على اتحاد الطبيعتين، الإلهيَّة والبشريَّة، في شخص المسيح، اتحادًا غير قابل للانفصام، مذهبًا رسميًّا للإمبراطوريَّة دون غيره، بينما كان المصريّون يأخذون بالمذهب اللاخلقدوني المونوفيزيتي (اليعقوبي)، وقد حاول الروم فرض مذهبهم على جميع الرعايا، فنفر منهم المسيحيّين اليعاقبة، وفضَّلوا الهيمنة الإسلاميَّة كونها تضمن لهم حُريَّة المُعتقد. إعتنقت الغالبيَّة العُظمى من المصريين الإسلام بعد تمام الفتح، وبقي قسمٌ منهم على المسيحيَّة، واستمرَّ هؤلاء يُعرفون بالقِبط أو الأقباط، على الرُغم من أنَّ هذه التسمية كانت تُطلق على المصريين عُمومًا دون تمييزٍ بين مذاهبهم وأديانهم، ومع مُرور الزمن استعرب المصريّون وأصبحت اللُغة العربيَّة لُغتهم الأُم، واقتصرت اللُغة القبطيَّة على الطُقوس والتراتيل الكنسيَّة. وقد قُدِّر لِمصر أن تحتلَّ مركزًا بارزًا ورائدًا في ظل العُهود الإسلاميَّة اللاحقة، فأصبحت مركزًا أساسيًّا من مراكز الإسلام في العالم، كما تزعَّمت حركة القوميَّة العربيَّة في أواسط القرن العشرين الميلاديّ.
 هـــل كان أثنــاء غـــزو مصـــر
 ابن العاص كان يشق الرؤس ويفلق الهامات
 فى عهد عمر بن العاص للمسيحيين ..الوثيقة العمرية
"بسم الله الرحمن الرحيم 
هذا ما أعطى عبد الله أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان:
 أعطاهم أمانـًا لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم وسقيمها وبريئها وسائر ملتها ؛ أنه لاتسكن كنائسهم و لا تهدم ولاينتقص منها ولا من خيرها ، و لا من صليبهم ولا من شيء من أموالهم ، ولا يكرهون على دينهم ، ولا يضام أحد منهم ، ولا يسكن بإيلياء معهم أحد من اليهود ، وعلى أهل إيلياء أن يعطوا الجزية كما يعطى أهل المدائن ، وعليهم أن يخرجوا منها الروم واللصوص ، فمن خرج منهم فإنه آمن على نفسه وماله حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن أقام منهم فهو آمن وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية ، ومن أحب من أهل إيلياء أن يسير بنفسه وماله مع الروم (ويخلى بيعهم وصلبهم) ، فإنهم آمنون على أنفسهم وعلى بيعهم وصلبهم ، حتى يبلغوا مأمنهم ، ومن كان بها من أهل الأرض قبل مقتل فلان فمن شاء منهم قعد وعليه مثل ما على أهل إيلياء من الجزية، ومن شاء سار مع الروم ، ومن شاء رجع إلى أهله فإنه لايؤخذ منهم شىء حتى يحصد حصادهم، وعلى ما في هذا الكتاب عهد الله وذمة رسوله وذمة الخلفاء وذمة المؤمنين إذا أعطوا الذي عليهم من الجزية .
 شهد على ذلك: خالد بن الوليد ، وعمرو بن العاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، ومعاوية بن أبي سفيان . وكتب وحضر سنة خمسة عشرة هـ .


نشهد نحن المسيحيين أن المسلمين هم حماة مصر 
نشهد ان المسلمين اصحاب فضل علينا جميعا حيث ان عمرو بن العاص الفاتح هو الذى انقذ مصر من ظلم و اجرام الرومان الذين كانوا يقتلونا و يعذبونا - فجاء عمرو بن العاص المسلم و انقذنا و حمانا و اكرمنا و حافظ على كنائسنا و كل شيئ ... لذلك فان المسلمين اصحاب فضل ... لذلك ارجو من كل اصدقائى و اخوانى و جيرانى المسيحيين ان يتركوا التعصب الاعمى و ان نفتح قلوبنا للمسلمين ....



بعد المشهد الشهير لبابا الأقباط الارثوذكس "تواضروس الثاني" وهو يشارك المجلس العسكري في الإطاحة بالرئيس المنتخب "محمد مرسي"، الرئيس المسلم لدولة دينها الإسلام، ومشاركة الكنيسة في صياغة نسخة معدلة من دستور 2012،ثم التصريحات المتتالية لعدد من الصحف ووسائل الإعلام يتحدث فيها "تواضروس" بصفته رجل دولة وليس رجل دين، وكأنه أحد كبار المسئولين في الدولة ، أو واحد من حكامها الفعليين.
كما في حواره الصحفي مع جريدة "الموندو" الأسبانية، حين قال : أن مبارك أدى عقوبة 4 سنوات في السجن وهذا يكفي جدا بجانب كبر سنه.
وعن رأيه في عودة الإخوان للإندماج في الحياة السياسية ،حيث تكلم تواضروس بثقة عجيبة قائلا :" لن نسمح للإخوان بالعودة للحياة السياسية مرة ثانية إلا بشروط" 
 ● كثرت التساؤلات والشكوك حول دور الكنيسة المصرية في الحياة السياسية، وكيف أصبحت مؤسسة فوق القانون؛ لا يمكن الرقابة على أموالها،ولا تتبع مصادر ثروتها ، تمتلك الآلاف من الأفدنة في أديرتها المختلفة، وتتمتع بمزايا حكومية لا تتوافر لمؤسسة أخرى سوى مؤسسات الجيش، من حقها الإشراف على الدستور المصري والإعتراض على ما تشاء من مواد، ويطالب قادتها بكوتة ثابتة لهم في جميع مجالس الدولة ومؤسساتها، بل ويغدو ملف مياه النيل وسد النهضة أخطر ملفات الأمن القومي المصري في يد الكنيسة المصرية تشرف عليه. 
وصار السؤال المنطقي الذي يشغل بال المصريين : هل أصبحت الكنيسة المصرية دولة داخل الدولة؟!!!
 للإجابة على هذا السؤال ، لابد أن نرجع قليلا إلى الوراء ، لتفنيد أحد أشهر مزاعم أقباط مصر التاريخية بأنهم أصحاب الارض الأصليين ، وأن مسلمي مصر هم الوافدون عليها.
 ● فهل بالفعل أقباط مصر هم أصحاب الأرض الأصليين ،والمسلمون وافدون عليهم؟!! 
هنا لابد لنا أن نستعير مقولة الإمام والعالم الجليل "محمد الغزالي" حين قال : إن من ألوان الحرب التى تشن الآن ضد الإسلام اعتباره طارئا على البلاد. 
وفد عليها مع فاتحين غرباء، ثم استقر فيها على كره من أصحابها الأصلاء!!. 
وهذه مزاعم مضحكة، فإن كلتا الديانتين جاءت مصر من الخارج. 
فليست مسيحية عيسى صناعة محلية يجب -لتشجيعها ـ أن توضع العوائق أمام ما قد يزاحمها من واردات أخرى ! كلا ولو كان من حق أهل بلد ما أن يطردوا الأفكار الغريبة عن بيئتهم لأنها ليست أفكار مواطنين أصلاء، لوجب إخراج المسيحية والإسلام معا من مصر، ولوجبت إعادة البلد على عجل إلى حظيرة الوثنية المحضة التى تعبد فيها الأصنام وتقدس العجول. 
فإن الوثنية هى الديانة التى عرفها تاريخنا آلاف السنين، إنها بضاعتنا العريقة. أما الإسلام فقد جاء به عرب غرباء. وأما المسيحية فقد جاء بها ـ كذلك ـ رومان غرباء".
 من البدايـــــــــة: 
 ● كانت مصر ولاية رومانية تابعة مباشرة لروما منذ عام 31 ق.م، حين استولى الرومان عليها وقضوا على حكم البطالسة فيها. وتسربت الديانة المسيحية إلى مصر في القرن الثاني الميلادي، وظلت تحت حكم الإمبراطورية الرومانية ما يزيد عن ستة قرون، إلا أنه كان حكما مستبدا متعسفا ،يعتبر مصر بقرة حلوب يسعى لإستنزافها بشتى الطرق، وبأنواع شتى الضرائب ، فعانى المصريون ويلات من الظلم والتعسف والضرائب الباهظة.
 ● وقد انقسم أقباط مصر إلى : 
 1- يعاقبة : وهم معظم أهل مصر من القبط، وهم من يقولون بأن للمسيح طبيعة واحدة هي الألوهية، وفيها تكونت طبيعته البشرية
 2-الملكانيون : وهم حزب الإمبراطورية البيزنطية، و شعارهم ازدواج طبيعة واحدة؛ فالألوهية طبيعة وحدها، والناسوت طبيعة وحده، ويكفر أصحاب هذا المذهب ويضطهدون كل من خالفهم الرأي من بقية أقباط مصر اليعاقبة.
 ● وقد احتدم الصراع بين أنصار مذهب اليعاقبة السائد في كثير من بلاد الإمبراطورية البيزنطية، وبين الإمبراطورية نفسها ذات المذهب المخالف، وتفننت الإمبراطورية في معاقبة المخالفين لمذهبها.
 ● وتطفح المصادر التاريخية التي تتعرض لهذه الفترة "ما بين ظهور المسيحية حتى انحسار الوجود الروماني والبيزنطي عن منطقة الشرق الأوسط" في مرارة بالأخبار الكثيرة عن هذا الاضطهاد.
 ● الأقباط والفتح الإسلامي : بسبب الإضطهاد البيزنطي والمعاناة المريرة، رأى أقباط مصر في الفتح الإسلامي الأمل بالخلاص مما هم فيه، فساندوه ،ورحبوا به.
وشكلت انتصارات المسلمين وإخضاعهم البلاد نصرًا دينيًّا للأقباط، حيث وضعت نهاية لعذابهم على يد البيزنطيين. ولعل أول عمل قام به عمرو بن العاص بعد استقرار الأوضاع الداخلية، الإعلان بين الناس جميعًا أن لا إكراه في الدين، وأن حرية العقيدة أمر مقدس، فدخلت أعداد ضخمة من أقباط مصر في دين الإسلام.
 الوثيقة العمرية والجزية ..
 • الراهب أنجيلوس النقلوني: إذا كان هناك رعاية للكنائس فلماذا هُدمت الكنائس ويطبق الخط الهمايوني
 • الراهب يسطس الأورشليمي: مَن هو الحاكم الذي ساهم في بناء الكنائس؟
 • محمد فياض : الجزية فرضت على الرجال البالغين بمبلغ زهيد مقابل عدم انضمامهم للجيش
 • أيمن رمزي : التاريخ به نقاط بيضاء وسودا كثيرة ويبقى السؤال كيف نرى التاريخ ؟
 كانت العهدة العمرية ـ بإجماع المنصفين ـ رمزا للتعايش مع المعاهدين من أهل الكتاب ، وهي منذ عصور الإسلام الأولى مدونة لحقوق الإنسان، فقد أعطت الحرية في المعتقد والأمان في المال والأهل والدين لغير المسلمين، ولما كان اليهود أهل ضغائن وشحناء وأذى بتواجدهم مع سكان بيت المقدس فمنعهم عمر من مجاورتهم..

الوثيقــة العمـــرية النـص الصحيح والمراجـــع


ومن بقي من الأقباط على دينه شعروا لأول مرة بالحرية في ممارسة شعائر دينهم. حتى أن البطريرك القبطي "بنيامين" الذي عاد إلى الإسكندرية بعد أن قضى ثلاثة عشر عامًا لاجئًا متخفيًا قال لأتباعه:
 "عدت إلى بلدي الإسكندرية، فوجدت بها أمنًا من الخوفواطمئنانًا بعد البلاء، وقد صرف الله عنا اضطهاد الكفرة وبأسهم". 

أقبــاط مصـــر في العصـــر الحــــديث:    
جمـــال عبد الناصر والأقبــــاط : 
بدأ عبدالناصر عهده بعلاقة قوية مع الكنيسة المصرية، كما توطدت علاقة الصداقة بينه وبين البابا "كيرلس" ضمن من خلالها عبد الناصر ولاء الكنيسة ودعمها له،ولم تشهد علاقة الرئاسة بالكنيسة في تلك الحقبة أي صدام. ويعتبر أقباط مصر عهد "عبد الناصر" هو العهد الذهبي لهم. 
وقد رحب "عبد الناصر" بإنشاء كاتدرائية كبرى جديدة لأقباط مصر وخصص 100 ألف جنيه للبناء. واستهل خطابه للكنيسة والأقباط في 24 يوليو 1965 أثناء وضع حجر الأساس بحي العباسية بكلمات ألهبت مشاعر المسيحيين.


.الســـــادات والأقبـــــاط.
لم يأتِ الاصطدام مبكرا بين السادات والبابا شنودة،
وبخاصة أن "السادات" لم يكن في حاجة لتوسيع رقعة أعداءه، حيث كان في حرب فعلية مع مراكز القوى للحقبة الناصرية، إلا أن قرار السادات بإطلاق يد الجماعات والتيارات الإسلامي لمحاربة التيار اليساري والشيوعي كانت أولى اسباب غضب الكنيسة المصرية من السادات. السادات في الكاتدرائية يصلي الظهر ، بينما بابا الأقباط يتلو صلواته ....



وعلى الرغم من أنه لا يوجد توثيق دقيق لأسباب اشتعال فتيل الفتنة بين المسلمين والمسيحيين وبخاصة في صعيد مصر ، إلا أن النار قد اشتعلت بالفعل، وكان السادات يرى للبابا "شنودة" يدا في إشعالها. 
 ومما زاد الطين بلة هو تسجيل شنودة رفضه لإتفاقية السلام مع إسرائيل "كامب ديفيد" ووصل الأمر ذروته عندما قام الرئيس "السادات" بزيارة إلى أمريكا، فنظم الأقباط المصريين هناك مظاهرة مناهضة لـ"السادات" رفعوا فيها لافتات تصف ما يحدث للأقباط في مصر بأنه اضطهاد وهنا ظن "السادات" بأن البابا "شنودة" يتحداه، فكان قرار أجهزة الأمن للبابا بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعي ؛الأمر الذي رفضه البابا ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قرارا بدوره بعدم الاحتفال بالعيد في الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين من الدولة للتهنئة. 
 وانتهى الأمر بقطيعة فعلية عندما كتب "شنودة" في رسالته التي طافت كل الكنائس قبيل الاحتفال بالعيد أن هذه القرارات جاءت "احتجاجا على اضطهاد الأقباط في مصر"،مما دفع "السادات" في أيامه الأخيرة في سبتمبر عام 1981 لإصدار قراره بالتحفظ على 1531 من الشخصيات العامة المعارضة، وكان مصير البابا هو تحديد إقامته في الدير بوادي النطرون.
.. مبـــــارك والأقبـــــــاط ..

تقلد مبارك مقاليد الرئاسة في 14 أكتوبر 1981 حيث قام في 1985 بالإفراج عن المعتقليين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم وقابل بعضهم وكان منهم "البابا شنودة"، ومنذ هذا اللقاء بدا واضحا أن سياسة "مبارك" هي التقرب من الأقباط والتودد لهم.
وكان لديانة "سوزان ثابت" المسيحية زوجة الرئيس، دورا هاما في إعطاء الكنيسة المصرية حجما أكبر من حجمها، وبات للكنيسة ورعاياها امتيازات لا يحصل عليها غالبية الشعب المصري المسلم. 
 وقد حمى نظام مبارك الاستقلال المالي للكنيسة، وتجاهل جميع الطلبات المقدمة للكشف عن ميزانية الكنيسة ومصادر تمويلها ، كما سمح مبارك للكنيسة بتجاهل أحكام القضاء، ففي يونيو 2010 حينما كان البابا شنودة الثالث قائدًا للكنيسة، رفض تطبيق حكم المحكمة الإدارية العليا الذي ينص على أنه يجب على الكنيسة أن تسمح بإعادة زواج الأقباط الذين حصلوا على حكم قضائي بالطلاق ، كما رفضت الكنيسة أيضًا طلبًا بأن يتم السماح لمؤسسات الدولة بمراقبة ميزانيتها وأنشطتها. وقد استغل مبارك الكنيسة للعب بورقة الطائفية وإستخدامها كمبرر لقمع وإرهاب التيارات الإسلامية، وكانت ورقة الطائفية هي أحد مبرراته للمكوث ما يقرب من ثلاثين عاما في حكم مصر. وكل فترة كان يبرز على السطح حادثة أو أخرى ضد الاقباط تزيد من خوفهم وتدفعهم للإرتماء أكثر في أحضان الدولة المصرية، وقد تبين فيما بعد أن غالبية الحوادث الطائفية من مهاجمة كنائس وقتل أقباط في عهد مبارك كانت بتدبير من أمن الدولة وقتها، و أشهرهم حادثة كنيسة القديسيين.


الأقبــــاط وثورة ينــــــاير:
جاءت ثورة يناير ،والكنيسة على عهدها من تقديم فروض الولاء والطاعة لدولة مبارك العميقة، وفي مقابلها الحصول على إمتيازات لا تحصل عليها أقلية أخرى في دولة من دول العالم، ففي عام 2012 كشفت أول إحصائية رسمية لعدد الأقباط،أجراها الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء التابع للدولة، أن عددهم 5 ملايين و130 ألفاً ، من إجمالي عدد سكان يبلغ 94 مليون نسمة، أي بنسبة تعدل 4.7% من عدد السكان.
 وأشار الجهاز المركزي إلى أن أقباط مصر هم الأعلى اجتماعياً والأكثر هجرة والأقل فى الإنجاب. ومع ذلك كان هناك مشاركة ضعيفة من الأقباط في ثورة يناير،تكاد تقتصر على جيل الشباب، ولم يبرز دور الاقباط بوضوح في الحياة السياسية مرة ثانية سوى في حادثة ماسبيرو للاعتراض على هدم كنيسة بقرية المريناب ،ثم في إنتخابات جولة الإعادة بين مرسي وشفيق ،حيث تم حشد الأقباط وتعبئتهم شعبيا للتصويت للفريق 'أحمد شفيق" بزعم الخوف من التيارات الإسلامية.




الكنيســة والرئيس محمــد مرســي:
شهدت الفترة التي أعقِبت انتخاب الرئيس "محمد مرسي" في يونيو 2012، نشاطا سياسيا ملحوظا من زعماء الكنيسة المصرية ،أكثر من أي وقت مضى. 
وبات الأساقفة وزعماء الكنيسة ضيوفا دائمين على برامج وفضائيات مهاجمة مرسي وجماعة الإخوان. و على الرغم من تقديمه كافة التطمينات لأقباط مصر، إلا أن الكنيسة لعبت وباقتدار دور الشوكة في ظهر نظام حكم "مرسي" ، وبات ذلك واضحا في دستور 2012م ، من خلال ضغوط الكنيسة المتتالية ثم انسحابها أخيرا. وتوج دور الكنيسة بدعم الإنقلاب العسكري للإطاحة بالرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو 2013.
شاهد ماذا قال الرئيس محمد مرسى عن الاقياط 
 حول تطبيق الشريعة و دفع الجزية






الأقبـــاط وتظــــاهرات 30 يونيـــو:
شهدت تظاهرات 30 يونيو أكبر مشاركة للأقباط في تاريخ مصر، حيث بدا الحشد لها منظما وشوهدت عشرات الحافلات التي تقل أقباط مصر من أمام ابواب الكنائس ،وقد أعلنت كافة تنظيمات الاقباط السياسية مشاركتها في التظاهرة ودعمها الكامل لها. وتوج هذا المشهد بمشاركة تواضروس في التحضير لعزل الرئيس "محمد مرسي" بالإشتراك مع شيخ الازهر وقيادات حزب النور والأحزاب العلمانية والليبرالية في مصر.



الاقبـــاط و الإنقــلاب العســكري

منذ اللحظة الأولى لظهور تواضروس في مشهد الإنقلاب العسكري على الرئيس المنتخب، لاح في الأفق دور جديد للكنيسة المصرية هو الأكبر على الإطلاق ،على مدار تاريخها السياسي، فقد شاركت الكنيسة في اللجنة التي كُلفت بصياغة نسخة معدلة من دستور 2012 ،كما أيد البابا تواضرس الثاني مشروع الدستور الجديد، وكتب مقالًا في صحيفة الأهرام المملوكة للدولة داعيًا المصريين للموافقة على الاستفتاء المزمع اقامته في يناير2014، كما شجع السيسي على خوض الانتخابات الرئاسية واصفًا ذلك بالواجب الوطني. فلم تقصر الكنيسة إذن في دعم الإنقلاب بشتى الصور، بدء من الحشد للتظاهرات التي اتخذت ذريعة له، إلى الدعوة للتصويت لدستور العسكر في 2014 "حيث نعم تزيد النعم" إلى الحشد للتصويت للفريق "عبد الفتاح السيسي" الذي اعتبرته الكنيسة الحامي والمخلص لمصر كما جاء في كتابهم المقدس.
وطبعا في المقابل ،نجد من السيسي حفاوة ودعما غير مسبوقين لدور الكنيسة، من الإشراف على تعديل الدستور، إلى الإدلاء بالرأي في كافة قضايا الدولة الحساسة والمصيرية، إلى حضور قداس أعياد الميلاد ،وخطابه الذي يعد تزلفا ونفاقا لمؤسسة يعتبر السيسي رضاها عنه : أحد مسوغاته للتعيين ،التي يحتاجها الغرب منه.
 وبالتالي فمن الطبيعي أن نستمع لتصريحات صادرة عن قيادة دينية كالبابا تواضروس ،وكأنه واحد من كبار مسؤولي الدولة ، ونرى دورا متعاظما للكنيسة ،وإستقلالا لها ،تبدو معه ، وكأنها دولة داخل الدولة.
باحث قبطي: هذه أهداف الكنيسة المصرية
 من الانخراط في السياسة


نشر موقع (isn)السويسري تقريرا لجورج فهمي, الباحث في منتدى البدائل العربي للدراسات في القاهرةأكد فيه: "إن انخراط الكنيسة القبطية المصرية في الشأن السياسي خلال الآونة الأخيرة أضر بالكنيسة ومجتمع الأقباط في البلاد".
 وقال الباحث القبطي: "على مدى عقود، كانت الكنيسة وثيقة الصلة بالنظام وبمثابة الصوت السياسي الوحيد للطائفة القبطية المصري, لكن بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، تجزأ هذا الصوت مع انخراط الأقباط في السياسة بأنفسهم" وأضاف فهمي "بعد انتخاب مرسي رئيساً للبلاد، أصبح قادة الكنيسة أيضاً أكثر نشاطاً في ميدان السياسة، والأهم من ذلك هو تأييد بطريرك الكنيسة، البابا تواضروس الثاني، التدخل العسكري ضد مرسي في يوليو 2013" وتابع "مع انتخاب السيسي رئيساً للبلاد، حاولت الكنيسة إعادة ترسيخ نفسها باعتبارها الصوت الموحّد للأقباط في مصر.
بيد أن هذا الدور ينطوي على بعض المخاطر، فبدلاً من توحيد المسيحيين في مصر تحت قيادتها، ينبغي على الكنيسة الانسحاب من المجال السياسي، والسماح للأقباط بالدفاع عن مصالحهم بأنفسهم من خلال الانضمام إلى الأحزاب والحركات السياسية"، بحسب الباحث. وأكد على ضرورة تركيز الكنيسة على كونها إحدى مؤسسات المجتمع المدني التي تدافع عن المُثُل العالمية، مثل حقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية، وعلى دعم المشاريع التنموية لكلٍّ من المسلمين والمسيحيين". 
 وأوضح الباحث "أن الكنيسة القبطية كانت تبتغي من وراء الانخراط المجال السياسي تحقيق هدفين، هما:
 (1) الحفاظ على استقلالها في مواجهة مؤسسات الدولة.
(2) واحتكار الحق بالتحدّث باسم الأقباط, وقد دافع نظام مبارك عن كلا المصلحتين لصالح زعامة الكنيسة".

▬▬▬▬▬▬▬ ●●●ஜ۩۞۩ஜ●●● ▬▬▬▬▬▬▬



ليست هناك تعليقات: