ما سر عداء السيسي للمغرب ، وتقربه من الجزائر؟!

يفترش ضابط جيش مصري الأرض، يجلس داخل حلقة بها مجموعة من شباب جبهة البوليساريو ، في الصحراء المغربية ، يحدثهم الضابط عن التمسك بحقهم في ملكية الارض والمطالبة بها ، يبدو منفعلا وهو يضرب بكفيه قائلا : "الموقف هنا لابد أن يستغل جيدا ، وان الموقف هنا يعني أن الأرض أرضكم ، ولا أحد يستطيع نزعها منكم"
يقال أن ذلك الفيديو هو السبب في الازمة الأخيرة بين مصر تحت حكم الإنقلاب العسكري ،ودولة المغرب الشقيقة، وقد أكدت الرباط على أن الإنقلاب العسكري قد أرسل وفدا للجزائر لحضور مؤتمر دولي لدعم جبهة البوليساريو، وأدانت المغرب ذلك الفعل بشدة،بينما لم تنفه مصر.
وتطورت الازمة إلى مغادرة الوزير "سعد العلمي" السفير المغربي بالقاهرة وعودته لبلاده.
ويجدر الإشارة هنا إلى العديد من الأخطاء الفاحشة التي وقع فيها الإعلام المصري في حق المغرب حكومة وشعبا،
وكلنا نذكر التصريحات الرعناء للمذيعة المصرية السفيهة "أماني الخياط" وللتي ادعت فيها كذبا أن الإقتصاد المغربي قائم على الدعارة ، وأن بها أعلى نسبة لمرضى الإيدز ، وهي كذبات مفضوحة لا أساس لها من الصحة،
ومع ذلك فإن الفيديو الذي يظهر تدخل الجيش المصري لدعم مقاتلي البوليساريو وعدم نفي مصر لذلك التوجه هو الأساس في تلك الأزمة،
وقد اتضحت بوادرها في تقرير إعلامي لتليفزيون المغرب الحكومي ، يصف فيه ما حدث في مصر يوم الثالث من يوليو بإنقلاب عسكري عنيف أعقبه مذابح قتل فيها المعارضين واعتقل الآلاف ، وان "عبد الفتاح السيسي" قائد الإنقلاب العسكري قد اغتصب الحكم من الرئيس الشرعي "محمد مرسي" وهو ما يعد طعنا صريحا في شرعية نظام مهترئ أساسا يتسول شرعيته بتقديم التنازلات المريرة لكل من حوله من الجيران.
• فما هي قضية الصحراء الغربية؟
• ولماذا يسعى النظام الإنقلابي في مصر لدعم "جبهة البوليساريو" ومعاداة المغرب؟
أطــراف القضـــية :
● الصحراء الغربية: تقع في غرب أفريقيا على المحيط ،يحدها من الشمال المغرب ومن الشرق الجزائر ومن الجنوب موريتانيا ومن الغرب المحيط الأطلسي. تبلغ مساحتها (266) ألف كم2، وتنقسم إلى قسمين هما: الساقية الحمراء شمالا، ووادي الذهب جنوبا. وموقع الصحراء الممتد على طول الواجهة الغربية للساحل الأطلسي قد منحها موقعا جيو-استراتيجيا مهما. كيف بدأت الازمة؟
● أزمة الصحراء الغربية بدأت قبل انسحاب الاستعمار الإسباني منها عام 1975، إذ طالب المغرب باسترجاع الصحراء الغربية من الاحتلال الإسباني معتبرا أنها جزء من أراضيه، واثناء المفاوضات الإسبانية مع المغرب طالبت موريتانيا بجزء من الصحراء بدعوى أن للسكان تقاليد شبيهة بالتقاليد الموريتانية،وكعادة الإستعمار دوما ، فقبيل رحيل الأسبان دعموا مجموعة من المقاتلين وساهموا في تكوين جبهة تطلق على نفسها اسم الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب والمعروفة باسم البوليساريو (بالإسبانية: Polisario) وهي التي تسعى إلى إقامة دولة جديدة منفصلة في منطقة الصحراء الغربية ،فيما تعرف باسم الجمهورية العربية الصحراوية.
●جبهة البوليساريو : تأسست في 10 مايو 1973،وفي هذه الفترة من سبعينيات القرن الماضي قد تزايد الاعتراف بها دوليا. واعتبرت الجبهة هي الممثل الشرعي بالنسبة للأمم المتحدة منذ 1979 للصحراء الغربية وهي عضو في الأممية الاشتراكية ، وعضو في الإتحاد الإفريقي.
● المغرب : طوال الفترة السابقة لم تتنازل مطلقا عن حقها في الصحراء الغربية ، فهي تنظر إليها باعتبارها جزء من أراضي المملكة المغربية،اقتطعها الاستعمار الأوروبي منها، وهي حقيقة تاريخية مثبتة.
● موريتانيا : في البداية طالبت بالجزء الجنوبي من الصحراء الغربية "إقليم الداخلة"، ثم ما لبثت أن تراجعت عن مطلبها بعد عمليات هجومية قادتها جبهة البوليساريو ضد الاراضي الموريتانية، وبعد عدد من الإنقلابات العسكرية التي أضعفت موريتانيا سياسيا، فتنازلت لصالح المغرب، وتم توقيع اتفاق سلام بينها وبين الجبهة.
● الجزائر :تصر الجزائر على أن تُظْهر للعالم دفاعها عن حق الشعب في الصحراء الغربية لتقرير مصيره ، ومظاهر دعمها لجبهة البوليساريو ونزعتها الإنفصالية لا تخفى على أحد. والحقيقة أن الجزائر تدافع ليس عن حق الشعوب في تقرير مصيرها، بل عن الحدود التي ورثتها عن الإستعمار الفرنسي . فالحدود الشرقية بين الجزائر والمغرب لم يُعترف بها دوليا، وهي تسعى لتفعيل التوجه للإبقاء على الحدود الموروثة عن الإستعمار، وذلك بدعم جبهة البوليساريو للإنفصال عن المغرب.
كما انه من مصلحة الجزائر أن تبقي حدودها مع دويلة ضعيفة تدور في فلكها سياسيا ، تحت اسم "الجمهورية العربية الصحراوية".
● أسبانيا : تعلن أنها مهتمة بالنزاع، وتؤيد الوصول إلى حل متوافق بشأنه بين جميع الأطراف طبقا لقرارات الأمم المتحدة، إلا أنها تدعم جبهة البوليساريو وتؤيد سعيها نحو الإنفصال.
● مصر الإنقلاب : سعت مصر بعد الإنقلاب العسكري للتقارب مع دولة الجزائر طمعا في إمدادها بما تحتاج إليه من الغاز الطبيعي ،وكذلك لوجود ثمة توافق ظاهري بين النظامين : الإنقلابي المصري والجزائري ، فنظام الحكم في الجزائر يميل للإستبداد ،الرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" رئيسا للجزائر منذ عام 1999 وهو أطول الرؤساء استمرارا في الحكم، وهو الذي يتشبث ببقائه في حكم الجزائر على الرغم من حالته الصحية المتردية ، وعمره الذي تجاوز السابعة والسبعين ،كما أن النظام الجزائري له تجربة سابقة تعادي أي توجه إسلامي ويسعى لوأد الحركات الإسلامية به.
● بينما تبدو دولة المغرب الملكية والتي تسعى نحو الديمقراطية منذ تولي ملكها الشاب "محمد السادس" الذي قرر تقاسم السلطة بينه وبين الشعب، وأقام إنتخابات برلمانية حرة في عام 2011 أسفرت عن فوز حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي بالمرتبة الأولى، وبالتالي أصبح من حقه تشكيل الحكومة، التي عينها الملك محمد السادس يوم 3 يناير 2012. وضمت هذه الحكومة 31 وزيرا، منهم 11 وزير من العدالة والتنمية بما فيهم رئيس الحكومة "عبد الإله بن كيران". وبالتالي فالمغرب بتوجهها الديمقراطي وحكومتها الإسلامية هي ابعد ما تكون عن النظام الإنقلابي في مصر، ومع ذلك فقد اعترفت المغرب
في البداية بشرعية الإنتخابات الهزلية التي أسفرت عن تولي "عبد الفتاح السيسي" رئاسة الجمهورية ، و قد أرسلت وزير خارجيتها "صلاح الدين مزوار" في حفل تنصيب "السيسي" رئيسا.
● ثم ما لبثت أن توالت الأخطاء الفادحة من الإعلام الإنقلابي ، والذي بدا كأن هناك يدا تحركه للنهش في دولة اعترفت بوجود الإسلاميين بها ، بل وتوليهم المناصب الحكومية.
● وانتهى الأمر بالطامة الكبرى والتي تمثل تخطيا لكافة الخطوط الحمراء لدى المغرب، حيث قامت قوات الإنقلاب المصرية بدعم جبهة البوليساريو الإنفصالية ، وهو ما تعتبره المغرب اعتداء على سيادتها ،و انتهاكا لحقها في أراضي الصحراء الغربية ،
● فكان من الطبيعي أن يأتي الرد المغربي : بفضح حقيقة الإنقلاب العسكري، والتنديد بجرائمه ، والإعتراف بشرعية الرئيس محمد مرسي والذي أتت به إنتخابات حرة نزيهة ، كما حدث في التقرير الإعلامي المغربي مع أول أيام العام الحالي 2015 ، والذي أعقبته بالطبع موجات من هجوم طفولي شنته فضائيات الإنقلاب و ووسائل إعلامه المختلفة ،ثم توالى التصعيد حتى انتهى بمغادرة السفير المغربي للقاهرة عائدا لبلاده. الأراضي المحررة من الصحراء الغربية تحت سيطرة جبهة البوليساريو
جبهة البوليـــساريو تهدد وجيش المغـــــــــرب يستعد !!
القوات المسلحة الملكية المغربية - جيش الأبطال
هزائم الجيش المغربي و انتصارات الجيش الصحراوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق