الإسلاميون والعسكر والعلمانيون
.. لم يتفقوا إلا على تقوى أمريكا ..
(عبـــادة أمريكــا هي الشــرك المعــاصر )
.. لم يتفقوا إلا على تقوى أمريكا ..
(عبـــادة أمريكــا هي الشــرك المعــاصر )
.. عبادة أمريكا هي الشرك المعاصر ..
أي مطالع للقرآن الكريم، سيكتشف ببساطة أن قضية الكفر والإيمان، هي موضوع هذا الكتاب المنزل من عنده - تعالى- ، وكل ما ورد فيه من معان، وقصص، وشرائع، وأحكام، هي تفرعات من هذه القضية الأصلية .
وفي السنوات الأخيرة، شنت القوى العلمانية اللادينية التي تهيمن على البلاد، وفي إطار السيطرة الغربية؛ شنت حملة شعواء على فكرة الكفر والتكفير؛ فأخذ الإسلاميون موقفًا دفاعيًّا، فكفوا عن الحديث عن "الكفر"؛ ليثبتوا أنهم عصريون ومستنيرون!! ونسوا أن إسقاط قضية الكفر من الخطاب؛ سيؤدي بالضرورة إلى إسقاط قضية الإيمان؛ لأن المسألتين متلازمتين، كـ: الليل، والنهار؛ الخير والشر، ... إلخ، فأصبح خطاب التيار الإسلامي مائعًا، سياسيًّا تقليديًّا، لا يفرق بينهم وبين باقي الأحزاب العلمانية؛ وكان هذا هو سبب ظهور تيارات متطرفة، كرد فعل لهذه المهزلة تغالي في مسألة التكفير. في حين أن الموقف الوسط، هو الموقف الإسلامي الصحيح.
ومن الملاحظات المهمة، أن مصطلح "تكفير" غير موجود في القرآن الكريم.
الإسلام لا يسعى لتكفير أحد، ولكن الكفار، هم الذين يفصحون عن أنفسهم بالأقوال والأفعال، وكذلك المشركون، وهؤلاء هم الذين يتصدى لهم المسلمون بالمواجهة الفكرية، ثم بالدفاع المسلح إذا اعتدوا على المؤمنين، وهذا ما نعنيه بالموقف الوسط، أن نواجه فكر معسكر الكفر بالفكر، وأن نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية دون خوف أو وجل، سواء على المستوى الوطني، أو الإقليمي، أو العالمي.
لقد أهدانا الله -سبحانه وتعالى- المنهج من خلال القرآن الكريم، بل وحذرنا في أكثر من موضع بالقرآن الكريم مما نسميه اليوم (تكفير)، أي الاستسهال في اتهام الناس بالكفر، كما ورد مثلاً في سورة النساء (94): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).
أهدانا الله المنهج، وأمرنا أن نعمل عقولنا التي تميزنا عن كثير من المخلوقات، فالقرآن دليل وإرشاد؛ لتستخدمه عقولنا، لا لإلغاء العقول!! ففي كل عصر لابد للمسلمين أن يحددوا أعداءهم، أئمة الكفر، الطاغوت الأكبر الذي يتعين مواجهته.. وهذه مسألة من الوضوح بمكان لا تحتاج لكهنوت، أو لاجتهاد كبار العلماء، وهي مسئولية كل مؤمن لا يمكن أن يتهرب منها، بمعنى أنه إذا زاغ العلماء في عصور الانحطاط؛ فإن الأمة لا تسير وراءهم؛ لأن (الحق أبلج والباطل لجلج).
ونحن لدينا أزمة علماء، فهل نضيع الدين بسبب ذلك؟!، في عهد مبارك في عقده الأخير، لم يوجد إسلاميون يطالبون بإسقاط حكمه؛ لأنه حكم غير شرعي، إلا نحن وجبهة علماء الأزهر، وأرجو أن نعرف رأي العلماء الأجلاء في هذه الدراسة بعد اطلاعهم عليها.
لقد ضاع الدين المسيحي؛ عندما أصبح رهينة رجال دين لا يسمحون لأي أحد من الرعية أن يشاركهم في الرأى، بل لقد منعوا طباعة، وتوزيع، وقراءة الإنجيل، وكانت عقوبة العثور على نسخة من الإنجيل في بيت مواطن تصل إلى الإعدام، أو السجن المؤبد. وكان هذا من أسباب نشوء حركة الاحتجاج لمارتن لوثر كينج (البروتستانتية).
وتحديد العدو الأول في الإسلام في عصرنا الراهن، لا يحتاج إلى اجتهاد عويص، أو تفكير عميق؛ ومن لا يريد أن يعلن ذلك، فهو خواف، أو جبان، أو هارب من الميدان. وهذا هو سبب شعبية أسامة بن لادن؛ أنه أعلن الحرب على اليهود والصليبية الأمريكية، وهو ليس بعالم أو مجتهد بالمعايير التقليدية، ولكن هذا الموضوع كعنوان عام، كما ذكرنا لا يحتاج إلى دراسات فقهية خطيرة، ولكننا نحتاج لدراسات فقهية فيما دون ذلك التحديد العام .
وتحديد الطاغوت أو أئمة الكفر في الإسلام، موضوع عالمي أي على مستوى الكرة الأرضية، وليس داخل كل بلد على حدة. فالرسول(صلى الله عليه وسلم) أُرسل للعالمين، وقد أصبح الإسلام طرفًا في المعادلة العالمية منذ الوهلة الأولى بالمواجهات مع الإمبراطورية الرومانية في عهد الرسول، وما تبع ذلك من فتوحات على القوتين العظميين في العالم: الرومانية والفارسية. ولكننا نعبر التاريخ سريعًا إلى الوضع الراهن ومنذ عشرات السنين: من هو العدو الأول للإسلام؟ هل يختلف أحد أن أمريكا هي العدو الأول للإسلام، بالتحالف مع اليهود، الذين يتحكمون في النظام الأمريكي ذاته (وعندما نذكر أمريكا في هذه الدراسة، فبرجاء الذكر أن هذا يعني الحلف اليهودي- الأمريكي)، فأمريكا هي القوة الأولى في العالم، وتستخدم معظم قواتها العسكرية؛ لمحاربة الإسلام بعد أن ورثت النفوذ الفرنسي – البريطاني.
وإذا كانت دار الإسلام تمتد من المغرب حتى إندونيسيا؛ فإن معظم القوات الأمريكية منتشرة في هذه المنطقة، وهي لا تحارب إلا المسلمين، بعد انسحابها وهزيمتها في أمريكا اللاتينية، ومعظم القارة الآسيوية.
أمريكا تدعم إسرائيل بأحدث الأسلحة، وهي تضمن الحفاظ على أمنها في إطار التحالف الاستراتيجي، ولكن أمريكا حاولت احتلال العراق بالفعل، واستمرت به عدة سنوات، وهناك احتمال كبير لعودتها مع بوادر أزمة داعش. وأمريكا احتلت أفغانستان، وهي على وشك الانسحاب منها، ولكنها تترك بعض القوات والقواعد هناك. أمريكا تشن غارات جوية على باكستان، واليمن، والصومال تحت شعار ضرب تنظيم القاعدة وطالبان؛ أمريكا قصفت ليبيا؛ بزعم دعم الثورة الليبية، وتسعى للهيمنة على هذا البلد.
أمريكا لها تعاون عسكري مع المغرب، والجزائر، وكان لها قاعدة في تونس أيام زين العابدين بن علي، ولا نعرف مصيرها الآن، أمريكا وإسرائيل كانا وراء انفصال جنوب السودان، وهما وراء محاولة فصل دارفور أيضا، أمريكا لها قواعد عسكرية في أفريقيا وقيادة عسكرية لأفريقيا، ومن ذلك قاعدة في جيبوتي.
لأمريكا قاعدة خطيرة في المحيط الهندي (دييجوغارسيا)، وهي قريبة من الخليج وباكستان؛ لأمريكا قواعد في كل دول الخليج الستة، ومصر، والأردن، وكان لها تسهيلات عسكرية في عهد علي عبد الله صالح ولاتزال مستمرة.
ولأمريكا قواعد وتسهيلات في بلاد وسط آسيا الإسلامية، مثل: أذربيجان وقرجيزيا؛ أمريكا كانت وراء فصل تيمور الشرقية عن إندونيسيا، وتهدد أمريكا دائما بقصف إيران وسوريا، وهي الآن تهدد بقصف العراق وسوريا؛ لضرب داعش.
وهكذا فإن أكبر آلة حربية في التاريخ لا تعمل إلا ضد المسلمين؛ أما إسرائيل الحليفة، فهي تواصل عملياتها الإجرامية ضد الفلسطينيين في غزة والضفة بدعم أمريكي كامل: سياسي، واقتصادي، وعسكري.
هل توجد قوة عالمية أخرى تحارب الإسلام بكل هذه الضراوة وتتدخل في شئون المسلمين على هذا النطاق الواسع؟ البعض يحاول أن يلفت الانتباه إلى روسيا، ولدينا مشكلة مع روسيا في الشيشان، وتحالف النظام الروسي مع النظام السوري ليس ضد الإسلام، ولكن أولا: هذه علاقة قديمة، وفي إطار الصراع الدولي مع أمريكا على النفوذ في المنطقة، كما أن روسيا لا تقاتل بنفسها في سوريا!! بل أن الوضع في سوريا أصبح مأسويًّا، ومن الصعب الحديث عن ثورة إسلامية الآن في سوريا، كما ثبت أن السلاح الروسي يتسرب إلى المقاومة اللبنانية والفلسطينية، (كصواريخ كورنيت)، الوضع في سوريا ناقشناه في مواضع أخرى، وفي كل الأحوال هكذا لا نجد روسيا في حالة حرب مع المسلمين من المغرب حتى إندونيسيا، بل هي مستعدة للتعاون مع أي دولة إسلامية؛ لتحقيق مصالحها.
وبالتالي لا يمكن مقارنة دور روسيا ( وهي بالتأكيد ليست مع الصحوة الإسلامية) بهذه الحملة الأمريكية الشعواء، الصين لدينا مشكلة مع الأقلية الإسلامية، ولكن مع ملاحظة أن هناك تنظيمات مسلحة تسعى للانفصال عن الصين، ومهما يكن، فنحن أمام مشكلة موضعية، ولسنا في حالة حرب شاملة.
والهند لدينا مشكلة معها في كشمير، ولسنا في حالة حرب شاملة مع الهند.. وهكذا - إذن - العدو الأول، هو أمريكا، ثم أمريكا، ثم أمريكا (ومعها إسرائيل واليهود) وفي ذيلها بعض دول أوروبا التي سلمت قيادها عسكريا لأمريكا، ووفرت على نفسها المجهود الحربي؛ لذلك تشارك مع أمريكا في حروبها بصورة رمزية، ولكن مع الدعم السياسي الكامل.
وفي السنوات الأخيرة، شنت القوى العلمانية اللادينية التي تهيمن على البلاد، وفي إطار السيطرة الغربية؛ شنت حملة شعواء على فكرة الكفر والتكفير؛ فأخذ الإسلاميون موقفًا دفاعيًّا، فكفوا عن الحديث عن "الكفر"؛ ليثبتوا أنهم عصريون ومستنيرون!! ونسوا أن إسقاط قضية الكفر من الخطاب؛ سيؤدي بالضرورة إلى إسقاط قضية الإيمان؛ لأن المسألتين متلازمتين، كـ: الليل، والنهار؛ الخير والشر، ... إلخ، فأصبح خطاب التيار الإسلامي مائعًا، سياسيًّا تقليديًّا، لا يفرق بينهم وبين باقي الأحزاب العلمانية؛ وكان هذا هو سبب ظهور تيارات متطرفة، كرد فعل لهذه المهزلة تغالي في مسألة التكفير. في حين أن الموقف الوسط، هو الموقف الإسلامي الصحيح.
ومن الملاحظات المهمة، أن مصطلح "تكفير" غير موجود في القرآن الكريم.
الإسلام لا يسعى لتكفير أحد، ولكن الكفار، هم الذين يفصحون عن أنفسهم بالأقوال والأفعال، وكذلك المشركون، وهؤلاء هم الذين يتصدى لهم المسلمون بالمواجهة الفكرية، ثم بالدفاع المسلح إذا اعتدوا على المؤمنين، وهذا ما نعنيه بالموقف الوسط، أن نواجه فكر معسكر الكفر بالفكر، وأن نسمي الأشياء بأسمائها الحقيقية دون خوف أو وجل، سواء على المستوى الوطني، أو الإقليمي، أو العالمي.
لقد أهدانا الله -سبحانه وتعالى- المنهج من خلال القرآن الكريم، بل وحذرنا في أكثر من موضع بالقرآن الكريم مما نسميه اليوم (تكفير)، أي الاستسهال في اتهام الناس بالكفر، كما ورد مثلاً في سورة النساء (94): (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَىٰ إِلَيْكُمُ السَّلَامَ لَسْتَ مُؤْمِنًا تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ مَغَانِمُ كَثِيرَةٌ ۚ كَذَٰلِكَ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَتَبَيَّنُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا).
أهدانا الله المنهج، وأمرنا أن نعمل عقولنا التي تميزنا عن كثير من المخلوقات، فالقرآن دليل وإرشاد؛ لتستخدمه عقولنا، لا لإلغاء العقول!! ففي كل عصر لابد للمسلمين أن يحددوا أعداءهم، أئمة الكفر، الطاغوت الأكبر الذي يتعين مواجهته.. وهذه مسألة من الوضوح بمكان لا تحتاج لكهنوت، أو لاجتهاد كبار العلماء، وهي مسئولية كل مؤمن لا يمكن أن يتهرب منها، بمعنى أنه إذا زاغ العلماء في عصور الانحطاط؛ فإن الأمة لا تسير وراءهم؛ لأن (الحق أبلج والباطل لجلج).
ونحن لدينا أزمة علماء، فهل نضيع الدين بسبب ذلك؟!، في عهد مبارك في عقده الأخير، لم يوجد إسلاميون يطالبون بإسقاط حكمه؛ لأنه حكم غير شرعي، إلا نحن وجبهة علماء الأزهر، وأرجو أن نعرف رأي العلماء الأجلاء في هذه الدراسة بعد اطلاعهم عليها.
لقد ضاع الدين المسيحي؛ عندما أصبح رهينة رجال دين لا يسمحون لأي أحد من الرعية أن يشاركهم في الرأى، بل لقد منعوا طباعة، وتوزيع، وقراءة الإنجيل، وكانت عقوبة العثور على نسخة من الإنجيل في بيت مواطن تصل إلى الإعدام، أو السجن المؤبد. وكان هذا من أسباب نشوء حركة الاحتجاج لمارتن لوثر كينج (البروتستانتية).
وتحديد العدو الأول في الإسلام في عصرنا الراهن، لا يحتاج إلى اجتهاد عويص، أو تفكير عميق؛ ومن لا يريد أن يعلن ذلك، فهو خواف، أو جبان، أو هارب من الميدان. وهذا هو سبب شعبية أسامة بن لادن؛ أنه أعلن الحرب على اليهود والصليبية الأمريكية، وهو ليس بعالم أو مجتهد بالمعايير التقليدية، ولكن هذا الموضوع كعنوان عام، كما ذكرنا لا يحتاج إلى دراسات فقهية خطيرة، ولكننا نحتاج لدراسات فقهية فيما دون ذلك التحديد العام .
وتحديد الطاغوت أو أئمة الكفر في الإسلام، موضوع عالمي أي على مستوى الكرة الأرضية، وليس داخل كل بلد على حدة. فالرسول(صلى الله عليه وسلم) أُرسل للعالمين، وقد أصبح الإسلام طرفًا في المعادلة العالمية منذ الوهلة الأولى بالمواجهات مع الإمبراطورية الرومانية في عهد الرسول، وما تبع ذلك من فتوحات على القوتين العظميين في العالم: الرومانية والفارسية. ولكننا نعبر التاريخ سريعًا إلى الوضع الراهن ومنذ عشرات السنين: من هو العدو الأول للإسلام؟ هل يختلف أحد أن أمريكا هي العدو الأول للإسلام، بالتحالف مع اليهود، الذين يتحكمون في النظام الأمريكي ذاته (وعندما نذكر أمريكا في هذه الدراسة، فبرجاء الذكر أن هذا يعني الحلف اليهودي- الأمريكي)، فأمريكا هي القوة الأولى في العالم، وتستخدم معظم قواتها العسكرية؛ لمحاربة الإسلام بعد أن ورثت النفوذ الفرنسي – البريطاني.
وإذا كانت دار الإسلام تمتد من المغرب حتى إندونيسيا؛ فإن معظم القوات الأمريكية منتشرة في هذه المنطقة، وهي لا تحارب إلا المسلمين، بعد انسحابها وهزيمتها في أمريكا اللاتينية، ومعظم القارة الآسيوية.
أمريكا تدعم إسرائيل بأحدث الأسلحة، وهي تضمن الحفاظ على أمنها في إطار التحالف الاستراتيجي، ولكن أمريكا حاولت احتلال العراق بالفعل، واستمرت به عدة سنوات، وهناك احتمال كبير لعودتها مع بوادر أزمة داعش. وأمريكا احتلت أفغانستان، وهي على وشك الانسحاب منها، ولكنها تترك بعض القوات والقواعد هناك. أمريكا تشن غارات جوية على باكستان، واليمن، والصومال تحت شعار ضرب تنظيم القاعدة وطالبان؛ أمريكا قصفت ليبيا؛ بزعم دعم الثورة الليبية، وتسعى للهيمنة على هذا البلد.
أمريكا لها تعاون عسكري مع المغرب، والجزائر، وكان لها قاعدة في تونس أيام زين العابدين بن علي، ولا نعرف مصيرها الآن، أمريكا وإسرائيل كانا وراء انفصال جنوب السودان، وهما وراء محاولة فصل دارفور أيضا، أمريكا لها قواعد عسكرية في أفريقيا وقيادة عسكرية لأفريقيا، ومن ذلك قاعدة في جيبوتي.
لأمريكا قاعدة خطيرة في المحيط الهندي (دييجوغارسيا)، وهي قريبة من الخليج وباكستان؛ لأمريكا قواعد في كل دول الخليج الستة، ومصر، والأردن، وكان لها تسهيلات عسكرية في عهد علي عبد الله صالح ولاتزال مستمرة.
ولأمريكا قواعد وتسهيلات في بلاد وسط آسيا الإسلامية، مثل: أذربيجان وقرجيزيا؛ أمريكا كانت وراء فصل تيمور الشرقية عن إندونيسيا، وتهدد أمريكا دائما بقصف إيران وسوريا، وهي الآن تهدد بقصف العراق وسوريا؛ لضرب داعش.
وهكذا فإن أكبر آلة حربية في التاريخ لا تعمل إلا ضد المسلمين؛ أما إسرائيل الحليفة، فهي تواصل عملياتها الإجرامية ضد الفلسطينيين في غزة والضفة بدعم أمريكي كامل: سياسي، واقتصادي، وعسكري.
هل توجد قوة عالمية أخرى تحارب الإسلام بكل هذه الضراوة وتتدخل في شئون المسلمين على هذا النطاق الواسع؟ البعض يحاول أن يلفت الانتباه إلى روسيا، ولدينا مشكلة مع روسيا في الشيشان، وتحالف النظام الروسي مع النظام السوري ليس ضد الإسلام، ولكن أولا: هذه علاقة قديمة، وفي إطار الصراع الدولي مع أمريكا على النفوذ في المنطقة، كما أن روسيا لا تقاتل بنفسها في سوريا!! بل أن الوضع في سوريا أصبح مأسويًّا، ومن الصعب الحديث عن ثورة إسلامية الآن في سوريا، كما ثبت أن السلاح الروسي يتسرب إلى المقاومة اللبنانية والفلسطينية، (كصواريخ كورنيت)، الوضع في سوريا ناقشناه في مواضع أخرى، وفي كل الأحوال هكذا لا نجد روسيا في حالة حرب مع المسلمين من المغرب حتى إندونيسيا، بل هي مستعدة للتعاون مع أي دولة إسلامية؛ لتحقيق مصالحها.
وبالتالي لا يمكن مقارنة دور روسيا ( وهي بالتأكيد ليست مع الصحوة الإسلامية) بهذه الحملة الأمريكية الشعواء، الصين لدينا مشكلة مع الأقلية الإسلامية، ولكن مع ملاحظة أن هناك تنظيمات مسلحة تسعى للانفصال عن الصين، ومهما يكن، فنحن أمام مشكلة موضعية، ولسنا في حالة حرب شاملة.
والهند لدينا مشكلة معها في كشمير، ولسنا في حالة حرب شاملة مع الهند.. وهكذا - إذن - العدو الأول، هو أمريكا، ثم أمريكا، ثم أمريكا (ومعها إسرائيل واليهود) وفي ذيلها بعض دول أوروبا التي سلمت قيادها عسكريا لأمريكا، ووفرت على نفسها المجهود الحربي؛ لذلك تشارك مع أمريكا في حروبها بصورة رمزية، ولكن مع الدعم السياسي الكامل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق