الاثنين، 1 ديسمبر 2014

العسكري الأسود، ونهايات الظالمين."حمزة البسيوني"..فيديو



الرجـل الذي كان مديرا للسـجون الحـربيـة
.. يتحــول إلى مسجـون يبـدو كفــأر مذعــور .. 
لا نشغل أنفسنا بنهايات الظالمين 
 فهي قدر محتوم 
حتى ولو اختلفت على مدار التاريخ


* إنه اللــواء  "حمــزة البسـيوني" :
الضابط الذي تخرج في الكلية الحربية  وانضم إلى تنظيم الضباط الأحرار ليشارك في ثورة 23 يوليو 1952 وهو برتبة رائد ، ثم عينه "جمال عبد الناصر"  مديرا للسجن الحربي ، ذلك السجن الذي كان مجرد ذكره  يصيب المواطنين المصريين بالهلع لما عرف عنه من التفنن في ألوان التعذيب و كان يمارس ضد كل إنسان مشكوك في ولائه لنظام العسكر بقيادة "عبد الناصر"
 لقد كان "حمزة البسيوني"  عنيفا شرها لممارسة التعذيب والتفنن فيه ، وقيل انه كان يدفن المعتقلين  أحياء في الصحراء المجاورة للسجن الحربى .
 ومما اشتهر عنه كذلك أن المعتقلين والمعذبين كانوا يقولون يا رب يا رب أثناء التعذيب ، فكان يقول لهم : "لو أتى ربكم هذا لوضعته معكم في السجن" .
ويحكي أحد معتقلي السجن الحربي و هو الداعية الحاج "أحمد أبو شادي" وهو من الذين قضوا جزء كبيرا من أعمارهم في السجون أثناء الستينات بسبب انتماءه الفكري للإخوان المسلمين فيقول :
(( كان الطاغية مدير السجن الحربي قد نهانا في رمضان أحد الأعوام عن صلاة القيام وإلا تعرضنا للتعذيب والتنكيل ولكننا كنا نحتال عليه وعلى السجانين فكنا نصلي كل مجموعة في زنزانتها بصوت خفيض .. 
وفي يوم فاض بنا الكيل وثار بعضنا وصممنا على أن نصلي جهرة ونُسمع الحراس صوت صلاتنا وعندما وصل خبرنا في اليوم التالي للطاغية قام بتكديرنا وتعذيبنا بكل أشكال التعذيب التي يتصورها العقل والتي لا يتصورها حتى كدنا أن نهلك
وهنا صاح أحدنا بصوت جهوري يملؤه اليقين بالله:  والله يا أيها الظالم إن الله سيقتص منك وسيسفعك على ناصيتك ..
وهنا قال له الطاغية الظالم : ماذا تقصد ؟ فقال له الأخ ــ وقد كان فلاحا من إحدى قرى محافظة الجيزة ــ ألم تسمع قول الله سبحانه وتعالى { أرأيت الذي ينهى عَبْدًا إِذَا صَلَّى أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى } فقد قال الله بعدها {كَلاَّ لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ } [ سورة العلق 9_15 ]
**وتمر الأيام والسنون  وتأتي نكسة 67 ثم تصدر القرارات بتصفية رجال "عبد الحكيم عامر" و إحالة البسيوني علي المعاش ثم القبض عليه والتحقيق معه فيما هو منسوب اليه من انحرافات، ووُضع مع بعض ضحاياه في سجن القلعة  ، و قد بقي  في السجن عامين ،
 يقول الكاتب الصحفي "صلاح عيسي"
 "والذي التقي حمزة البسيوني وهو مسجون في سجن القلعة عام 1968 " :
 « شاهدت رجلا عجوزا  شعره ابيض كالثلج يمشي في ضعف وإنكسار وأمامه مخبر يصرخ فيه ليحث الخطى..و ذات ظهيرة انتهز فرصة مروره أمام زنزانتي ، ليقول لي بصوت هامس: أنا اللواء حمزة البسيوني.. أنت مين؟ 
وقبل ان أفيق من دهشتي ، دهمنا صوت المخبر ، وهو يصيح فيه:  امشي من سكات ، فإذا به يستجيب للإنذار بخوف شديد ، حينها تتابعت على شاشة رأسي صور خاطفة لمشاهد مما سمعته من المعتقلين عما فعله بهم حمزة البسيوني ،سياط تمزق جلودا وصفعات تصافح أصداغا وقبضات تعوج أفكاكا، وأجساد تسحل بحبال خشنة على أرض صخرية،  يا ألطاف الله الخفية، أهذا الرجل المنكسر الضعيف هو اللواء "حمزة كينج كونج" الذي يزدحم ملفه بكل تلك المشاهد التي لا يتحمل أي انسان مجرد رؤيتها !!
الرجل الذي كان مديرا للسجون الحربية 
يتحـول إلى مسجون ...... ويبـدو كفـأر مذعـور.



 وبعد خروجه من السجن ظل حمزة البسيوني غائبا عن الاضواء   حتى جاء يوم 19 نوفمبر عام 1971 وكان موافقا لاول أيام عيد الفطر المبارك كان حمزة مسافرا من الاسكندرية الي القاهرة ومعه شقيقه راكبا الي جواره واصطدمت سيارته باحدي السيارات المحملة بحديد مبان ومات حمزة وشقيقه وتعرضت جثته لتشويه غريب نتيجة دخول عدد من الاسياخ الحديد فيها .
وينقل لنا المستشار "خيري يوسف" رئيس محكمة الاستئناف السابق ما حكاه بشأن معاينته لجثة حمزة البسيوني حيث يقول عن الحادثة " كانت حادثة مروعة وكنت وقتها رئيسا لإحدي النيابات في محكمة كلية وخرجنا أنا وزميل لي في مهمة قضائية لمعاينة الحادث .. ودلت المعاينة وشهادة الشهود علي أن سائق السيارة القتيل كان يقود سيارته بسرعة غريبة وكانت أمامه سيارة نقل مُحملة بأسياخ الحديد التي تتدلي من مؤخرة السيارة ودون أن يتنبه استمر في سرعته حتي اصطدم بالسيارة النقل وحينها اخترقت أسياخ الحديد ناصية القتيل ومزقت رقبته وقسمت جانبه الأيمن حتي انفصل كتفه عن باقي جسده "،
وبتأثر واضح قال المستشار خيري  : "لم أستطع مناظرة الجثة فقد وقعت في إغماءة من هول المنظر وقام زميلي باستكمال مناظرة الجثة " مات حمزة البسيوني بعد أن سفع الله ناصيته وجعل موته عبرة لمن يعتبر
● نتعجل النهايات ، وهي آتية حتما ؛ وكل ما هو آت قريب.
سألت قريش النبي "صلى الله عليه وسلم" عن العذاب واستعجلته إستهزاء وتعنتا ، فكان الجواب من الله عز وجل في محكم كتابه  : {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا } [المعارج 7]
 قانون الله الذي لا مبدل له ولا مغير لحكمته ،قد يمهل الله الظالم ويملي له ،ولكنه الإستدراج لعذاب شديد.
 ويأتي إنتقام الله و تحقيقه دعوة المظلوم في الساعة التي يريدها هو ،و ربما يؤجلها لحكمة يعلمها .. إنه الحكيم الخبير ،
ولكن تبقى  دعوة المظلوم  لا ترد حتى ولو أتت من كافر فقد روى أنس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال :"اتقوا دعوة المظلوم وإن كان كافراً، فأنه ليس دونها حجاب" وقد ورد في حديث قدسي أن الله سبحانه وتعالى حينما يرى عبده المظلوم ليس له من يعينه إلا الله ، يقسم بذاته القديرة : "وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين" وهذا الحينُ هو الفاصلُ بين الظَّالم وبين قصم الله ظهرَه ، وجعله آيةً وعظةً وعبرة للعالمين ..     
* فلا نشغل أنفسنا بنهايات الظالمين ، فهي قدر محتوم ،
حتى ولو اختلفت على مدار التاريخ، 
 ولننشغل فقط بالثبات على الحق و السير في طريق نصرته ،
 ليس المهم أن نصل ، ولكن المهم أن نمت ونحن على الطريق
 ... الجـيش والنســـوان ...
 من محمد علي حتى السيسي 
مرورا بجمال عبد الناصر وأنور السادات ومبارك وأبو غزالة








ليست هناك تعليقات: