الخميس، 25 ديسمبر 2014

مراحل توسعة الحرم المكي عبر التاريخ ..فيديو



مراحـــل توســعة الحــرم المكي عبر التـــاريخ
أول بيت وضع للناس في مكة المكرمة



حظي الحرم المكي الشريف بعناية بالغة من الاهتمام، انعكس ذلك في التوسعات التي تعرض لها على مدار الأحقاب الزمنية المختلفة، ولا غرابة في ذلك، لأنه بيت الله الحرام وقبلة المسلمين ومحط عبادتهم وأفئدتهم. وهو أول بيت وضع للناس في مكة المكرمة، وفيه الكعبة المشرفة التي بناها نبي الله إبراهيم، مع ابنه إسماعيل، عليهما السلام......
قصــة بنــاء الكعبــة
ومما يذكره المؤرخون في قصة بنائها قول الدكتور وهبة الزحيلي: "قام كل من الأب وابنه بحفر أساس الكعبة بالمعاول، وتعاونا مع بعضهما في رفع قواعدها، حيث كان إسماعيل يأتي بالحجارة، وإبراهيم يبني، وما إن ضعف إبراهيم عن رفع الحجارة للأعلى قال لابنه إسماعيل: يا بني، أحضر لي حجراً أضعه تحت قدمي لأتمكن من إتمام ما بدأت به، فذهب إسماعيل باحثاً عن حجر لوالده إلى أن وجد حجراً أسود اللون، قدمه لوالده، فقام عليه إبراهيم وأخذ يبني البيت وابنه إسماعيل يناوبه إلى أن أتم الاثنان بناء هذا البيت الحرام والذي جعله الله تعالى مثابة للناس وأمنا، ومن ثم وضع الحجر الأسود في موقعه المعروف".
إعـــادة الاعمــار والترمـيم
فأول من بنى المسجد الحرام هو إبراهيم عليه السلام، وتناوبت قريش بعد فترات من الزمن على العناية به وإعادة ترميم الكعبة وكسوتها والاهتمام بها جيلاً بعد جيل، ولم يكن له جدران تحد البيت الحرام.
وبعد دخول الإسلام إلى مكة المكرمة، لم يستطع المسلمون التغيير وإعادة الإعمار في البيت أو الكعبة وذلك لحداثتهم بالجاهلية ولأن المسلمين كانوا منشغلين بالفتوحات ونشر الإسلام.
توسعــة الصحــابة
وفي عهد خلافة عمر بن الخطاب جاء سيل جارف عُرف بسيل "أم نهشل" نسبة إلى سيدة جرفها السيل، وقد اقتلع هذا السيل مقام إبراهيم من موضعه الحالي فقام عمر برد الحجر إلى مكانه، ولم يكن بالمسجد جدران تحيطه، إنما كانت البيوت مطلة عليه من كل مكان، فضاق على الناس المكان، فاشترى عمر البيوت القريبة من الحرم وهدمها، ثم أحاط المسجد بجدار قصير، وكان ذلك في العام السابع عشر من الهجرة وفيها تم زيادة مساحة المسجد 560 متراً مربعاً، وكان ذلك في سنة 17 هـ - 638 م، وكان أمير المؤمنين الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، أول من عمل توسعة للمسجد الحرام في العصر الإسلامي.
وفي عام 26هـ، وقت خلافة عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، تمت زيادة مساحة المسجد لتصبح نحو 4390 متراً مربعاً، وتقدر الزيادة بـ 2040 متراً مربعاً تقريباً، وفيها تم هدم البيوت التي تحيط بالمسجد الحرام، وأُدخلت أرضها في المسجد، وكان الخليفة عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، أول من أدخل الأروقة المسقوفة والأعمدة الرخامية للمسجد الحرام، حيث كان المسجد قبل ذلك متسعاً فسيحاً.
وقام عبد الله بن الزبير سنة 60 هـ، بإعادة بناء الكعبة بعدما شب فيها حريق في أثناء حصار جيش يزيد بن معاوية له في مكة.
توسعة الوليد بن عبد الملك
والتوسعة الرابعة كانت في عهد الوليد بن عبد الملك سنة 91 هـ، بعد أن أصابها سيل جارف أيضاً، وقد زاد الوليد من مساحة المسجد، ويعتبر هو أول من استعمل الأعمدة التي جلبت من مصر وسوريا في بناء المسجد، وشيد الشرفات، ليستظل بها المصلون من حرارة الشمس.
توسعة العباسيين
وفي عهد الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور، زاد في توسعة المسجد الحرام سنة 137 هجرية، فأضاف إلى مساحته من الشمال والغرب، وكانت زيادته ضعف الزيادة السابقة.
وقد شيد منارة بالركن الشمالي والغربي، كما أمر بتبليط حجر إسماعيل بالرخام، وأمر بتغطية فوهة بئر زمزم بشباك لمنع السقوط بالبئر.
والتوسعة السادسة كانت عندما حج الخليفة العباسي الثالث محمد المهدي حجته الأولى سنة 160 هـ، أمر بزيادة مساحة المسجد الحرام إلى ضعف مساحته التي كان عليها، وكانت التوسعة من الجانبين الشمالي والشرقي، إلا أنه بعد هذه الزيادة حج سنة 164 هـ فاكتشف أن الكعبة ليست في وسط البيت، وأصدر أمراً بتوسعة الجانب الجنوبي، وقد صعد المهدي على جبل أبي قبيس ليتأكد من أن الكعبة في وسط الفناء، ولما كان وجود مجرى السيل في هذه الجهة عائقاً فنياً في سبيل التوسعة من الناحية الجنوبية، أمر المهدي بتحويل مجرى السيل، وإكمال مشروع التوسعة من الجنوب.
وفي العصر العباسي أيضاً سنة 281هـ ، قام المعتضد بالله ببعض الترميمات والتوسعة، فأمر بهدم دار الندوة وجعلت رواقاً من أروقة المسجد، وأدخل فيها من أبواب المسجد الكبير ستة أبواب، وأقيمت فيه الأعمدة، وسقف بخشب الساج، كما عمل لها اثني عشر باباً من الداخل، وثلاثة أبواب من الخارج، وتمت الزيادة في ثلاث سنوات.
ووسع المقتدر بالله العباسي بالحرم مساحة دارين للسيدة زبيدة، أضيفت إلى مساحة المسجد سنة 306 هـ، وجعل لها باباً كبيراً وهو المعروف باسم باب إبراهيم.
وكانت هذه آخر زيادة في مساحة المسجد الحرام، وبقي المسجد بلا تغيير في مساحته، إذ لم يشهد توسعة طيلة حكم الفاطميين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين، وإنما اقتصر العمل في المسجد خلال هذه الحقبة على الترميم والإصلاح، حتى عهد الدولة السعودية، إذ شهد الحرم في عهدها ثلاث توسعات كان آخرها توسعة الملك عبد الله بن عبد العزيز.
توسعة السعوديين
أول توسعة حصلت في العهد السعودي كانت سنة 1375-1955، وتم خلالها بناء المسعى من طابقين، لاستيعاب أكبر عدد ممكن من المصلين، وتم توسعة منطقة المطاف في صحن الكعبة كما هي على شكلها الآن، وحافظت هذه التوسعة على الطراز العثماني وهندسته المعمارية في أروقة الحرم المكي، وتم دمجها مع التوسعة الجديدة ليعطي ربطاً بين الحاضر والماضي، وفي التوسعة هذه أيضاً بنيت المكبرية، وشقت الطرق المحيطة بالحرم المكي الشريف، وأنشئت الميادين المتسعة لتنظيم المرور حول الحرم، والدكاكين وغيرها من المرافق، والخدمات المختلفة التي تحتاج إليها المنطقة.
وقد أصبحت عمارة المسجد الحرام بعد هذه التوسعة 193.000 متراً مربعاً، بعد أن كانت 29.127 متراً مسطحاً، أي بزيادة قدرها 131.041 متراً مسطحاً، مما جعل الحرم يتسع لنحو أربعمئة ألف مصلٍ.
توسعة الملك فهــد
توسعة الملك فهد بن عبد العزيز، التي عُرفت بأنها أكبر توسعة للمسجد الحرام منذ أربعة عشر قرناً، وكانت في 2 صفر عام 1409 هـ - 13 سبتمبر/ أيلول 1988 م.
وتضمنت التوسعة إضافة جزء جديد على مبنى المسجد الحالي من الناحية الغربية في منطقة السوق الصغير، بين باب العمرة وباب الملك، كما شملت تجهيز الساحات الخارجية.
وضم مبنى التوسعة مدخلاً رئيساً جديداً، و18 مدخلاً عادياً، بالإضافة إلى مداخل المسجد الحرام الحالية، والبالغ عددها 3 مداخل رئيسة، و27 مدخلاً عادياً، ووصل عدد الأعمدة لكل طابق بالتوسعة 492 عموداً مكسوة جميعها بالرخام.
وتصبح بذلك مساحة المسجد الحرام شاملة مبنى المسجد بعد توسعته، والسطح، وكامل الساحات (356.000) متراً مربعاً، وتتسع لنحو (773.000) مصلٍ في الأيام العادية، أما في أوقات الحج والعمرة ورمضان، فيزيد استيعاب الحرم ليصل إلى أكثر من مليون مصل.
وقد بلغت تكاليف التوسعة هذه، بما في ذلك نزع الملكيات، (30،178.181.775) ريالاً سعودياً (ثلاثون ترليوناً، ومئة وثمانية وسبعون مليوناً، ومئة وإحدى وثمانون ألفاً، وسبعمئة وخمس وسبعون ريالاً)، أي (165، 818، 316، 11) دولار.
توسعة الملك عبد الله
مؤخراً، جاءت توسعة الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي أمر بتنفيذ مشروع عملاق يشمل المسجد الحرام والمنطقة المحيطة به بدءاً بالجهة الشمالية، لاستيعاب ما يصل إلى مليوني مصلٍ في آن واحد، كما تشمل التوسعة الساحات الخارجية للمسجد التي تضم دورات مياه، وممرات وأنفاقاً، إضافة إلى مرافق أخرى مساندة، كما تم تطوير منطقة الخدمات التي تشمل محطات التكييف والكهرباء، والمياه وغيرها من المحطات الأخرى التي تقدم الدعم لمنطقة المسجد الحرام، ويتوقع بعد اكتمال هذا المشروع المعماري الضخم أن تصل مساحة التوسعة إلى مليون متر مربع.
كما شمل تطوير المشاعر كلها توسعة المسعى ومشروع جسر الجمرات وساعة مكة، ومشروع سقيا زمزم وقطار المشاعر المقدسة، ومشروع خيام منى المتطورة إلى غيرها من الخدمات والمرافق.
وتصل مساحة هذه التوسعة إلى (750.000) متراً مربعاً، يشمل توسعة ساحات الحرم من جهة الشامية، تبدأ من باب المروة وتنتهي عند حارة الباب وجبل هندي بالشامية وعند طلعة الحفائر من جهة باب الملك فهد، وهذه التوسعة عبارة عن ساحات فقط، ومقترح إنشاء 63 برجاً فندقياً عند آخر هذه الساحات.
وتشمل توسعة صحن المطاف بهدم التوسعة العثمانية وتوسيع الحرم من الجهات الثلاث وقوفاً عند المسعى، إذ إن المسعى ليس من الحرم، وتم توسيع الحرم من جهة أجياد، كما تتم تعلية أدوار الحرم لتصبح 4 أدوار مثل المسعى الجديد حالياً، ثم تعلية دورين مستقبلاً ليصبح إجمالي التعلية 6 أدوار.
ويتوقع الانتهاء من العمل في منتصف العام المقبل 2015، وستكون الطاقة الاستيعابية للحرم في ذروتها القصوى أكثر من ثلاثة ملايين مصلٍ، و105 آلاف طائف حول الكعبة في الساعة الواحدة، في حين استغرقت توسعة الملك عبد الله هذه 6 سنوات بتكلفة 40 مليار ريال






؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛




ليست هناك تعليقات: