السبت، 27 ديسمبر 2014

بعد ستة أشهر فقط داعش يتحول إلى قوة اقتصادية يصعب استنزافها.


ما هو التالي بالنسبة لتنظيم “الدولة الإسلامية”؟


راديو لايبرتي
في عام 2014، ظهرت مجموعة “الدولة الإسلامية” المتطرفة باعتبارها واحدة من الجماعات الجهادية الأقوى عالمياً، والتي تنافس حتى تنظيم القاعدة. والآن، تسيطر هذه الجماعة السنية المتطرفة على مساحات شاسعة من الأراضي في جميع أنحاء سوريا والعراق، وتضم الآلاف من المقاتلين، بما فيهم العديد من مواطني أوروبا الغربية. وفي نفس العام، حشدت الولايات المتحدة تحالفاً لمكافحة هذا التنظيم مكونًا من أكثر من 60 دولة، بما في ذلك العديد من الدول العربية.
وبعد أشهر من الغارات الجوية، مازال مسلحو “الدولة الإسلامية” يهددون بالسيطرة على المزيد من الأراضي، ويجذبون المقاتلين الأجانب، ويعدمون الرهائن الغربيين، والسوريين، والعراقيين.
وفي حين أن الفوضى والتغير السريع للوضع على الأرض في سوريا والعراق يجعل من الصعب جداً التنبؤ بما سيحدث في الأشهر المقبلة، إلا أن هذا لم يمنع راديو لايبرتي من سؤال عدد من المحللين والخبراء عن تقييمهم لما يمكن أن يحدث لـ “الدولة الإسلامية” بينما ننتقل إلى عام 2015. وهنا أهم ما توقعه هؤلاء:
“الدولة الإسلامية” سوف تدفع
 تجاه السيطرة على المزيد من الأراضي في مختلف أنحاء العراق
... وقد تسيطر على محافظة الأنبار ...
تعتد “الدولة الإسلامية” على الانتصارات المستمرة، وكسب المزيد من الأرض، في الحفاظ على قاعدتها، وسوف تواصل البحث عن الفرصة للاستيلاء على مزيد من المناطق في العراق وسوريا، وفقاً لما تقوله المحللة جويل وينغ، التي تدير بلوق “تأملات حول العراق” من الولايات المتحدة.
وسوف تشمل أهداف التنظيم المدن الرئيسة في أكبر محافظة في العراق، الأنبار، والتي حذر القادة المحليون مراراً من أنها ستسقط ما لم يتم إعطاء قوات الأمن العراقية المزيد من الدعم العسكري من قبل الحكومة العراقية.
ويقول كالب فايس، المشارك في تحرير موقع لونغ وور جورنال، إن عاصمة محافظة الأنبار، الرمادي، وعامرية الفلوجة (حوالي 30 كيلومتراً جنوب الفلوجة) سوف تستمر في أن تكون أهدافاً لداعش. 
ويضيف: “الدولة الإسلامية تتحكم بالفعل بأكثر من 60 في المئة من الرمادي، وإذا لم تحصل قوات الأمن العراقية وحلفاؤنا السنة على الدعم الفعال، أعتقد أن الأنبار كاملةً سوف تسقط”.
ويقترح فايس أيضاً أننا قد نرى داعش أكثر نشاطاً في محافظة الأنبار الغربية، على طول الحدود العراقية مع الأردن. 
وفي الوقت نفسه، وفي محافظة ديالى شرقي العراق، من المرجح أن تستمر “الدولة الإسلامية” بالتعرض للضغط؛ حيث يقال إن الميليشيات الشيعية وقوات البشمركة الكردية قد استعادت بالفعل عدة بلدات هناك، بما في ذلك السعدية وجلولاء.
  المزيد من الضربات الجوية لقوات التحالف
وذكر قادة عسكريون أن هناك أدلة على أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أجبر بغاراته الجوية “الدولة الإسلامية” على التحول من استراتيجية الهجوم لاستراتيجية الدفاع في العراق وأجزاء من سوريا، لا سيما في بلدة كوباني شمال سوريا.
ويبدو أن هذه الضربات سوف تستمر، وقد تزداد حدة. حيث تعهد وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، متحدثاً إلى قادة التحالف في 3 ديسمبر، بمواصلة الحملة ضد داعش مهما “أخذ الأمر من وقت”. في حين قال الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إن بلاده مستعدة لتكثيف الضربات الجوية ضد التنظيم.
ويحذر محللون من أن الغرب سوف يحتاج إلى القيام بما هو أكثر بكثير عسكرياً في عام 2015، إذا كان التحالف يريد التأثير بشكل ملحوظ ضد “الدولة الإسلامية. وقالت وينغ إن الغرب “لا يفعل ما هو كاف لإحداث تغيير حقيقي”. 
وتضيف: “في الوقت الراهن، التحالف ليس أكثر من مصدر إزعاج، وليس صانعاً للفرق في سوريا والعراق”. 
 ومع ذلك، فإنه من غير المرجح أن تتدخل الولايات المتحدة بقواتها البرية في المعركة؛ حيث إنه، وكما قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية في 3 ديسمبر، “كان الرئيس [أوباما] واضحاً تماماً، ولا نتصور سيناريو تشارك فيه القوات البرية الأمريكية على الأرض”.
  مزيد من الدعم الأمريكي 
لعشائر سنية تقاتل “الدولة الإسلامية”
ومع استمرار القصف الجوي، يمكننا أن نتوقع أيضاً زيادة الدعم المقدم من الولايات المتحدة لرجال القبائل السنية العراقية، الذين هم في الخطوط الأمامية في المعركة ضد “الدولة الإسلامية”. 
وقد أكدت وثيقة البنتاغون الأخيرة التي أعدت للكونغرس على أهمية دعم القوى القبلية السنية ضد التنظيم الجهادي، وقالت إن الولايات المتحدة تخطط لصرف 24.1 مليون دولار على تسليح هؤلاء.
ومع ذلك، ووفقاً لفايس، ينبغي أن يكون الدعم لحلفاء الولايات المتحدة القبليين “أكبر من ذلك بكثير”، حيث إن ضمان تسليح رجال القبائل السنية بما فيه الكفاية سيكون “المفتاح في هزيمة الدولة الإسلامية” في الأشهر المقبلة.
استمرار “الدولة الإسلامية”
 بتجنيد المقاتلين، واستمرار الجهود المبذولة لمنعها
وتشير التقارير الأخيرة إلى أن المجموعة توسع أيضاً شبكتها من معسكرات التدريب في سوريا، وتستمر في جذب المجندين، بما في ذلك النساء، من أوروبا الغربية، وآسيا الوسطى، وجنوب شرق آسيا. ويبدو أن هذا الاتجاه سوف يستمر، ولا سيما في حال كانت المجموعة قادرة على تحقيق مكاسب أخرى في العراق وسوريا.
ولمواجهة هذا التجنيد، قد نرى زيادة في محاولات الحكومات لاتخاذ إجراءات صارمة ضد سفر مواطنيها إلى العراق وسوريا، ومحاربة التطرف المحلي من خلال تضييق الخناق على جهود الدعاية لـ “الدولة الإسلامية”.
استمرار “الدولة الإسلامية” بنشر مرافق التدريب
وسوف تستمر المجموعة أيضاً بتوسيع معسكراتها للتدريب في سوريا والعراق، 
ومن المرجح أن يتخذ التحالف الدولي خطوات لإبطاء هذه الجهود.
ويقول فايس إن الضربات الجوية لقوات التحالف ضد هذه المخيمات “
قد تساعد في خفض التجنيد لصالح “الدولة الإسلامية”.
المزيد من الجماعات الجهادية المحلية سوف تقوم بمبايعة “الدولة الإسلامية”
وإذا ما استمرت “الدولة الإسلامية” في تحقيق مكاسب في سوريا والعراق، وإذا ما كان بإمكانها مواصلة جهودها الدعائية، فمن المرجح أن تقوم مجموعات محلية أكثر وأكبر بمبايعة التنظيم وزعيمه، أبي بكر البغدادي.
ويقول أيمن التميمي، وهو خبير بريطاني بالجماعات الجهادية في إسرائيل، إن تعهد أنصار بيت المقدس، ومقرها سيناء، في الآونة الأخيرة بالولاء للبغدادي، “يعزز الاتجاه نحو المواءمة مع الدولة الإسلامية في غزة وسيناء. وقد نرى جماعة جهادية أخرى من هذه المنطقة، وهي مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس (MSC)، تعلن ولاءها للتنظيم أيضاً”.
كما أن مزيداً من المجموعات الانفصالية في شمال القوقاز قد تتعهد أيضاً بالولاء لـ”الدولة الإسلامية”، مع استمرار تزايد نفوذ الجماعة في تلك المنطقة.


قال مسؤولون عراقيون، إن تنظيم " الدولة الإسلامية " (داعش) ، تمكن خلال الأشهر الستة الماضية من السيطرة على مقدرات اقتصادية كبيرة في الجانبين (النفطي، والزراعي) في محافظات الأنبار وديالى وصلاح الدين ونينوى وكركوك (شمال)، باتت تحصنه من أي محاولات لمحاصرته اقتصاديا لعدة سنوات.
ولايزال التنظيم المتطرف يحقق تقدما في بعض المناطق خصوصا في الأنبار(غرب) وصلاح الدين(شمال) رغم خسارته مساحات واسعة في ديالى (شرق).
وتمكن التنظيم من الاستيلاء على مخازن وزارة الزراعة في محافظتي كركوك ونينوى والتي تضم كميات كبيرة من محصول الذرة (محصول استراتيجي)، إضافة إلى مصادرة معدات زراعية ومنظومات للري كانت محفوظة بمخازن في كركوك ونينوى بالإضافة إلى مصادرة أطنان من الأسمدة من مخازن الزراعة في المحافظتين، بحسب فرات التميمي العضو في لجنة الزراعة في البرلمان العراقي.
وقال التميمي، في تصريح لـوكالة "الأناضول"، إن "اللجنة طلبت رسميا من وزارة الزراعة حصر جميع الأضرار التي لحقت بممتلكاتها في نينوى وكركوك لمعرفة الكميات التي سرقت من المحاصيل والمعدات الزراعية".
وأضاف، أن "قسما من المعدات الزراعية والمحاصيل جرى نقلها إلى سوريا وبيعها هناك، مما أضاف موردا ماليا كبيرا لتنظيم داعش، وأصبح  بمأمن من اي نوع من محاولة محاصرته اقتصاديا".
وقالت وزارة الزراعة العراقية الأسبوع الجاري إن نحو مليون طن من محصول الحنطة ( القمح) استحوذ عليها تنظيم "داعش" من الحقول الزراعية في محافظة نينوى والذي تسبب بمنع العراق من الوصول إلى الاكتفاء الذاتي من المحصول.
وبالإضافة إلى سيطرة التنظيم من أحداث يونيو الماضي على معدات عسكرية تعود لأربع فرق قتالية وعززها بمعدات قتالية أخرى في معاركه بمحافظتي صلاح الدين(شمال) والأنبار(غرب)، عزز اقتصاده بتهريب النفط من عدة حقول نفطية تخضع تحت سيطرته.
وتقول وزارة النفط العراقية، إن عمليات تهريب النفط من قبل تنظيم "داعش" كانت واحدة من أسباب هبوط أسعاره في الأسواق العالمية والتي وصلت إلى نحو 60 دولار وهو أكبر هبوط تشهده أسعار النفط منذ عام 2005.
ويرى المتحدث باسم الوزارة عاصم جهاد في تصريحه لـ"الأناضول"، أن "تهريب النفط يشكل جزءا من أزمة هبوط أسعار النفط في الأسواق العالمية، إضافة غلى وفرة النفط من خارج منظمة الأوبك، والإبقاء على مستويات الإنتاج النفطي ساهم ايضا بتراجع الأسعار".
وتراجع الاقتصاد العراقي الذي يعتمد على 95 % من إيراداته على النفط خلال العام الحالي 2014 بسبب الأزمة الأمنية واتساع المعارك مع تنظيم "داعش" إلى جانب الأزمة السياسية بين الحكومة الاتحادية وإقليم شمال العراق.
ووفقا لرؤية عضو السياسات الاقتصادية في وزارة التخطيط العراقية لـ"الأناضول"، فان "التوجه إلى تحجيم تنظيم داعش من الناحية الاقتصادية سابق لأوانه في ظل انتعاش اقتصاده في شتى المجالات ابرزها النفطية والزراعية.
وأضاف فلاح حسن، أن "داعش حقق مكاسب اقتصادية كبيرة خلال فترة قصيرة في سوريا والعراق، واستنزاف تلك المكاسب يتطلب جهدا أمنيًا مترافقا مع الجهد السياسي،" موضحًا أن "داعش بات محصنا لعدة سنوات من أي احتياج على المستوى الزراعي والنفطي وحتى العسكري".
وفي 10 يونيو الماضي، سيطر التنظيم على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى، شمالي العراق، قبل أن يوسع سيطرته على مساحات شاسعة في شمال وغرب وشرق العراق، وكذلك شمال وشرق سوريا، وأعلن في نفس الشهر، قيام ما أسماها "دولة الخلافة".
ولايزال الغموض يلف الكيفية التي تمكن بها التنظيم من السيطرة على مدينة الموصل مع انسحاب 4 فرق عسكرية قتالية من دون خوض أي معركة مع المسلحين المتشددين وهروب قادة كبار بالجيش إلى إقليم شمال العراق.





ليست هناك تعليقات: