الخميس، 9 أكتوبر 2014

تنمية الجيش الحقيقية لـ”سيناء” مخدرات وتجارة سلاح ودماء



”سيناء”.. مخدرات وتجــارة ســـلاح ودمـــاء


“التهميش، الاستبعاد من المشروعات التنموية، الاستهداف الأمني، حرمان حقوق تملك الأراضي، وعدم توافر الخدمات، معاملتهم على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية”.. هذه هي حصيلة معاناة أهالي سيناء بعد 41 عام من تحريرها، حيث ظلت جملة “تنمية سيناء” يستخدمها كل نظام خل هذه السنوات لدغدغة مشاعر المصريين بشكل عام وأهالي سيناء بشكل خاص، حيث لم يلمس أهالي سيناء أيًا من هذه المشاريع تنمية سيناء حتى الآن
واستخدمت هذه النظم ابتداءًا من نظام المخلوع حسني مبارك مرورًا بالمجلس العسكري وحتى النظام الحالي العصى الأمنية لمعالجة القضايا السياسية حتى تحول الوضع إلى مأساة حقيقية، الأطفال يواجهون مستقبلاً مظلمًا لا تعليم يرقي ولا رعاية صحية لأهل البادية، الشباب عاطل تضيق عليهم فرص العمل في الشركات والسياحة وقطاع البترول، وكل ذلك بأوامر من الأمن.
والبدو في سيناء أيضًا محرومون من تملك الأراضي رغم سعيهم لزراعتها، كما أن الحكومة لا تحفر الآبار والبدوي يشتري المياه يوميا من شركة تنقلها له في سيارات متهالكة الصدأ يسيطر علي المساحة الكبري من تنكاتها.
هذا الوضع لم يترك لأهالي سيناء سوي خيارات أربع العمل لحساب اسرائيل أو الموت جوعًا على سفوح الجبال، أو العمل مرشدين للأمن ب250 جنيها شهريًا لا تكفي ثمن ما يشترونه من مياه غير صالحة للاستخدام الأدمي أو الاتجار بالمخدرات والسلاح وربما أيضا البشر، فكان الخيار الرابع هو أهون الحلول من وجهة نظرهم.
“إن كل الأنظمة التي مرت على مصر تفتقد للإرادة السياسية لتحقيق تنمية حقيقية في سيناء، حيث أن كل المشاريع التي تعلن منذ أيام مبارك للآن لتنمية سيناء، هدفها التلاعب بمشاعر المصريين وأهالي سيناء”، وذلك بحسب تصريحات الدكتور ساهر رافع المتخصص في الشئون الإسرائيلية وصاحب موسوعة جذور العنف عند اليهود.
فيما رأى الدكتور عادل عامر رئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية، أن السبب وراء توقف كل مشاريع تنمية سيناء هي وجود بنود سرية في اتفاقية كامب ديفيد تمنع مصر من إقامة أي استثمارات في سيناء إلا بعد موافقة إسرائيل.

وأضاف عامر، أن تنمية سيناء وتهجير المصريين لها يمثل أكبر خطر على إسرائيل، لذلك تقوم دوماً بعرقلته، موضحًا أن المشاريع التي كانت ستنفذ مثل إنشاء سكة حديد ضخمة في سيناء ومشروع الرمال السوداء توقفا بعد البدء فيهما.
وتستأثر محافظتي شمال وجنوب سيناء بـ 90 % من حجم تجارة المخدرات في مصر، حيث يزرع القنب طوال العام في شمال سيناء، بينما وتتركز حقول زهرة الأفيون في الجنوب بمعدل دورة زراعية واحدة في الشتاء.المخدرات-
ولا يوجد إحصاء دقيق عن المساحات المزروعة باستثناء ما يتم إبادته من قبل سلطات مكافحة المخدرات، إلا أن إحصاءات الإبادة تشير إلى وجود توجه نحو زيادة المساحات المزروعة في المناطق البعيدة عن السلطات والتي يصعب الوصول إليها.
أما تجارة السلاح، فقد أشارت نتائج دراسات أمنية إلى أن شبه جزيرة سيناء تعد من أهم أسواق ومعابر الأسلحة فى مصر، حيث أن الأسلحة التي يتم تهريبها من ليبيا أو السودان تأتى وتصب فى سيناء.
وذلك في الوقت الذي وصلت فيه حجم تجارة السلاح فى مصر إلى 30 مليار جنيه سنويًا، خلال الفترة التى أعقبت ثورة 25 يناير، وتشمل ما بين 10 إلى 15 مليون قطعة سلاح خفيفة ومتوسطة.
ولا تتوقف الجرائم التي تحدث في أرض الفيروز إلى هذا الحد، بل لجأ أهل سيناء إلى الإتجار في البشر، حيث اعترفت إسرائيل رسميًا بان ما يتراوح بين 145 الفا و150 الف أفريقى وصلوا إليها بالفعل عن طريق التهريب من سيناء منذ عام 2006 وحتى عام 2011.
وبينما يعترف الإسرائيليون رسميًا بوصول 13 ألف افريقى فى عام 2011 فإن تقديرات المنظمات الدولية تشير إلى ان العدد يصل إلى 30 ألفا.
وبالنسبة لتكاليف عمليات التهريب، فيؤكد خبراء أن المواطن الأفريقى الراغب فى الوصول إلى إسرائيل كان يدفع حوالى الف دولار للمهرب فى عام 2006 لكن المبلغ ظل يتصاعد إلى ان وصل إلى 20 الفا فى 2010 و40 الفًا فى العام الحالى.
ويلجأ بعض تجار مافيا تهريب البشر إلى المقايضة حيث يقوم المهرب على الجانب المصرى من الحدود بالحصول على مخدرات أو سيارات مقابل الأفارقة.
هذا بخلاف الدماء التي تسيل على أرض الفيروز بعد أحداث الثالث من يوليو 2013، حيث تم رصد 549 حالة قتل خارج القانون، فضلا عن و7365 حالة اعتقال تعسفي، و493 حالة هدم للمنازل وتهجير، و314 حالة اختفاء قسري خلال عام واحد، وذلك وفق لدراسة أصرها المرصد المصري للحقوق والحريات.
فيما ذكر اتحاد الصحفيين والمراسلين بسيناء إن إجمالي عدد القتلى من قوات الجيش والشرطة يصل إلى 153، بالإضافة إلى إصابة 395 من قوات الجيش والشرطة.
وفي النهاية تصبح أرض الفيروز مخضبة بالدماء وتتلون بلون المخدرات ولا يعلو فيها سوى صوت السلاح، والجاني في ذلك هو النظام والضحية أهل سيناء.
... ما بعد الجيوش النظامية العربية: عسكر كامب ديفيد ...
تستعيد ذكرى حرب السادس من أكتوبر مشاهد آخر مواجهة عسكرية عربية مباشرة مع العدو الصهيونى منذ شهور مضت فى حرب غزة، حيث أثار الأداء الباهر لكتائب الشهيد عز الدين القسام فى حربها الأخيرة مع جيش العدو الاسرائيلى عندما أعلنت أنها قد “أنجزت ما عجز عنه الجيوش العربية النظامية على انجازه” من الوصول لعمق الأراضى العربية المحتلة فى حيفا وتل أبيب بل وتهديد ووقف الملاحة فى مطار بن جوريون ذاته وعملياتها النوعية ومنظومات تطوير الأسلحة وال3واريخ والطائرات بدون طيار تحت الحصار الاقتصادى المحكم من الجانب الاسرائيلى والمصرى، الكثير من الأسئلة لدى المتخصصين والخبراء حول مدى فعالية الجيوش النظامية العربية ومنها الجيش المصرى على مواجهة العدو الاسرائيلى أو أى عدو محتمل آخر فى الداخل أو الخارج.
فعندما قامت القسام فى العاشر من رمضان الماضى باهداء عملياتها التى شنتها على أهداف إسرئيلية، ﻷرواح شهداء الجيش المصري فى حرب أكتوبر، فإنها قد دشنت مرحلة جديدة قد نسميها “ما بعد الجيوش العربية التقليدية” خصوصا مع الفشل الذريع للجيش المصرى فى سيناء فى مواجهة أنصار بيت المقدس والجماعات الجهادية الغاضبة على ممارسات الجيش القمعية فى أرض سيناء وكذلك الفشل فى الملف الليبى، بالاضافة الى فشل القوات العراقية وانسحابها أمام الجماعات السنية المسلحة ومنها داعش، بالاضافة الى ما نشهده من تطورات للجيشين اليمنى والسورى.
ففى تطور نوعى لافت نجحت كتائب القسام فى محاكاة الجيوش النظامية الحديثة، حيث أصبح لديها وحدات متخصصة، مثل وحدة الهندسة ووحدة الدفاع الجوي ووحدة المدفعية ووحدة الاستشهاديين، ووحدة الإسناد، بالاضافة الى وحدة الضفادع البشرية (الكوماندوز البحري)، بالاضافة الى وحدات تصنيع الأسلحة والصواريخ بالجهود الذاتية داخل القطاع المحاصر وأهمها ظهور 3 نماذج من طائرات بدون طيارلتنفيذ مهام خاصة داخل العمق الاسرائيلى وفوق مبنى وزارة الدفاع الاسرائيلى ذاته.

هذا الأمر دعى اسرائيل نفسها للتصريح بأن حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، استطاعت أن تفعل في إسرائيل ما لم تفعله الجيوش العربية والجيش المصرى، في إطلاقها صواريخ وصلت إلى “تل أبيب” بشكل يمثل تحديا صارخا لقدرات إسرائيل العسكرية.
ويأتى على رأس المرحلة التى ندعوها بــ “ما بعد الجيوش النظامية العربية”؛ الجيش المصرى النظامى الحالى بتركيبته الحالية من قيادات ما بعد كامب ديفيد وبعد تنقيته من قيادات جيل أكتوبر، والذى يفرض نفسه حاليا كشرطى المنطقة امام الادارة الامريكية للدخول فى حروب بالوكالة عن القوى الدولية أو الاقليمية سواء فى ليبيا أو الخليج أو الشام مقابل تمرير مصالح جمهورية الظباط فى مصر المتثملة فى الدعم المالى أو الاقتصادى والعسكرى لنظام الجنرال السيسى لانجاخ تجربة حكمه فى مصر ومواجهة الضغوط السياسية والاجتماعية على النظام.
ويواجه الجيش المصرى الكثير من الفشل و الارتدادات العكسية فى ملفاته الأمنية والعسكرية، فنتائج العملية العسكرية للجيش المصرى فى سيناء تظهر عجزا واضحا وفشلا كبيرا فى تحقيق الأهداف المرجوة منها بعد أكثر من عام عليها، الأمر الذى دعى الخبراء العسكريين فى اسرائيل والتى يقوم الجيش المصرى بالتنسيق الامنى معها فى العملية، للاعلان بأن أنصار بيت المقدس هى صاحبة القرار فى التصعيد على الأرض داخل سيناء وليس الجيش المصرى بعد محاولات عاجزة للسيطرة عليها دون جدوى ودون حسم عسكرى مرضى نتج عنه اقالة قائد الجيش الثانى الميدانى أحمد وصفى وتحميله مسئولية هذا الفشل فى الملف السيناوى كقائد للجيش الثانى الميدانى.
الملف الآخر الذى يواجه فيه الجيش المصرى فشلاً ذريعا هو الاحباط الناتج عن عدم نجاح العملية العسكرية التى قادها اللواء خليفة حفتر فى ليبيا بدعم عسكرى واستخباراتى مباشر من الجيش المصرى، فحفتر لم يعد يسيطر الإ على أقل المأمول من العملية على الخريطة الليبية وبنتائج عكسية خالفت كل التوقعات، بالرغم من مساعدة الجيش المصرى له بكل السبل والتى وصلت لقيام الجيش المصرى والاماراتى بضرب قواعد لجماعات اسلامية فى طرابلس عبر طائرات اماراتية انطلقت من قاعدة جوية مصرية قبل شهور مضت.
أما الجيوش العربية الأخرى فتواجه أوضاعا أكثر فشلا، فالجيش العراقى برغم التجهيز العالى المستوى على يد الاحتلال الأمريكى لم يستطع صد الجماعات السنية طوال الشهور الماضية الامر الذى أدى لإقالة المالكى من الحكومة والاستعاضة عن الجيش النظامى العراقى بقوات البشمركة الكردية والتحالف الدولى الجديد ضد تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام.
كذلك الجيش السورى كاد أن ينزلق الى الهزيمة الكبرى أمام قوات المعارضة السورية وجبهة النصرة لولا استعانته بقوات حزب الله اللبنانى والميليشيات الشيعية داخل سوريا ومحاولة تفكيك المعارضة ووحدتها لاحقا.
أما الجيش اليمنى فقد انهار دون مواجهة تذكر أمام الحوثيين لينسحب من قواعده العسكرية قبل أن يطلق رصاصة واحدة، ليثور السؤال فى اليمن عن مرحلة ” ما بعد الدولة “.
تلك المؤشرات الخطيرة الحالية عن الفشل الذريع للجيوش العربية يعيدنا الى بحث قد أجراه ” نورفل أتيكاين ” العقيد المتقاعد فى الجيش الامريكى والمنشور في مجلة ميدل إيست كوارترلي عام 2007 بعنوان ” لماذا يخسر العرب الحروب؟! ” يحلل فيه الأسباب الرئيسية التي أدت الى عدم إحراز العرب أي نصر في حروبهم في التاريخ الحديث بعد حرب السادس من أكتوبر.

why_arabsأجرى أتيكاين بحثه بعد سنوات أمضاها في معسكرات التدريب الخاصة بالقوات المسلحة لمجموعة من الجيوش العربية منها الجيش المصرى، وكذلك من خلال خبراته التى قضاها ملحقاً عسكرياً أميركياً في بعض الدول العربية ليتعرف عن قرب على طبيعة الجيوش العربية لأكثر من 30 عاما في دراسة جيوش الشرق الأوسط.
يقول أتيكاين إن الجيوش العربية النظامية كانت غير فعالة تقريبا في العهد الحديث، حيث أن أسلوب الحرب لدى الجيوش العربية في هذا القرن يقود إلى الاستنتاج بأن العرب يحققون نجاحاً أكبر في أسلوب الحرب الثورية أو السياسية أو حروب العصابات – مثل تجربة كتائب القسام الأخيرة – أما الجيوش العربية فتحاول دائما “كسب الحرب دون خوض المعركة”، ويضيف أتيكاين أنه حتى حرب عام 1973 التي هلل لها المصريون كثيراَ اشتملت على خطة خداع كبيرة أكثر من المواجهات المباشرة فى عمق سيناء.
وفى دراسة كينيث بولوك دراسته حول فعالية القوة العسكرية للجيوش العربية، فيقول أن هناك مجموعة من العوامل المبالغ فيها داخلها تؤدى الى تقليل المبادرة، والافتقار إلى المرونة، و تحوير المعلومات وعدم إفساح المجال للضباط لتولي أمور قيادية.

ويشير أتيكاين الى فشل العمليات التدريبية فى أوقات السلم التى لا تنتهى الى احراز أى نصر للعرب، فالجيش الأردنى على سبيل المثال قد شارك معه كملحق عسكرى فى كثير من التدريبات على مدار سنوات إلا أنه لم يشارك كجيش فى أى حروب إلا امام منظمة التحرير الفلسطينية عام 1970 ، فالجيوش العربية تقاتل وفقا للتدريب الذي حصلت عليه فى وقت السلم ووفق السياسات والإجراءات التى لا تخضع لتحول فجائي يصبح فيه المدنيون مقاتلين.، على عكس نظرية يوليوس قيصر فى التدريب حيث كان يدرب قواته في الشتاء استعداداً لخوض المعركة في الربيع، لكى لا يكون هناك حاجة لإعطائهم الأوامر وقتها، حيث سيدركون تلقائيا ماذا وكيف يفعلون ذلك”.
وبالنسبة للمعلومات،فالمدربون الأميركيون العسكريون كانوا يعجبون من بقاء المعلومات التي قدمت لمسؤولين كبار حكراً عليهم دون تمريرها لغيرهم، فالفني العربي الذي تعلم القيام ببعض الإجراءات المعقدة يعلم في قرارة نفسه أنه سيظل مهما بقي هو الوحيد في الوحدة التي يعمل فيها مالكا لتلك المعلومات. وحسب اعتقاده فإنه حالما ينشر هذه المعرفة بين الآخرين، لا يعود هو المصدر الوحيد للمعرفة ولذلك تهدر طاقته. وتفسر هذه الحالة المخزون الهائل من الكتب والنشرات التدريبية وغيرها من الكتيبات الخاصة بالتدريب اللوجيستي.
ففي إحدى المناسبات، تسلم فريق أميركي للتدريب يعمل مع وحده مدرعات مصرية كتيبات حول التشغيل تمت ترجمتها إلى العربية. وقام المدربون الأميركيون بأخذ الكتيبات المترجمة ووزعوها على طواقم الدبابات، ولكن القائد المصري الذي كان خلفهم والذي تلقى تدريباً على المدرعات في أمريكا قد قام على الفور بجمع الكتيبات من الطواقم.
وحين سأله الأمريكان عن السبب، قال القائد المصرى إنه لم يكن هناك من سبب يدعو لإعطاء الكتيبات إلى السائقين لأنهم لا يعرفون القراءة، وفي الحقيقة، فإنه لم يكن ينوي أن يوفر للجنود مصدراً مستقلاً خاصا للمعرفة. 
فحقيقة كونه الشخص الوحيد الذي يستطيع تقديم شرح حول معدات إطلاق النار أو أسلحة المدفعية يوفر له امتيازاً ويضمن تركيز الاهتمام عليه طول الوقت. وتعني هذه الحادثة وفقاً للأمور العسكرية، أن القليل من التدريب المشترك تم تحقيقه، وأن طواقم الدبابات ومطلقي القذائف والسائقين قد يكونوا أكفاء في أعمالهم ولكنهم غير مستعدين للعمل مكان أحد منهم إذا تعرض للإصابة، إن عدم إدراك الجنود وفهمهم لعمل بعضهم البعض يحول دون توفر مناخ ملائم للعمل. فالمستوى العالي من العمل يعني عدم وجود هوة بين الطواقم في الكفاءة الفنية.

الأمر الآخر أن نظام التعليم في البلاد العربية ولكونه يتصف بالإسناد ويعتمد على الحفظ، فإن الضباط العرب لديهم ظاهرة القدرة على الحفظ بشكل واسع دون تفكير نقدى أو منطقى تحليلى تعتمد عليه الحروب.
من زاوية أخرى صغار الضباط العرب قد يتمتعون بتدريب جيد من النواحي الفنية للأسلحة والمعرفة التكتيكية ولكن ليس من الناحية القيادية وهو الأمر الذي يوليه العرب القليل من الاهتمام. فعلى سبيل المثال، أشار اللواء سعد الدين الشاذلي، رئيس الأركان المصري إبان حرب عام 1973، في تقييمه للجيش الذي ورثه قبل حرب عام 1973م بأنه لم يكن مدربا لأخذ زمام المبادرة أو تقديم أفكار جديدة/ وبالفعل فإن القيادة تمثل أكبر ضعف ينتاب أنظمة التدريب العربية. وقد نجمت هذه المشكلة عن عاملين رئيسيين هما: نظام الفصول المتشدد جدا والافتقار إلى برنامج خاص بتطوير الضباط الذين ارتقوا إلى المناصب العليا من مراتب دنيا.
وتتعامل معظم الجيوش العربية مع الجنود كأنهم دون مستوى البشر. فعندما هبت الريح في أحد الأيام في مصر حاملة معها رمال الصحراء أثناء مظاهرة ضد زيارة بعض المسؤولين الأميركيين، شاهدت فصيلا من الجيش المصري يحيط بالزوار الأميركيين مشكلا درعا واقيا حولهم. وبعبارة أخرى فإن الجنود المصريين يستخدمون في بعض المناسبات وكأنهم مجرد سور واق من الرياح.
وفي عطلة نهاية الأسبوع يقوم الضباط المصريون المقيمون حول القاهرة بركوب السيارات متجهين إلى منازلهم تاركين جنودهم في الصحراء يتدبرون أمر انتقالهم من هناك إلى محطات القطار في القاهرة، ثكنات التدريب ليس فيها مرافق للجنود صالحة للمعيشة، وكذلك فالجنود لا يثقون بضباطهم، فحالما يغادر الضباط مناطق التدريب تبدأ عملية التدريب بالانهيار ويبدأ الجنود بالتسيب.

ويختم الباحث تقريره بأن الثمن العسكري لهذه العوامل باهظة جداً على الجيوش العربية، التى تميل وحداتها للتفسخ إذا تعرضت لضغط الاشتباكات.
هذا أهم ما كتبه نورفل أتيكاين عام 2007 وتوقعاته فى بحثه عن النتائج التى نراها الآن من فشل عسكرى ذريع للجيوش العربية النظامية الحديثة فى منطقة الشرق الأوسط على المستوى العملياتى والميدانى والاستخباراتى، ترى بعد النكسات التى شهدتها الجيوش العراقية واليمنية والسورية، هل يفشل الجيش المصرى فى فرض مخطط جمهورية الظباط لاحكام القبضة الأمنية والسيطرة على مجريات الأمور السياسية فى مصر لنشهد انتكاسة جديدة للجيوش العربية فى مصر ترسم ملامح مرحلة ” ما بعد الجيوش العربية النظامية ” ؟!.



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا



{ يكفينا الاسى على مصر }
بقراءة جديدة حسب مقتضيات الزمن الذى نعيشة الان 
.. قراءة جديدة بعد مرور 60 عام ..
قراءة تحمل كمً من الاسى والمرارة تكفى لقتل الامل فى اى امة
 .. تكفى لطمس جزوة الشباب ..
وان كان لنا من شىء نأسى عليه.. وهذا حقاً للوطن والمواطن  فأى شىء يستحق الاسى الان  ..؟
{ يكفينا الاسى على مصر }
يا دولة الظٌلم ... انمحى وبيــدى
كل شى اختلف  وتغير .. كل شى تبدل
واصبحت مصر  بدون (ص)  .. نعم اصبحت " مر "

وكما قال صلاح جاهين  :
مصر الىّ كانت ... اصبحت وخلاص
تمثال جميل انكسر ... وانفة فى الطين غاص



أنا بحبك يا بلادي
 




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛




ليست هناك تعليقات: