الأربعاء، 6 أغسطس 2014

ولاية الفتنة الكبرى بدأت بـ عبد الله بن أبي السرح لمصر.فيديو



حقيقـــة الفتنـــة الكبـــرى 
وبيــان مواقف الصحــابة الكرام فيهــا،
 السيدة عائشـة والإمام علي ومعاوية وعمرو بن العاص


۞ ولاية عبد الله بن أبي السرح لمصر
عندما تولي عثمان بن عفان الخلافة من بعد مقتل الخليفة عمر بن الخطاب ... عزل عمرو بن العاص، و ولي عبد الله بن سعد بن أبي السرح علي مصر سنة 24 هج... و يقال أن سبب العزل أن عمرو طلب من عثمان عزل عبد الله بن سعد عن ولاية صعيد مصر، فرفض عثمان و عزل عمرو و ولي عبد الله بن سعد بن أبي السرح ولاية مصر كلها.
اختلفت سياسة عبد الله عن ولاية عمرو بن العاص فقد تشدد في جمع الضرائب و عامل المصريين بقسوة ترتب عليها أن حرض أهل الأسكندرية دولة الروم علي غزو مدينتهم . 
فعاد الروم يحتلون الأسكندرية و بعض مدن الوجه البحري، فبعث المصريون إلي الخليفة عثمان بن عفان يطلبون منه تكليف عمرو بن العاص بقتال الروم البيزنطيين. فاستجاب عثمان و أرسل عمرو بن العاص والياً علي الأسكندرية و أمره بقتال الروم ، و نجح عمرو في مهمته وطرد الروم سنة 25 هج / 646 م.
كما أغار النوبيون علي مصر من الجنوب، فأعد عبد الله بن أبي السرح جيشاً بقيادة عقبة بن عامر و طردهم من حدود مصر ووصلت جيوشه إلي دنقلة من أرض السودان، و بعد قتال شديد انتصر المسلمون علي أهل دنقلة – الذين سماهم العرب الأساود. و عقد معاهدة البقط Pacton  سنة 31 هج و من بين شروطها ارسال 360 رجلاً من السود سنوياً لوالي مصر مقابل إرسال ما يحتاجونه من غلال. و تعهد أهل دنقلة بفتح بلادهم للمسلمين، و بني المسلمون مسجداً في دنقلة و تعهد الأساود بكنسه و رعايته و إيقاد القناديل فيه بالليل.
استمرت ولاية عبد الله بن سعد حوالي عشر سنوات، حتي قُتل عثمان بن عفان عام 35 هج، و قام علي بن أبي طالب بعزل عبد الله و ولي قيس بن سعد بن عبادة.
۞ ولاية قيس بن سعد بن عبادة
بعد مقتل عثمان بن عفان عام 35 هج،  اضطرب الأمر في كل الولايات الإسلامية و من بينها مصر، و انحازت فئة إلي معاوية بن أبي سفيان تطالب بدم عثمان و فئة أخري إلي علي بن أبي طالب.
و قام علي بن أبي طالب بعزل عبد الله بن سعد من ولاية مصر، و ولي مكانه قيس بن سعد بن عبادة سنة 37 هج. و كان قيس من أدهي دواهي العرب، استطاع أن يستميل شيعة عثمان الذي كانوا يطالبون بدمه في مصر و علي رأسهم معاوية بن حديج، ليأمن مكرهم و مكيدتهم. كما استطاع أن يضبط الأمور في البلاد مدة ولايته.
 لذلك علم معاوية بن أبي سفيان أنه لن يستطيع أن يستولي علي مصر و يستقوي بها مع الشام ضد علي بن أبي طالب ما دام فيها قيس بن سعد. فأرسل إلي قيس يحاول أن يستميله إلي صفه. فتظاهر قيس أول الأمر بالمهادنة، و لكن التظاهر لم ينطلي علي معاوية ، فأغلظ له قيس في الرد و قال له في رسالة بعث بها إليه في دمشق:
” أما بعد، فالعجب من اغترارك بي با معاوية و طمعك في، تسُومني الخروج عن طاعة أولي الناس بالإمرة، و أقربهم للخلافة، و أقولهم للحق، و أهداهم سبيلاً، و أقربهم إلي رسوله وسيلة، و أوفرهم فضيلة، و تأمرني بالدخول في طاعتك، طاعة أبعد الناس من هذا الأمر، و أقولهم بالزور و أضلهم سبيلا، و أبعدهم من الله و رسوله وسيلة، و لد ضالين مضلين طاغوت من طواغيت إبليس، و أما قولك: معك أعنة الخيل و أعداد الرجال، لتشتغلن بنفسك حتي العدم”.
 و عندما علم معاوية أنه لن يستطيع أن يستميله، لجأ إلي المكيدة، فأطلق إشاعة في الشام أن قيس بن سعد قد بايعه. و انتشرت الإشاعة حتي وصلت إلي علي بن أبي طالب. فأشار عليه أصحابه أن يقوم بعزل قيس بن سعد عن مصر، مخافة أن يكون الخبر صحيح ، و بالفعل قام علي بن أبي طالب بعزل قيس عن ولاية مصر بعد أن دامت ولايته أربعة أشهر و خمسة أيام، و ولي عليها الأشتر النخعي....
۞ ولاية الأشتر النخعي
ولي علي بن أبي طالب الأشتر النخعي علي مصر عام 37 هج. فأرسلت عيون معاوية بن أبي سفيان إليه بالخبر. و كان الأشتر مشهوراً بشجاعته و اقدامه و انحيازه لعليٌ في موقعة الجمل. فبعث معاوية بن أبي سفيان إليه من يقتله عند قدومه إلي مصر. و بالفعل مات الأشتر بسم دُس له في العسل.
 و عندما بلغ معاوية و عمرو بن العاص الخبر، قال معاوية – و قيل عمرو – ” إن لله جنوداً من عسل”.
۞ ولاية محمد بن أبي بكر الصديق
بعد اغتيال الأشتر النخعي، ولي علي بن أبي طالب محمد بن أبي بكر علي مصر سنة 37 هج. و كان محمد  فتي في الخامسة و العشرين من عمره، قليل الخبرة. كما أنه لم يسمع نصيحة قيس بن سعد عن كيفية معاملة شيعة عثمان في مصر حتي لا يثوروا عليه.
لذلك وجد معاوية بن أبي سفيان أن الفرصة مواتية للانقضاض علي مصر. فأرسل جيشاً قوامه ستة آلاف رجل و علي رأسه عمرو بن العاص إلي مصر لانتزاعها من محمد بن أبي بكر.
 و تقابل جيش عمرو بن العاص و جيش محمد بن أبي بكر ، و دارت معركة طاحنة كانت الغلبة فيها أولاً لجيش محمد بن أبي بكر الذي كان يقوده كنانة بن بشر. و لكن انضمام شيعة عثمان في مصر بقيادة معاوية بن حديج إلي جيش عمرو  رجح كفته ، و قُتل كنانة بن بشر. و تفرق جيش محمد بن أبي بكر عنه، و وقع هو في أسر معاوية بن حديج الذي قتله شر قتلة، و أرسل رأسه إلي معاوية بن أبي سفيان في دمشق.
 و كان الأمويون و المتشيعون لعثمان يرون أن محمد بن أبي بكر كان من المحاصرين لبيت عثمان بن عفان و المشاركين في قتله، فقتلوه لذلك.
و بذلك تملك عمرو بن العاص مصر مرة أخري من قبل معاوية بن أبي سفيان سنة 38 هج.
و في عام 40 هج قُتل علي بن أبي طالب علي يد عبد الرحمن بن ملجم من الخوارج، و هو يدخل مسجد الكوفة ليصلي الفجر. و خلفه ابنه الحسن الذي تخلي عن البيعة لمعاوية بن أبي سفيان سنة 41 هج حقناً لدماء المسلمين. و بذلك اجتمعت الخلافة و البيعة لمعاوية بن أبي سفيان من كل المسلمين.
حقيقـــة الفتنـــة الكبـــرى 
وبيان مواقف الصحابة الكرام فيها، 
وخاصة توضيح مواقف السيدة عائشة والإمام علي 
.. ومعاوية وعمرو بن العاص ..



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا





ليست هناك تعليقات: