الأربعاء، 6 أغسطس 2014

قصة مثيرة لقساميين مكثوا شهرا بنفق عمقه 25 مترا.. فيديو



كتائب الشهيد عز الدين القسام 
أبطال المقاومة تحت أنقاض النفق بين الحياة والموت



نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام عبر موقعها الإلكتروني على شبكة الانترنت قصة مثيرة من قصص مجاهديها الأبطال شرق منطقة القرارة شمال شرق مدينة خان يونس. وقالت كتائب القسام عبر موقعها "مع اندحار آخر جندي صهيوني عن أرض غزة بعد الفشل والهزيمة الصهيونية، لا زالت قصص بطولات وكرامات المجاهدين تتواتر من أرض الميدان الذي شهد الالتحام المباشر مع قوات العدو ونخبته العسكرية في كافة محاور الاشتباك من شمال قطاع غزة إلى جنوبه".
 وفيما يلي القصة المثيرة والكرامة الربانية التي حدثت مع ثلة من مجاهدي كتائب الشهيد عز الدين القسام الذين احتجزوا في باطن الأرض لأيام طويلة, كما وردت عبر موقع القسام على الانترنت. فمن هناك من محور الاشتباك الملتهب جنوب قطاع غزة، في منطقة الغوافير شرق القرارة، ومع بداية معركة "العصف المأكول" ترجّل تسعة وعشرون مجاهداً من قوات النخبة القسامية عبر نفق أرضي إلى أرض المعركة الحقيقية والاشتباك المباشر، ليباغتوا العدو من حيث لا يحتسب.
 أحد هؤلاء المجاهدين يروي لنا ما حدث، ويستذكر بطمأنينة واستحضار لعناية الرحمن ما حدث معه ومع إخوانه في هذه الأيام الطويلة تحت الأرض.
 يقول المجاهد ع.س: " كانت مهمتنا تتمثل في تنفيذ عمليات التفاف خلف القوات المتوغلة والتصدي لآليات وجنود الاحتلال بكل وسيلة كما كان جزء من المجاهدين من وحدة الأنفاق ومهمتهم تجهيز الأنفاق والعيون وتهيئتها للاستخدام من قبل مقاتلي النخبة، وقد كان المجاهدون في حالة استنفار وأخذوا مواقعهم قبل بدء الحرب البرية".
 ويضيف المجاهد العائد: " مع بداية الحرب البرّية التحمنا مع قوات العدو ونفّذ مقاتلونا بعون الله عدّة عمليات جريئة، كانت أولها عملية تفجير دبابة وجرافة من نقطة صفر، ثم توالت عملياتنا وتنوعت وتوزعت على المجاهدين كلّ حسب اختصاصه، بحسب الخطّة الموضوعة لنا من إخواننا في غرفة قيادة العمليات".
ويستذكر المجاهد إحدى أبرز عمليات هذه الثلّة المجاهدة، إذ خرج المجاهدان الشهيدان باسم الأغا وفادي أبو عودة، بعبوات الشواظ (من الصناعات العسكرية للقسام)، وفجّرا هذه العبوات بعمليتين استشهاديتين في جرّافة ودبّابة من مسافة صفر، وأوقعا فيهما القتلى والإصابات، رحمهما الله تعالى.
وذكر المجاهد أنّ الأمر كان يسير وفق الخطّة المرسومة واستبسل المجاهدون واستحضروا وهم يخوضون هذه المعركة معيّة الله، وقضوا أوقات الانتظار بالذكر والاستغفار والدّعاء والصلاة. واستطرد قائلاً: "حينما دخل العدو منطقة القرارة صاحب ذلك تفجير بعض عيون الأنفاق كما تم دكّ المنطقة بصواريخ الإف 16، ما أدى إلى إغلاق مخرج النفق - المحفور على عمق 25 متراً تحت الأرض- على المجاهدين في اليوم الثاني للعملية البرية وانقطع الاتصال بيننا وبين غرفة العمليات".
 يقول القائد الميداني و.أ : "منذ انقطاع الاتصال في ذلك اليوم اعتبرنا جميع هؤلاء المجاهدين في عداد المفقودين، ولم نعد نعرف ما يدور معهم بسبب سخونة الاشتباكات وتعدد محاور التماسّ مع العدو، وكان التقدير بأنّ ما لديهم من طعام وشراب وهواء لا يكفي كلّ هذه المدة وأنّ من المستحيل – في تقديرنا البشري - أن يكونوا في عداد الأحياء" .
ويستدرك القائد الميداني: " لكن وبعد وقف إطلاق النار قامت طواقم الإنقاذ والدفاع المدني بالحفر في منطقة النفق لانتشال المجاهدين منه، وكانت المفاجأة التي وقعت علينا وقع الصاعقة الممتزجة بالذهول والحمد والشكر لله، حيث تجلّت عظمة الله تعالى في خروج ثلاثة وعشرين مجاهداً من النفق، إذ كانوا أحياء وبصحة جيدة !" .
ولا زال البحث جارياً عن 3 مجاهدين مفقودين، بعد أن أقدم رابعهم - وهو المجاهد القسامي الشهيد إياد الفرا- على عمل بطولي شاقّ، إذ حاول فتح عينٍ للنفق لإنقاذ إخوانه، وبالفعل وصل إلى هدفه، وما أن وصل إلى نهاية عمله وكاد ينجح إلاّ أنّ قدر الله كان غالباً فانهار النفق من هذه الجهة، مما أدى إلى استشهاد هذا المجاهد الهمام، تقبله الله في عليين .
 وقد أثار بقاء هذا العدد الكبير من المجاهدين على قيد الحياة في هذه الظروف -بعناية الله- دهشة إخوانهم في غرفة العمليات، وقد جاءت شهادات المجاهدين في هذا الصدد مثيرة للاطمئنان والسكينة بلطف الله ورعايته للمجاهدين.
 يقول المجاهد العائد المنتصر ر.س: "يسّر الله لنا في باطن الأرض ما يشبه نبع الماء حيث كنّا نضع قطعة من القماش من ثيابنا على الماء ثم نشرب ما تحمله هذه الثياب من ماء، وقمنا باقتسام ما لدينا من التمر طوال نحو شهر من الزمان، فكان نصيب كل واحد منا في اليوم نصف تمرة ونصف كوب صغير من الماء!".
 مع العلم أنّ الماء في تلك المنطقة موجود على عمق 90 متراً من سطح الأرض، أي على عمق 65 متراً تحت المجاهدين. وختم القائد الميداني هذه الشهادة بقوله: "في ذلك ما يثبت لشعبنا الفلسطيني ولأمتنا أنه لو تخلى العالم كله عن شعبنا ومجاهدينا فإنّ الله تعالى معنا ولن يتخلى عنّا وسيمدنا بمدد من عنده". وأخيراً، ستشهد الأيام القادمة - وفق روايات العديد من المجاهدين الذين عاشوا المعارك- ستشهد الكثير من القصص والشهادات التي سننقلها -بإذن الله- عن ألسنة المجاهدين المقاتلين الذين انتصروا لله ولدينه ولأرضه المقدّسة، فنصرهم الله وأذل عدوّهم، وشفا بجهادهم صدور قوم مؤمنين، "وما النصر إلا من عند الله".



نقل الرواية إلينا الكاتب الصحفي . أحمد عطوان في غزة حقيقة وليس خيال إلى المشككين الأذلاء، إلى من يقول: لم تنتصر المقاومة، إلى الذين فقدوا الثقة بأنفسهم، وبقيادتهم، إلى الذين قالوا:
هذا فلم هندي، وقصصكم مأخوذه من أفلام هوليود. اليوم نقول لكم: نعم، هذا ما يحدث في غزة فقط، وهذا ما حدث في غزة فعلاً، بعد عشرين يوماً كان فيها مدفوناً تحت الأرض، خرج محمود يوم أمس من النفق سالماً، لقد التقيت معه اليوم، صافحته، وهو متكئٌ على فرشة، ويبدو عليه الإعياء، وسألته: شهادتك العلمية يا محمود؟ بكالوريوس نفق
 ●– كم لبثتم مدفونين تحت الأرض؟ عشرون يوماً لا غير
●– ما عدد الأحياء الذين خرجوا من النفق؟ 24 قساميا -ماذا حدث معكم؟ قصفت الطائرات الإسرائيلية منافذ النفق، أما باقي العيون، فقد أغلقناها نحن بأيدينا، ولا سيما بعد تسربت الغازات اليهودية السامة داخل النفق.
●-كيف أمضيتم الوقت في النفق المظلم؟ كنا نصلي، ونغني، وننشد الأناشيد، ونمزح مع بعضنا، ولم يمت فينا الأمل حتى اللحظة الأخيرة.
●- وماذا عن الطعام؟ كان لدينا التمر، وكان نصيب الفرد منا نصف تمرة في اليوم.
●-وماذا عن الماء؟ تجمع الماء العذب في إحدى زوايا النفق، وفي الأيام الأخيرة ازدادت كمية الماء حتى خشينا أن نغرق من الماء.
●-كم متر كنتم تحت الأرضـ؟ حوالي 25متراً.
●- وكيف كنتم تصلون إلى نقطة تجمع الماء، وتشربون، وكيف كنت تتحركون في العتمة القاتمة؟ كان لدينا بعض كشافات الإنارة، نستخدمها عند الضرورة، وأوشكت على النفاذ في آخر يوم، وكان أحدنا يجمع الماء، ويأتي إلينا كل يوم ما مقداره 40 لتراً من الماء
●– هل كان لديكم اتصال بالخارج؟ انقطع الاتصال، ولم نعد نعرف ما يجري من حولنا.
●– هل كنتم تعرفون اليوم والوقت والتاريخ؟ كنا نحسب الأيام حسب شهر رمضان، لذلك صمنا ثلاثين يوماً، وفي الوقت الذي كان عيدكم يوم الاثنين، كان عيدنا يوم الثلاثاء، وكنا نعرف الليل والنهار من خلال الساعة.
●– هل فقدتم الأمل بالنجاة؟ لم نفقد الأمل، كنا نصلي جماعة، وندعو الله، ونحاول الحفر كي نخرج، وقد ارتقى منا شهداء أثناء الحفر، ومع الأيام ضعفنا جسدياً، ولم نعد قادرين على الحفر.
●– هل ظل منسوب الأمل لديكم كما هو؟ في البداية كنا الأمل بالنجاة كبيراً، وكنا نقدر حدوث التهدئة يوم العيد، فلما مر يوم العيد دون أن يصل إلينا أحد، بدأ الأمل بالنجاة يخفت، وبدأت قوانا تضعف.
●– وماذا عن الهواء في النفق؟ كان يتسلل إلينا هواءً نقياً طرياً منعشاً لا نعرف من أين يأتي إلينا. 
●– هل أصاب أحدكم مرضاً في تلك الفترة؟ نعم، وكان العلاج بآية من قرآن، وبرش الماء على وجهه.
●– هل مرت عليكم لحظات ضعف أو خوف أو يأس؟ نحن بشر، كان الليل علينا ثقيلاً، لم نكن نعرف النوم، وكانت الهواجس بعدم النجاة تهاجمنا أحياناً، ولكن في الصباح، نتحدث مع بعضنا عن أحلامنا، وعن الفرج القريب.
●– صف لي حجم الفرح لديكم لحظة اكتشافكم في النفق؟ سمعنا صوت الآلية التي تحفر حولنا، بداية توجسنا الريبة، فتراجعنا إلى داخل النفق، وتقدم أحدنا باتجاه الصوت يستطلع الخبر، وبعد ساعتين تقريباً، سمعناه يقول: الله أكبر ولله الحمد. فكبرنا من بعده، وأدركنا أننا قد نجونا، وصار النفق يردد أصداء صرخاتنا، الله أكبر ولله الحمد. صرخت بأعلى صوتي: لقد نجونا، سنخرج، سنعود إلى الحياة. الله أكبر ولله الحمد.
بعد ذلك لم نر ضوء الشمس مباشرة، فقد امتدت يد القسام، ووضعت على أعيننا الأغطية كي لا تبهرنا الإضاءة، لنصل إلى هنا برعاية الله، ترافقنا السلامة والانتصار. الله أكبر الله أكبر الله أكبر.


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛




ليست هناك تعليقات: