الأحد، 6 يوليو 2014

مصر التي صارت ( فضيحة الدنيا ) !!.


اللهم عجل بفرج من عندك
 يسر به التقى ويغم به الفاسد الخئون.



عام كئيب مر على (المحروسة) بعد وقوع الانقلاب العسكرى الفاشى، تخضبت فيه أرضها بالدماء، وتناثرت فى شوارعها الجثث والأشلاء، وامتلأت سجونها بآلاف الأحرار ممن يقولون ربنا الله.. وفى هذا العام الذى مر كأنه الدهر انقسم الناس انقسامًا حادًا، ودبت بينهم الفرقة والبغضاء، فصاروا يتقاتلون ويحرق بعضهم أموال وممتلكات بعض، وانفلت الأمن، وعمت الفوضى ولم تعد البلاد محكومة بقانون، بل بشريعة الغاب حيث البقاء والأمان للأقوى والأكثر إجرامًا وبلطجة.
يمر عام على اختطاف العسكر لأول رئيس مدنى منتخب -بأوامر صهوأمريكية- وقد هيأت دعايتهم الشعب المسكين بالعيش فى الرخاء التام وتوديع حقب الفقر والعوز، فإذا الشعب يعود للوراء أكثر من ستين سنة، فالحاكم سادى مستبد، والدولة ديكتاتورية نازية لا تعرف شيئًا عن حقوق الإنسان ولا تستشير شعبها فى أمر من أموره، ولا تسمح لأحد من أفراده بمجرد النقاش حول معاشه ومعاده.
ليهنأ إذًا من حللوا هذا الانقلاب، ومن أيدوه ومن صفقوا لقادته وأطلقوا لهم الأناشيد والأغانى، رغم ما شاهدوه من قتل وحرق جثث وانتهاك أعراض وسلب أموال، ليهنأ هؤلاء المغيبون بتلك الدولة الجديدة التى صارت تتسول قوت يومها، وصارت تمد يدها للقزم والحقير، ولا تتورع عن أداء أدوار قذرة على المستوى العالمى من أجل أن يلقى إليها بفتات يستولى العسكر الحاكمون على غالبيته قبل أن يصل إلى أفواه الجوعى والمحرومين.
وعدونا بأن مصر ستكون (قد الدنيا) فإذا هى (فضيحة الدنيا)، فنحن الآن فى ذيل القائمة، فى كل المجالات من دون استثناء، وإذا كان العالم كله قد تحرر من حكم العسكر وودع انقلاباتهم فقد جدد عسكر مصر هذا السلوك المشين وأثبتوا لآخرين -على شاكلتهم- أن التخلف والجهل يمكن إحياؤهما من جديد، وبذلك تكون مصر هى أولى دول العالم التى ترجع للخلف، وهذا سوف يستتبعه نتائج خطيرة على البلاد والعباد، ربما أدت -لا سمح الله- إلى أن نصبح واحدة من الدول التى ابتليت بتفكك الجيش ونشوء حرب أهلية واستباحة أرضها للعدو والصديق.
مر عام على انقلاب العسكر الذى دعمه الأعداء وأصحاب المصالح فى الغرب بكل الطرق، ورغم ذلك ما رأينا له إنجازًا واحدًا، إنما رأينا تقهقرًا وإحباطًا فى كل المجالات، وارتفعت الأسعار، وعم الغلاء والبلاء، وبدلا من أن يحاور النظام شعبه ويقدم له برنامجًا أو خطة للنهوض بالبلاد، إذا بقائده يتوعد المواطنين، ويبشرهم بكلمة (مفيش)، ثم يفرض عليهم جبايات وإتاوات ما رأوا أو سمعوا بمثلها من قبل، وهم -للأسف- لا يستطيعون الاعتراض؛ لأنهم رأوا ما يُفعل بالأحرار فى الشوارع، فلأول مرة فى تاريخ مصر يُضرب المتظاهرون بالطائرات وتقصفهم الدبابات، وتفجر أمخاخهم بأسلحة محرمة.. وهكذا سُجنت مصر فى معسكر بطول وعرض مساحتها الجغرافية، فلا رأى إلا للعسكر ولا حل ولا ربط إلا بهم، ومن خرج عن طوعهم أو (الطبل والزمر) لهم فليس له جزاء إلا القتل، أو السجن فى أحسن الأحوال.
وفى الجانب الآخر المشرق، هناك -بعد مرور عام على هذا الانقلاب الغادر- فكر جديد وروح جديدة، يحملها شباب واعد صغير السن كبير العقل، أدركوا ما يفعل بهم وببلدهم فصاروا يستهينون بأرواحهم، يقدمونها رخيصة من أجل تحرر أهليهم ومواطنيهم، والناظر فى فكر وفعل هؤلاء يثق بأن النصر فى ظلالهم، وأن تحرير البلاد من هذا الرق والاحتلال سيكون قريبًا، فإن فى نواصى هؤلاء الشباب الخير؛ إذ هم الحق بعينه، وخصومهم من العسكر ومؤيديهم هم الباطل نفسه.
ولقد أفاق الشعب على حقائق كثيرة غابت عنه منذ ما يزيد على ستين سنة، ما يجعل الثورة المقبلة كاملة شاملة مطهرة لكل أنواع الزيف والخداع التى صدعونا بها لعقود تحت شعارات وطنية رنانة لم تكن فى الحقيقة سوى طريقة ماكرة لدغدغة المشاعر وغسل العقول واستلاب ما فى الجيوب.
ستكون مصر (قد الدنيا) إن شاء الله، لكن بعد تحررها -قريبًا- من هذا التخلف، وأن يحكمها أبناؤها الأبرار الذين يقدمون أرواحهم فداء لها هذه الأيام، فإنهم لا يخدعون ولا يجورون ولا يسرقون، إنما هم بالحق قائمون، لا يضرهم من ضل، ولا يخشون أحدًا، ولا يخافون فى الله لومة لائم.
وإن استمر حكم (الغشم) فسوف يكون أيامًا أو شهورًا، لكنها ستكون نكدًا وفوضى، وألمًا وحسرة، فأما الذين آمنوا فهى لهم طهرة وأجر وهم يلتزمون التقوى والصبر، وأما الظالمون الأنجاس فإنها ستكون عليهم حسرة ثم يغلبون.. فاللهم عجل بفرج من عندك يسر به التقى ويغم به الفاسد الخئون.



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا





ليست هناك تعليقات: