الجمعة، 18 يوليو 2014

وزير الثقافة بحكومة الانقلاب يحشو أدمغة الصغار بأفكار مسمومة.فيديو



دعاوى التنوير والحداثة والانطلاق إلى المستقبل.


أكد د.حسام عقل – أستاذ النقد الأدبي بكلية التربية بجامعة عين شمس- أنه لا جدال أن د.جابر عصفور وزير الثقافة بحكومة الانقلاب يمثل في تقديره أسوأ نقطة في الماضي الكالح الذي ثارت عليه الجماهير في 25 يناير، فقد كان عبر سنوات طويلة العضد والساعد لـ"فاروق حسني" - وزير الثقافة بعهد المخلوع - كان ينظِّر له ويؤصّل له الفكر الاستبدادي، وكان يرسم له ملامح النظرية الملائمة للسيطرة على المثقفين وكبح جماحهم، وهي التي بلورها "فاروق حسني" عندما اعترف بأنه جاء ليحشد حملة الأقلام فيما أسماه "الحظيرة" وكان "عصفور" مهندس هذه النظريات الاستبدادية ويلفها دائما في ورق "سلوفان" تحت دعاوى التنوير والحداثة والانطلاق إلى المستقبل.
وأضاف إلى ذلك فإن "عصفور" الذي تتذكر له الجماهير أداؤه للقسم الدستوري أمام مبارك المخلوع هو من أكثر الشخصيات الثقافية بغضا للهوية الإسلامية وسعيا حثيثا لتجريفها والهجوم الضاري عليها عبر مقالات تحولت في صحيفة "الأهرام" وغيرها إلى منصات إطلاق صواريخ لضرب الولاء للفكرة الإسلامية عموما في مساحاتها المعتدلة قبل مساحاتها المتشددة، وقد ظل نهج الرجل طابعا تحريضيا لا يتخلف ولا يتغير.


وكشف "عقل" أن "جابر عصفور" دائما يستعدي الأمن بالوشايات الرخيصة لضرب الشباب الذي يتمسك بهويته العربية والإسلامية، وهذا الاستعداء الأمني الرخيص يحاول للأسف أن يلبسه ثوب التنوير، وعبر سنوات طويلة ظل فيها "عصفور" ظلا مطيعا للسيدة الأولى بزمن مبارك، ولم يثبت أنه دافع عن حريات الأمة أو قاوم تزوير الانتخابات أو دافع عن حقوق للمعتقلين والنشطاء، أو جرؤ أن يهدد مملكة مبارك بأي صورة من الصور.. بل كان جزءا من بلاطها يفرض فكره بتسلط وبقمع التوجهات الفكرية الأخرى دون حياء. ويختار "عصفور" الكتب التي تنشرها وزارة الثقافة على عينه فيستبعد كل ما يشتم منه رائحة ولاء للثقافة الإسلامية، ويستبقي دائما ما يثير الأزمات أو يستفز الولاء الجمعي للفكرة الإسلامية.
وقال "عقل" ولدينا عشرات الشواهد على ذلك وعندما سقط مبارك توارى "جابر عصفور" مترنحا مع صعود المد الثوري، وانكشاف ألاعيبه وأساليبه، بل والتصدع الجزئي في تربيطاته وتحالفاته التي هندس لها داخل وزارة الثقافة. موضحا أنه قد كانت لجان "المجلس الأعلى للثقافة" مشكلة من شخصيات بطريركية أبدية لا تتغير تدين بالولاء لـ"جابر عصفور" وتنقاد لتلاميذه ولا تسمح بوجوه غريبة.
ورصد "أستاذ النقد الأدبي" أنه ومع تعثر المسار الثوري بدأ "عصفور" يخرج من الشقوق مجددا، وبدأ تلاميذه بدورهم يلتقطون الضوء الأخضر للعودة للممارسات القديمة، وبعد رحيل "صابر عرب" ثم الانقلاب المزري على العملية الديمقراطية، وترسيخ قوائم الانقلاب العسكري في مصر، وهو الانقلاب الذي اتسم بسمات أولها العصف بالحريات المدنية بقسوة دموية غير مسبوقة، وثانيها العداء الموتور للتيارات والاتجاهات الإسلامية، وثالثها الاستعانة بآليات دولة مبارك ورموزه ووجوهه، وهنا انتعش دور "عصفور" وخرج من المخبأ ليتصدر الواجهة مجددا وسط ذهول المثقفين.
وحذر "عقل" من أن "جابر عصفور" وزير ثقافة الانقلاب بسياساته الراديكالية المتطرفة والقائمة على تأليب طبقات الشعب بعضها ضد بعض فضلا عن إشعال الخطاب التحريضي الذي يضمن للانقلاب أن يستمر، وعاد "عصفور" بوجه أكثر تطرفا، وسيحاول أن يقود سياسة تجفيف المنابع، فليس غريبا أن يتعاون مع وزارة "التربية والتعليم" لمحاصرة الفكرة الإسلامية والولاء الإسلامي في المهد داخل المدارس، ويعني بذلك "عقل" المناهج التعليمية التي تدرس للصغار ليفرض نسقه القيمي ونموذجه الأيديولوجي المتطرف ويحشو معه أدمغة الصغار بهذا الفكر المسموم، وليس غريبا في الإطار نفسه أن يتعاون "عصفور" كوزير ثقافة أيضا مع وزير الأوقاف الذي حاصر المنابر ورضي لذاته أن يكون مخلبًا قط للمؤسسة الأمنية، ينفذ لها ما تريد، بل أحيانا أكثر مما تريد، ففي عهده أغلقت آلاف المساجد وحجب آلاف الخطباء وعوديت الهوية الإسلامية كما لم تعاد من قبل!
ونبه "عقل" إلى أن "عصفور" ووزير الأوقاف الحالي سيكونان بالتأكيد أصحاب النصيب الأكبر في ضرب الولاء الإسلامي للأمة وتجفيف منابعه، ويتصور "عقل" أن استمرار المسار الثوري ونجاحه في بلوغ أهدافه سيكون إيذانا بكسر دولة مبارك الثانية التي تتشكل الآن والعودة بالأمة إلى الحريات المدنية التي لم يدافع عنها "عصفور" وكان دائما بوقا للحاكم وسوطا في يده يقرع به الظهور.
وفي تقديره يرى "عقل" أن استمرار الحراك الثوري ونجاحه وبلوغ أهدافه عما قريب سيكون نقطة بدء التطهير لمرافق ووزارات الدولة المصرية من أصحاب الفكر الأيديولوجي المتطرف المهووس البعيد عن الاعتدال، كما سيكون إيذانا لاستعادة الوجه الناصع لهوية مصر الإسلامية التي لن تكف وزارة الثقافة بعهد "عصفور" وتلاميذه عن شن الحرب ضدها وإجهاض مساراتها.
وأكد "عقل" أن "جابر عصفور" ظاهرة تآكلت وانتهت، وأن محاولة النظام الانقلابي أن يبعث فيها دبيب الحياة هو محض محاولة يائسة لن يقدر لها النجاح في كل الوزارات والمؤسسات وخصوصا في وزارة الثقافة التي تستقطع من جيوب المصريين وضرائبه سنويا 4 مليارات جنيه، وهي وزارة فشلت في كل الاختبارات ورسبت بامتياز وكان الشعب المصري في ظل قياداتها أقل ثقافة وكان وعيه ممسوخا، وكانت الحريات ملاحقة ومجهضة بفعل هذه الوزارة ومؤامراتها ولجانها المشبوهة التي لم تتوقف عن الكيد لولاءات الأمة وأهدافها الحضارية الكبرى، فضلا عن أنها كانت في كل العهود وخصوصا عهد "عصفور" بابا خلفيا لنهب المال العام بطريقة ممنهجة.





قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
 قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا





ليست هناك تعليقات: