الأربعاء، 30 يوليو 2014

الحرب الأسرائيلية الوحشية على غزة بتمويل سعودي.فيديو.!.



«هيرست» يكتب ردا على «محمد بن نايف»:
الدور السعودي يطيل أمد الحرب الوحشية على غـــــــزة!
السيسي ليس بإمكانه أن يتصرف تجاه حماس في غـــــزة 
بشكل مستقل عن .. أربـــاب نعمتــه في الريـــاض .. 
فمن يدفــع للزمــار - خمســـة مليـــارات دولار مباشـــرة 
بعد الانقـــلاب، وأكثر من عشــرين مليـــارا حتى الآن
"دان غيلرمان" سفير إسرائيل بالأمم المتحدة 
“لقد طلب منا ممثلون عن دول الخليج مراراً وتكراراً إنهاء المهمة في غزة”. ؟! 


ليس هناك أدل على فحوى هذه الاجتماعات السعودية الإسرائيلية من السلوك المصري، إذ يستحيل تصديق أن الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي بإمكانه أن يتصرف تجاه حماس في غزة بشكل منفرد وباستقلال عن مموليه وأرباب نعمته في الرياض ... فمن يدفع للزمار — خمسة مليارات دولار مباشرة بعد الانقلاب، وأكثر من عشرين ملياراً حتى الآن — هو الذي يختار ما يريد سماعه من أنغام.
ليس من السهل أن تكون سفير السعودية في المملكة المتحدة. إذ يتوجب عليك بدايةً أن تنهمك بإنكار ما لا يمكن إنكاره: أي حقيقة أن العدوان الإسرائيلي على غزة جاء بتمويل سعودي. إنها بلا شك مهمة مهينة. إلا أن الأدهى والأمر، أنك بمجرد ما تفتح مدافع الغضب على من يتهم بلادك حتى يخرج زميل لك بما يناقض ما ذهبت إليه. والأسوأ في كل ذلك، أنه {تركي الفيصل} شقيق رئيسك في العمل {سعود الفيصل}. إذن، ماذا عسى الأمير أن يفعل؟
في رده على مقالي السابق، كتب الأمير محمد بن نايف آل سعود يقول: «أن يظن أي إنسان بأن السعودية، التي ألزمت نفسها بدعم وحماية حق جميع الفلسطينيين في تقرير المصير والسيادة، يمكن أن تدعم عن علم ودراية الإجراء الإسرائيلي فإن ذلك يرقى إلى إهانة في غاية القبح». ومع ذلك، تراه يعترف بوجود «تعاملات» بين المملكة وإسرائيل ولكن يزعم أنها «تقتصر على التوصل إلى خطة للسلام».
ثم يقـــــــــــول:
«إن أبناء الشعب الفلسطيني أشقاؤنا وشقائقنا، سواء كانوا مسلمين أو نصارى .... أؤكد لكم أن السعودية شعباً وحكومة لا يمكن أبداً أن تتخلى عنهم، ولن نفعل شيئاً يضر بهم أبداً، وسنبذل قصارى ما في وسعنا لمساعدتهم في حقهم المشروع في وطنهم وبحق العودة إلى الأراضي التي سلبت منهم بغير وجه حق».
لم يكد يجف حبر البيان الرسمي الصادر عن السفير السعودي في لندن حتى خرجت علينا "الشرق الأوسط أونلاين" بمقال كتبه الأمير تركي الفيصل، الذي كان يشغل منصب السفير السعودي في المملكة المتحدة قبل محمد بن نواف، كما كان يشغل من قبل منصب رئيس الاستخبارات السعودية، وهو شقيق وزير الخارجية الحالي سعود الفيصل ..... يلوم تركي الفيصل في مقاله ذاك حماس ويحملها المسؤولية لإطلاقها الصواريخ ورفضها قبول المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار (التي لو قبلت لترتب عليها نزع السلاح من أيدي المقاومين). وهذا هو بالضبط موقف كل من إسرائيل ومصر.
** فأي الموقفين يمثل السعودية إذن؟
هل تدعم المملكة الفلسطينيين في مقاومتهم ضد الاحتلال؟
أم أنها تدعم الحصار المفروض عليهم من قبل إسرائيل ومصر إلى أن يتم نزع السلاح من غزة؟
هاتان سياستان مختلفتان تماماً كما هو واضح: دعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال وإنهاء الحصار المفروض على غزة، أو إبقاء الحصار كما هو إلى أن تسلم جميع الفصائل أسلحتها. فإما أنّ إسرائيل تقوم بإبادة جماعية (كلمات قوية يا سعادة السفير) وإمّا أن المقاومين ليسوا إلا إرهابيون ينبغي تجريدهم من السلاح. قرروا، لو سمحتم، ما الذي ترغبون في أن تقوله المملكة، لأنه ليس من الممكن التعبير عن موقفين متناقضين في نفس الوقت. لا يمكنك أن تقسم يمين الولاء للفلسطينيين ثم تعطي إشارة أو تلميحا لقتلتهم ليباشروا عملهم.
ثم، هل فعلاً تقتصر تعاملات المملكة مع إسرائيل «على التوصل إلى خطة للسلام»؟
لابد أنك مطلع على محتوى البرقيات الديبلوماسية المتبادلة بين الجانبين يا سعادة السفير. إذن، أطلعنا على فحوى ما دار بين الأمير بندر ومدير الموساد تامير باردو في أحد فنادق العقبة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
فقد سرب الأردنيون تفاصيل ما جرى بينهما إلى صحيفة إسرائيلية في إيلات.
مـــــــاذا فعـــــــل بنــــــــدر وبـــــــاردو؟ 
1. هل جلسا يستجمان في شمس الشتاء؟
 أم
2. هل تحادثا حول المبادرة العربية للسلام؟
 أم
3. أم خططا معاً لقصف إيران؟
ثم، لماذا يثرثر أصدقاؤك الإسرائيليون الجدد كثيراً؟
فلو أخذنا أحدث الأمثلة، لماذا قال دان غيلرمان سفير إسرائيل بالأمم المتحدة (2003-2008) في نهاية هذا الأسبوع: “لقد طلب منا ممثلون عن دول الخليج مراراً وتكراراً إنهاء المهمة في غزة”.
إنهـــــــــاء المهمــــــــــة؟! 
قتــــــــل أكثر من ألــف فلسطيني معظمهــم من المدنيين؟ 
هل هذا ما قصدته حين قلتم: “ولن نفعـــل شيئاً يضــر بهـــم أبـــداً”؟
ما من شك في أن المجزرة في غزة تكشف بوضوح عن المتورطين والمحرضين فيها. العجيب في ذلك أنهم جيمعاً حلفاء للولايات المتحدة الأمريكية، ثلاثة منهم لديهم قواعد عسكرية أمريكية على ترابهم والرابع عضو في حلف معاهدة شمال الأطلسي. مشكلات الولايات المتحدة الأمريكية بالشرق الأوسط تتعلق بحلفائها المخلصين أكثر مما تتعلق بأعدائها الألداء.
في أحد الجانبين تقف كل من إسرائيل والسعودية ومصر والإمارات والأردن. تعتبر هذه الدول أنها صوت العقل والاعتدال، لكن طرقهم عنفية — فالانقلاب العسكري في مصر والهجوم على غزة وقعا كلاهما في 12 شهراً. في الجانب الآخر تقف كل من تركيا وقطر والإخوان المسلمون وفرعها الفلسطيني حماس.
لكن ينبغي لنا أن نتحدث عن الحكومات لا الشعوب، لأن أحد أسباب اتخاذ حكومة السعودية لمثل هذا الموقف المتطرف في معاداة حماس والإخوان المسلمين إجمالا هو معرفتها جيداً أن شعبها لا يشاطرها هذه الرؤية.
فقد وجدت مؤسسة راكين السعودية الرائدة في إجراء استطلاعات الرأي أن 95 بالمائة من عينة ممثلة تعدادها 2000 سعودي يدعمون استمرار فصائل المقاومة الفلسطينية. فقط 3 بالمائة عارضوا ذلك. كما أيد 82 بالمائة إطلاق الصواريخ على إسرائيل بينما عارضه 14 بالمائة. كراهية المملكة للحركة الإسلامية لا تنطلق من أنهم تمثل تفسيرا للإسلام منافسا. بل لأنها تمثل للمؤمن بديلاً ديمقراطيًا. هذا هو بالضبط ما يخيف هذا النظام الملكي.
*** الدليل على هذه الاجتماعات السعودية الإسرائيلية موجود في سلوك النظام المصري.***
 فيستحيل تصديق أن الرئيس الجديد عبد الفتاح السيسي بإمكانه أن يتصرف تجاه حماس في غزة بشكل مستقل عن .. أربـــاب نعمتــه في الريـــاض .. فمن يدفــع للزمــار - خمســـة مليـــارات دولار مباشـــرة بعد الانقـــلاب، وأكثر من عشــرين مليـــارا حتى الآن - يختــار النغمــات.
يرى السيسي حماس بالكامل عبر نظرته إلى الإخوان المسلمين الذين أطاح بحكمهم العام الماضي. فيجري شيطنة حماس في الإعلام المصري الخاضع تمامًا لأهواء السلطة، وتوصفيها كعدو لمصر. وسُمِح لقليل من المساعدات بالعبور من خلال معبر رفح الذي يفتح نادرا لمرور بضعة جرحى فلسطينيين. فالجيش الإسرائيلي ليس وحده الذي يفجر أنفاق حماس ..... بل أعلن الجيش المصري مؤخراً عن تدمير 13 نفقـاً آخر، وهو عمل يضفي على الجيش المصري نعت «الجار المخلص» لإسرائيل. والسيسي راض عن سحق حماس وغزة بالمطرقة الإسرائيلية، ولا يبذل جهدا لوقف إطلاق النار. بل أعلن مبادرته الأخيرة بدون أي تفاوض مع حماس.
--- حينما اجتاح الإسرائيليون لبنان في 2006، ارتكب مبارك حماقة مشابهة فدعم عملية ظن أنها ستفضي لشلل حزب الله وإعاقته تمامًا. في النهاية اضطر لإرسال ابنه جمال إلى بيروت ليعرب عن دعم مصر للشعب اللبناني.
        تعلـم السعودية والسيسي أيضاً أن
 إسقــــاط الورقـــة الفلسطينية أمــر محفوف بالمخــــاطر.
تخطو السعودية على حبل مشدود محفوف بالمخاطر. فبحسب مصادري الخاصة، ما كان نتنياهو ليرفض مبادرة كيري لوقف إطلاق النار نهاية الأسبوع الماضي لولا الدعم الكامل من حلفائه العرب. الدور السعودي يطيل أمد هذه الحرب الوحشية على غزة.



ديفيد هيرست (محرر موقع ميدل إيست آي)،
هوفنغتن بوست - 28 يوليو/تموز 2014 // ترجمة الخليج الجديد


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا






ليست هناك تعليقات: