السبت، 26 يوليو 2014

من فوازير نيللي .. لفوازير السيسي.



مصر محمية فعلا بأولياء الله الصالحين. مدد.


كثير من الأمور الحاصلة في مصر 
لا يمكن فهمها إلا في إطار علم أهل الحقيقة. 

فعندما يكون هذا هو المستوى لمن كان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية في مصر، فأعلم أن مصر محمية فعلا بأولياء الله الصالحين. مدد.

أبى شهر رمضان وهو يلملم أوراقه استعداداً للرحيل، إلا أن يذكرنا بفوازير «نيللي». وكان شهر رمضان على «أيامنا»، هو شهر الفوازير، قبل أن يصبح على «أيامكم» شهر المسلسلات طويلة التيلة، وقد عشنا نحن وأنتم زماننا وزمان غيرنا، لزمن فوازير السيسي! عبد الفتاح السيسي انتصب خطيباً، وألقى خطاباً ركيكاً كالعادة، حيث العبارات مفككة، والجمل غير مترابطة، وحيث الكلمات هائمة على وجهها في البراري. وفي بداية هذا الخطاب التاريخي أطلق واحدة من الفوازير التي شغلت إعلامه، عندما وعد بمفاجأة لم يعلن عنها.. حيث بدا كما لو كان سيعلنها ثم في تصرف بدائي، قال إنه سيتكتم عليها الآن، لكي تكون مفاجأة فعلاً.. أو هكذا قال؛ ذلك بأنني لا أعتقد أن الرجل الذي لا يستطيع أن ينتج جملة واحدة مستقيمة، توجد «يتكتم» ضمن حصيلة مفرداته اللغوية.
السيسي يعاني شحاً مطاعاً في مفردات اللغة، وعندما يتحدث في ليلة القدر، يقول إننا في ليلة 26 رمضان، وعندما يدعو يتلعثم ويغيب عن الوعي بحثاً عن دعاء يدعو به، فيصفق له الحضور، وكأن فكرة الدعاء ليست مطروحة على جدول الأعمال. وبعد عودة الوعي يخاطب الله تعالى كما لو كان يخاطب قائد كتيبته؛ فإذا لم يكن له «خاطر» عنده ليستجيب دعاءه، فهناك من لهم «خاطر»، «والنبي يارب».
هناك من قالوا إن السر وراء قوله هذه ليلة 26 رمضان، ونحن في ليلة القدر، يرجع إلى أن الخطاب مسجل. فهل يعقل أن يكون احتفالاً كهذا تم تسجيله، في حين أن مبارك كان يحتفل على الهواء مباشرة بليلة القدر؟!
 بعيداً عن الخطاب الاحتفالي، فان كل خطب السيسي مسجلة، حتى تخضع للمونتاج، واعتقد أن من يقومون بهذه المهمة يرون النجوم في عز الظهر، وهم يتعاملون مع نص ركيك، من رجل يصر على الحديث مرتجلاً، دون أن يمتلك موهبة الخطابة، وكأنه لم يلق كلمة في حياته في «طابور الصباح» تلميذاً؟! إذا صح القول إن اللقاء مسجل، فان ذلك لا يرجع فقط إلى إخضاع الخطاب للمونتاج، فإن الأمر بالإضافة لذلك يرجع لأنه يسيطر عليه الهاجس الأمني، فلا نعرف أين يقيم، وهل يدير الدولة من أحد القصور الرئاسية، أم من مكتبه كمدير للمخابرات الحربية، وفي ثكنة عسكرية. مرسي كنا نعرف عنوانه مسكنه الذي لم يغيره، وفي أواخر أيامه ذهبت ناشطات أمام بيته قبل خروجه لصلاة الجمعة، واعتلين سيارته، وهتفن ضده، وإحداهن كتبت قبل أيام تحتفل بهذه الذكرى الخالدة، وبمرور عام على اعتلائها لسيارة الرئيس، ووقوفها فوقها، واعتبرت أن هذا دليل شجاعة، مع أنها لو أرادت أن تختبر شجاعتها حقاً فلتكرر التجربة، ليس مع عبد الفتاح السيسي لأنها لن تتمكن من الوصول إلى سيارته، وسنحتسبها قبل الوصول شهيدة، ولكن عليها أن تكرر التجربة مع سيارة محافظ العاصمة!

 * زيارة الضريح
وكما كنا نعلم أين يقيم مرسي، بل وأين يصلي الفجر، فقد كنا نعرف أنه يمارس نشاطه من قصر الاتحادية. كما كنا نعرف مقر إقامة المخلوع، سواء في شرم الشيخ أو في القاهرة، رغم أن الهاجس الأمني يسيطر عليه أيضاً. «وحبيبة قلبك يا ولدي ليس لها عنوان». وليس هذا فحسب فصاحبنا يعيش وفق حسابات أمنية مركبة، وإذا كانت التقاليد قد جرت على أن الرئيس في يوم 23 يوليو وبمناسبة ثورة سنة 1952 يزور ضريح قائد هذه الثورة، والنصب التذكاري للجندي المجهول.
فان السيسي لم يزر ضريح عبد الناصر، ولم يلق الورود على ضريح الجندي المجهول، الذي يبدو أنه تم الاستدلال على عنوانه هذه المرة، ولم يعد مجهولاً ولهذا لم يزره السيسي.
وفي شهر سبتمبر الماضي زار السيسي ضريح جمال عبد الناصر، في يوم مولده، وكانت في استقباله أسرة الرئيس الراحل، و»عراب» الانقلاب محمد حسنين هيكل، في الوقت الذي كان يقدمونه فيه على أنه «خليفة الزعيم الراحل».
وعندما خرج للشارع أراد أن يعيش اللحظة، فيحيي الجماهير المحتشدة، لكن هتافا جاء من بعيد: «ارحل يا سيسي».
فإذا بالحرس يدفعه لداخل السيارة ويلوذ بالفرار.
دعك من هذا، فهذه زاوية متخصصة في النقد التلفزيوني، وقد صرت مشفقاً على من يقومون بمونتاج خطب عبد الفتاح السيسي، فبعد عملهم يكون المنتج على هذا النحو من التهافت، ليمثل هذا درساً بليغاً لطلاب كليات الإعلام، فالمونتاج لا يصنع من الفسيخ شربات، فدوره أن يقلل من حجم الملح في الفسيخ. وهو دور أشبه بدور غرف المكياج في الفضائيات، فماذا تفعل الماشطة في الوجه العكر؟!
 السيسي أرجع فيما سبق تعثره في الكلام إلى أن الكلام يمر عنده على «فلاتر»، لكن على ما يبدو أن «فلاتره» هذه الأيام معطلة، ولهذا جاء الحديث عن «فزورة» رمضان لهذا العام. يا ترى أين نيللي ونحن نتذكر فوازير رمضان؟ 
 التسريب الجديد جاء في زحمة أحداث غزة، فلم يأخذ حظه من الاهتمام.
وأعني به التسريب الجديد والأهم لعبد الفتاح السيسي، والذي أذاعته «الجزيرة مباشر مصر» في الأسبوع الماضي. فهذا التسريب يرجع لشهر ديسمبر 2013، كان حينها «المذكور» وزيراً للدفاع، وكان يخطب في قومه، عندما سأله أحدهم من قتل الجنود المصريين في رفح؟ وكان جواب السيسي بأنه لا يعرف؛ فالعمليات المحكمة من الصعب التوصل إلى الجناة فيها. 
وضرب مثلاً بأحداث شارع محمد محمود، التي اعتبرها من العمليات المحكمة..
ثم تساءل: هل نحن نعرف من قتل الناس هناك؟ 
مستبعداً بدون مناسبة ان يكونوا هم من فعلوها، فقلب علينا المواجع.. يكاد المريب أن يقول خذوني! السيسي في التسريب الجديد يرجع العلمية لجهاز كبير، ولم يقل حجمه بالضبط وهل كبير كالبحر، أم كالبطيخة. وهو وصف يوحي بأن من وراء العلمية هو جهاز بحجم الموساد الإسرائيلي.
وهذا التسريب يأتي في وقته تماماً وإن كان بسبب الوقت لم يأخذ حقه الكافي من الاهتمام! في أيام الرئيس محمد مرسي اعتبرت فضائيات الثورة المضادة حادث مقتل الجنود في رفح رمية بغير رام، فعلقت تهمة الفعل في رقبة حركة حماس، وتهمة التواطؤ في رقبة الرئيس مرسي.
أما قائد الجيش فلا حول له ولا قوة، فهو أراد أن يلقي القبض على الجناة، لكن مرسي منعه لأنهم من أهله وعشيرته.
 بالانقلاب توقف ترديد هذه الأسطوانة، لأن عبد الفتاح السيسي صار مطلق السراح، وذكر مقتل جنود رفح سيحمله مسؤولية التقصير في إلقاء القبض على من قام بقتل هؤلاء الجنود في شهر رمضان وفي لحظة تناول إفطارهم. لكن عندما وقعت أحداث غزة، وأرادت فضائيات الثورة المضادة أن تبرر تقاعس كبيرهم عن نجدتها، وتبرير مشاركته في حصار أهلها وانتقال مصر على يديه لتكون جزءاً من المحور الإسرائيلي كما قال أحد القادة الإسرائيليين، تم استدعاء الفيلم القديم الذي يدور حول أن حماس هي من قتلت الجنود المصريين. المفترض أن هذا التسريب يضع حداً لهذا الادعاء الكاذب، لان ترديده والسيسي يقول ان جهازاً كبيراً وراء العملية، يؤكد إصرار القوم على ترديد أكاذيب مفضوحة.
ويصبح دورنا أن نسألهم ولماذا لم يلق السيسي القبض على الجناة.. أليس هو من قمتم بتقديمه للرأي العام على أنه «الدكر»؟! *إعلام الجهل النشط القسام تقصف.. القسام تطلق.. القسام تأسر.. القسام تقتل.. ولا دور لحركة حماس! هذا كلام مستوحى من عبارة لإعلامية فذة اسمها أماني الخياط، لا تصدقوا أنه تم الاستغناء عن خدماتها بعد تطاولها على المغرب وشعب المغرب وقولها إن اقتصاده يقوم على الدعارة، فما قالته ليس نتاج سوء تقدير من إعلامية موتورة، فالإعلام في مصر الآن موجه، بالريموت كونترول، والإعلاميون يتم شحنهم وتفريغهم، والخطاب الإعلامي تنتجه أجهزة أمنية، وإن كان طباخ السم لا بد وأن يتذوقه فأصحاب الفضائيات يشاركون في إنتاج جانب من هذا الخطاب.
 أماني من ذات السلالة العكاشية، التي أفرزت «جليسة» توفيق عكاشة، كما أفرزت «جليسة» عمرو أديب. جمل مفككة، وعبارات غير مترابطة، ويبدو أن الجميع تخرجوا في مدرسة للخطابة واحدة، هي التي أنتجت الخطيب الأسطورة عبد الفتاح السيسي، الذي عندما يخطب تشك في قدراتك العقلية لعدم قدرتك على الإمساك بجملة واحدة مكتملة النمو.
ومن حسن الحظ، أن التلفزيون المصري لم يستعن بمترجمي لغة الإشارة لنقل الخطاب لمن أكرمهم الله بالخرس، إذن لفشل القوم في تأدية عمل من أعمال الوظيفة، ولكانوا سبباً في تشتيت فكر من يترجمون لهم. أماني لأنها تعتقد أن كتائب القسام ليست حركة مستقلة، فأرادت أن تحدث الوقيعة بينها وبين «حركة حماس»، التي تدفع بالقسام للوقوف على خط النار، لتغطي على فشل الحركة، التي تركت حماس تناضل وحدها. «جهل يغني عن أي علم»، وإذ اعتبرت أن هذا فهم فردي، يحفظ ولا يقاس عليها، فقد فوجئت بزميلة لأماني من الجماعة الإعلامية لعبد الفتاح السيسي، تقول إن القسام سوف تنشق عن حركة حماس! ولا بأس فتوفيق عكاشة هو الأستاذ المعلم لهذا الجيل من الإعلاميين، وقد اعترف بنفسه بأنه كان يجلس مع عبد الفتاح السيسي أربع ساعات يومياً منذ ان كان مديراً للمخابرات الحربية.
 قلت لكم سابقاً إنني كنت مشروع صوفي، وفشل المشروع، وكثير من الأمور الحاصلة في مصر لا يمكن فهمها إلا في إطار علم أهل الحقيقة.
 فعندما يكون هذا هو المستوى لمن كان يشغل منصب مدير المخابرات الحربية في مصر، فأعلم أن مصر محمية فعلا بأولياء الله الصالحين. مدد.



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا






ليست هناك تعليقات: