السبت، 26 يوليو 2014

في محاولة للخروج من الأزمة : الإخوان تسلم المناصب القيادية للشباب.



بين جيل الشباب والجيل القديم


خلافات بين جيل الشباب والجيل القديم
 حيث وجدت، لا تعني القطيعة التامة بين الطرفين، 
فهناك بعض القوى المحسوبة على الجيل القديم 
أعلنت رفضها لسياسة (الصندوق) التي أكل عليها الدهر وشرب..


كشف مصدر قريب الصلة من قيادات الصفّ الأول لجماعة الإخوان المسلمين، عن تغييرات جذريّة تشهدها الجماعة بمصر؛ لإعادة وترتيب صفوف التنظيم من جديد، عقب الضربات العنيفة التي تلقتها منذ أول وهلة للانقلاب العسكري يوم 3 يوليو/تمّوز من العام الماضي، عقب البيان الذي ألقاه وزير الدفاع -آنذاك- عبد الفتاح السيسي، وصولًا للزج بمعظم قيادات الصف الأول بالسجون وهروب جزء كبير خارج البلاد، وسط حالة تضييق أمني شديدة تشهدها الشوارع المصرية تعيق من فعاليات الجماعة بشكلٍ واضح. 
 *قيــادات شــابة 
وأضاف المصدر - والذي فضل عدم ذكر اسمه- في تصريحات خاصة لـ«التقرير» أنّ هذه التغييرات تتضمن، تسكين المناصب التي تركها أصحابها خاوية؛ نتيجة استشهادهم أو اعتقالهم أو سفرهم خارج البلاد، على أن تكون كلها من القيادات الشابة، وأن تكون غير معروفة لدى الأجهزة الأمنية؛ حتى يسهل تحركها وتنقلها بحرية تامة، دون عرقلة مسيرتها بالمطاردات الأمنية. 
وأوضح المصدر أن الذي يقوم بأعمال المرشد حاليًا هو مسؤول ملف التربية بالجماعة وعضو مكتب الإرشاد الدكتور محمد طه وهدان، والذي يبلغ من العمر 53 عامًا، وهو ثاني أصغر الأعضاء سنًّا بعد الدكتور عبد الرحمن البر والملقب بـ«مفتي الإخوان». 
 *وهــدان والبنــا 
وأشار إلى أنّه من المعروف عن «د. وهدان» الاعتماد على شباب الجماعة؛ تأسيًا بمؤسس الجماعة الإمام حسن البنا، والذي معروف عنه أنه أسّس الجماعة باعتماد واضح على الشباب، وكان ذلك واضحًا في رسالته إلى الشباب والتي قال فيها: «أيها الشباب إنما تنجح الفكرة إذا قوي الإيمان بها وتوفّر الإخلاص فى سبيلها وازدادت الحماسة لها ووجد الاستعداد الذى يحمل على التضحية والعمل لتحقيقها، وتكاد تكون هذه الأركان الأربعة: الإيمان والإخلاص والحماسة والعمل من خصائص الشباب؛ لأنّ أساس الإيمان القلب الذكيّ وأساس الإخلاص الفؤاد النقي وأساس الحماسة الشعور القوي وأساس العمل العزم الفتي؛ وهذه كلها لا تكون إلا للشباب. ومن هنا كان الشباب قديمًا وحديثًا في كل أمة عماد نهضتها وفي كل نهضة سرّ قوتها وفي كل فكرة حامل رايتها (… إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى)». وبسؤاله عن اللوائح الخاصة بمكتب الإرشاد والتي لا تتيح تولي قيادات جديدة دون انتخابات وشروط ولوائح خاصة، قال المصدر: «الظروف التي تمرُّ بها الجماعة هي ظروف اسثنائية، واللوائح الهدف منها مصلحة الدعوة وليست عرقلتها، وهو ما يتعارض مع الظرف الراهن؛ خاصّة في ظل التضييق الأمني». وحول إذا ما كانت هذه الإجراءات الاستثائية ستتغير حال تبدل الأوضاع، وخروج القيادات من السجون، أكّد أنّ هناك اتجاهًا سائدًا الآن داخل قيادات الصف الأول، بترك زمام الأمور والقيادة للشباب والذين أظهروا نقلة نوعيّة كبيرة في إدارتهم للأزمة؛ خاصّة أنهم يتميزون بسرعة القرار، والحماسة والنشاط. 
 *ترحــيب 
وفي هذا الإطار، رحّب أمين عام جبهة «علماء ضد الانقلاب» القيادي بجماعة الإخوان المسلمين الدكتور جمال عبد الستار، بفكرة الدفع بالشباب لقيادة الجماعة خاصّة في المرلحلة الراهنة؛ قائلًا: «مرحبًا بالشباب قادة في كل ميدان». لكن «عبد الستار» استدرك في تصريحاته إلى أن هذه الخطوة يجب أن تكون عبر الآليات التنظيمية؛ موضحًا أن شباب الإخوان لا يستطيعون النجاح بمفردهم، وأنهم يحتاجون أيضًا إلى الخبرات، لافتًا إلى أنّ جماعة الإخوان مميزة في تنوعها وثراء تنظيمها بالأكفاء في كل ميدان. وأكّد أنه ﻻ بد من توافق عام بين الجانبين حتى ﻻ يحدث شقاق ويفرح فينا الأعداء، قائلًا: «نحن أحوج ما يكون إلى عقول الشباب الذكية وفطرتهم النقية وهمتهم الوثابة، وهم أمل اليوم وقادة الغد ومفاتيح النجاح ومصادر الإبداع». 
 *منظمة حماس 
وبسؤاله عن هل شباب الجماعة قادرون على إحداث نقلة نوعية في المرحلة الحالية، خاصة أنهم غير معروفين للعامة؛ قال: “لو نظرت إلى النجاحات للمنظمات حولنا كحماس لوجدت قادتها هم الشباب؛ مضيفًا أن القيادي الحمساوي خالد مشعل كان قائدًا منذ عشرين سنة”. وتابع القيادي بجماعة الإخوان: «النبي -صلى الله عليه وسلم- كانت كل القيادات حوله في هذه السن وأصغر، علي ومعاذ وابن عباس وابن عمرو وجابر وأسامة ومصعب وبلال والخباب… كانوا دون العشرين». 
واختتم حديثه قائلًا: «الجميع في الصف يُدرك قيمة الشباب ومكانته، وهذا هو وقته ومكانه ومقامه… فيا مرحبًا ويا بشراه». 
 *أمر داخـــلي 
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة «طلاب ضد الانقلاب» إبراهيم جمال: «إن مسالة تولي القيادة في الإخوان هو أمر داخلي ويأتي بالتشاور بينهم»، مشيرًا إلى أنه من المفترض أن يقود الشباب الفترة القادمة مقاليد الدولة على مستوى التيارات والتنظيمات والأحزاب والهيئات الرسمية، بشرط الكفاءة. وأضاف جمال، في تصريحات لـ«التقرير»: «نحن في الحركة نتعامل دائمًا مع الطلبة والشباب، سواء مع الإخوان أو غيرهم من التيارات المختلفة من اشتراكيين ثوريين وحزب الوسط وباقي التيارات والأحزاب السياسية». ونفى «جمال» أن يكون هناك احتكار للمناصب لفئة الشباب أو أن يكون دورهم مثل «الكوتة» كمجرد منظر، كما أراد جمال مبارك أن يفعله في فترة نظام المخلوع؛ فالأهم هنا هو معيار الكفاءة والخبرة.
 *اختيار الأصلح 
فيما رأى المفكر الإسلامي الدكتور ياسر عبد التواب، أنه من الأفضل لجماعة الإخوان تولي شباب التنظيم مناصب قيادية في مكتب الإرشاد، حتى يتم اختيار الأصلح ذي الكفاءة. وأضاف عبد التواب في تصريحات خاصة لـ«التقرير»، أنه لا يجب الفصل بين الشباب والشيوخ في أي تنظيم، فالخيار للأصلح هو أفضل الخيارات، فمن جمع صفات القيادة التي جمعت في قول الله تعالى «وزاده بسطة في العلم والجسم» كان أفضل. وتابع: «من حاز القدرة على القيادة باطلاعه على الواقع بكل ما فيه من متغيرات ولديه القدرة على اتخاذ القرارات فلا باس به، ولكني لا أظن أن الإخوان يتركون القيادة بالكلية للشباب». وشدد عبد التواب، على ضرورة أن تمر القرارات عبر آليات الشورى والانتخاب وليس مجرد انفعالات وحماسات من هذا الطرف أو ذاك، وهذا ينطبق على الإخوان أو غيرهم من الجماعات والأحزاب. 
 *الإعـــلام  
«كالعادة قامت وسائل الإعلام الموالية للانقلاب، من صحف وقنوات الفضائية، تشويه مسألة التشاور بين مكتب الإرشاد والشباب وتوصيف الوضع أنه انقلاب»، هكذا بدأ القيادي الإخواني الشاب صهيب عادل حديثه، موضّحًا أنّ الأمر في الحقيقة مطالب شبابية لتولي مناصب في الأمانات والشعب، خاصة وأن معظم المسؤولين عن تلك المهام في المعتقلات وإما خارج البلاد، فالهدف من تلك المطالب هي «ملء الفراغ» بالاعتماد على الشباب غير المعروفين لدى سلطات الانقلاب. 
 *ثورة ينـــاير 
بذات السياق، رأى الكاتب الصحفي أسامة عبد الرحيم، أن فكرة التمايز الجيلي داخل صفوف جماعة الإخوان باتت واضحة جدًّا، وفي الحقيقة إنّ ثورة يناير أدت إلى العديد من التغيرات على الساحة السياسية المصرية، كان الجانب الأبرز منها على صعيد الجماعة، فقد باتت القوة الأكثر نفوذًا، ولكن هذا الأمر كانت له ضريبته في مستقبل العلاقة بين الجيل القديم وجيل الشباب، على حد قوله. وأضاف أنّه ليس سرًّا أن ظهرت داخل جماعة الإخوان خلال السنوات الأخيرة حالة صحية أشبه ما تكون بالاصطفاف بين تيارات متباينة يمكن تصنيفها لثلاثة تيارات رئيسة: يمثل التيار الأول التوجه المحافظ، الذى يسيطر بصورة كبيرة على مكتب الإرشاد والمكاتب المحلية، ويستمد نفوذه من السيطرة على العمليات الإدارية والبيروقراطية داخل الجماعة، ويولي أهمية للحفاظ على التنظيم وتأكيد مبدأ السمع والطاعة؛ بينما يشكل التيار الثانى الاتجاه المحافظ البراجماتي، الذى يجمع بين الالتزام الدينى والطابع المحافظ مع الإيمان بقيمة المشاركة؛ فيما يوصف التيار الثالث بالإصلاحى، وهو يدعم فكرة التجديد والانفتاح السياسى والتفكير خارج الصندوق. 
واعتبر عبد الرحيم أنّ جيل الشباب داخل الجماعة له فكر يميل للسرعة والحسم ورؤية متميزة، ويرغب في تغيير الأوضاع بخلاف رؤية جيل الآباء في الجماعة الأكبر سنًّا والأكثر حظًّا في السيطرة على مناصب القيادة داخل الجماعة. وأشار أن المفارقة في الخلافات -إن وجدت- ليس أكثرها سخونة بين الشباب والآباء داخل الجماعة، بل بين جيل الشباب ذاته؛ فهناك من يرى ضرورة السير في ركاب الجيل القديم، في حين أن تجربة الرئيس مرسي في الحكم خلال سنة وما جرى فيها كان لها من يؤيدها. واختتم تصريحاته قائلًا: «الخلاصة أن الخلافات بين جيل الشباب والجيل القديم حيث وجدت، لا تعني القطيعة التامة بين الطرفين، فهناك بعض القوى المحسوبة على الجيل القديم أعلنت رفضها لسياسة (الصندوق) التي أكل عليها الدهر وشرب».


قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى 
 قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا






ليست هناك تعليقات: