الجمعة، 27 يونيو 2014

لمـــاذا لن يعـــود عهــــد عبد الناصـــر؟!.. فيديو



العقلية المخـــابراتية التي كانت تدير مصــــــر
 في عصـــر الستينيات
 لا تصــلح لإدارة عصـــر الفضاء المفتوح


يرى كثير من المحلّلين أن عهد عبد الناصر بدولته البوليسية القمعية، قد عاد مرة ثانية، ليذيق المصرين الويلات، ويستدلّون على ذلك بأمور حدثت بالفعل على أرض الواقع.. مشابهة تماماً لما كان يحدث في عهد ناصر.. من ذلك: الاستبداد والفجر في الخصومة، باعتقال عشرات الآلاف، والمحاكمات الصورية، وأحكام الإعدام بالجملة والمفرّق، لكل من تسوّل له نفسه رفض الانقلاب بأي فعل مهما كان سليماً. استخدام فزّاعة الحرب على الإرهاب،وجعلها شعاراً لإبطال أي تساؤلات منطقية من بعض الحقوقيين عن كبت الحريات والانتهاكات الشنيعة داخل السجون .. إذ لا صوت يعلو فوق صوت مكافحة الإرهاب.. على غرار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة! تصفية كل المعارضين - بما في ذلك شركاء الانقلاب نفسه - كما فعل ناصر تماماً مع كثير من شركاء ثورة 52، وقد كان النصيب الأوفر من التصفية – كالعادة - للإسلاميين باعتبارهم أخطر قوة تهدد عرش الحكم العسكري، مما أدى إلى ندم كثير من الليبراليين المتّسقين مع مبادئهم، على حالات الإقصاء والمنع التي يتعرّضون لها. السيطرة التامة على كافة وسائل الإعلام المحلّية، حتى أصبحت وظيفتها الأولى التسبيح بحمد السيسي، وتخوين كل معارض. مما أدى لوجود جماهير غفيرة من العوام المغيّبين يصفقون لأي قرار طالما أنه من الزعيم المُلهم. توغّل العسكر في المناصب الهامة ووضع الجيش في مكانة "لا يُسأل عمّا يفعل وهم يُسألون". نتائج الاستحقاقات الانتخابية المضحكة.. استفتاء الدستور 98 % - الرئاسة 97 % تسييس القضاء، وجعله أداة لتصفية الخصوم في الصراع السياسي، وجعل المؤسسة الدينية الرسمية الأزهر الشريف أداة طيّعة في يد العسكر تُضفي الشرعية على قراراته. 
◘◘◘◘◘◘ 
ولكن على الرغم مما سبق يرى كثير من المتفائلين أن عصر عبد الناصر لن يعود، وأن هذه الغُمّة ستزول عمّا قريب.. وربما قريب جدا بإذن الله.. وذلك للأسباب الآتي: 
العقلية المخابراتية التي كانت تدير مصر في عصر الستينيات، لا تصلح لإدارة عصر الفضاء المفتوح.. إذ كان الإعلام المحلّي آنذاك هو الطريقة الوحيدة لتلقّي الأخبار والمعلومات، وهو بالطبع لا يُملي على الشعب إلا ما يريد أن يمليه عليه، ولم يكن هناك أي وسيلة لنشر الأفكار الثورية سوى المنشورات السرّية.. وهي لا تصل –عادة- إلا لعدد قليل جداً من الناس بعد عدة أيام، بعكس الواقع الحالي الذي تصل فيه المعلومة الواحدة أو التسريب الواحد أو حتى المنشور الواحد على مواقع التواصل الاجتماعي إلى عشرات الملايين من البشر في دقائق معدودة. هالات التعظيم والتقديس التي كانت توضع حول عبد الناصر باعتباره القائد المُلهم، قد كان لها بعض التبريرات، فإننا وإن كنّا نختلف مع عبد الناصر اختلافاً جذرياً لما فعله بالإسلاميين، إلا أننا لابد وأن نعترف أنه كان على درجة عالية من الدهاء، ولديه رؤية واضحة، وانحياز واضح للفقراء، بعكس قائد الانقلاب الحالي الذي لا يوجد لديه رؤية منطقية، بل إن حلوله للمشكلات الخطيرة التي يعاني منها المصريون كالبطالة والمرور وأزمة الكهرباء، تبدو مضحكة ومثيرة للسخرية. 
الحالة الإيمانية الآن في مصر أفضل بكثير مما كانت عليه أيام ناصر وما قبل ناصر فقد حكى لنا بعض أجدادنا أن المساجد في هذه الفترة كانت شبه خالية من الشباب، وأن المشهد المألوف لمرتادي المساجد هو أن ترى فيها كبار السن والعجزة، كما أن حجاب النساء كان نادراً في هذا العصر.. ولعل قارئ هذا المقال تكون جدته قد أخبرته يوماً بأنها لم تكن محجبة وهي شابة، لا هي ولا صديقاتها.. اللهم إلا ما ندر، وهذان مثالان يوضحان حجم غياب التديّن للشعب المصري آنذاك، والتديّن والقرب من الله من أهم أسباب التمكين ورفع الظلم. 
معاناة قادة الانقلاب بسبب خزائن الدولة الخاوية وازدياد العجز في الموازنة بعكس عصر عبد الناصر، الذي ملأ خزائن الدولة بمصادرة أموال أصحاب الشركات والمصانع العملاقة، فاستطاع أن يموّل بها نظامه البوليسي، وتوفير المرتّبات وتقديم الدعم للمصريين، وهذا بالطبع لا يصلح في عصر الرأسمالية القائم على جذب استثمارات الأفراد والقطاع الخاص، ولأن رأس المال جبان، فلا يمكن أن تأتي الاستثمارات في أجواء القمع، ولك أن تتخيل الصورة الذهنية التي يمكن أن تصل للمستثمر حين يرى الحكومة وهي تصادر سلسلتي متاجر "سعودي" و"زاد" على سبيل المثال. 
احتقان الشارع الذي يكبر كل يوم ككرة الثلج بسبب تكبيل الشباب الغاضب بقانون منع التظاهر، بالإضافة إلى ملف المطالب الفئوية الذي لا يُردّ عليه سوى بجملة واحدة: "ما فيش.. ما فيش" والأخطر من ذلك اتجاه الحكومة لترشيد دعم الطاقة، وما سيتبع ذلك من تضخم في الأسعار. 
الوعود الكاذبة.. لن أرشح نفسي، وشرف حماية الناس أعز عندي شخصياً من شرف حكم مصر.. الحد الأدنى للأجور الذي لم يطبق سوى على قلّة قليلة.. مشروع المليون وحدة سكنية الذي أفلست الشركة الإماراتية القائمة عليه.. جهاز علاج الفيروسات (أو جهاز الكفتة!) وغيرها من الوعود الكاذبة التي أفقدت كثير من العقلاء الثقة في هذا النظام.
وأهم سبب سيؤدي لفشل هذا الانقلاب، سنن الله الكونية.. 
إذ أن الله عز وجل لا يُقيم دولة الظلم ولو كانت مسلمة..
فهذا الانقلاب بمثابة سحابة ستنقشع عمّا قريب بإذن الله..
{مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لَا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ}

أخطر مكالمة في تاريخ مصر
 بين جمال عبدالناصر والملك حسين قبل نكسة 67 بساعات



قد يُمهل اللهُ العبادَ لحكمةٍ تخفى ويغفل عن حقيقتها الورى
 قل للذي خدعته قدرةُ ظالمٍ لاتنسَ أن اللهَ يبقى الأقدرا







؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛






ليست هناك تعليقات: