إني أشعر بالعار!
إنهـــا ياســـادة.التي تخلف شعورا بالعار وبالدونية
أمام اغراءات المال وشهوة السلطة
"فيتو إماراتي"
على أي دور سياسي لحزب النور بعد الانتخابات
ووعود مصرية رسمية بحل الحزب !!!
يوم أمس 24/5/2014، نشرت الأهرام (الحكومية)، خبرا مفاده بأن الإمارات "تشارك" في تأمين الانتخابات الرئاسية بـ 14 مدرعة! ويبدو أن الحكومة المؤقة شعرت بـ"الكسوف"، فكفت على الخبر ماجورا، ولم تعلن عنه رسميا.
والتدخل الإماراتي في شئون مصر، لم يترك شيئا إلا وتمدد فيه، بشكل فج وفظ.. بعضه يعتبر إهانة للمصريين وللسيادة الوطنية المصرية.. حتى أن مغنيا إماراتيا شهيرا، شارك في الحملة الانتخابية بأغنية تحث المصريين على المشاركة في الانتخابات وكأن المصريين سيتوجهون يومي 26 و27 مايو الجاري لانتخاب رئيس الإمارات المتحدة.. فيما يعلن أرفع مسؤول بجهاز الاستخبارات الإماراتي ـ الجنرال ضاحي خلفان ـ بأنه سيدلي بصوته لصالح "السيسي"!!
ولا يمكن بحال أن ينسى المصريون، الحملة العاتية التي نظمتها الإمارات الرسمية ضد اختيارات الشعب المصري، عندما اختاروا عام 2012رئيسا لم يعجب مشايخ الإمارات واعتبرته، الإمارة "المرتعدة"، انتصارا للربيع العربي، الذي قض مضاجع المشايخ، وحملهم على إمطار السماوات المصرية بالإعلام "العميل" والمال السياسي الإماراتي، لاجهاض أول تجربة ديمقراطية حقيقية في تاريخ مصر القديم والحديث، هزت عروش وكروش وجيوب أمراء نبتت لحومهم من النفط "الحرام".
فإذا كانت قطر تملك "الجزيرة".. فماذا تملك الإمارات؟!: ليس بسيرتها الذاتية الحديثة، إلا حضارة خرسانية.. وعلب أسمنتية لا يمكن بحال أن تصنع قوة إقليمية تقف كتفا بكتف مع القوى الإقليمية التقليدية، والتي ورثت وزنها الإقليمي من حقائق التاريخ والجغرافيا.. وهي الحقائق التي لا يمكن أن تُشترى بآبار نفط.. أو بأكياس الدراهم والدنانير.
هذا ما تملكه الإمارات.. غير أن المفارقة المؤسفة والمؤلمة، تتعلق بـ"السلطة الإقليمية" التي تمارسها الآن الإمارات على القاهرة .. عاصمة الإقليم القاعدة التاريخي في الشرق الأوسط.. إلى حد يجعلنا نتلمس قدر التساهل مع اعتداءاتها المتكررة على السيادة الوطنية المصرية، في أكثر نسخها خطورة تمس الكبرياء الوطني المصري، ممثلة بتدخلها في تسمية من يحكم مصر.. ومن توافق عليه أو تحرك خلاياها الزاعقة "الفضائيات" ضده واسقاطه في النهاية.. بل وتحدد عمره في السلطة!.. ناهيك عن شرائها لإعلاميين وسياسيين وصحفيين ورجال أعمال، وما خفي كان أخطر وأعظم.
لتأمين الانتخابات الرئاسية؟!
بل بلغ الهوان مبلغ أن يرانا الإمارتيون أننا غير قادرين
على حفظ أمن البلاد لـ 48 ساعة..
فتسارع بنجدة الشرطة المصرية بـ 14 مدرعة؟!!!
وماذا يفعل هذا العدد الهزيل .. في حماية ملايين الناخبين المحتملين
بحسب ما تأمله سلطة 3 يوليو؟!
تعلم الإمارات جيدا بأن مصر "أمة" وليست "إمارة" على شريط الخليج العربي.. وتعلم جيدا بأن الـ 14 مدرعة غير كافية لتأمين حارة من حارات ضاحية "شبرا".. الإمارات تعلم ذلك.. وتعلم أيضا بان شرطة الإمارات بقضها وقضيضها، لا تكفي لتأمين ميدان رمسيس.. فما الذي حملها على أن ترسل مدرعات "الفسحة" إلى مصر؟!.. وكيف لا تناقش وزارة الداخلية هذا السؤال قبل أن تتسلم "البقشيش" الأمني الإماراتي.
إنه اجراء رمزي له دلالته ورسالته التي تريد أن تبرقها الإمارات إلى العالم.. بأنها قوة إقليمية تشارك في إسقاط الرؤساء وتعيين غيرهم.. وفي تأمين البلاد الأخرى خارج حدودها.. إنها الإهانة ياسادة.. التي تخلف شعورا بالعار.. وبالدونية أمام اغراءات المال وشهوة السلطة.
محمود سلطان
مصر لم تنم
ولم تزل
يقظانة العينين صلبة القدم
في الأرض كالجبل
وفي السماء للذري وللقمم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق