الثلاثاء، 20 مايو 2014

هل من المقدر لمصر أن تقبع تحت حكم عسكري؟ مصر تنتظر موسى جديدًا



الديمقراطية تغسل شواطئ تونس، 
 بينما تنتظر مصر موسى جديدًا. 
 في عهد فرعون..مصر تنتظر موسى جديدً


بتلك الكلمات، عنونت صحيفة توداي زمان التركية، تقريرًا حول الفارق في الانتقال الديمقراطي بين البلدين، واعتبرت أن الأوضاع الحالية في مصر تكرار لقصة رمسيس الثاني المعروف باسم "فرعون"، الذي قتل وعذب بني إسرائيل بناء على تفويض من شعبه. وفيما يلي النص الكامل: "في الوقت الذي مررت فيه تونس دستورها الجديد، ترقى عبد الفتاح السيسي إلى رتبة "المارشال"، وفوضه المجلس الأعلى للقوات المسلحة للترشح في انتخابات الرئاسة . مستخدمو التواصل الاجتماعي، عقدوا مقارنة بين الدولتين بشأن أسباب نجاح تونس في تمرير دستور بالإجماع، بينما انتكست مصر إلى دولة بوليسية وحشية . 
تونس تحتضن الديمقراطية
 اللحظة التي وصفها الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان بأنها تاريخية، تمثلت في التوقيع على دستور جديد في تونس بمشاركة رئيس الوزراء المستقيل علي العريض، ورئيس البرلمان مصطفى بن جعفر، والرئيس التونسي منصف مرزوقي، خلال مراسم احتفالية أمام الجمعية الوطنية التونسية، حيث رفعت الأعلام التونسية، وتعانق النواب، واحتفلوا بصدور أول وثيقة شاملة . لقد وقف نواب البرلمان (ليبراليون، وعلمانيون، وإخوان مسلمون، وإسلاميون محافظون، ومسيحيون، يرددون النشيد الشهير، "إذا الشعب يومًا أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر.. ولابد لليل أن ينجلي، ولابد للقيد أن ينكسر". 
ما الذي فعلته تونس ولم تفعله مصر؟
 في مصر، المشهد يبتعد تمامًا عن الانسجام والوحدة، ما يحدث على الأرض في مصر، يكشف أن هذا البلد لا يزال بعيدًا بسنوات ضوئية عن الديمقراطية، فالقنابل المسيلة للدموع لا تزال تغطي سماءها، وأطلقت ذخيرة حية على الجمهور في العيد الثالث لثورة 25 يناير . مسودات الدستور المصري، لم تحظ بتوافق.
فتحت حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، حاول الحزب الحاكم تمرير دستور قوبل بمعارضة شخصيات وأحزاب، وعندما قبض الجيش على السلطة، مررت الحكومة المدعومة عسكريًا دستورًا بنسبة موافقة 98.1% عقب يومي استفتاء قوبل بمقاطعة نشطاء وإسلاميين رافضين للانقلاب. وعلقت هيومن رايتس ووتش على الاستفتاء قائلة: "يجب منح المصريين حرية التصويت بنعم أم لا، دون خوف من الاعتقال، لمجرد ترويجهم للتصويت بـ"لا" . وبينما تلقي جماعة الإخوان باللوم على عدم نضج المعارضة، فإنها متهمة أيضًا بإظهار العناد لأقصى درجة له، دون إبداء أي مرونة أو رغبة في الوصول إلى حلول وسطية. لقد فشل مرسي في استيعاب أن الوصول إلى تسوية وسطية أحد مكونات السياسة. لكن مرسي لم يعرض أي تنازلات، ورفض الموافقة على انتخابات مبكرة. وردًا على سؤال حول أسباب رفض الإخوان للوصول إلى اتفاقية مع خصومها، على غرار حزب النهضة التونسي الإسلامي، أجاب قيادي الحرية والعدالة جمال حشمت، في مقابلة مع الجزيرة، أن الجماعة لم تكن بمثل هذا السوء الذي صورته وسائل الإعلام، متهمًا المعارضة بإفشال الدولة. وأشار إلى أن الإخوان عرضت على شخصيات معارضة العديد من المناصب، لكنهم أداروا ظهورهم، بهدف خلق أزمة سياسية . وبنظرة أكثر قربًا، يتضح أن الإعلام المصري هو من سكب الوقود على النار، لقد لعب الإعلام دورًا جذريًا في حملة مناهضة للإسلاميين. لقد عمل مقدمو البرامج ذوو الشهرة، مع شخصيات المعارضة في التحريض على الكراهية ضد الجماعة، ونعتهم بـ"الخرفان"، وكاريكاتيرات مذلة، والتي تم ترويجها بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف تجريد الحزب الإسلامي الحاكم من إنسانيته . ومع ذلك، بالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن انقلابهم ضد مرسي يرجع إلى الخطاب المتشدد لدعاة تابعين للإخوان، لاسيما تصريحات بشأن "الجهاد ضد المشركين"، وهو ما حفز ضدهم حركة واسعة النطاق، مطالبين مرسي بالرحيل.
  ظاهرة الهوس بالسيسي
 الكراهية المتنامية ضد الإخوان تم توظيفها عبر تمهيد الطريق لظهور قائد جديد قبض على السلطة من حكومة منتخبة، ولمعه الإعلام مصورًا إياه في صورة فارس يمتطي درعًا لامعًا، ولم يكن من قبيل المفاجأة أن يتم تفويض السيسي لمنصب الرئاسة . نيفين، 38 عامًا، ربة منزل، مالت على صديقتها ريم، وقبلتها، بعد سماع نبأ ترشح السيسي، قائلة: "ألف مبروك، السيسي سيترشح للرئاسة". نيفين وريم امرأتان بين آلاف النساء المحبات للسيسي، الذي "يحارب الإرهاب من أجل الشعب". العديد من النساء يتصرفن بشكل هيستيري عندما يتعلق الأمر بالسيسي، بل إن بعضهن تمادين لدرجة طلبهن أن يضحين "رقيقًا" للسيسي . لافتات صور السيسي معلقة في معظم الشوارع، في كل مدن مصر تقريبًا، مع أغنية "تسلم الأيادي"، والتي تمتدح الجيش لانقلابه العسكري. منذ وفاة عبد الناصر في 1970، يبحث المصريون عن قائد ذي كاريزما . عندما تسأل مؤيدي السيسي عن أسباب اختيارهم له، تجد إجابة من نوعية "إنه الرجل المختار"، "من أفضل منه"؟ لكن فكرة الديمقراطية لم تعد جاذبة بالنسبة للمصريين، بعد أن شاهدوا التناحر السياسي بين الأطراف السياسية بعد تنحي مبارك . وبينما يستخدم الإعلام كلمة "ديمقراطية"، للتغطية على الانقلاب العسكري، لا يخجل أنصار السيسي من الاعتراف بتفضيلهم للديكتاتورية على "ديمقراطية تجلب الإخوان المسلمين إلى السلطة".
   هل من المقدر على مصر أن تقبع تحت حكم عسكري؟
التفويض الذي منحه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، استفز العديد من النشاط الذين اتهموا المجلس العسكري بالتدخل في السياسة، حتى أن بعض النشطاء غردوا قائلين: "هل سيضحى المجلس العسكري حزبًا سياسيًا"؟ في 25 يناير 2014، احتفل أنصار السيسي بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير التي أطاحت بالرئيس مبارك، في ذات الوقت التي كانت تطارد فيه القوات الأمنية بوحشية المتظاهرين، وتسفك دماء مناهضي الانقلاب .
المشهد كان مربكًا، حين تجمع أنصار السيسي في الشوارع يهتفون للشرطة والقوات الأمنية، الذين ينظر إليهم حاليًا باعتبارهم "حراس" مصر، بعد أن كانوا "جناة" مارسوا العنف خلال ثورة يناير، لكن الأدوار تبدلت، حيث أصبحت الشرطة بطلة للثورة، فيما تحول الثوار إلى أوغاد . الثورة المصرية لم تقترب من تحقيق أهدافها "عيش، حرية، كرامة اجتماعية"، ولا تزال مشاكل البطالة ونقص الغذاء والوقود والفقر المدقع والبنية التحتية المروعة قابعة دون حل . وبدلاً من أن يشكو الناس من ظروف حياتهم، ويطالبون بحقوقهم، يلقون باللوم على جماعة الإخوان . إنها ذات قصة رمسيس الثاني (المعروف باسم فرعون موسى)، والذي عذب وقتل نسل بني إسرائيل، إثر تفويض من شعبه، الذين رأوا فيهم تهديدًا لهم. بعض المفكرين السياسيين، الممنوعين من الظهور العام، لتبنيهم آراء مناهضة للانقلاب، يرون أنه لا علامة باعثة على أي أمل سياسي، فيما عدا أمل ظهور "موسى آخر".

Ancient Secrets : Mystery Of The Silver Pharaoh
 الفرعون الفضي







ليست هناك تعليقات: