كواليس صراع الإخوان وآل سعود
”الكراهيـــة متبـــادلة بين السعوديين والإخــوان ”
”الكراهيـــة متبـــادلة بين السعوديين والإخــوان ”
لماذا تعادي السعودية الإخوان المسلمين في مصر وتتآمر عليهم؟.
البروفيسور والمحلل السياسي الإسرائيلي مردخاي كيدار، المحاضر بجامعة بار إيلان أسبابًا لـ”الكراهية المتبادلة”، بين السعوديين والإخوان المسلمين، وقال في مقال أورده موقع القناة السابعة الإسرائيلية “عاروتس شيفع” اليوم الثلاثاء:
“المملكة السعودية كانت ذات يوم ملاذًا للإخوان المسلمين، الذين هربوا من الاضطهاد في مصر وسوريا والأردن والعراق، لكنها الآن تصب أموالاً داخل نظام السيسي لتدميرهم”..
وفيما يلي نص المقال:
عندما اندلعت الثورة ضد نظام مبارك مع نهاية ثورة 2011، كان متوقعًا أن يبسط الإخوان سيطرتهم على مصر، ولم تتردد السعودية في الإعراب عن معارضتها للمردود المحتمل.
في يونيو 2012، عندما أضحى مرشح الإخوان محمد مرسي رئيسًا لمصر، حاول تهدئة السعوديين، لكن دون جدوى، وساندوا السيسي عندما عزل مرسي في يوليو 2013.
منذ سقوط مرسي من السلطة، منحت المملكة السعودية السيسي مليارات الدولارات دعمًا للسيسي في منع مرسي من العودة إلى المنصب الرئاسي، كما عبرت الرياض أيضًا علنًا عن معارضتها للموقف الأمريكي من الإخوان.
المناهضة السعودية للإخوان المسلمين، يمكن رؤيتها من خلال استعدادها لتسليم أعضاء من الحركة هربوا إلى المملكة عقب عزل مرسي، عندما بدأ النظام المصري في البحث عن نشطاء الجماعة في أعقاب اعتبار الحركة جماعة إرهابية.
السؤال هو لماذا تكره السعودية الإخوان إلى هذه الدرجة، بالرغم من أن الجماعتين من المخلصين للمذهب السني، ولماذا آثرت مساعدة أنصار السيسي العلمانيين؟
مثل هذا السؤال يضحي أكثر قوة بالنظر إلى العلاقات الماضية بينهما، حيث كانت المملكة ذات يوم ملاذًا آمنًا للعديد من قادة الإخوان، الذين هربوا من الاضطهاد في مصر وسوريا والأردن والعراق.
البروفيسور والمحلل السياسي الإسرائيلي مردخاي كيدار، المحاضر بجامعة بار إيلان أسبابًا لـ”الكراهية المتبادلة”، بين السعوديين والإخوان المسلمين، وقال في مقال أورده موقع القناة السابعة الإسرائيلية “عاروتس شيفع” اليوم الثلاثاء:
“المملكة السعودية كانت ذات يوم ملاذًا للإخوان المسلمين، الذين هربوا من الاضطهاد في مصر وسوريا والأردن والعراق، لكنها الآن تصب أموالاً داخل نظام السيسي لتدميرهم”..
وفيما يلي نص المقال:
عندما اندلعت الثورة ضد نظام مبارك مع نهاية ثورة 2011، كان متوقعًا أن يبسط الإخوان سيطرتهم على مصر، ولم تتردد السعودية في الإعراب عن معارضتها للمردود المحتمل.
في يونيو 2012، عندما أضحى مرشح الإخوان محمد مرسي رئيسًا لمصر، حاول تهدئة السعوديين، لكن دون جدوى، وساندوا السيسي عندما عزل مرسي في يوليو 2013.
منذ سقوط مرسي من السلطة، منحت المملكة السعودية السيسي مليارات الدولارات دعمًا للسيسي في منع مرسي من العودة إلى المنصب الرئاسي، كما عبرت الرياض أيضًا علنًا عن معارضتها للموقف الأمريكي من الإخوان.
المناهضة السعودية للإخوان المسلمين، يمكن رؤيتها من خلال استعدادها لتسليم أعضاء من الحركة هربوا إلى المملكة عقب عزل مرسي، عندما بدأ النظام المصري في البحث عن نشطاء الجماعة في أعقاب اعتبار الحركة جماعة إرهابية.
السؤال هو لماذا تكره السعودية الإخوان إلى هذه الدرجة، بالرغم من أن الجماعتين من المخلصين للمذهب السني، ولماذا آثرت مساعدة أنصار السيسي العلمانيين؟
مثل هذا السؤال يضحي أكثر قوة بالنظر إلى العلاقات الماضية بينهما، حيث كانت المملكة ذات يوم ملاذًا آمنًا للعديد من قادة الإخوان، الذين هربوا من الاضطهاد في مصر وسوريا والأردن والعراق.
هناك إجابات متعددة على السؤال تتلخص في النقاط التالية:
1- اسم “الإخوان” كان يطلق في بداية القرن العشرين على ميليشيا بن سعود، مؤسس الأسرة الملكية السعودية، والتي بثت الذعر بين قبائل شبه الجزيرة العربية، وأنهت حكم شريف حسين بن علي، ملك الحجاز، وعندما أسس حسن البنا الإخوان المسلمين عام 1928، أخذ الاسم، وأضاف إليه صفة “المسلمين”، لتأكيد أن أعضاء الجماعة من المسلمين الحقيقيين، كنوع من مناهضة جيش بن سعود، الذي لم يتسامح مع مثل هذه الخيانة حتى موته عام 1953.
2- السعودية مجتمع قبلي، يزيد الدين من قوة تماسكه، عبر القواعد، والتقاليد، بينما تؤمن جماعة الإخوان بأن الدين يحل محل الولاءات القبلية، والتي يجب أن تختفي من السياسة مطلقًا من وجهة نظرهم، سياسة الإخوان المسلمين سمحت لهم بإدراج أشخاص من كل القطاعات، وتحويل الأعضاء إلى مجتمع مدني متطور، بينما يعتمد النموذج السعودي على العائلة المغلقة التي لا تستوعب أشخاصًا خارج ذلك الإطار.
3- النموذج المنظم للإخوان يسمح لهم بتوسع نطاق أنشطتهم وتأثيرهم إلى دول أخرى، بينها دول لا يشكل الإسلام بها أغلبية، مثل أمريكا وإسرائيل ودول أوروبا، ولكن على النقيض فإن النموذج السعودي يتسم بالمحدودية، ولا يمكن له أن يتجاوز تأثيره خارج نطاقها والإمارات العربية إلا من خلال شراء مؤيدين، والارتباط المالي في جهود نشر الإسلام. حقيقة أن “الإخوان المسلمين” يمكن أن توسع نطاق تأثيرها وتواجدها إلى مجتمعات جديدة، جعل السعودية والإمارات يشعران أنهما يخسران سباق الهيمنة.
4- نظرة السعودية إلى الإسلام “سلفية” تقدس الماضي الإسلامي المجيد، وتنظر إلى الإخوان المسلمين كحركة سياسية معاصرة حولت الإسلام إلى أيديولوجية برجماتية مستعدة للوصول إلى مواءمة مع أيديولوجيات مدنية أخرى، حتى لو كانت مناهضة للإسلام، أو لا تتمسك بمعتقداته. فعلى سبيل المثال غضب آل سعود من الاتجاه الإيجابي الرسمي للإخوان المسلمين نحو الأقباط. النظام القانوني السائد في مصر هو المذهب الحنفي، بينما يسيطر على المملكة المذهب الوهابي، الذي يعد النسخة الأكثر تشددًا من المذهب الحنبلي، وهو ما جعل السعوديين ينظرون إلى الإخوان على أنهم أقل احترامًا للإسلام، فعلى سبيل المثال، يجبر المذهب الوهابي المرأة على ارتداء النقاب في الأماكن العامة، ويحرم خروجها دون مرافق مع عائلتها، ويحظر عليها القيادة والعمل في معظم الوظائف، بينما يسمح المذهب الحنفي بخروج المرأة لحالها، مكشوفة الوجه، كما يمكنها القيادة والعمل في مجالات محترمة، السعوديون لا يبتغون تطلعات دينية تجاه الجيش المصري، لكن اتجاهات الإخوان تغضبهم.
5- في المملكة السعودية والإمارات، هناك القليل من الأشخاص غير المرتبطين بالنظام القبلي، والعائلات الحاكمة، لذا فإن أيديولوجية الإخوان تناسب أسلوب حياة وفكر هؤلاء، الراغبين في تغيير حكم آل سعود والأسرة الحاكمة في الإمارات بأنظمة غير قبلية. وكان صعود الإخوان المسلمين إلى منصب الرئاسة المصرية، تحفيزًا لذلك الاتجاه، بما زاد من مساحة التوجس داخل الأسرتين الحاكمتين اللتين تخشيان من أن تهدد أيديولوجية الإخوان استقرار نظاميهما، حتى أن ضاحي خلفان تميم، القائد العام السابق لشرطة دبي، قال إن خطر الإخوان على الإمارات يتجاوز الخطر الإيراني. أثناء القرن العشرين، حدثت فجوة اقتصادية بين السعودية والإمارات من جهة، وبين الشعب المصري الفقير، وشعوب عربية أخرى من جانب آخر. التناقض الحاد بين ثروات شبه الجزيرة العربية، وبين الفقر والتراجع والأمراض والجهل في بلاد عربية أخرى خلق حسدًا وكراهية وتوجسًا بين الجانبين.
6- علاقة دول شبه الجزيرة العربية بالغرب تكافلية، عبر عقود، حيث تمد الغرب بالبترول والغاز، مقابل الحماية من الأخطار الخارجية، مثل روسيا والقومية العربية الناصرية الاتجاه وإيران، أما بالنسبة للإخوان المسلمين، فإن الغرب هو العدو الرئيسي لدول الشرق الأوسط، من وقائع استعمار وتأسيس لدولة إسرائيل وسرقة الموارد الطبيعية والهيمنة السياسية، والتي ينظر الإخوان إليها باعتبارها هجومًا غربيًا على الثقافة الإسلامية والمصالح الاقتصادية والسياسية. التناقض بين اتجاه الإخوان ودول شبه الجزيرة العربية نحو الولايات المتحدة زاد من التوتر بين الجانبين. المجموعات السلفية في مصر، تتشابه في فكرها مع السعوديين، في مناهضة الإخوان والتعاون مع السيسي، وقواته الأمنية ضد “الإخوان”. وهكذا حوصرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكذلك حماس بيت مطرقة السيسي وقواته الأمنية، وسندان السعودية وإمارات الخليج، وهي أحد العوامل التي دفعت حماس للتعاون مع السلطة الفلسطينية. الهاوية التي تفضل أقطار شبه الجزيرة العربية، ما عدا قطر، عن الإخوان المسلمين متسعة وعميقة، وأدت التطورات في الشرق الأوسط خلال السنوات الثلاث الماضية إلى اتساع عمقها ومساحتها..
.....
2- السعودية مجتمع قبلي، يزيد الدين من قوة تماسكه، عبر القواعد، والتقاليد، بينما تؤمن جماعة الإخوان بأن الدين يحل محل الولاءات القبلية، والتي يجب أن تختفي من السياسة مطلقًا من وجهة نظرهم، سياسة الإخوان المسلمين سمحت لهم بإدراج أشخاص من كل القطاعات، وتحويل الأعضاء إلى مجتمع مدني متطور، بينما يعتمد النموذج السعودي على العائلة المغلقة التي لا تستوعب أشخاصًا خارج ذلك الإطار.
3- النموذج المنظم للإخوان يسمح لهم بتوسع نطاق أنشطتهم وتأثيرهم إلى دول أخرى، بينها دول لا يشكل الإسلام بها أغلبية، مثل أمريكا وإسرائيل ودول أوروبا، ولكن على النقيض فإن النموذج السعودي يتسم بالمحدودية، ولا يمكن له أن يتجاوز تأثيره خارج نطاقها والإمارات العربية إلا من خلال شراء مؤيدين، والارتباط المالي في جهود نشر الإسلام. حقيقة أن “الإخوان المسلمين” يمكن أن توسع نطاق تأثيرها وتواجدها إلى مجتمعات جديدة، جعل السعودية والإمارات يشعران أنهما يخسران سباق الهيمنة.
4- نظرة السعودية إلى الإسلام “سلفية” تقدس الماضي الإسلامي المجيد، وتنظر إلى الإخوان المسلمين كحركة سياسية معاصرة حولت الإسلام إلى أيديولوجية برجماتية مستعدة للوصول إلى مواءمة مع أيديولوجيات مدنية أخرى، حتى لو كانت مناهضة للإسلام، أو لا تتمسك بمعتقداته. فعلى سبيل المثال غضب آل سعود من الاتجاه الإيجابي الرسمي للإخوان المسلمين نحو الأقباط. النظام القانوني السائد في مصر هو المذهب الحنفي، بينما يسيطر على المملكة المذهب الوهابي، الذي يعد النسخة الأكثر تشددًا من المذهب الحنبلي، وهو ما جعل السعوديين ينظرون إلى الإخوان على أنهم أقل احترامًا للإسلام، فعلى سبيل المثال، يجبر المذهب الوهابي المرأة على ارتداء النقاب في الأماكن العامة، ويحرم خروجها دون مرافق مع عائلتها، ويحظر عليها القيادة والعمل في معظم الوظائف، بينما يسمح المذهب الحنفي بخروج المرأة لحالها، مكشوفة الوجه، كما يمكنها القيادة والعمل في مجالات محترمة، السعوديون لا يبتغون تطلعات دينية تجاه الجيش المصري، لكن اتجاهات الإخوان تغضبهم.
5- في المملكة السعودية والإمارات، هناك القليل من الأشخاص غير المرتبطين بالنظام القبلي، والعائلات الحاكمة، لذا فإن أيديولوجية الإخوان تناسب أسلوب حياة وفكر هؤلاء، الراغبين في تغيير حكم آل سعود والأسرة الحاكمة في الإمارات بأنظمة غير قبلية. وكان صعود الإخوان المسلمين إلى منصب الرئاسة المصرية، تحفيزًا لذلك الاتجاه، بما زاد من مساحة التوجس داخل الأسرتين الحاكمتين اللتين تخشيان من أن تهدد أيديولوجية الإخوان استقرار نظاميهما، حتى أن ضاحي خلفان تميم، القائد العام السابق لشرطة دبي، قال إن خطر الإخوان على الإمارات يتجاوز الخطر الإيراني. أثناء القرن العشرين، حدثت فجوة اقتصادية بين السعودية والإمارات من جهة، وبين الشعب المصري الفقير، وشعوب عربية أخرى من جانب آخر. التناقض الحاد بين ثروات شبه الجزيرة العربية، وبين الفقر والتراجع والأمراض والجهل في بلاد عربية أخرى خلق حسدًا وكراهية وتوجسًا بين الجانبين.
6- علاقة دول شبه الجزيرة العربية بالغرب تكافلية، عبر عقود، حيث تمد الغرب بالبترول والغاز، مقابل الحماية من الأخطار الخارجية، مثل روسيا والقومية العربية الناصرية الاتجاه وإيران، أما بالنسبة للإخوان المسلمين، فإن الغرب هو العدو الرئيسي لدول الشرق الأوسط، من وقائع استعمار وتأسيس لدولة إسرائيل وسرقة الموارد الطبيعية والهيمنة السياسية، والتي ينظر الإخوان إليها باعتبارها هجومًا غربيًا على الثقافة الإسلامية والمصالح الاقتصادية والسياسية. التناقض بين اتجاه الإخوان ودول شبه الجزيرة العربية نحو الولايات المتحدة زاد من التوتر بين الجانبين. المجموعات السلفية في مصر، تتشابه في فكرها مع السعوديين، في مناهضة الإخوان والتعاون مع السيسي، وقواته الأمنية ضد “الإخوان”. وهكذا حوصرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وكذلك حماس بيت مطرقة السيسي وقواته الأمنية، وسندان السعودية وإمارات الخليج، وهي أحد العوامل التي دفعت حماس للتعاون مع السلطة الفلسطينية. الهاوية التي تفضل أقطار شبه الجزيرة العربية، ما عدا قطر، عن الإخوان المسلمين متسعة وعميقة، وأدت التطورات في الشرق الأوسط خلال السنوات الثلاث الماضية إلى اتساع عمقها ومساحتها..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق