الخميس، 27 مارس 2014

عقيدة الجيش المصري تغيرت والسيسي يسير على خطى بشار الأسد. فيديو



للمرة الأولى في تاريـخ الجـيش المصـري
السيسي يعـلن تشكيـل قــوة للتدخـل الســـريع


ويسير الجيش الآن على خطى الجيش السوري بخطوات مماثلة حيث صارت مهمة الجيش في سوريا الآن حماية الرئيس بشار الأسد وضمان بقاءه في الحكم بغض النظر عن قتل مئات الآلاف من المواطنين، وهذا ينذر بتكرار سيناريو قريب يقارب السيناريو السوري في بدايته لكن هناك خلافات حول حسم المعركة التي يقول بعض النشطاء والمحللين إنها لن تكون طويلة نظرًا لأن عقيدة الجيش الجديدة لم تتغير إلا في وقت قريب بخلاف جيش سوريا الذي تربى على عقيدته هذه منذ 40 عامًا إضافة إلى استيلاء الطائفة العلوية عليه من حيث القيادة والريادة، وهذا بخلاف الجيش المصري. الأيام القادمة ستحمل الكثير بعد ترشح السيسي للرئاسة ولعل أبرز ما يمكن توقعه هو مزيد من القتل والدماء واتساع دائرة العنف التي قد تؤدي إلى حرب أهلية واسعة.

تغيير وتدمير عقيدة الجيش والشعب المصرى





 خلال الأشهر التي تلت الثورة المصرية، تداولت صحف وبرامج حوارية معلومة مفادها أن الولايات المتحدة سعت لتغيير العقيدة القتالية للجيش المصري، ليواكب التحديات الأمنية التي تريد أمريكا مواجهتها، تحديدا: الحرب على الإرهاب.
 وأظهرت البرقيات الدبلوماسية التي سربها موقع ويكيليكس في عهد مبارك خلافا في وجهات النظر بين واشنطن والقاهرة بشان تطوير مهمة الجيش المصري مع إصرار القيادة المصرية علي إعداده في المقام الأول لمواجهه عسكرية تقليدية.
 وكشفت البرقيات، التي تعود الي 2008 و2010، عن أن واشنطن ترغب في تطوير الجيش المصري لتوسيع نطاق مهمته وزيادة تركيزها علي التهديدات الجديدة، في حين تتمسك القاهرة بمهمته التقليدية في حماية البلاد.
 وجاء في برقيه صادره في مارس 2009 أن “الولايات المتحدة سعت إلى إقناع الجيش المصري بتوسيع مهمته بطريقه تتواكب مع التهديدات الأمنية الإقليمية الجديدة مثل القرصنة والأمن علي الحدود ومكافحه الإرهاب”، إلا أن “القيادة المصرية القديمة قاومت جهودنا وهي راضية عن المضي فيما تقوم به منذ سنوات: التدرب علي نزاع تتواجه فيه قوتان بمزيد من القوات البرية والمدرعات”، تحسبا لنزاع محتمل مع إسرائيل في المستقبل.
 ورأت واشنطن أن المسئول عن ذلك هو وزير الدفاع، وقتها، المشير محمد حسين طنطاوي، حيث وصفته الوثيقة بأنه “العقبة الأساسية أمام تحويل مهمة الجيش”، وقالت إنه “منذ تولي المشير طنطاوي مهام منصبه تراجع مستوي التخطيط التكتيكي والعملاني للقوات المسلحة المصرية”.
 وذكرت برقيه، صدرت في فبراير 2010، أن “إدارة أوباما قالت لمسئولين عسكريين مصريين “إن الجيش الحديث يجب أن يكون مجهزا بعتاد نوعي حديث وليس بكميات ضخمة من العتاد القديم”، ورد هؤلاء المسئولون بأن “التهديدات التي تواجهها مصر مختلفة” عن تلك التي تواجهها الولايات المتحدة. وتذكر الوثيقة أن العسكريين المصريين أكدوا انه “يجب أن يكون لمصر جيش تقليدي قوي لمواجهة الجيوش الأخرى في المنطقة، مشددين علي أن الأولوية بالنسبة لهذا الجيش هي “الدفاع عن الأراضي المصرية وعن قناة السويس”. أمس أعلن وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي عن تشكيل قوات التدخل السريع، وأعلن أن تلك القوات التي تم تشكيلها لأول مرة في القوات المسلحة، تأتي لتعزيز قدرة الجيش على مواجهة “التحديات التي تواجه مصر في الداخل” والخارج.
 وقال السيسي - خلال تفقده قوات التدخل السريع المحمولة جوا التي شكلت مؤخرا لتنفيذ مهام “نوعية” داخل البلاد وخارجها - إن القوات المسلحة “يعاد تنظيمها وتطويرها وفقا لأحدث النظم القتالية لتنفيذ جميع المهام، وزيادة قدرة الجيش المصري على بذل أقصى جهد لمجابهة التهديدات والتحديات التي قد تواجه الوطن وأمنه القومي”. وأوضح وزير الدفاع الذي أطاح بالرئيس محمد مرسي من سدة الحكم بعد أول انتخابات رئاسية في تاريخ البلاد، أن قوات التدخل السريع شكلت للقيام بمهام “خاصة جدا”، وأن تأسيسها جرى بعد المناقشة مع أجهزة القوات المسلحة المختصة التي أكدت إمكانية تشكيلها دون صعوبات.



وحول قدرات القوات الجديدة، قال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة على صفحته على موقع فيسبوك، أنه جرى تسليحها “وفقاً لأحدث نظم التسليح العالمية، مما يمكنها من الانتشار والتدخل السريع لتنفيذ كافة المهام بالتعامل مع الأهداف النمطية وغير النمطية، والوصول إلى مسارح العمليات داخل وخارج البلاد في أسرع وقت ممكن باحترافية وفي مختلف الظروف”. التوجه الجديد للقوات المسلحة، يقول أن القادة الجدد للجيش المصري قد بدأوا بالفعل في تغيير عقيدة القوات المسلحة من قتال إسرائيل إلى محاربة الإرهاب، وهو ما يشي بمحاولة وزير الدفاع وقيادة النظام الجديد إقناع الولايات المتحدة والغرب بدعم وجودهم غير الشرعي على رأس البلاد. وخلال الفترة الماضية، شارك الجيش المصري في العديد من العمليات ضد من يسميهم الإرهابيين في العديد من المناطق المصرية، فيما بدا وكأنه محاولة للبحث عن الشرعية، التي استطاع بالفعل اكتساب بعضها في إسرائيل، وظهر ذلك في الضغط الإسرائيلي على الولايات المتحدة لاستمرار دعم الجيش المصري، إلا أن قيادة الجيش في مصر لم تستطع الحصول على دعم دولي مضمون الاستمرار.
 وتقول العديد من المصادر أن الجيش المصري بدأ منذ فترة في تحريض ضباطه وجنوده بشكل عنيف للغاية ضد الإصلاحيين أو الثوريين من المصريين، وهو ما لم يُستثنى منه اليساريون والليبراليون فضلا عن الإسلاميين، حيث يوزع الجيش كتيبات تضم تحريضا مباشرا ضد المجموعات المطالبة بالتغيير السلمي وحرب اللا عنف، في تأكيد للتوجه الجديد للجيش. كما يشارك الجيش الآن في الشوارع المصرية بكثافة في قمع المتظاهرين وتورط في عدة مذابح بحق المدنيين وتحولت مهمة الجيش من حماية الدولة إلى حماية السلطة.
 ويسير الجيش الآن على خطى الجيش السوري بخطوات مماثلة حيث صارت مهمة الجيش في سوريا الآن حماية الرئيس بشار الأسد وضمان بقاءه في الحكم بغض النظر عن قتل مئات الآلاف من المواطنين، وهذا ينذر بتكرار سيناريو قريب يقارب السيناريو السوري في بدايته لكن هناك خلافات حول حسم المعركة التي يقول بعض النشطاء والمحللين إنها لن تكون طويلة نظرًا لأن عقيدة الجيش الجديدة لم تتغير إلا في وقت قريب بخلاف جيش سوريا الذي تربى على عقيدته هذه منذ 40 عامًا إضافة إلى استيلاء الطائفة العلوية عليه من حيث القيادة والريادة، وهذا بخلاف الجيش المصري. الأيام القادمة ستحمل الكثير بعد ترشح السيسي للرئاسة ولعل أبرز ما يمكن توقعه هو مزيد من القتل والدماء واتساع دائرة العنف التي قد تؤدي إلى حرب أهلية واسعة.