الأحد، 29 سبتمبر 2013

صحفية أجنبية تفضح هيئة إستعلامات الانقلاب : يطالبونا بالتحيز للأنقلاب


(حكايات ومبالغات القاهرة) 


صحفية أجنبية تفضح إعلام الانقلاب
 رجال الأعمال يتملقون المؤسسة العسكرية ويبثون اكاذيب
 هيئة الاستعلامات تطالبنا كصحفيين أجانب
. أن نسير في ركاب الانقلاب !!. 
 أورسولا ليندساي : 
إنهم لا يطالبونا بصحافة بل تحريف للمعلومات 
ويثيرون البلبلة حتى يتجنبوا المحاسبة ! 
 ما ينشر في الاعلام الحكومي عن مؤامرات الاخوان
 ليست صحافة وإنما تحريف للمعلومات  
 بقلم :أورسولا ليندساي تحت عنوان 
(حكايات ومبالغــات القــاهرة) 
فضحت الصحفية الأجنبية أورسولا ليندساي حكومة الانقلاب مؤكده أنها تحاول عبر هيئة الاستعلامات الرسمية تدجين الاعلام الاجنبي وعدم نشره حقيقة ما يجري في مصر بزعم نهم لا يتحرون الدقة ! مشيره الي أن الهدف هو الضغط عليهم لكي لا يقولوا الحقيقة .
وفيما يلي نص المقال مترجم من نيفين يوسف في مستهل هذا الشهر، أرسلت هيئة الإستعلامات المصرية ( وهي وكالة أنباء وعلاقات عامة رسمية) رسالة إلى الصحفيين الأجانب مفادها أن "مصر تشعر بمرارة بالغة تجاه التغطية الإعلامية المتحيزة للإخوان المسلمين ، والتي تمارسها بعض وسائل الإعلام الغربية" ، و تحث كافة الجهات الإعلامية على تحري الدقة في تغطيتها ، وألا تعتمد على معلومات زائفة .
 كان الأمر مثيراً للضحك بالفعل عندما يلقي علينا الرسميون المصريون محاضرة عن المعايير الصحفية في دولة لم يتوقف إعلامها مؤخراً عن بث الأحاديث اللاذعة، والأوهام للجماهير.هذه ليست صحافة، إنها تحريف للمعلومات.
في يوم الثلاثاء، كانت العناوين الرئيسية في الصفحة الأولى في الجريدة الحكومية ..
- الأهرام تقول: "مؤامرة جديدة لزعزعة الإستقرار يشنها سياسيون وصحفيون ورجال أعمال".
 وشرع المقال نقلاً عن مصادر أمنية مجهولة في الكشف عن تفاصيل إتفاق "لتقسيم مصر" تم بين خيرت الشاطر أبرز قادة الإخوان المسلمين والسفيرة الأمريكية آن باترسون.
وشمل الإتفاق تسهيل دخول 300 مقاتل مسلح من غزة إلى مصر.
كما زعم المقال أن الشرطة أجهضت مخططاً للإستيلاء على مباني مؤسسات الدولة وإعلان قيام دولة مستقلة في صعيد مصر( مع وعد سابق من الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية للإعتراف بها).
وانتهى المقال بالتعهد بتوجيه الإتهامات في أقرب وقت للمتآمرين المجهولين.
تلك ليست صحافة، إنه تشويه للمعلومات ... وفي الصفحة الأولى لجريدة يومية حكومية رائدة. كما أنه إنذار لنا جميعاً على حد قول صديق مصري كان يدعو لإصلاح الإعلام وقد شعر بالقلق من أن مثل تلك المقالات تمهد لمزيد من القمع.
إن نظريات المؤامرة تنتشر في أنحاء العالم ، لكنها تحتل مكانة خاصة في مكان مثل مصر حيث الشعب مسيس بشدة ، ولا يتمتع بسلطات !!! وقد أدى غياب الشفافية بصفة عامة فيما يتعلق بكيفية إدارة الدولة إلى اعتقاد المصريين أن ما خفي كان أعظم، وأحياناً ما يكونون على حق في اعتقادهم ذلك. إن المصريين يمرون بحالة من الضعف خاصة الآن وهم يعيشون في منطقة تمزقها الصراعات الأهلية ويهددها التدخل العسكري الأجنبي.
وفكرة وجود مؤامرة خارجية للنيل من مصر إنما هي فكرة تثير ببساطتها الغضب ، وأيضاً الارتياح. كما أنها تتيح للسلطات تهديد المعارضين وحشد الشعب.
 ■ رجال الأعمال الذين يتملقون المؤسسة العسكرية يبثون اكاذيب كما ذكرت قنوات التلفزيون والصحف الخاصة التي يملكها رجال أعمال يسعون إلى تملق المؤسسة العسكرية عشرات المؤامرات التي لا يمكن التأكد من صحتها !!!
 إنهم يهللون لما يطلقون عليه الحرب ضد الإرهاب – وهي في الحقيقة حملة لتدمير الإخوان المسلمين- بقوة دفعت الكاتب والمدون محمود سالم بأن يصفهم "بأنهم مثل قنوات أمريكية ظهرت بعد 11 سبتمبر لتتباهى بعضلاتها!
" وبما إننا تطرقنا إلى القنوات الإخبارية الأمريكية، ورغم أن الحكومة وأغلب وسائل الإعلام في مصر تشتكي من التغطية الإعلامية العالمية المتحيزة لما يحدث في البلاد، أصبحت قناة أمريكية فجأة من أشهر القنوات في مصر، حيث بثت الفضائيات المصرية مقاطع مصحوبة بالترجمة من قناة "فوكس نيوز" الإخبارية، وخاصة تلك التي تظهر الرئيس باراك أوباما ، وهو يتلقى التوبيخ لدعمه غير المشروط للإخوان المسلمين. لقد انتشرت فكرة دعم أوباما للإسلامين بفضل تلك الصلة الغريبة بين الدوائر المعادية للإسلاميين في مصر ، والجماعات اليمينية في الولايات المتحدة. أجرت صحيفة مصرية بارزة مقابلة مع مستشار سياسي جمهوري ، و أخطأت في وصفه بأنه عضو مجلس شيوخ ، ونقلت على لسانه قوله أن الإخوان المسلمين صعدوا إلى الحكم بدعم من إدارة أوباما.
وصرحت تهاني الجبالي ،وهي نائبة سابقة بالمحكمة الدستورية العليا ،و مناوئة للإسلاميين، في برنامج تلفزيوني الأسبوع الماضي أن شقيق أوباما الكيني من ممولي الإخوان المسلمين، وهو ادعاء ظهر على ما يبدو على المواقع الإلكترونية للجناح اليميني الأمريكي. إن مثل ذلك الخطاب يتيح لقوات الأمن العائدة ، والإعلام المتعطش لفرض سلطته .. فرصة .. لوصف وصول الإسلاميين إلى السلطة .. بمؤامرة أجنبية ، ونقد واشنطن للنظام الحالي .. بالتحيز.
إن هدفهم ليس إقناع الناس بنظريات المؤامرة بل ضمان أن الناس لن تعرف ماذا يجب أن تصدق. إنهم يثيرون البلبلة حتى يتجنبوا المحاسبة.


ليست هناك تعليقات: