الخميس، 29 أغسطس 2013

لماذا الضربة الأمريكية على قوات الأسد الآن؟- فيديو


لماذا الضربة الأمريكية على قوات الأسد
 الآن؟..هدفهــم تدمير المعـــارضة 
قبـــل جيش بشــــار !


بالرغم من التهويل، والضجيج، والصخب، وقرع طبول الحرب، والهرج والمرج، ودوي لعلعة الرصاص وأسنة الحراب، وجعجعة وثرثرةٍ بضرب قوات الأسد!! بالرغم من هذا التطبيل والتزمير، والتهديد والوعيد، والتخويف والتحذير، وشحن آلة الإعلام الرهيبة إلى أقصى طاقتها، بأن اليوم الموعود بالضربة الصاعقة الماحقة السريعة، آتية لا ريب فيها!!
 بالرغم من كل هذه العنتريات، والاستعراضات البهلوانية، والألعاب النارية التمثيلية الحزينة الموجعة، والتي لا تخفى على ذي عقل وبصيرة!! بالرغم من كل هذه المظاهر الخلبية، السحرية، التي تأخذ بألباب المغفلين، وتسيطر على عقول الرعاع والدهماء من الناس!! بالرغم من كل هذا فإني أتشكك بحصول أية ضربة على النظام الأسدي، ويدعم نظريتي هذه موقف إيران المتشكك بكل هذه البورزانات والهيلمانات المسرحية الهزلية!! وإن حصلت الضربة، فستكون – كما هم صرحوا – محدودة جداً وسريعة، خاطفة لا تزيد عن يوم أو يومين، وبشكل تأديبي أو عقابي، أو كما يقول العوام "فركة أذن" لنظام الأسد، وليس لإسقاطه، أو اقتلاعه، أو تحقيق نصر عليه!!
ولكن يبقى التساؤل: لماذا الآن؟؟
 وقد مضى على الثورة السورية عامان ونيف، قتلت قوات الأسد من الشعب السوري ما يزيد على المائة أو مائتين ألف، عدا المفقودين والمسجونين والجرحى والمهجرين، وتم تدمير أكثر من نصف سورية، وارتكبت مئات ومئات المجازر البشعة، بالأسلحة العادية والبدائية، يعني بالذبح بالسكاكين والفؤوس، وبالأسلحة الكيميائية في حمص، وفي خان العسل، ومناطق عديدة من سورية، كما أنه حدثت مجزرة في حلبجة قبل 25 عاما أشد من مجزرة الغوطة بكثير، ولم تتحرك أمريكا، ولا حلفاؤها لمعاقبة من قام بها!! وكانت تلك المجازر لا تقل بشاعة، وشدة، ووحشية، وعنفاً، وإجراماً عن المجزرة الكيميائية الأخيرة في غوطة دمشق. إذن لماذا صبرت أمريكا وحلفاؤها كل هذه الفترة الطويلة، ولم يوافقوا على ضرب النظام الأسدي، بالرغم من المطالبات الكثيرة والعديدة من المتظاهرين، ومن المعارضة السياسية والعسكرية ومن جامعة الدول العربية؟؟

هل الآن فقط استيقظ ضميرهم النائم في سبات عميق؟؟
هل الآن فقط جاءتهم الغيرة والحمية الإنسانية والفزعة لأهل سورية المعذبين؟؟
هل الآن فقط أحسوا بتأنيب ضميرهم تجاه الشعب السوري المعذب، المقهور، المسكين، ويريدون أن يفعلوا شيئاً ما لإرضائه، والتخفيف من معاناته؟؟

الحقيقة التي يستطيع أن يدركها أبسط الناس، ممن لديه عقل راجح، وتفكير متزن، وقراءة واعية سليمة للأحداث الجارية، ومعرفة قرآنية ربانية بطبيعة أعداء الأمة المسلمة، يدرك الأسباب الصحيحة وراء هذه الضجة الكبرى، وهي تتلخص بما يلي :

 1- نتيجة العمل الاستخباراتي الطويل، الذي قامت به كل الأجهزة المخابراتية العالمية التي دخلت أرض سورية سراً وفي الخفاء، تبين لها أن المجاهدين - أيا كان اسم أو شعار الكتيبة التي ينضوون تحتها - عنيدون، شديدو القوة، ذوو عزم وتصميم على تحقيق النصر على كتائب الأسد وشيعته مهما كلف الثمن!!
2- تبين لها أن المجاهدين سيتمكنون من تحقيق النصر على الأسد إن عاجلاً أو آجلاً!!.
3- تبين لها أنها إذا تركت المجاهدين يستمرون في جهادهم، واستطاعوا تحقيق النصر على الأسد، فهذا سيحرض المجاهدين في البلاد المجاورة، للقيام بنفس الطريقة، لإسقاط أنظمتها.
4- تبين لها أن المجاهدين بمجرد القضاء على نظام الأسد، واقتلاعه من جذوره، سيقيمون دولة الإسلام، المخيفة، المرعبة لها ولحلفائها جميعاً عرباً وعجماً.
5- وحتى لو لم يتمكن المجاهدون من إقامة دولة الإسلام، ولكنهم تمكنوا بالتعاون مع عناصر الجيش الحر من إسقاط نظام الأسد، وإقامة دولة حرة، ليست تابعة لأمريكا وحلفائها، فهذا بحد ذاته كافٍ لتشكيل خطرٍ عليها، وتقويض مصالحها في المنطقة.
6- وتبين لها أن إطالة أمد الحرب في سورية، سيولد أجيالاً تعشق الحرب، وتستهين بالحياة والموت، خاصة وأنه لم يعد لدى الشعب مزيدا من كنوز الدنيا ليخافوا على خسارتها.
7- كما أنها أصبحت تخاف من أن إطالة فترة الحرب سيزيد من اضطرامها، وتوقد شعلتها، وتحريض شباب المسلمين من أصقاع الدنيا، للهجرة للأرض المباركة، والدفاع عنها، وبالتالي تحطيم كل مشاريعها ومخططاتها.
8- والأهم من كل هذا هو: أن أي حكم حر، ولو لم تكن له صبغة دينية، يشكل تهديداً حقيقياً لدويلة بني إسرائيل، التي تحرص أمريكا وحلفاؤها على المحافظة عليها، مهما كلف الثمن. 
9- وجدت أن المعارضة السياسية - على عجرها وبجرها وضعفها وتهافتها وتشتتها - لا يتجرأ واحد منها أن يعلن بشكل صريح تبعيته الكاملة لها، كما حصل في أفغانستان، وأوجدت كرزاي، وفي العراق الربيعي وبعده المالكي. وبناء على هذه المعطيات والمعلومات الاستخباراتية، قررت إحداث ضربة صادمة، صاعقة، خاطفة، سريعة، ليس لسواد عيون السوريين، وليس تكرماً وتعطفاً منها، فهذا غير موجود عند بني الأصفر، وعند رعاة البقر، وإنما لتحقيق الأهداف التالية:

1- ضرب بعض مواقع كتائب الأسد، ومعظم كتائب المجاهدين في نفس الوقت، لإضعاف الطرفين، بل لإضعاف المجاهدين أكثر!!
2- منع المجاهدين من تحقيق نصر عسكري على الأسد!!
3- منع سقوط النظام الأسدي بكافة رموزه وأركانه، كما يريده الشعب!!
4- القضاء فقط على بعض رموز النظام، وإبقاء جسمه وهيكله كما هو!!
5- إلزام النظام والمعارضة بالجلوس على طاولة المفاوضات، لتأسيس شكل هجين جديد من الحكم يكون له شيء من التبعية لأمريكا، إن لم يكن له كامل التبعية!!
6- إنهاء الثورة وإجهاضها وخنقها، لمنعها من الانتشار إلى بلاد الجوار، وللحيلولة دون إحداث أي خطر، على مصالحها ومصالح حلفائها، وبالأخص مصلحة أمن بني إسرائيل!!
7- تخريب مزيد من الأرض السورية، التي عجز الأسد أن يخربها!!
8- الظهور أمام الرأي العالمي أنه المنقذ لمعاناة الشعب السوري، وتحقيق انتصار إعلامي سياسي بإيقاف الحرب في سورية!!
9- الكسب المادي، وذلك بتحصيل فاتورة الضربة بأضعاف تكلفتها من دول البترول، وإنقاذ شيء من العجز التجاري المتدهور!! وإلى المطبّلين للجيش الأمريكي الفاتح لسوريا تأمّل واتّعظ ....


... هدفهم .. تدمير المعارضة قبل جيش بشار ! ...
 الآن يتدافعون نحو سورية بعد أكثر من عامين من المماطلة والنفاق .. 
لم تحركهم عشرات المجازر الوحشية ولم يوخز ضمائرهم  شلال الدماء الغارق فيه أكثر من مائة ألف شهيد وأضعاف هذا العدد من الجرحي ولم ترق قلوبهم لعشرات الآلاف من المعتقلين ، ولم تحن قلوبهم يوما لملايين المشردين علي الحدود والهائمين علي وجوههم بحثا عن ملاذ من الموت .
 فقط تحركوا الآن لأنه الوقت المناسب لاقتسام الغنيمة .. فالضحية ( سورية ) تشرف علي الموت إنهاكا ودمارا ووجب أن يسارعوا لذبحها وتصفية ما بقي من دمائها واقتسامها .
هكذا حال القوي الكبري مع كل ضحية تسقط في أتون الاقتتال الداخلي يتركونها للطاغية حتي يثخنها قتلا وتشريدا وتعذيبا وتخريبا ثم يتحركون في اللحظة الأخيرة لخطفها من الطاغية بزعم أنه " مجرم يستحق العقاب " 
.. وتلك حقيقة ولكنها حق يراد به ستارا  لخطف البلاد بكاملها وتأميمها لصالحهم
 ..  هكذا فعلوا في البوسنة وكوسوفا وكنت يومها – في زيارة صحفية - شاهدا علي جانب من مأساة إبادة المسلمين هناك حيث تركوا الصرب يرتكبون مجازرهم بحق المسلمين حتي كادوا يقضون عليهم تماما ثم تحركوا بزعم حماية حقوق الانسان ، والحقيقة أن الهدف كان خطف البلاد وقد حدث ومازالت تلك البلاد مخطوفة في القبضة الأمريكية . وهكذا فعلوا في العراق .. 
وهكذا يستعدون لفعله في سورية وسيحاولون غدا في مصر- لا قدر الله -  لكن سلمية المظاهرات ضد الانقلاب ستفوت الفرصة إن شاء الله .
منذ بدء المحنة في سورية بدا أن هدف القوي الكبري يتجه نحو تنفيذ سيناريو يناسب مصالحها على حساب تدمير سورية، بترك النظام يمعن في قتل الشعب  وتدمير بنيته الأساسية، واستهلاك الشعب في احتراب لا ينتهي إلا بإنهاك الجميع .. نظاما وثوارا.. وانطلقت عدة مبادرات لغطاء ذلك .. «المبادرة العربية» التي منحت النظام الوقت الكافي للقضاء علي ثورة االشعب فلما فشل في ذلك برزت مبادرة المبعوث الدولي العربي «كوفي عنان»، والتي كانت إيذاناً بحرب حرق المدن ، وأعطت النظام فرصة أكثر من كافية، لكنها فشلت في تركيع إرادة الشعب ، وظن المجتمع الدولي أنه بات على الشعب السوري الموافقة على إعطاء «بشار» فرصة المشاركة في حكم سورية المستقبل، وضمان مصالح أمريكا وروسيا و«إسرائيل» في المنطقة.
 واليوم يستعدون لتوجيه الضربة للنظام لكنها ستكون موجهة لقوات المعارضة قبل جيش بشار لأن هدفهم الأكبر تدمير كل القوي علي الأرض حتي يستلم الشعب السوري بلاده  محطمة ، ومديونة، ومملوءة بالحقد والغضب والشحن الطائفي، والثأر الاجتماعي فتشتعل من جديد احتراباً وتمزقاً ، فيسهل قيادها وتمرير المشاريع التي تريدها أمريكا وروسيا والصين وأوروبا والتي تحقق مصالحهم وتحقق – بالطبع - الأمن للصهاينة !




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛




ليست هناك تعليقات: