الثلاثاء، 25 يونيو 2013

الإنقاذ فهمت أخيرًا.. إنذار الجيش شرعية للتنفيذ السريع والحاســم - فيديو


أغنية النظام السابق الرسمية (الحرامي)
بين الحلم والحزم فى إدارة الأزمة المصرية
الإنقاذ فهمت أخيرًا.. إنذار الجيش شرعية للتنفيذ السريع والحسم والحزم


لم تمض ساعات قليلة إلا وكان الجهاز المهيمن على مؤسسات القوة، وهو مجلس الأمن القومي يفسر ضمنياً بحضور الفريق السيسي كعضو فيه التصريحات التي أدلى بها وأثارت جدلاً هائلاً حول المقصود بها. كتبت في مقالي أمس رؤيتي عما تعنيه، وقلت إنه إنذار يؤكد حماية الجيش لإرادة الشعب التي تعني شرعية الصندوق، فالعالم لم يخترع بعد ديمقراطية غيرها. هذا بالفعل ما أكده مجلس الأمن القومي في اجتماعه الذي ترأسه محمد مرسي، وضم أيضًا وزير الداخلية ورئيس المخابرات العامة، بالإضافة إلى رئيس الوزراء ورئيس مجلس الشورى ووزير الخارجية ووزراء آخرين. 
إذن ثبت هلال تصريحات السيسي كما توقعت مدلولها بالضبط، فقد أكد مجلس الأمن القومي أن جميع أجهزة ومؤسسات الدولة تعمل في إطار من احترام وحماية الشرعية الدستورية والقانونية النابعة من الإرادة الشعبية التي أسست لأول نظام ديمقراطي حقيقي في مصر بعد ثورة 25 يناير المجيدة. المعنى الدامغ أنه لا تراجع عن العملية الديمقراطية بل دعمها بإجراء الانتخابات البرلمانية فور إقرار قانون الانتخابات من المحكمة الدستورية وفقًا لما جاء في بيان مجلس الأمن القومي. على طريقة الحسابات الرياضية، تؤدي المعطيات السابقة إلى نتيجة واحدة وهي أن الجيش سيحمي شرعية الديمقراطية والصندوق، وما قاله السيسي لا يخرج عن ذلك.

 جبهة الإنقاذ فهمت أخيرًا بعد مكالمة طويلة تلقاها السيد البدوي وأوصلها إلى رفاقه، وهنا شعرت قياداتها بخطأ ما ذهبوا إليه من تأويل لتصريحات السيسي، فقرروا إرسال محمد البرادعي كممثل لهم إلى المؤسسة العسكرية بورقة تحمل مطالبهم.

 الواضح أنها مناورة للإفلات من نتائج إنذار الجيش الذي اكتمل باجتماع مجلس الأمن القومي، ثم بتصريح الرئاسة، بأن كلام القائد العام هو نفسه كلام القائد الأعلى، أي أنه يخرج من مؤسسة واحدة، وما دام الأمر كذلك، فلا يعقل أن ينذر القائد الأعلى محمد مرسي رئيس الجمهورية محمد مرسي. كنت قد تحدثت في مقال سابق عن إجراءات استثنائية قد تتخذ في نهاية 30 يونيه في حال خروج الأوضاع عن السيطرة وانتشار التخريب والتدمير والحرائق، وأن هذه الإجراءات التي تشمل اعتقالات وتعطيلاً لبعض القنوات والصحف المحرضة على الفتنة، ستكون صادرة عن مؤسسة واحدة بإمضاء رئيس الجمهورية.


 أعتقد أن تصريحات السيسي وبيان المجلس القومي يقتربان بنا من تلك الفرضية التي سيتولاها بالتأكيد مجلس الأمن القومي، ليعطيها شرعية التنفيذ السريع والحسم والحزم، كونها صادرة من أعلى قيادات مؤسسات القوة في الدولة.


و من حق الرئيس أن يتنازل عن كل حقوقه الشخصية، لكن لا يجوز له أن يفرِّط في ذرة من حق مصر عليه أرضًا وشعبًا وتاريخًا وحضارة، وأمنًا واستقرارًا، فالحلم في حقوقه الشخصية يزيده رفعة ورقيًا لقول الله تعالى: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) (الأعراف:199)، وقوله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت: من الآية34و35)،


 ويقول الإمام الشافعي: يزيد سفاهة وأزيد حلمًا كعود زاده الإحراق طيبا ويقول الشاعر شمر بن عمرو الحنفي: ولقد أمر على اللئيم يسبني فمضيت ثمت قلت لا يعنيني لكن حق مصر يوجب الحزم لا الحلم لأن الله تعالى الذي أمر نبيه، صلى الله عليه وسلم، بقوله تعالى: (وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ) (الحجر: من الآية88)، هو الله الذي أمره أن يتعامل مع الكافرين والمنافقين بالحزم والقوة، فقال تعالى مرتين في التوبة والتحريم بلفظ واحد تأكيدًا على أهمية الأمر: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) (التوبة:73) ولا يجوز ديانة ولا سياسة أن يعامل اللئام بما يعامل به الكرام، وقد قال المتنبي: إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا الشعب المصري مليئ بالكرام من المؤيدين والمعارضين، ممن انتخبوك وممن انتخبوا غيرك، من الإيجابيين في كل المواقف ومن الذين ينتظرون ماذا ستُسفر عنه التجربة الجديدة لحكم الإسلاميين، وهم على استعداد أن يغيروا مواقفهم من المتفرجين إلى الفاعلين، إذا وجدوا قوة في إدارة الدولة تعصمهم من المرَّوعين والبلطجية من القلة في المجتمع، والمسعورين في الشاشات الذين لم ينبس أحدهم ببنت شفة أيام الاستبداد والفساد، والآن يسيئون إليك - وحقك أن تعفو - لكنهم سعَّروا الحرب، وحرضوا على العنف، وحوَّلوا الشعب إلى الترقب والترصد، والخوف والفزع، والجبن والهلع، والسب والشتم، والجحود والإنكار، والجدال والإصرار، والثورة على كل شيء، ولم يسبق أن حوصر المشايخ في المساجد وأُلقيت عليهم وعلى بيوت الله الحجارة، وتم نزع حجاب الفتيات في الشوارع، وقتل أبرياء بيد مجرمين صغار يدفعهم أكابر مجرميها في (تِسْعَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ وَلَا يُصْلِحُونَ) (النمل: من الآية48)، وبيع السولار والبنزين المسروق من بقايا النظام السابق في دول الجوار بأسعار مخصوصة، وعمدوا إلى الفضيحة لا النصيحة، والتجريح لا التصحيح، وحرقوا كابلات الكهرباء وتفننوا في تهريب الأموال المنهوبة للخارج، وأدخلوا الأموال القذرة من أسيادهم للانقلاب على الشرعية بغير ما أقره الدستور، وجرائم من العيار الثقيل، وقد أغراهم حلمك فمالوا عن الحق، وعاثوا في مصر قتلًا وفسادًا، وإرعادًا وإرهابًا، وأصابوا من عقول الناس حيرة واضطرابًا، ومن أهوائهم تحللًا وتمردًا، وصار نخاع الشعب المصري يصرخ في كل مكان داخل وخارج مصر قوم محبون لك ولمصر يقولون يا سيادة الرئيس: افعل شيئًا قويًا يتوازى مع إفسادهم وعنادهم وافترائهم وتضليلهم، كفى حلمًا على المجرمين، كفى عفوًا عن الفاسدين، كفى صبرًا على العتاة المجرمين، كفى تراخيًا مع الخونة المأجورين، كفى تهديدًا شفويًا دون سيف السلطة (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ) (الأنفال: من الآية60)، كفى تشويها لمصر في العالمين، كفى تطفيشًا للسائحين والمستثمرين..


 لقد كانت الشرطة التركية أسبق من وعيد أردوغان، وفي مصر لم يجد المجرمون من السلطة ما يرد إليهم صوابهم فتمادوا في شرورهم، ويهددون البلد كلها بحرب داخلية لا يعلم إلا الله مدى خطرها. يا فخامة الرئيس - الذي نحسبه من أتقى عباد الله ولا أزكي على الله أحدًا- لقد كان مشهورًا عن أبي بكر، رضي الله عنه، أنه أحلم وأرق الناس، فلما مات النبي، صلى الله عليه وسلم، أخذ حزم النبي، صلى الله عليه وسلم، ووقف أمام تهديد عمر بقتل من يزعم أن محمدًا قد مات، فبين الحق في قوة نادرة، ولم يصغِ لكبار الصحابة الذين يريدون عزل أسامة بن زيد وإيقاف جيشه فقال حازمًا عازمًا: "لأنفذن جيش أسامة أو تنفرد سالفي (تُقطع رقبتي)"، وسيَّر أحد عشر جيشًا بالتوازي لا التوالي في وقت عصيب لحرب المرتدين، وقال لعمر لما تردد في الأمر خوفًا من انتشار الردة في معظم القبائل، وقلة الثابتين على الحق فأمسكه أبو بكر قائلًا: "أجبَّار في الجاهلية خوَّار في الإسلام يا عمر؟!!! 


والله لو منعوني عقالًا (حبل ماعز) كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم عليه"، وانتصر أبو بكر في كل المعارك في ١٢ جيشًا وذلك باعتماده على الله، ثم حزمه مع المنافقين والمرتدين والمحاربين، وهناك ملايين من الشعب المصري تنتظر قرارات حازمة، وستكون الأغلبية معك حرسًا وجيشًا وشرطة وشعبًا وقوة رادعة تُنسي هؤلاء وساوس الشيطان، كما قال سيدنا أبو بكر لما تعددت المعارك دون حزم مع الرومان: "والله لأبعثن على الرومان من يُنسي الرومان وساوس الشيطان"، وأرسل خالد بن الوليد فأنهى الاحتلال الروماني إلى يوم الدين.


يا فخامة الرئيس لا يخفي عليكم أن منهج القرآن يوجب التحرك قبل الحدث لمجرد أخبار ظنية أن هناك خيانات دون انتظار لأمور يقينية، ومن ذلك قوله تعالى: (وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِنْ قَوْمٍ خِيَانَةً فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاءٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْخَائِنِينَ) (الأنفال:58)، وعليه فلا يجوز الانتظار حتى يكون الشك يقينًا والظن حقيقة، بل تجب المبادرة القوية فإن الدفع أهون من الرفع، كما يقول إمام الحرمين الجويني، والوقاية خير من العلاج كما يقول الحكماء، فنسألك بالله الذي بوأك هذا المقام، وولاَّك قيادة مصر في أحرج فترة أن تتقدم بقرارات رادعة للقلة من دعاة العنف والتضليل والانقلاب على الشريعة والشرعية، وليس للمعارضين السلميين. يا فخامة الرئيس معك قوة الله، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ) (يوسف: من الآية21)، ومعك ملايين الأحرار الأبرار ومصرون أن يكملوا معك المشوار، وما يوم رابعة العدوية وجامعة القاهرة منا ببعيد، فاضرب بيد من حديد حزمًا مع المجرمين، ووفر حلمك لمن يستحقه من جماهير كرام المصريين، والله معك كما قال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ) (الأنفال: من الآية 62).




أغنية النظام السابق الرسمية (الحرامي)
 آمال ماهر
 إحترامي للحرامي صاحب المجد العصامي صبر مع حنكة وحيطة وابتدا بسرقة بسيطة وبعدها سرقة بسيطة وبعدها تعدى محيطه وصار في الصف الأمامي احترامي للحرامي .. يولي تطبيق النظام أولوية واهتمام ما يقرب للحرام إلا في جنح الظلام صار في الصف الأمامي احترامي للحرامي .. يسرق بهمة دؤوبة يكدح ويملي جيوبه يعرق ويرجي المثوبة ما يخاف من العقوبة صار في الصف الأمامي احترامي للحرامي .. صار يحكي في الفضا عن نزاهة ما مضى وكيف آمن بالقضا وغير حقه ما ارتضى صار في الصف الأمامي احترامي للحرامي .. احترامي للنقوص عن قوانين ونصوص احترامي للفساد وأكل أموال العباد والجشع والازدياد والتحول في البلاد من عمومي للخصوص احترامي للصوص ..



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛

ليست هناك تعليقات: