الاثنين، 3 يونيو 2013

صناعة الإسلاموفوبيا..معاداة للإسلام ووصول مسلمين للسلطة فيديو



صناعــة الإسـلاموفوبيا


لا شك في وجود مشكلة بين الشرق أو لنقل: المشرق العربي والغرب الاستعماري. أقول الغرب الاستعماري لأميزه من الغرب غير الاستعماري، حتى لا يتولد لدى أحد أيا كان انطباع بأني معادٍ بالفطرة للغرب.
أنا درست في الغرب وعشت فيه طويلا، أطول من إقامتي في أي بلاد عربية.
لذا فإن تقويماتي في كتاباتي ترتكز إلى تجربة طويلة، مقرونة بحقائق موثقة ومثبتة. هذا الكتاب يتناول بالبحث والتوثيق حقائق، ويعود إلى التاريخ ليثبت صحة العنوان.
 *كراهية أو رُهاب الإسلام، أي: 
 الإسلاموفوبيا، أضحت صناعة متكاملة استحالت مؤسسة لأطراف في الغرب، تعود عليهم بالربح المادي والمعنوي، وتساعدهم في الوصول إلى السلطة، وإن على جثامين الأبرياء وغير الأبرياء.
 ■ زراعة الخوف 
 المؤلف يدرس المسألة تاريخيًّا ويثبت أن زرع الخوف في قلوب الأميركيين ليس مسألة جديدة وإنما ذات تاريخ طويل، غير مشرف، ولا يرتكز إلى حقائق وإنما لهدف محدد، ولذا فإن عنوان الفصل الأول:
 الوحش المقيم بيننا - تاريخ زرع الخوف في أميركا. 
 المؤلف يلاحظ أن رُهاب الإسلام، أو لنقل: الإسلاموفوبيا في الولايات المتحدة الأميركية أقوى في أيامنا هذه مما كانت عليه قبل حادثة البرجين، كما يسمي اعتداءات 11/9. بل إن استقصاءات الرأي تبين أن معاداة الإسلام والخوف من المسلمين بعد مضي شهرين على ذلك التاريخ كانت أقل بكثير مما هي عليه الآن، وهذا ليس مصادفة بل نتاج حملة منظمة. المؤلف لا يقبل الادعاء بأن أعمال الاعتداء على المواطنين والمؤسسات الأميركية في مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى أخذ موظفي السفارة الأميركية في طهران رهائن سبب ذلك الخوف الذي يغذيه اليمين الصهيوني المعادي لكل ما هو ليس صهيونيًّا.
هو يرى أن الجذور تاريخية ويرى أن أحد أهم جذورها يعثر عليه في الفكر البروتستانتي المتطرف وغاية في المحافظة، والذي يكفِّر كل من هو ليس مثله، ومن ضمنهم المسيحية الكاثوليكية والشرقية، أي الأرثوذكسية. ويثبت صحة رأيه بالإشارة إلى حوادث عديدة وقعت في الولايات المتحدة الأميركية في القرون الماضية ادعت بوجود مؤامرة عالمية عليها هدفها القضاء على المسيحية الصحيحة، أي البروتستانتية المتطرفة. ومن المعروف أن الأخيرة اتجاه أصولي، ولذا تجد أن الكاثوليك والأرثوذكس يتهمون البروتستانتية بأنها يهودية لأنها أصولية، بمعنى عودتها إلى الأصول، وهي ما يعرف في ثقافتنا باسم التوراة، أو العهد القديم. يضاف إلى ذلك أن فكرة استيطان أميركا، ودومًا وفق الكاتب، هي دينية أصولية، وقد شرح د. منير عكش الأمر في مختلف مؤلفاته عن الموضوع ومنها كتاب "أمريكا والإبادة الجنسية" الذي كتبنا أخيرًا قراءة فيه في هذا الموقع. المؤلف يذكر عدة أحداث اندلعت في الولايات المتحدة في القرون الماضية بالعلاقة مع الموضوع تشبه الهوس الجماعي، إضافة إلى مجموعة من المؤلفات التي تغذي صناعة الرُّهاب، وبالتالي الكراهية.
 ■ شبكة الخداع الفصل الثاني، شبكة الخداع: 
التحريض على الكراهية إلكترونيًّا. يخصص المؤلف هذا الفصل من مؤلفه المهم والمثير للإشارة إلى حوادث كثيرة "أبطالها" جماعات وأفراد مصابون بهوس نشر الذعر بين البشر ضد كل ما لا يعجبهم وفي مقدمة ذلك الإسلام.
لن نذكر أسماء المواقع الإلكترونية التي يعددها المؤلف التي تحرض على المسلمين وغير المسلمين، وبكلمات أخرى، على الآخر، المختلف، مستعملة التقنية والتقانة الحديثة وشبكة الإنترنت. ويعدد المؤلف العديد من الحوادث التي نشرتها جماعات زرع بذور كراهية الإسلام، والآخر المختلف، في مواقع إلكترونية، مع أن أسسها كاذبة ومختلقة تمامًا، وترتكز على الشك وما إلى ذلك. كما ينوه إلى أمر محدد هو مشروع بناء جامع في نيويورك استخدمته الجماعات المتطرفة لنشر أفكارها الرجعية المغرقة في تخلفها، وأطلقت عليه اسم جامع 911. " تقوم قنوات تلفزيونية أميركية ومنها محطة فوكس بدور بارز في التحريض على نثر بذور الفرقة والكراهية والهلع من المسلمين والآخر المختلف " التشويه الإعلامي
 ■ الفصل الثالث عنوانه التشويه الإعلامي المتعمد ونشر جنون معاداة الإسلام 
 يتناول بالبحث والتقصي استخدام الجماعات المتطرفة المحرضة على الإسلام والآخر المختلف وسائل الإعلام للتحريض على الإسلام والمسلمين ونشر الذعر بين صفوف الفئات الشعبية الساذجة. وينوه المؤلف إلى دور بارز تقوم به قنوات تلفزيونية أميركية ومنها محطة فوكس في التحريض على نثر بذور الفرقة والكراهية والهلع من المسلمين والآخر المختلف، عبر استقبالها قادة تلك التيارات والمؤسسات المصابة بهوس معاداة الآخر المختلف. لكن المؤلف في الوقت نفسه يشير إلى دور صحف يومية أميركية معروفة في نثر بذور الكراهية ورهاب المسلمين والإسلام - كل ذلك طبعا تحت بند حرية التعبير والرأي المستقل والديمقراطية! قلنا إن الحرب على الإسلام والمسلمين، والآخر المختلف، حتى لو كان مسيحيًا أميركيًا، تعكس هوسا جماعيا مصدره الأصولية الدينية البروتستانتية، وهو ما يشير إليه عنوان الفصل الرابع:
نأتي حاملين الصلبان، حرب المسيحيين اليمينيين من أجل الأبدية. 
 هذا الفصل يخصصه الكاتب للدعاة الكنسيين ليس في المجمعات الضخمة والكنائس فقط وإنما أيضًا دعاة الإنترنت، الذين يهددون المسيحيين غير المنصاعين بالهلاك والعذاب الأبدي إن لم يهبوا للدفاع عن قيم المسيحية اليمينية وتطلعها لحكم العالم، وتقديم المساعدة المالية من أجل تحقيق ذلك الهدف المسمى سماويًا. ومن الدعاة عبر الإنترنت الذين يذكرهم المؤلف بل كلر المقيم في ولاية فلوريدا، وهو بروتستانتي يميني متطرف. علاقات هذه المجموعات تتطور عبر الإنترنت والبريد الإلكتروني وتصدر كتبًا ودوريات ومجلات يصل عدد المشتركين بها إلى الملايين. هذا الداعية المهووس لا هم له سوى التعريض بالإسلام والمسلمين والتحريض على المسيحي المختلف. لكنهم في الوقت نفسه يوسعون حملاتهم على كافة الفئات الاجتماعية الأخرى وحاملي القيم الشخصية المخالفة لهم. وهذا يتجلى في نهاية المطاف في الجمع بين الدين والسياسة ويكشف حقيقة البعد السياسي السلطوي لهذه الصناعة التي تتغذي من أوهام السذج وتعتاش من أموالهم. فعلى سبيل المثال نشر أحد مهاويس نثر رهاب المسلمين والإسلام الزعم بإسلام نحو خمسة وستين ألف شخص يوميًا، ما يعني أن عدد المسلمين في العالم سيفوق الألفي مليون نسمة في عام 2050!. كما يشير المؤلف إلى الدور الأساس الذي تمارسه بعض التجمعات والأحزاب وفي مقدمتها ذاتي بارتي، الذي أنتج بدوره عددا من المنظمات والمؤسسات هدفها نشر رُهاب الإسلام والتحذير منهم والدعوة إلى تشجيع تنصيرهم .. إلخ. تحالف اليمين المؤيد لإسرائيل
 ■ وينضم إلى مختلف هذه المجموعات مؤسسات وقوى صهيونية 
 وهو ما يتعامل معه الفصل الخامس الذي منحه المؤلف عنوان: عن السياسة والتنبؤ، تحالف اليمين المؤيد لإسرائيل، ودورهم في نشر رهاب المسلمين ودعم بناء المستوطنات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ويذكر على نحو خاص مستوطنة معالي أدوميم التي بناها العدو على حقول فلسطينية خاصة.
وهذا كله متعلق بفكرة تأسيس دولة لليهود في فلسطين وتجميعهم هناك.
 وقد بينا في مؤلفاتنا أن فكرة تأسيس هذه الدولة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالفكر البروتستانتي الألفي الذي انتشر مذعورًا بعد نجاح الثورة الفرنسية ورفعها رايات الحرية والعدالة والإخاء، التي أرعبت اليمين البريطاني فأطلق هوس اقتراب موعد الألفية ونهاية العالم وعودة المسيح بين شعبه وفي أرضه، أي في فلسطين. هذا الفصل مهم لأنه يوضح الطبيعة والجذور الحقيقية للصهيونية التي لم تكن يومًا يهودية وإنما بروتستانتية أصولية.
وهذا ما يجمع رهاب الإسلام باللوبي المؤيد للصهيونية وإسرائيل ويقدم لها الدعم كبرنامج سياسي-ديني متكامل.
" يثبت المؤلف تورط واشنطن في دعم رهاب الإسلام والمسلمين؛ ويذكر اسم العديد من مؤسسات ناتجة من الكونغرس وبعض لجانه في دعم الحملة على الإسلام وعلى الآخر المختلف " الإدارات الأميركية المتعاقبة لا تنجو من بحث المؤلف حيث يثبت في الفصل السادس وعنوانه نحو واشنطن وما بعدها، تورطها في دعم رهاب الإسلام والمسلمين؛ ويذكر اسم العديد من مؤسسات ناتجة من الكونغرس وبعض لجانه في دعم الحملة على الإسلام وعلى الآخر المختلف.
كما يذكر أسماء بعض المؤسسات والشخصيات الرسمية المشاركة في الحملة عبر دعم أفلام معادية للإسلام والمسلمين وفي مقدمتها فيلما أُبسشن وثِرد جهاد الوثائقيين، المحرضين واللذين يدعيان وجود حرب ثقافية إسلامية في أميركا ضد البلاد وقيمها. لكن المؤلف يثبت عبر تقارير موثقة عن تعاون المسلمين في الولايات المتحدة الأميركية في إحباط هجمات إرهابية في البلاد وممارستهم واجبهم القانوني في البلاد. الآثار القاتلة للكراهية
 ■ الفصل السابع والأخير، عبر الأطلسي: 
 الآثار القاتلة للكراهية في أوروبا. كما يتبين من العنوان خصص المؤلف القسم الأكبر من الفصل لتفاصيل قضية المجرم النرويجي مرتكب الجريمة المروعة بحق أبناء وطنه، لنشر تداعيات خطر انتشار الإسلام في أوروبا، علمًا بأنه من عشاق دولة الاغتصاب والصهيونية. المرعب في المسألة أن معظم النرويجيين أصيبوا بالهلع من كون مرتكب الجريمة مواطنا من بلادهم، أبيض البشرة أشقر الشعر وأزرق العينين. فكراهية الإسلام والمسلمين، في عقولهم الباطنة وفي لاوعيهم، يعبر عنها اندهاشهم وبالتالي مدى تأثير الدعاية المعادية للإسلام والمسلمين في عقول الناس العاديين. ينهي المؤلف كتابه بخاتمة يلخص فيها ما وصل إليه من استنتاجات، وفي مقدمة ذلك كون رُهاب الإسلام صناعة نامية متكاملة مربحة، وذات تأثير تدميري في المجتمع الأميركي.
وهذه المجموعات ليست خرافا ضالة أو جماعات معزولة وإنما صارت متأصلة في المجتمع الأميركي، وحادث النرويج يوضح مدى تعمقها في المجتمعات الأوروبية أيضًا. برأي الكاتب الطريقة الأنجع لإنقاذ هذه المجتمعات من الميل نحو التطرف وكراهية الآخر المختلف، هو في قبولها وقبول اندماجها والاعتراف بحقها الطبيعي في أن تكون مختلفة. -الكتاب: صناعة الإسلاموفوبيا -المؤلف: ناتان لين. -عدد الصفحات: 222. -الناشر: بلوتو برس، لندن، المملكة المتحدة. -الطبعة: الأولى 2012.





ليست هناك تعليقات: