الأربعاء، 15 مايو 2013

موسكو تتمسّك بتسليم السوريين صواريخ وفرنسا «جنيف ٢» يفقد الأسد صلاحياته



موسكو «تطمئن» تل أبيب وتتمسّك بتسليم السوريين صواريخ طراز «أس 300» 
... فرنسا تعتبر مؤتمر «جنيف ٢» صعباً جداً... 
وتؤكد أنه يعني تجريد الأسد من صلاحياته


قدمت موسكو رسائل تطمين إلى الإسرائيليين بشأن صادراتها من السلاح إلى سورية، من دون أن تتراجع عن نياتها تزويد دمشق صواريخ متطورة من طراز «أس 300». وحض الرئيس فلاديمير بوتين تل أبيب على «عدم القيام بأعمال تزيد من صعوبة الموقف». وأجرى بوتين أمس جلسة محادثات في منتجع سوتشي الروسي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تركزت على الوضع في سورية ونيات موسكو استكمال تنفيذ عقود تتضمن إرسال أسلحة إلى هذا البلد. وبدأ الرئيس الروسي حديثه مؤكداً «المصلحة المشتركة» في استقرار الوضع في المنطقة، بينما أكد نتانياهو نيته مناقشة «سبل التعاون مع موسكو للوصول إلى الاستقرار المنشود». وكانت أوساط روسية وإسرائيلية أكدت قبل اللقاء أن نتانياهو يسعى إلى إقناع الجانب الروسي بضرورة تجميد تنفيذ عقود تسلح مع سورية، لكن الرجلين لم يتطرقا مباشرة في حديث مع الصحافيين في أعقاب المحادثات إلى هذه النقطة، التي بدا أنها ظلت خلافية بعدما فشل نتانياهو في التأثير على الموقف الروسي. وفي المقابل، سعت موسكو إلى تطمين الإسرائيليين إلى أن الأسلحة المسلّمة إلى دمشق تخضع لرقابة صارمة من جانب الروس. وشدد بوتين في ختام الإجتماع على ضرورة «الامتناع عن القيام بأعمال من شأنها أن تفاقم الأوضاع في سورية»، في إشارة إلى الغارات الإسرائيلية على مواقع سورية. وقال إن «السبيل الوحيد لمنع تنفيذ السيناريو السلبي (في سورية) هو الوقف الفوري للنزاع المسلح والتحول للحل السياسي.
ومن المهم في هذه المرحلة الامتناع عن القيام بأي أعمال تؤدي إلى تعقيد الوضع أكثر». وبدا أن الطرفين توصلا إلى صيغة لتعزيز التنسيق تهدف إلى ارضاء الإسرائيليين بعد فشلهم بتجميد صادرات السلاح الروسي، إذ قال بوتين: «اتفقنا على مواصلة الاتصالات بين القيادتين الروسية والإسرائيلية وستكون الأجهزة الخاصة في البلدين على اتصال وتنسيق في إطار الجهود المبذولة لحل الوضع في سورية».
وأشار بوتين إلى أنه ورئيس الوزراء الإسرائيلي يريان أن استمرار النزاع المسلح في سورية غير محمود العواقب لسورية والمنطقة. وبالتزامن مع ذلك، وجّه نائب مدير الهيئة الفيديرالية الروسية للتعاون العسكري فياتشيسلاف دزيركالن رسائل مباشرة إلى الجانب الإسرائيلي، إذ أكد أن بلاده تقوم بتفقد الأسلحة الروسية المصدّرة إلى سورية للتأكد من عدم تسليمها إلى طرف ثالث وعدم استخدامها في أغراض تتناقض مع نص الاتفاقات الموقعة مع روسيا. وأشار إلى أن لدى روسيا «إتفاقاً موقعاً مع دمشق ينظم هذه العملية وقمنا بزيارتين تفقديتين خلال الفترة الأخيرة إلى سورية بغية التأكد من صواب استخدام الأسلحة ووجودها بأيدي القوات المسلحة السورية».
وفي الاثناء، قال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن موسكو تأمل في أن يعقد المؤتمر الدولي حول سورية في أقرب وقت . قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس «إن عقد مؤتمر جنيف٢ حول سورية صعب جداً لأنه ينبغي جمع أطراف النزاع من المعارضة وبعض المقربين من النظام الذين أيديهم غير ملطخة بالدماء وهذا معقّد جداً. ثم ينبغي أن يكون هناك حل للمستقبل، أي أن تأخذ الحكومة الانتقالية كامل السلطات وهذا ما كان موجوداً في جنيف ١ ولكنه لم ينفذ. ثم ينبغي إيقاف توسّع النزاع للمناطق المجاورة لأن ما يحدث اليوم هو أن النزاع السوري إضافة إلى أنه كارثي فهو يهدد بالتحول إلى صراع دولي عالمي وهو الآن أصبح أزمة عالمية». وتابع فابيوس في حديث إذاعي: «فرنسا بوضوح تؤيد مؤتمر جنيف ٢ وتعمل بشأنه، وقد اتصل بي الوزير الأميركي جون كيري (أول من) أمس وزملاء آخرون، ونحن على اتصال معهم لذلك».
ورداً على سؤال حول ما اذا كان ينبغي أن يحضر بشار الأسد هذا المؤتمر، قال فابيوس: «لا، بكل تأكيد لا يمكن أن يحضر بشار الأسد. فنص جنيف ١ الذي هو قاعدة لجنيف ٢ يقول إنه سيكون هناك حكومة انتقالية لها كامل الصلاحيات على أن تُشكّل بالتوافق من الطرفين أي أن بشار الأسد يُجرّد من صلاحياته وتكون حكومة انشئت بتوافق الجانبين أي أن المعارضة التي تقاوم بشار لن تقبل بوجوده».
وقال: «عندما تكون هناك حكومة بكامل الصلاحيات بشار الأسد سيجرّد من سلطته. وهذا ما نتمناه ولكنه صعب جداً». وكشف عن احتمال عقد لقاءات بين الوزراء المعنيين بالشأن السوري في الأردن الأسبوع المقبل ثم لاحقاً في باريس.





ليست هناك تعليقات: