السبت، 18 مايو 2013

ومازال السؤال مطروحاً .. أنتى بتشتغلى إيه .؟؟ فيديو



ناصر حاتم: سؤال للدكتور سعد الدين ابراهيم


استفزتنى وربما استفز كثيرين مثلى تصريحات إعلامية منسوبة للدكتور سعد الدين ابراهيم مدير مركز ابن خلدون والأستاذ بالجامعة الأمريكية، يتحدث فيها عن أن السلفيين طلبوا منه الوساطة لدى الأمريكان لتولى الحكم بدلاً من الإخوان المسلمين باعتبارهم المنافس القوى لهم وأنهم أرادوا إرسال تطمينات للأمريكان لنيل الرضا وإعطاء الإشارة الخضراء للقفز على السلطة وانتزاعها من حلفاء الأمس وخصوم اليوم.
 فى الواقع أن دور سعد الدين ابراهيم خلال أكثر من 35 عاماً فى السياسة المصرية والتاريخ يضع علامات استفهام كثيرة حول طبيعة الدور الذى يقوم به الرجل، والذى لم يتوانى عن الاعتراف به شخصياً فى أكثر من مناسبة وأكثر من موضوع، باختصار الرجل يلعب دور مخلصاتى أو مطيباتى أو مسهلاتى لمن يظن أنهم من وجهة نظره بالطبع ووجهة نظر أصدقائه وأحبائه فى البيت الأبيض والمؤسسات الأخرى الفاعلة فى واشنطن وما أكثرها من بنتاجون و"سى آى إيه" وغيرها من مراكز صنع القرار، وهى وظيفة يعاقب عليها القانون فى أى دولة تحترم نفسها باعتبار أنها قضية تتعلق بالأمن القومى وأن ما يفعله أخونا الدكتور سعد ابراهيم وهو فى هذه السن الحرجة وقد بلغ من العمر أرذله يحول من مهنة أو وظيفة العميل العلنى الى وظيفة مرموقة يشار إليها بالبنان وربما نتوقع والحالة هذه أن يعلن عنها فى الصحف الرسمية وتقام من أجلها مسابقات التوظيف وتتدخل فيها شروط الكفاءة للمنصب وربما الوساطة والمحسوبية!.
فى عام 1981 وقبيل اغتيال الرئيس أنور السادات بأسبوع واحد كانت السيدة جيهان السادات تجلس مع الدكتور سعد الدين إبراهيم فى القصر الجمهورى لتتعرف على وجهة نظره فى اعتقالات 5 سبتمبر الشهيرة التى قام بها السادات وما صاحبها من إغلاق لصحف وقرارات أخرى اتخذها الرجل فى توقيت ما وفى أجواء محددة لكنها وعلى أية حال عجلت بنهايته المأساوية بعد أقل من شهر واحد على تلك القرارات فى حادث المنصة الشهير.
 تقول السيدة جيهان أن سعد الدين إبراهيم نصحها حينها بسرعة إحداث انفراجة سياسية والإفراج عن المعتقلين باعتباره حلاً سريعاً للأزمة المتفاقمة حينها، لكن يبدو أن الرئيس السادات لم يلقى بالاً لنصائح الدكتور سعد ابراهيم وكان ما كان من أحداث مأساوية.
المثير أن السيدة جيهان تبنت ولو لبعض الوقت عقب اغتيال السادات نظرية مؤداها أن الأمريكان تخلصوا من السادات لأسباب كثيرة يتسع المقام لذكرها، لكن حتى دوائر صنع القرار فى أمريكا وقتها تحدثت عن نظرية المؤامرة الأمريكية فى اغتيال السادات باعتباره تحول لكارت محروق لا جدوى منه، وهنا يثور السؤال: هل كان لسعد الدين ابراهيم دخل بتداعيات المشهد السياسى وقتها نهاية بترتيبات ما بعد السادات؟..
 الله أعلم. ومنذ عدة سنوات وتحديدا فى عام 2007 عقب إلقاء القبض من قبل نظام مبارك على الدكتور سعد الدين إبراهيم بتهمة الاضرار بالأمن القومى وحبسه نتيجة لذلك لعب الرجل نفس الدور ـ المخلصاتى أو المتعهد أو سمه ما شئت ـ والدور هذه المرة كان لصالح جماعة الإخوان ورتب لهم حسب كلامه هو العديد من المقابلات مع مراكز صنع القرار فى واشنطن، بل أنه أقنع أحبائه الأمريكان بأن الإخوان جماعة مش كخة ولا وحشة على العكس مما يروج نظام مبارك وأجهزته الإعلامية والأمنية وقتها، حتى أن مذيعة إحدى القنوات سألته منذ عدة أسابيع: والعمل يا دكتور سعد.. فقال الرجل بثقة يحسد عليها: ما تقلقيش زى ما شبكت المصريين فى الإخوان هاعرف أخلصهم منهم!.
 الخلاصة إذن أن الكثيرين من القوى التى تدعى الليبرالية وجميع القوى التى تتبنى الاسلام السياسى يعتبرون أن الحج إلى واشنطن هو وسيلة العبور الوحيدة وجواز السفر للوصول للحكم مهما صدعتنا بخطاب يحاول اقناع البسطاء من الناس بالعكس. 
هل ينجح الدكتور سعد ابراهيم هذه المرة فى خلع الإخوان من الحكم وتقديم البديل؟ أم أن الحقيقة الغائبة عن الدكتور سعد نفسه أنه إذا حضر الماء بطل التيمم وأنه عندما يحضر الأصيل - الإخوان - يتقلص إن لم ينعدم تماماً دور الوكيل - الدكتور سعد. 
 ومازال السؤال مطروحاً بقوة لمدير مركز ابن خلدون: أنتى بتشتغلى إيه ....؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



الا خمســة




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: