الأربعاء، 15 مايو 2013

أكراد العراق تأريخاً ومعاناتهم لإسترداد هويتهم الوطنية..فيديو



درامــا عراقيـــة تفتح الجُــرح الكـــردي


أكراد العراق هم جزء مكمل للأمة الكردية التي تقطن في أرض كردستان الممتدة من لورستان إيران علما ان منذ بدء التاريخ لان لم يؤسسوا دولتهم الخاصه حيث يتوزعون جنوبا إلى اورمية شرقا ومن ثم إلى سيواس غربا داخل الحدود الرسمية لتركيا الحالية مرورا بشمال العراق وشمال شرق سوريا. 
ان الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للكرد في الجزء العراقي هو الأفضل مقارنة لوضع الكرد في الجهات الاربع بفضل الدعم الامريكي والاسرائيلي والعلاقات الجيده خصوصا بعد تسهيل عمليه اسقاط صدام العدو المشترك لهم .. وهذا يعود بالطبع إلى ان العراق قد تأسس اصلا من التحام الجزء الجنوبي من كردستان المنفصل حديثا من الهيمنة العثمانية الايلة للسقوط، بالدولة الجديدة المسماة العراق التي شكلها الإنكليز بعد سايكس بيكو حيث ان الحاق الكرد بالعراق الجديد حافظ على التوازن المذهبي وشكل حجر اساس لعراق قوي قادر على الديمومة.
 ورغم أن العلاقة بين المركز في العراق والكرد قد مرت بحقب من الخلافات العميقة ادت إلى نشوب حروب طاحنة شرخت العلاقة المتينة التي تربط المكون الكردي مع بقية مكونات العراق .. الا انه يبدو أن الكرد يفضلون البقاء ضمن العراق الديمقراطي الفدرالي ويعارضون فكرة الانفصال التي يحاول الشوفينية المتسلطة والابواق الدعائية الصاقها بهم. وفي مقابلة مع الزعيم الكردي جلال طالباني أجراه تلفزيون هيئة الأذاعة البريطانية يوم 8 ابريل 2006 صرح طالباني إن فكرة انفصال أكراد العراق عن جمهورية العراق أمر غير وارد وغير عملي لكون أكراد العراق محاطين بدول ذات أقليات كردية لم تحسم فيها القضية الكردية بعد، وإذا ماقررت هذه الدول غلق حدودها فإن ذلك الإجراء يكون كفيلا بإسقاط الكيان المنفصل من العراق.
تم استعمال القضية الكردية في العراق كورقة ضغط سياسية من الدول المجاورة فكان الدعم وقطع الدعم للحركات الكردية تعتمد على العلاقات السياسية بين بغداد ودمشق وطهران وأنقرة وكان الزعماء الأكراد يدركون هذه الحقيقة وهناك مقولة مشهورة للزعيم الكردي مصطفى بارزاني مفاده "ليس للأكراد أصدقاء حقيقيون ...
**استكمل المخرج علي أبوسيف تصوير المسلسل الملحمي «رباب» لحساب قناة «العراقية» التي تستعد لإنتاج مجموعة من الأعمال الدرامية لرمضان. 
ويتناول المسلسل الذي صوّر في السليمانية شمال العراق، معاناة الكرد أيام نظام صدام، والتي وصلت الى حد طمس هويتهم الوطنية ومصادرة حقوقهم التي ما زالوا حتى هذه اللحظة يناضلون من اجل استردادها ولكن من دون جدوى. 
 ويرى المخرج علي أبو سيف أن هذا العمل الذي يغوص في ذكريات وأحداث ما زالت ساخنة، «يعرّف الأجيال الشابة بمعاناة هذه الفئة، وربما هو تذكير للدولة بالنظر الى هؤلاء كونهم من أكثر فئات المجتمع العراقي اضطهاداً، ولم يأخذوا حقوقهم حتى الآن». عن دورها في المسلسل، تقول النجمة آسيا كمال التي تجسد شخصية «رباب»: «هذه الشخصية هي من أهم الشخصيات التي أديتها طوال مسيرتي الفنية لما تنطوي عليه من أبعاد فنية ودرامية ومعاناة حقيقية أتاحت لي الفرصة لتقديم أفضل ما لدي من إمكانات وقدرات».
 وتضيف: «تعايشت مع هذه الشخصية وتماهيت معها الى أبعد حدود.
فعلى رغم أن العمل انتهى، ما زالت أعيش مع «رباب» وتأثيرها النفسي لا يزال يسيطر عليّ حتى هذه اللحظة. ولا أخفي أنني بذلت مجهوداً كبيراً لتجسيدها والتعبير عنها في شكل دقيق وصادق، لا سيما أن الكاتب باسل الشبيب صاغها في شكل ممتاز وصولاً الى أدق التفاصيل». وكان الشبيب حقق نجاحات كبيرة في الدراما العراقية منذ 2003، آخرها مسلسل «أعماق الأزقة» بجزئه الاول «باب الشيخ» الذي أخرجه الفنان الاردني أيمن ناصر الدين وأنتجته شركة «فنون الشرق الاوسط» لحساب قناة «العراقية» التي عرضته خلال شهر رمضان الماضي وحقق نجاحاً كبيراً وغير مسبوق على صعيد الدراما العراقية..




 ... الاكـــراد في العـــراق ...



 ... أصـــل الكـــورد ...
 الكورد شعب من الشعوب الآرية ينتمي في أصله إلى أمة من الأمم العريقة، في منطقة الشرق الأوسط ، وهم أحفاد الميديين. وأصل تسميتهم بـ "كورد"، مختلف فيه، فهناك نظريتان: الأولى: ترجع كلمة كورد إلى كلمة كوتو (kutu)، التي تربط الكورد بشعب كوتو (kutu)، وهو من الأقوام التي عاشت في مملكة جوتيام (Gutium)، الواقعة على الضفة الشرقية لنهر دجلة وبين نهر الزاب ونهر ديالي ويرى بعض الباحثين أن كلمة كوتو مأخوذة من الكلمة الأشورية Kurtu، وقد تطورت إلى شكلها الحالي، بانصهار حرف الراء (R) بعد الواو القصيرة (U)، أي أن كورتو أصبحت جوتو Gutuومثل هذا الانصهار، هو قاعدة لغوية، في أغلب اللغات الآرية. وأما النظرية الثانية: فترجع التسمية إلى كلمة كيرتي Kyrtii أو سيرتي Cyrtii فتربط الكورد بالكيرتي، وهم قوم كانوا يعيشون، أصلاً، في المنطقة الجبلية في غرب بحيرة وان ثم انتشروا انتشاراً واسعاً في بلاد إيران وميديا، وبقية المناطق التي يقطن فيها الكورد، اليوم ويعتقد الباحثون أن كلمة كيرتي قد تطورت إلى كلمة كورتو Qurtu أو كاردو Kurrdu أولاً، ومن ثَم، إلى كلمة كورت Kurt، ثم إلى كاردوخي Kardouchi التي ذكرها، للمرة الأولى، القائد اليوناني زنفون (Xenephon). ومن الباحثين من أرجع كلمة كورد إلى أصل فارسي، ويقصد بها إحدى صفاتهم، البسالة والشجاعة. وينقسم الكورد إلى أربعة مجموعات رئيسية، هم: الكُرمانج والكوران (الجوران) واللور والكلهور..
... رقص كــــــــردي ... 




... صــدام حسين مع الاكـــراد ...



أكراد العراق تأريخاً ولغات شمال العراق مع المحافظات الكردية الثلاثة:
... أربيل، دهوك، السليمانية ...
 سكان هذه المحافظات الثلاث يشكلون حوالي 15% من سكان العراق، حسب الاحصاءات الرسمية.

هذه المحافظات تضم مجموعات عديدة غير ناطقة بالكردية، وخصوصاً من التركمان والسريان علماً بأن هناك الكثير من الاكراد يقطنون مع باقي اخوتهم العراقيين في الموصل وكركوك وديالى وبغداد، وباقي مناطق العراق.
 ان الدارس لأحوال الاكراد يكتشف ان ما يسمى بـ (اللهجات الكردية) هي بالحقيقة (لغات كردية)، لأن الفوارق بينها بمستوى الفوارق بين أية لغات مختلفة.
جميعها تعود الى (مجموعة اللغات الايرانية) التابعة بدورها الى مجموعة أكبر، هي (مجموعة اللغات الهندو ـ اوربية)، التي تضم عدة مجموعات من لغات آسيا واوربا، مثل المجموعات السلافية واللاتينية والهندية والجرمانية، وغيرها. 
وهي مجموعة لغوية كبرى مثل باقي المجاميع اللغوية، تجتمع بقواسم مشتركة من مفردات وتكوينات قواعدية معينة، لكن الشعوب الناطقة بها ليست بالضرورة بينها أية قرابات عرقية أو دموية. 
فليست هنالك أية علاقة قرابة عرقية بين الهندي الاسود والسويدي الاشقر. 
ان الكردي العراقي، قاطن في جبال زاغاروس قبل آلاف السنين من تبنيه هذه اللغات الآرية (الهندو اوربية) التي وصلت اليه بعد سيطرة بعض القبائل الآرية النازحة من وسط آسيا وايران.
 .. أصــل الاكـــراد ..
لقد اختلف المؤرخون حول أصل الأكراد وطرحت عدة نظريات وافتراضات متنوعة: قبائل آرية نزحت إلى الجبال من إيران منذ القدم واختلطت بالقبائل الجبلية الأصلية. أو قبائل سامية وسومرية رافدية نزحت إلى الجبال واختلطت بالقبائل الأصلية ثم خضعت للقبائل الآرية. أو قبائل جبلية أصيلة تبنت اللغة الآرية الإيرانية.

;

الحقيقة المعقولة التي يمكن استخلاصها من جميع الفرضيات المتداولة، أن الأكراد هم أولاً من سكان جبال زاكاروس (الفاصلة بين العراق وايران) الاصليين. 
لقد تعرضت الاقوام الكردية الاصلية خلال حقب التاريخ لهجرة القبائل الآرية القادمة من الشرق حيث الهضبة الإيرانية، وكذلك القبائل السامية النازحة من الغرب حيث وادي الرافدين. يبدو أن العنصر الآري بسبب طبيعته الجبلية وامتلاكه قوة عسكرية وحضارية مكنته أكثر من غيره بفرض لغته بحيث اعتبرت اللغات الكردية لغات آرية إيرانية. 
هناك الأسطورة التي ذكرها المؤرخ العراقي العباسي (المسعودي) والتي تقول بأن أصل الأكراد يعود إلى القبائل الإيرانية التي التجأت إلى الجبال هرباً من اضطهاد الملك الإيراني (الضحاك)!.


ولكن هذه الاقوام الكردية تحمل أيضاً في طياتها الكثير الكثير من التأثيرات السكانية والثقافية العراقية، سومرية وسامية وعربية وما اختلاف اللغات الاّ نتيجة اختلاف الاصول. إن البحوث التي أجراها علماء الأجناس على الأكراد أثبت هذه الحقيقة، ولوحظ خصوصاً أن الأكراد في غرب زاغاروس أي في المناطق المحاذية لوادي النهرين قريبين عرقياً وثقافياً إلى سكان شمال النهرين. 
 .(راجع الموسوعة الإسلامية – العراق، كردستان). 
إن الأساطير المتداولة لدى الأكراد تعبّر عن هذه الحقيقة. 
هناك الأساطير الشعبية الكردية التي يتداولها خصوصاً أكراد العراق والجزيرة والتي تذكر أن جدَّهم أصله من (بني ربيعة أو بني مضر) وقد هرب بحبيبته إلى الجبال ثم (كرَّدها) أي تزوجها فأصبح أبناؤهم أكراداً، علماً أن فعل (كرد) وهمي ولا يوجد بالعربية، لكن هناك من يعتقد أن تسمية (كرد) متأتية من السومرية بمعنى (جبلي)!.
 إن هذه الأسطورة تعبر عن ذكريات قديمة تعود إلى القبائل السامية ثم العربية التي قطنت وذابت في الأكراد، ومنهم قبائل ربيعة ومضر التي كانت تسيطر على الجزيرة بجوار الأكراد.
 لازالت حتى الآن حالة التمازج هذه واضحة في العراق، لدى بعض القبائل العربية المجاورة للقبائل الكردية مثل بعض أقسام من بني ربيعة والقيسيين والجبور وتميم والبيات، حيث تسود بينهم اللغتان العربية والكردية وأحياناً التركمانية كذلك، بالإضافة إلى الانتماء والتزاوج العرقي المشترك.
وبالعكس هناك قبائل كردية معروفة تعتقد بأصولها العربية القديمة مثل قبائل الجاف وبابان والحفيد والطالباني وغيرهم. 
ويذكر الرحالة الأوربي (هاي) الذي زار المنطقة في أوائل هذا القرن: (يفخر كل زعيم كردي تقريباً بأنه ينحدر من أصل عربي، ويحاول إرجاع نسبه إلى النبي أو أحد صحابته) (عن عزيز الحاج - القضية الكردية – ص84) وتبدو هذه الحالة بدرجة أكبر بين (الفيلية) في (خانقين وديالى والكوت) الممتزجين باللور والعرب، اللذين هم في ثقافتهم وتكوينهم العرقي أقرب الى العرب منهم الى الاكراد، رغم انهم يحملون اسماً كردياً ويتكلمون بلغة (فيلية) قريبة الى اللغات الكردية.
 هناك مثل آخر على التمازج السرياني العربي - الكردي يتمثل بطائفة اليزيدية المتنوعة الثقافة والاصول.

من النماذج التاريخيـة المعروفــة التي تعبّـر عن هذا التمــازج
.. هــو (صـلاح الدين الأيوبـي) ..
الذي تمكن بأصله العراقي الكردي أن يكون سلالة عربية كردية
 ... حكمت الشــام ومصـــر ... 
هل هي صدفة أن أول صحيفة كردية بأسم (كردستان)
 قـد صدرت في القــاهرة عــام 1898 .
أما بالنسبة للتأثير الثقافي فيكفي ملاحظة اللغات الكردية وماتحمله من خزين من المفردات السومرية والسامية والاكدية والسريانية والعربية، وما انتشار الابجدية العربية بين الاكراد الاّ دليل على ذلك. 
الفوارق بين الاقوام الكردية ان الناظر بعمق الى الفروق اللغوية والثقافية وحتى الشكلية بين الاقوام الكردية يكتشف انهم يستحقون تعبير(أقوام أو قوميات أو أعراق أو جماعات كردية)، فهناك عدة فوارق أساسية تحتم هذه التسمية :
● - فروق لغوية، تتمثل بوجود أربعة لغات مختلفة رغم تقاربها بدرجات متنوعة. كما بيناها أعلاه.
●- الفروق المذهبية، صحيح ان جميع الاقوام الكردية تعتنق الدين الاسلامي، مع وجود أقلية مهمة بين اليزيدية من يتكلم الكردية، لكن الاكراد عموماً مسلمون ويتوزعون على عدة مذاهب مختلفة ومتنافسة في كثير من الاحيان. 
في العراق تسود الطريقة القادرية بين السورانيين حيث تتزعمها عائلة الطالباني، وتسود بين البهدانيين الطريقة النقشبندية حيث تتزعمها عائلة البرزاني. 
أما المذهب الشيعي الاثنى عشري فيسود بين الفيلية اكراد خانقين وبعض ايران. أما بين أكراد تركيا فَمَعَ المذهب السني هنالك المذهب الشيعي العلوي، والزعيم الكردي التركي المعروف عبد الله اوجلان من أصل علوي.
 ● - الفروق السياسية الوطنية:
كما ذكرنا فأن عدم وجود عامل جغرافي مركزي جامع منع من توحد الاقوام الكردية بدولة واحدة. لهذا طيلة التاريخ ظلت المناطق الكردية متوزعة على انتماءات سياسية مختلفة ومتنافسة. هنالك التبعية المباشرة للعاصمة السياسية القريبة مثلما هو حال المنطقة الكردية العراقية حيث ظلت مرتبطة سياسياً وحضارياً بالعاصمة العراقية مثل باقي المناطق العراقية، منذ بابل وآشور حتى بغداد العباسية وصولاً الى الدولة العثمانية وحتى العصر الحديث.
ونفس الشيء يقال عن باقي المناطق الكردية في ايران والاناضول.
وفي بعض الفترات التاريخية تتشكل في بعض المناطق امارات تابعة لأحدى القوى الكبرى لتقوم بدور الحماية الحدودية ضد القوى المنافسة، كما كان حال المنافسة بين الامارتين (البابانية) التابعة للعثمانيين والامارة (الراوندوزية) التابعة للايرانيين.
في العصر الحالي وبعد تشكل الدول المركزية الحديثة في تركيا والعراق وايران تعمقت هذه الفروق السياسية الحضارية بين الاقوام الكردية من جميع النواحي الثقافية والاقتصادية والسياسية.
فأكراد ايران لا تتشابه ثقافتهم ولا ظروفهم الاقتصادية ولا مصالحهم السياسية مع أكراد العراق وأكراد تركيا. لنا على هذا مثال حي قريب، عندما تشكلت الامارتان الكرديتان في شمال العراق بعد حرب الخليج بزعامة كل من الطالباني والبرزاني، رغم كل دعاويهم القومية التوحيدية، فإنهما أولاً فشلا بالتوحد بينهما بسبب الفروق العديدة بين المنطقتين السورانية القادرية المحاذية لأيران والبهدنانية النقشبندية المحاذية لتركيا. بل الاهم من ذلك انهما اضطرا أن يشاركا الجيش التركي في حربه الشعواء ضد القوة الكردية في تركيا.
من كل هذا يصح القول ان هنالك (أقواماً) وليس (قومية أو عرق) كردي: القومية السورانية في العراق وايران، والقوميتان البهدنانية والكرمانجية في العراق وتركيا، القومية الزازائية في تركيا، والقومية الفيلية في العراق وايران .. نعم انها (قوميات كردية) مثلما يحق لنا الحديث عن (قوميات عربية: قومية عربية عراقية، وقومية عربية سورية..الخ) رغم انها تتكلم بلغة عربية واحدة، لكنها مختلفة اللهجات والتواريخ والانتماءات الثقافية والسياسية.. نفس الشيء يقال عن الاقوام التركستانية..
 ■ المؤثرات الجغرافية التاريخية في الثقافة الكردية قبل أن يساء فهمنا ويفسَّر كلامنا بمعنى عنصري ينفي روح الابداع والحضارة عن الاكراد، نطرح المقدمة التالية :
 على مر تاريخ العراق، كما في باقي منطقة الشرق الاوسط ، ثمة الكثير الكثير من العناصر والجماعات من أصول كردية قد ساهمت بصنع الحضارة العراقية، وعموم المنطقة. بل نقول بعلمية وقناعة بأنه من المعقول جداً إن سكان الجبال الكردية المطلة على بلاد النهرين على مر التاريخ، ظلوا ينحدرون بهجرات جماعية وفردية نحو سهول النهرين ويذوبون بسكان النهرين ليشكلوا جزءاً حيوياً من التكوين العرقي للسومريين والاكديين والآراميين والعرب.
اذن نحن لا ننفي أبداً روح الابداع والمشاركة الحضارية للاكراد كبشر، بل نقول بصورة علمية بأن مناطقهم الجبلية الاصلية منعت دائما من تكوين مراكز حضارية وسياسة جامعة، على العكس تماماً من سهول النهرين (كذلك سهول وهضاب ايران والاناضول والشام) التي كانت طبيعتها المفتوحة تسمح دائماً بتكوين مثل هذه المراكز الحضارية والسياسية الكبرى، كما تشهد بذلك أكثر من خمسة آلاف عام من تاريخ العراق. 
ان انعدام امكانية وجود مراكز حضارية كردية هو السبب الحقيقي الذي أعاق دائماً قيام أية وحدة سياسية أو ثقافية أو لغوية كردية، أي قيام دولة جامعة وشاملة للناطقين باللغات الكردية. من المعلوم ان الوطن الاصلي والحقيقي للاقوام الكردية هي سلسة جبال زاغاروس الفاصلة بين العراق وايران والمتصلة بجبال طوروس والقفقاس. 
 ان الاقوام الكردية هي بحق جماعات جبلية وهذا سر توحدها حول هذا الاسم (كردو) والذي يعتقد انه يعني باللغة السومرية (سكان الجبال). 
لكن هذه الجبال التي خلقت نوعاً من التشابه الثقافي والتقاليدي والمشاعري بين هذه الجماعات المختلفة، الاّ أنها أيضاً شكلت مانعاً كبيراً أمام امكانية توحدها بشعب واحد ولغة واحدة ودولة واحدة.
 ان الجبال الكردية لسوء الحظ لم تمتلك لاهضبة جامعة ولا وادي نهري أساسي يمكن حولهما أن تنصهر الاقوام الكردية المختلفة وتتوحد وتشكل دولتها المتميزة. لهذا فأن هذه الجماعات رغم كل تشابهاتها الثقافية الجبلية إلاّ أنها طيلة التاريخ لم تنجح ولا مرة واحدة أن تتوحد وأن تكون دولة مركزية جامعة، بل هي في أقصى الاحوال شكَّلت امارات محلية متنافسة وتابعة للقوى الكبرى المحيطة، ولنا مثال حالي يتمثل بسلطتي (الطالباني والبرزاني) المتنافستين. أما العامل الجغرافي الثاني فأنه يتمثل بكون الجبال الكردية مغلقة وممراتها ضيقة ومحدودة لم تسمح بمرور التجار والغزاة المغامرين واختلاطهم واستقرارهم مع السكان، وهذا ما منع من تشكل أي مركز حضاري تاريخي معروف في المناطق الكردية، رغم وجود الحضارات الكبرى المحيطة، العراقية والايرانية والاناضولية. طبعاً هذا لم يمنع من الهجرة الدائمة للاكراد أفراداً وجماعات الى هذه المراكز الحضارية المحيطة ولعبهم دوراً حضارياً كبيراً. 
يكفي القول بأنه في التاريخ العراقي منذ القدم وحتى الآن هنالك ما لا يحصى من العناصر الكردية التي لعبت أدواراً متميزة في الابداع الحضاري في كل جوانبه. 
ان هذا الانغلاق الجبلي منح الاكراد هذه القدرة المتميزة على الصبر على مصاعب الحياة والاصرار على رفض الخنوع للغزاة والنزاهة والصدق في السلوك الانساني بالاضافة الى القدرات الحربية والجهادية التي جعلت وعلى مدى التاريخ القوى الكبرى المحيطة تستعين بالمحاربين والاغوات الاكراد لدعم جيوشها.
 ■ عقدة الحضارة والتاريخ ان العزلة الجبلية وافتقاد المراكز الحضارية المركزية أخّرَ كثيراً عملية تكوين ميراث ثقافي مكتوب، فان التاريخ الثقافي الكردي هو أساساً تاريخ شفاهي مثل غالبية شعوب الارض. فمن المعروف ان الشعوب التي تمتلك تاريخاً ثقافياً مكتوباً قديماً تعتبر أقلية في العالم.

ان مصر والعراق هما أقدم حضارتين مكتوبتين وبعدهما تأتي
 الحضارات الشامية والصينية واليونانية والهندية.
أما حضارات شعوب أوربا فمعظمها لم تبدأ بتدوين ثقافتها
 إلاّ منذ بضعــة قــرون أو حتى قرن وبالذات شعوب شمـال اوربــا.
ولنا أيضاً مثال منطقة نجد والحجاز، فأن العزلة الصحراوية جعلت من الصعوبة الاتصال مع الخارج الحضاري وبالتالي عدم امكانية تشكيل مركز حضاري مهم. 
قبل الاسلام كانت هنالك حضارة شفاهية شعرية، ثم بعد الاسلام اتجه الاستقرار الحضاري العربي الاسلامي نحو مراكز الحضارة التاريخية في العراق والشام ومصر.
 بالنسبة للاقوام الكردية فأن هنالك ميراثاً شعرياً شعبياً مكتوباً بخط عربي وباللغة الكرمنجية يعود أقدمه الى القرن الحادي عشر ميلادي للشاعر علي الحريري والجزيري وغيره فيما بعد. 
أما التدوين الفعلي النثري باللغات الكردية فانه قد بدأ في مطلع القرن العشرين، حيث قام توفيق وهبي في العراق بتطويع الابجدية العربية لتناسب اللغات السورانية والبهدنانية، ثم قام الاخوان بدر خان في سوريا بتطويع الابجدية اللاتينية التركية لتناسب اللغة الكرمانجية تشبهاً بالخطوة التركية. 
لكن للأسف هنالك عقدة لدى أصحاب الاتجاه القومي الكردي بخصوص تاريخ الاكراد، إذ تراهم يصّرون على (انتحال) تواريخ الشعوب المجاورة: الحضارة الميدية الايرانية والحضارة العيلامية الاحوازية بل حتى الحضارة الآشورية العراقية إذ يحاول أتباع حزب العمال الكردي التركي اعتبارها حضارة كردية!! في الاعوام الاخيرة ثمة (حملات غزو) عابثة وهائجة في كل صوب وناحية يقوم بها بعض المثقفين القوميين الاكراد من اجل الاستيلاء على حضارات شعوب الشرق الاوسط. 
بحيث يصح القول، انه ليس هنالك شعب واحد في الكرة الارضية يدَّعي بامتلاك مثل هذا التاريخ والدول والحضارات: السومرية، والميدية، والبارثية، والحورية، والميتانية، والفارسية.. بالاضافة الى غالبية الدوليات والامارات الاسلامية التي قامت في الشرق الاوسط بعد انتشار الاسلام، مثل الصفارية والسامانية والايوبية والاتابكية والمروانية، وغيرها.. يبدو انهم يريدون تحقيق (حلم كردستان الكبرى) على صعيد الماضي الحضاري بعد أن فقدوا الامل بتحقيقه على صعيد الحاضر! 
علما بأن جميع الحضارات التي يدَّعي الاكراد إنها تابعة لهم، تقع تاريخياً وجغرافياً خارج مناطق سكن الاكراد. 
فمثلاً، ان الدولة الميدية الايرانية التي يدَّعي الاكراد إنها دولتهم الاولى، فأن مركزها مدينة (همدان ـ اكبتان)، ليس فيها حالياً غير أقلية تتكلم بلهجة يمكن احتسابها على الكردية، والغالبية الساحقة من السكان يتكلمون لغات ايرانية وتركية. وليس هنالك أي أثر أو حتى كلمة واحدة في كل تراث الميديين ما يشير ولو من بعيد الى أية علاقة بالاكراد! ولكن دعاة (كردستان الكبرى) يحتسبون هذه المنطقة ضمن امبراطوريتهم الكردية المفترضة، وبالتالي فأن تاريخها وحضارتها القديمة لا بد أن يتم تكريدهما بصورة لا جدال فيها! بل بلغت السذاجة القومية ببعض المثقفين الاكراد الى اعتبار الحضارة العراقية السومرية (كردية) بافتراض أن أصل السومريين أكراداً !؟
 أما الحضارة العيلامية الاحوازية التي كانت تابعة حضارياً الى الحضارة العراقية السومرية، فأنه يكفي وجود عشائر لورية مستعربة في الاحواز، أن يسمح للقوميين الاكراد بأعتبار القسم الأكبر من الاحواز جزءاً من حلم كردستان الكبرى، وبالتالي فان حضارتها القديمة لا بد أن تكون كردية!؟
كل هذا لأنهم لا يمتلكون تواضع الحقيقة العلمية التي تقول بأن هنالك أقلية من شعوب العالم تمتلك ميراثاً حضارياً مكتوباً (مثل مصر والعراق والشام والصين والهند واليونان وايران والرومان)، وان معظم شعوب الارض تمتلك تاريخاً حضارياً شفاهياً، بما فيها غالبية شعوب اوروبا، فلم لا الاكراد؟! فهذه فرنسا، رغم هيبتها ودورها الحضاري المعاصر فأنها لا يمكن أن تنكر إن أقدم ميراث حضاري كتابي لها يعود الى القرن العاشر الميلادي، هو عبارة عن نتاجات حكائية وشعرية شعبية.
أما قبل ذلك فليس هنالك غير تاريخ أسلافهم الغاليين الذين لم يعرفوا الكتابة وكانوا يعيشون في ظل الرومان وحضارتهم اللاتينية. 
نفس الحال بالنسبة للأنجليز والالمان والروس وغالبية شعوب اوربا وباقي العالم. 
يبقى أن نؤكد الحقيقة التالية: إننا أبداً لانستهين بدور الاكراد في صنع حضارات المنطقة، ولكن ليس كأكراد بل كمواطنين من أبناء شعوب المنطقة.
فمثلاً، إن السلالة الكاشية التي قادت بابل لحوالي أربعة قرون. ومن المعروف إن أصل هذه السلالة من جبال زاغاروس، يعني من أسلاف الاكراد. 
ولكن هل يحق لنا الحديث عن (الدولة والحضارة الكردية البابلية)؟ فهم أولاً لم يحوّلوا بابل الى كردية، بل حتى هم كسلالة تبنّوا تماماً الحضارة البابلية (ديناً ولغة وثقافة)، ولم يحتفظوا من أصلهم سوى بأسمائهم! نفس الحال ينطبق على دور القائد المعروف (صلاح الدين الايوبي) ودولته (الايوبية)، الذي يصر القوميين على تكريده واعتبار دولته (كردية). 
لمجرد إن أصله كردي، رغم إن السلالة والدولة التي أقامها ليس فيها أي أثر كردي، بل كانت عربية اسلامية سورية مصرية مئة بالمئة. 
فلو يحق لنا احتساب الدول والحضارات حسب أصل قادتها، فمعنى هذا إنه يحق لنا أن نعتبر الدولة الاسلامية الايرانية دولة عربية بما أن الامام الخميني ومعظم قادتها من أصول عربية علوية (سادة)! ثم هل يحق لنا اعتبار إدارتي البرزاني والطلباني، عربيتين، بناءً على ادعاء هاتين العائلتين بإنهما من أصول عربية قريشية (من الشرفاء)!
لقد بلغ الهيجان العنصري التكريدي حداً عجيباً في الاعوام الاخيرة، بحيث راح هؤلاء يفتشون عن أصل (الجد الخامس) لبعض أعلام مصر المعروفين من أجل احتسابهم على القومية الكردية. فأن مبدعين كبار مثل (جميل صدقي الزهاوي) و(بلند الحيدري) وغيرهم الكثيرين، هل يسمح لنا الضمير بالتعامل معهم بالمفهوم العرقي القومي العنصري واحتسابهم على (كردستان الكبرى)، أم التعامل معهما كمبدعين عراقيين من أصول كردية، مثل باقي إخوتهم اللذين من أصول عربية وتركمانية وسريانية وصابئية وفيلية ويزيدية وشبكية وأرمنية، وغيرها. وهذا هو الاسلوب العقلاني المعمول به في كل أمم العالم. 
لو أن الباحثين العرب تبنّوا هذا الاسلوب التكريدي العنصري المتطرف، لوجدوا مثلاً إن ربع أعلام ومبدعي اسبانيا الحالية يحملون أسماء عربية ويعترفون بأن أسلافهم من أصول عربية اعتنقوا المسيحية بعد سقوط الاندلس: ((مثال، أكبر مخرجي السينما الاسبانية الحاليين - ثاورا - و - المظفر- )). 
وكنّا أيضاً احتسبنا الفلكي الايطالي الشهير(غاليلوغاليلي) على العلماء العرب، باعتبار لقبه (غاليلي) يعني (الجليلي) أي من منطقة الجليل في فلسطين. وهكذا دواليك.. إن الطروحات المتطرفة والعنصرية القومية الكردية تقليد مضَّخم جداً لبعض الطروحات العروبية البعثية التي تصّر على (تعريب) كل حضارات العراق وسوريا واعتبار كل الشعوب الناطقة بالسامية وحضاراتها (عربية) أو(جزيرية) حسب مؤرخي البعث! على النخب الكردية أن تتحلى بالتواضع القومي والواقعية وتجنب المزايدات التاريخية والثقافية التي تؤدي الى المزايدات السياسية. 
عليها أن تقبل الحقيقة التاريخية بدلاً من اعتبارها عيباً وإهانة يتوجب تخطّيها من خلال السطو على تواريخ الشعوب المجاورة. 
وان أفضل حل لهذه الاشكالية، يكمن في: ((التخلي عن التمايز التاريخي القومي وافتعال تاريخ حضاري مصطنع لكردستان الكبرى، بل اعتبار أكراد كل بلد منتمين الى تاريخ وحضارة البلد نفسه. فأن على الكردي العراقي أن ينتمي الى التاريخ العراقي ويفتخر بأن أسلافه قد ساهموا بصورة فعلية بصنع تاريخ العراق بمختلف مراحله الحضارية منذ فجر التاريخ وحتى الآن، كذلك نفس الحال بالنسبة لأكراد سوريا وتركيا وايران))..
 ■ عقدة اللغات الكردية جريدة مكتوبة بالسوراني، ومجلة مكتوبة بالبهدناني (الكرمانجي) بالابجدية العربية وبالابجدية اللاتينية التركية بعد العقدة التاريخية لدى النخب الكردية، هنالك (عقدة اللغات الكردية)، إذ يصرون على التعتيم على هذه المشكلة من خلال اعتبارها إنها (لهجات) وليست (لغات) مختلفة. 


إن أهم سبب يسمح للباحثين أن يطلقوا عليها (لغات) وليست (لهجات) هو التالي : 
ان شدة الفوارق بينها، بحيث ان الناطقين بها لا يمكنهم أن يتفاهموا فيما بينهم !! فلو اجتمع الناطق بـ (السورانية) القادم من السليمانية، مع الناطق بـ (البهدنانية) القادم من اربيل أو دهوك، فأنهما لايمكن أن يتفاهما، مثلما يلتقي العربي والعبري والسرياني، أو الفرنسي والاسباني والايطالي! ثم الاكثر من هذا، ان هاتين اللغتين تكتبان بأبجديتين مختلفتين، فالسورانية تكتب بالحروف العربية، والبهدنانية (الكرمانجية) تكتب بالحروف اللاتينية (التركية). لكن المشكلة ان النخب السياسية والثقافية الكردية ترفض الاعتراف بهذه الحقيقة القاسية لأسباب سياسية لكي لا يتم الايحاء بأن الفروق بين الاقوام الكردية بهذا الحجم الكبير بحيث انه من الصعب التفاهم لغوياً بينها! يقولون إنها لهجات. 
طيب كيف يمكن أن تكون لهجات، وكل واحدة لديها كتبها وصحفها الخاصة بها. نعم هنالك صحف سوريانية وصحف كرمانجية، والذي يقرأ الصحيفة السورانية لا يمكنه أن يفهم الصحيفة الكرمانجية! يعبر عن هذه الحالة المعقدة الباحث الفرنسي والمختص بالشؤون الكردية فيليب بولانجر:
 ■((بالحقيقة ان التنوع اللغوي الكردي لا يعتبر مشكلة لأنه موجود، بل لأنه غير معترف به من قبل الاكراد انفسهم))). 
هنالك أربعة لغات مختلفة رغم تقاربها بدرجات متنوعة. ان التشابه بين هذه اللغات يكاد أن يكون بالدرجة التي تتشابه بها اللغة العربية مع السريانية والعبرية. 
هنالك لغة سورانية في القسم الشرقي من المنطقة الكردية العراقية، أي السليمانية وما حولها مع غالبية أربيل. وتسود هذه اللغة أيضاً في المناطق الكردية الايرانية المحاذية في محافظة كردستان. 
وهنالك أيضاً اللغة البهدنانية (الكرمانجية) وهي في القسم الشمالي من المنطقة الكردية العراقية المحاذي لتركيا أي في دهوك وماحولها، وتسود هذه اللغة أيضا بين اكراد تركيا وتسمى بتسمية أخرى هي (الكرمانجية) وهي تكتب في تركيا بالابجدية اللاتينية (التركية) تقليداً للاتراك. 
وهنالك لغة ثالثة هي (الزازائية) التي يتكلم بها قسم من أكراد تركيا. 

أكثر من رأي- أكراد العراق


وهنالك أيضاً لغة رابعة هي (الخانقينية ـ الكرمنشاهية) التي تسود بين اكراد خانقين ومندلي وباقي المناطق الايرانية المحاذية مثل مدينة كرمنشاه. 
أما (الفيلية) فأنها لا تعتبر(كردية)، بل هي لغة مستقلة لمجموعة بشرية مختلفة تماماً عن غالبية الاكراد، جغرافياً وثقافياً وتاريخياً، كما سنبين في الفصل الخاص بالفيلية. 
وتعتبر مسألة الفروق اللغوية بين الاكراد مشكلة حقيقية تزداد حدتها يوماً بعد يوم، مع تنامي الاستخدام الثقافي والطباعي لهذه اللغات المختلفة وتنامي الفروق بينها. 
فحتى في ظل الادارة الكردية الحالية التي تسيطر على المحافظات الكردية الثلاث، فأن هنالك لغتين (لهجتين) رسميتين في الادارة وفي مناهج التعليم، هي السورانية والبهدنانية. لتوضيح طبيعة هذه الاشكالية ومدى تعقيدها وحدتها، نسجل هنا بعض ألآراء لمثقفين أكراد :
 ■ هذا بيان أحتجاجي تقدم به أكثر من 200 مثقف كردي من العراق وسوريا، في (14ـ 8ـ2006 ) : نداء من الكتاب والمثقفين والصحفيين الكرد آب 2006 إلى السيد مسعود البرزاني رئيس إقليم كردستان كانت لغتنا منذ مئات السنين هدفاً لمخططات المستعمرين والشوفينيين، فقد بذلوا كل ما بوسعهم لأجل منعها وصهرها ومحوها من الوجود. 
ولازالت الأنظمة في تركيا وإيران وسوريا ماضية وبإصرار على هذا الطريق. وتحولت كردستان - العراق بتحررها من النظام الفاشي السابق إلى قبلة ملايين الأكراد في أجزاء كردستان الأخرى، والتي بنت على تجربتكم الجديدة آمالا كبيرة، وخاصة في مجال نفض غبار سنوات المنع والقمع عن لغتنا الكردية – الكرمانجية، وفتح الباب أمام تدريسها في المدارس أولاً وفي الجامعات تالياً. لكننا تلقينا بأسف وحزن شديدين نبأ المحاولات الجارية لإيقاف تعليم وتدريس الكرمانجية - البهدينية نهائياً في مدارس كردستان عامة، وفي منطقة بهدينان في دهوك وزاخو خاصة، لصالح الكردية – السورانية. 
 إننا نعتبر ذلك خطوة خطيرة إلى الوراء، وستلحق ضرراً بالغاً بالتواصل اللغوي والثقافي الكردي – الكردي، كما أنها ستكون سبباً لتعميق التشرذم الكردي وازدياد الحواجز بين أبناء الشعب الواحد الموزع بين أربع دول، عدا عن حرمان الأجيال في بهدينان نفسها من التعلم بلغة آبائهم وأجدادهم - الكرمانجية وتعقيد حالة التواصل الكردي - الكردي مستقبلا. 
إننا في الوقت الذي نؤكد فيه إننا لسنا ضد تعليم السورانية التي نعتبرها إلى جانب الكرمانجية إحدى لهجات الكردية الرئيسية، إلاّ إن إلغاء تعليم الكرمانجية في المناطق التي تتحدث غالبيتها الكرمانجية يعتبر عملاً مسيئاً للعملية الديمقراطية ومضرا للمصالح القومية الكردية على المدى البعيد. 
فالكرمانجية - كما تعلمون، هي لغة الغالبية العظمى - قد تصل النسبة إلى سبعين بالمائة - من عموم الأكراد في كردستان وفي المهاجر. لذلك نأمل أن تتهيأ الأرضية المناسبة لحماية لغتنا الكردية - الكرمانجية من التذويب والإمحاء وخلق الأجواء المناسبة لإنعاشها جنبا إلى جنب مع الكردية – السورانية. 
نأمل من جنابكم إعطاء هذا الموضوع الاهتمام اللازم، والوقوف بجدية على معالجة هذه القضية المضرة بلغتنا وبمستقبل كردستان السياسي والقومي والثقافي . 
وأن يتم قطع الطريق على من يود حذف الكرمانجية من مجال التعليم. وتقبلوا منا فائق التقدير والاحترام.
يبدو أن هذه الحملات الاحتجاجية قد أجبرت الادارة الكردية على التخلي عن قرارها، وأجازت تعليم اللغة البهدنانية (الكرمانجية).
 ■· كما كتب عن هذه المشكلة المستعصية الباحث الكردي العراقي (فهمي كاكئي): ((تعتبر مهمةتوحيد اللغة الکردية من المهمات العاجلة والآجلة في نفس الوقت، لذا فهي بحاجة إلیحلول آنية ملحة وحلول مستقبلية يمکن التريث والتروي بشأنها. 
إذا أخذنا الوضع الجغرافي والسياسي لکردستان... في ظل هذا الوضع الشائك والعوائق الجغرافية والسياسية وعدم وجود أرضية خصبة.. تبقی مسألة توحيد اللغة الکردية وإختيار لهجة واحدة کلغة الدراسة والإعلام والمراسلات الرسمية في کافة الأقاليم حلماً بنفسجياً في الوقت الحاضر))..
 ■ يطرح بحدة هذه المشكلة باحث كردي عراقي آخر، هو(محسن جوامير)، في مقال صارخ بعنوان (اللغة الکردية مهددة بالإنقراض.. من ينقذها ؟)، حيث يقول: ((لابد وإنك حينما تتابع القنوات الکردية فلا تطيق الجلوس أمامها طويلاً لکثرة لهجاتها، ويکاد المرء يجزم بأن الکرد ليسوا أکثر من شراذم من لهجات وعشائر ولغتهم تحولت إلی لعب أطفال خاصة في قنوات خارج البلاد.. قبل فترة أعلن أحدهم في منطقة السليمانية بأن لهم خصوصيتهم ولغتهم، لذا يجب علی الحکومة الکردية الإعتراف بهويتهم المتميزة وخاصة لغتهم، ونفس الإسطوانة تتکرر غداً في ترکيا مع أهلنا الزازا. 
فهل تجد أمة في الأرض بهذا الشکل وهل تطيق أی حکومة عراقية ـ مثلا ـ کل هذه‌ اللهجات الکردية التي تتحول بمرور السنين إلی لغات مستقلة حتماً وشعوب لابد منها بحيث أن کل واحدة منها تحتاج غداً إلی وزارة ووزير ومديرية ومدير ومجمع علمي لغوي قدير، ناهیکم عن الملحقات ؟.. وما أظن أن الحياة البشرية القصيرة للفرد الکردي ـ وکأی مخلوق ـ تکفي لتعلم کل هذه‌ اللهجات الکردية ومن ثم لا يجد فسحة لتعلم لغة أجنبية راقية بسببه‌، مهما کان الرجل وطنياً، وقد يضطر الإنسان أخيراً مغادرتها للتفيؤ بظلال لغة لها جذور ومقومات بقاء وحياة. 
وإذا کان للشعارات العاطفیة دويها في الشارع فإننا لن نستفيد منها في بناء مستقبلنا اللغوي. من يهتف بحياة اللهجات علی حساب لغة واحدة موحدة، فانه‌ سوف لن يری شعبا إسمه‌ الکرد ولا أرضاً إسمها کردستان.))!
 ■ كذلك الباحث (بروز أحمد) يعترف بتعقيد الحالة اللغوية لدى الاكراد: ((إذا بقي الحال هكذا، فأن اللهجات الكردية الأربعة سوف تتحولإما إلى أربع لغات، أو إلى لغتين كرديتين: الكرمانجية والسورانية في أحسن الأحوال.
أما اللهجات الأخرى فسوف تنقرض شيئاً فشيئاً بحيث تغلب الكرمانجية على الزازائية،وتغلب السورانية على الهورامية واللهجات الأخرى. 
والتاريخ يبين لنا هذه القضيةبجلاء وذلك من خلال تجربة اللغات اللاتينية الخمسة في الوقت الحالي والتي كانت فيالأصل لهجات للغة واحدة، لكنها نتيجة للانقسام الحاصل بين هذه اللهجات تطورتالواحدة منها بشكل مستقل ومنعزل عن الأخرى إلى درجة أن تحولت إلى لغات مستقلةومنفصلة عن أخواتها. 
فيالحقيقة لو نظرنا إلى البنية النحوية للهجات الكردية نلاحظ أن الاختلاف الموجودبين الزازاكية واللهجات الأخرى يصل إلى درجة الاستقلال الواضح بحيث يمكن أن نعدالزازاكية لغة مستقلة تنحدر عن الكردية. ورغم أوجه التقارب والتوافق بين الكثير منالعناصر اللغوية في اللهجتين الرئيسيتين، إلاّ أننا في نفس الوقت نواجه معضلة لغويةتتعلق بالاختلاف الصارخ بينهما، ولا سيما ما يتعلق ببعض جوانب البنية التركيبية)).
 ■ هنا أيضاً هذه الشهادة الطريفة لمواطن كردي عراقي أثناء تجربته في الجيش العراقي: ((في الأعوام 1979-1983 كنت في الخدمة العسكرية الألزامية في مناطق (رانية وقلعة دزة) ذات يوم جاء أحد الجنود (أنضباط) الى غرفة حرس باب النظام وقال لي هل تستطيع أن تترجم اللغتين (الكردية والعربية) ما بين ضابط اللواء السيد (-----) والمراجعين وغيرهم فقلت نعم وذهبت معه فعندما دخلت غرفة الضابط وأديت التحية العسكرية المعتادة رأيت هناك ثلاثة أشخاص (مواطن) وضباط أثنان فبعد أنتهاء الترجمة المطلوبة وخروج المواطن سألني أحد الضباط وباللغة الكردية (السورانية) من أية منطقة أنت فقلت من منطقة (شنكال) فتعجب وقال ان أهل شنكال يتكلمون اللغة (الكورمانجية) وكيف تستطيع أن تتكلم اللغة السورانية ومنذ متى وأنت تعيش هنا فقلت له منذ أقل من (سنتين) وقلت سيدي مهما كانت هذه اللغة فأنها (كردية) فضحك ذلك الضابط الكردي وقال لزميله الضابط (العربي) عند الحاجة يمكنك أستدعاء هذا (الجندي) لأجل الترجمة)).
 في عام 1996 وفي محافظة دهوك التقيت بأحد السادة (المحامين) الكرد ومن الذين يتكلمون اللهجة (الكرمانجية) فروي لي حادثة أو نكتة ضد تعلم اللهجة (الكرمانجية) من جانب بعض الأخوة من الذين يتكلمون اللهجة (السورانية) وقال كنت قبل السنوات العشر الماضية محقق عدلي في محافظة السليمانية وذات يوم أحضروا أمامي (متهم) فتحدثت معه باللغة الكردية (الكرمانجية) لأهل دهوك الكرام فرد عليَّ وقال (ب خواي من فه ره نسي نا زانم) أي أنا لا أتكلم الفرنسية.؟؟
فطلبت من (المفوض) أن يعلمه (الفرنسية)، وبعد أقل من عشرة دقائق عادوا، وقال: أعتذر سيدي المحقق فقد تعلمت (الفرنسية)؟؟

؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛






ليست هناك تعليقات: