الجمعة، 5 أبريل 2013

عذرًا سوريا إننا جبناء - فيديو



عـــذرًا ســوريا إننا جبنـــاء


لا نملك سوى أن نبكي مثل النساء على “الضياع المبرمج” لسوريا، والذي نعيشه كل يوم عبر الفضائيات، نبكي ونتألم على الشرف المستباح الذي لم نحافظ عليه مثل الرجال، في حمص وريف دمشق وفي كل قرية ثائرة دفعت من رجالها القوافل لتقول للسفاح بشار الأسد “إرحل”.. نبي ونتألم لأن النظام السوري المجرم يستغل إنشغال دول العالم باستحقاقات أخرى، فيذبح ويقتل ويشرد ويقمع أي صوت مهما كان مسالما، حتى يصنع هذا النظام المجرم الاستثناء في الربيع العربي، استثناء ينتصر فيه “الباطل” على الحق والآلة الدموية على الصدور العارية والدبابات على أنامل الأطفال المخضبة بدماء الآباء والأمهات..


ما نشاهده يوميا على شاشات التلفزيون، يريد النظام السوري أن يحوله إلى فيلم رعب لم يعد يخيف الكثيرين ولا يهز مشاعرهم، لأنهم تعودوا عليه ما يساعد نظام الأسد على ترسيم الأمر الواقع وتكريسه، ومحاولة إقناع العالم بأن الأمر يتعلق بمتمردين إرهابيين يحاربون شعبا متسكينا لنظام حديدي.. وإن استمرار الشعب السوري في ثورته بهذه القوة وتقديمه لقوافل الشهداء على هذا النحو، لدليل قاطع على أنه عبر البحور نحو الحرية وأقسم أن لا يعود إلى الوراء حتى ينتزع حقه ويثأر لشهدائه.. نعم إننا نعتذر لهذا الشعب العظيم لأننا لم نعد نساعده حتى بالبكاء على شهدائه، ولم تعد تلك الصور قادرة على تجيش مشاعر المسلمين بما يكفي، نعتذر لأن شعوبنا انشغلت باستحقاقاتها الداخلية، فهذا الشعب المصري يقاتل ليجني ثمار ثورته، وكذلك يفعل شعب تونس وليبيا واليمن، أما باقي الشعوب فين خائف على نفسه ومتوجس من ربيع بلون الدم، وبين عاجز على النصرة رافض لأي تدخل أجنبي.. لم يعد الدم السوري يمثل سوى مشاهد دموية تعود عليها العرب والمسلمون، وأقنعوا أنفسهم أنهم لا يستطيعون فعل شيء.. فسوريا الذبيحة تتآكلها الذئاب داخل وخارج الوطن، فالنظام يذبح ليخيف شعبه ويخيف العالم من القادم، ويوهم الجميع أن البديل عنه، ليس سوى عراقا ممزقا أو ليبيا متقاتلة فيما بينها، والمجلس الانتقالي يذبح السوريين لأنه في الوقت الذي يحتاج الشعب فيه إلى الغذاء والدواء والحماية، يتقاتل الإخوان والعلمانيون داخل المجس حول استحقاقات مصلحية ضيقة.



 والجامعة العربية تذبح السوريين من حيث أنها ليست قادرة سوى أن تكون معولا وسيفا قطريا لايتحرك إلا بإيعاز، والروس والصين يذبحان، لأنهما يستثمران في نظام مجرم سفاح مقابل مصالح سياسية واقتصادية لا ؟؟؟؟؟ وأمريكا وأوروبا تذبحان سوريا لأنهما لاتقدمان بديلا سوى التدخل العسكري المفضي إلى استبدال نظام فاسد باحتلال غاشم، ولا يهم إن كان ثمن ذلك شعب يسحق وأرض تحرق. نعم يراد سوريا أن تضيع في المخيال العربي الإسلامي، قبل أن تضيع على الأرض، يراد لنا أن نستسلم لمشاهد الدم والدمار فيردد المرجفون منا شعار “من يقتل من” في مشهد واضح المعالم لا يحتاج إلى سؤال (..). 
 يريد نظام الأسد ومعه القوى الحاقدة على سوريا، أن ينشغل المصريون بمصر والتونسيون بتونس والليبيون بليبيا والجزائريون بالجزائر.. ثم إذا استيقضنا جميعا وجدنا ريش الحمام قد نتف واقتسم المجرمون ذبحه وسلخه وأكله، في وطن استبيح فيه كل شيء حتى حرق الأطفال وتصوير جثثهم المفحمة أمام كميرات العالم.
 نعم.. سنعتذر كالنساء لشعب يباد ونحن عاجزون عن اسعافه إلا بالكلمات. 
 نعتذر إلى أن تنجلي الغمامة عن وجوه العرب والمسلمين، فيعلمون أن إنقاذ سوريا أولى من انتخابات مصر ومن أوجاع ليبيا ومن ضياع تونس ومن برلمان الجزائر، وأولى من البطولة الأوروبية وتصفيات كأس العالم، ومن برامج رمضان ومن عطل الصيف.. فإنقاذ سوريا من الدم ..


؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: