الجمعة، 8 مارس 2013

«جبهة الإنقاذ» لا بضاعة لها إلّا الخيانة والفساد. ردوا لها الصاع صاعين


إنقـــــــاذ مصــــــر والعبـــاد من تخـــــــريب 
«جبهة الإنقاذ» والخــــــــــراب


أعداء ثورة مصر المجيدة كثيرون. في الدّاخل والخارج. ينفقون المليارات من أجل عرقلة مسيرة الثّورة. الإعلام المأجور، والإعلاميّون المرتزقة، يكسبون الآن الملايين. صرنا شعبًا من الدّمى، مثل مسرح العرائس. تدفع القوى الخارجيّة لنا الأموال، فنتحرّك، أو هم يحرّكوننا، ونهتف، أو هم يلقّنوننا، ونتظاهر، أو هم يسوقننا.
شيء مؤسف حقًا. السّعوديّة والإمارات والكويت تضخّ جميعًا مليارات كثيرة، من أجل عرقلة ثورة مصر ووقف انتصارتها. دول الجوار الأخرى وأمريكا لا يعجبها فوز الإسلاميّين، وتسعى هي الأخرى بكلّ قوّة لعرقلة ثورة المجيدة.
ومن المؤسف له أن ردود فعل الإسلاميّين على هذه المؤامرات لم تصل بعد إلى مستوى هذه التّحدّيات الخطيرة الّتي تهدّد مصرنا. الانتخابات البرلمانيّة على الأبواب. فماذا نحن فاعلون؟ 
في اعتقادي أنّ جموع الشّعب المصري هم أكبر ضحايا ما تقوم به الآن «جبهة الخراب والفساد» في مصر الّتي تسمّي نفسها «جبهة الإنقاذ».
نحن الآن بحاجة إلى إنقاذ مصر من تخريب «جبهة الإنقاذ».   فهذه الجبهة المخرّبة تقوم بالإنفاق ببذخ، من الأموال الّتي تصلها من كلّ صوب وحدب على المخرّبين الّذين يتظاهرون في الميادين والطّرقات، ويعطّلون مصالح المواطنين، ويروّعون الأبرياء المسالمين، ويثيرون أجواء من الفزع والإرهاب.
 «جبهة الخراب» هذه مسؤولة عن ضرب السّياحة في مصر، لأنّها تموّل المظاهرات التّخريبيّة. أعضاء جبهة الإنقاذ يتحمّلون مسؤوليّة الخسائر الّتي تكبّدتها مصر بسبب غياب السّيّاح عن مصر: لقد أصيب مئات الآلاف من المصريّين بالبطالة. ويقال أنّ هناك خمسة ملايين مصريّ يعيشون من السّياحة.
ذنب هؤلاء يتحمّله أعضاء «جبهة الخراب» وحدهم. ضاع على خزينة مصر نتيجة غياب السّيّاح أكثر من عشرة مليارات دولار، على الأقلّ. «جبهة الإنقاذ» وحدها هي السّبب. أصبح لدينا اليوم مجموعة من وسائل الإعلام المأجورة لا همّ لها إلّا شتم «الإخوان» والرّئيس مرسي الّذي انتخبه ملايين من المصريّين. فكلّ من يشتم الرّئيس، يشتم معه الملايين الّذين انتخبوه من جموع الشّعب المصريّ.
 وشعبنا مستحيل أن يقبل بالإهانة، ولابدّ لذلك من المطالبة بمحاكمة الإعلاميّين المأجورين الّذين لا يتوقّفون عن توجيه السّباب إلى رئيس البلاد، ناهيك عن أصحاب وسائل الإعلام هذه الّذين ينبغي القبض عليهم فورًا، وإجبارهم عن الإفصاح عن مصادر تمويلهم. فالمتفحّص مثلًا لجريدة الوفد، ولبوابة الوفد، يتعجّب أنّهما قد تخصْصتا في نشر الشّتائم والأكاذيب، وتحرصان على تأليب النّاس ضدّ الشّرعيّة المنتخبة. وهذه جريمة نكراء لا يجوز السّكوت عنها. أهذه هي وظيفة الإعلام: التّأليب، والتّآمر، وبثّ اليأس والقرف في قلوب النّاس؟ نريد من الإسلاميّين أن يردّوا الصّاع صاعين لكلّ من يسعى إلى عرقلة مسيرة ثورة المجيدة. لا يجوز أن نتفرّج على عصابة من المجرمين وهي تسعى إلى تخريب بلدنا ووطننا الّذي تربينا فيه ونريد إعادة بنائه، في الوقت الّذي يسعون فيه إلى بيعه إلى القوى الأجنبيّة. «جبهة الإنقاذ» هذه تنفّذ مخطّطًا صهيونيًّا لتخريب مصر بجميع الوسائل.
وهي جبهة لا بضاعة لها إلّا الخيانة، والفساد، والتّضليل.
 باع قادتها أنفسهم لقوى خارجيّة بثمن بخيس. ويقوم أحدهم بخداع الشّعب وتضليله بشعارات ناصريّة باليّة، وأقوال اشتراكيّة جوفاء. أتعجّب بالفعل من تفشي السّذاجة بين قطاعات كبيرة من المصريّين. سذاجة وصلت إلى وجود آلاف من المصريّين مازالوا يرفعون صور عبد النّاصر، ويمجّدونه، برغم أنّه كانَ مؤسّس الاستبداد في مصر الحديثة. ديكتاتوريّة عبد النّاصر، يا ناس، جرجرت مصر قرونًا إلى الوراء. ذلك لأنّ الدّول الّتي انطلقت قبل انقلاب ١٩٥٢م بقليل، أصبحت اليوم من أغنى، وأرقى دول العالم، في حين صارت مصر من أفقر دول العالم وأكثرها تخلّفًا، بسبب دكتاتوريّة العسكر الّتي وضع أساسها عبد النّاصر. وليتأمّل القارئ بعض المقارنات بيننا وبين ألمانيا في دراسة «مستقبل العلاقات المصريّة-الألمانيّة».
أعداء ثورة مصر لا يريدون لمصر صلاحًا ولا تقدّمًا. 
 لكن لدينا ملايين من المصريّين الشّرفاء، المساكين، الفقراء، المهمّشين الّذين يريدون لمصرهم كلّ التّقدّم والازدهار. هؤلاء المصريّون الشّرفاء مازالوا ينتظرون من الإسلاميّين الرّعاية، والاهتمام، والأمل، والكرم.
للأسف تسرّعت حكومة قنديل الحالية في تنفيذ طلبات البنك الدّوليّ، ورفعت من الأسعار في لحظة غير مناسبة. وقد نتج عن هذا سخط واضح، وتذمّر عارم. والفرصة مازالت متاحة أمام حكومة قنديل الّتي ينبغي تقديم كلّ العون والنّصح والتّأييد لها، حتّى تعبر بمصر بأمان في هذه المرحلة الانتقاليّة الحسّاسة.
ما هو المطلوب إذن؟
المطلوب هو تحقيق مطالب الثّوّار، أو حتّى الوعد بتحقيقها على مراحل:
بخصوص تطهير الشّرطة، لابدّ أن ندرك جميعًا أنّ جرائم الشّرطة الّتي أذلّت الشّعب لا تُغتفر. لكن يجب أن نعترف أيضًا أنّ موظّفي هذا الجهاز القمعيّ كانوا هم أنفسهم ضحايا الطّاغية. فالضّابط الصّغير، والضّابط الكبير هما مثل التّرس في ماكينة الاستبداد الضّخمة. ليس يعني هذا أنّ أفراد جهاز الشّرطة جميعًا أبرياء، لكنّه يعني أنّنا ينبغي أن نكون عمليّين في إيجاد حلول سريعة ناجعة لتطهير جهاز الشّرطة، لأنّ إعادة بناء مصر مستحيل أن يتحقّق بدون أمن، وبدون جهاز أمن قويّ. فماذا نحن فاعلون؟ 

 أقترح عقد مؤتمر موسّع تكون مهمّته الأولى أن نبيّن للنّاس أنّ الشّرطة كانت جانية ومجنيًا عليها، مجرمة وضحيّة في الوقت نفسه. 
 بمعنى أنّها كانت تنفّذ أوامر عليا. ولذلك ينبغي السّعي الآن إلى استيعاب الدّرس. لقد انتقم الشّعب من الشّرطة بعد الثّورة. ومازال كثير من المصريّين يشعرون عن حقّ بغضب واستياء من ممارسات الشّرطة. 
 لكن المهمّ الآن هو الإصلاح . فكيف يحدث هذا؟ 
الإصلاح يتمّ بالاعتراف بالخطأ، والسّعي إلى إدخال إصلاحات جذريّة في المناهج الدّراسيّة لطلبة كلّيّة الشّرطة بحيث نكوّن رجال شرطة على قدر عال من الوعي والثّقافة، يكونون في خدمة الشّعب، وليس لإذلال الشّعب، كما حدث في السّابق. 
وحتّى ما تمّ ارتكابه من جرائم، ومجازر، يمكن التّوصّل إلى حلّ وسط سريع له، يرضي جموع الجماهير، خاصّة جماهير الأهلي وبورسعيد. 
لابدّ من المصارحة، والاعتراف. وبعد ذلك يمكن التّسامح والمسامحة، وكلّ شيء من أجل مصر ومستقبلها يهون. قتلة مشجعي الأهلي، وقتلة أبناء بورسعيد، لابدّ من القبض عليهم جميعًا. 
وبعدئذ يمكن اعتبارهم دمى، ومرتزقة، عملت لجهات مختلفة، ونفّذت أوامرها، وبالتّالي لا مانع من إصدار أحكام عليهم. 
 ثانيًا: رفع الاسعار لابدّ أن يتوّقف. 
صحيح أنّنا نريد وقف نزيف الدّعم الّذي لا يصل إلى مستحقيه. 
 لكن لا يجوز التّثقيل على كاهل المعدمين وأصحاب الدّخل المحدود. لابدّ من تدخّل قويّ من الحكومة لخفض الأسعار فورًا، والتّخفيف عن المواطنين، حتّى يشعر النّاس بالأمل. 
 ثالثًا: وكيف نموّل هذا؟ يمكن تمويله من مصدرين. المصدر الأوّل هو الجيش الّذي حرص قادته منذ عبد النّاصر على جعله دولة داخل الدّولة، بميزانيّة خاصّة، ونظام خاصّ، وعالم آخر. يستطيع الجيش بما لديه من إمكانيّات خارقة أن يظهر حبّه لهذا البلد، وكرمه تجاه هذا الشّعب، بأن يتنازل لنا عن عدّة مليارات من الدّولارات من ميزانيته الفلكيّة الّتي لا يعرفها إلّا اللّه وملائكته. والمصدر الثّاني يتمثّل في السّعي إلى إيجاد حلّ لاسترداد أموال مصر المنهوبة. 
شخص واحد مثل ساويرس نهب من ثرواته مصر ما لا يقلّ عن ثلاث مئة مليار جنيه، بمصانع القطاع العامّ الّتي استولى عليها برخص التّراب، وباعها بأسعار باهظة، وأراضي الجونة الّتي أخذها مجّانًا، والقروض الّتي لم يسدّدها للبنوك، ناهيك عن مليارات الضّرائب الّتي لم يسدّدها حتّى الآن. وساويرس هو واحد من عشرات أو مئات رجال الأعمال المعروفين لأجهزة الدّولة، والّذين يمكن إيجاد وسائل ناجعة لاسترداد هذه الأموال منهم. وهذا يعني أن مصر تستطيع توفير عدّة مئات من مليارات الجنيهات في خلال وقت قصير جدًّا، تغنينا عن القروض الأجنبيّة من ناحية، وتسمح لنا برفع المعاناة عن جماهير الشّعب المطحونة فعلًا. 
إذا فعلت الحكومة هذا، فسوف تزداد شعبيّة الرّئيس مرسي وسوف يقوم النّاس بأنفسهم بالفتك بأي شخص يجرؤ على شتم رئيس البلاد المنتخب. 
نتمنّى أيضًا أن تسعى كلّ وزارة إلى إصلاح نفسها بنفسها، إن أمكن. وزارة العدل لابدّ أن تتطهّر ممّا أصابها من سرطانات قاتلة. لابدّ أن يبتر قضاة مصر حثالتهم من أمثال الزّند والجبّالي وأتباعهما ممّن لوّثوا سمعة القضاء المصريّ. خامسًا: الجيش المصريّ مطالب هو أيضًا بتطهير نفسه. لا يصحّ أن نرى مظاهرات من ضبّاط متقاعدين يطالبون بعودة العسكر إلى الحكم!! 
هذه المغامرات عصرها قد ولّى. 
 العسكريّ المحترم مكانه الصّحيح هو الجيش، وليس السّياسة. لقد جعل العسكر من جيش مصر أضحوكة أمام العالم. وهل هناك جيش يقوم بتصنيع المكرونة، وتعبيد الطّرقات، وخبز العيش، وبناء العمارات؟ 
هذه الأعمال ممنوع أن يمارسها الجيش، حتّى لا يهمل عمله الأساسيّ وهو التّدريب، وحماية الوطن. قد يقول قائل نحنُ في عصر سلام. لكن واقع الحال يقول إنّ الحرب يمكن أن تندلع في أي لحظة، وأنّ جيش مصر لا يجوز أن يدخل أي حرب بعد اليوم ويخسرها.
 كفانا فضائح هزيمة ١٩٦٧م. نريد جيشًا قويًّا محترمًا، لا يقحم نفسه فيما لا يعنيه، ولا يتحدّث فيما لا يفهم فيه، ولا يتعدّى حدوده. وقديمًا قال الأجداد: «من اشتغل بما لا يعنيه، فاته ما يعنيه»! ونريد جيشًا من تلامذة متفوّقين، وليس تلامذة بمجموع ضئيل في الثّانويّة العامّة. نريد جيشًا نفخر به. 
خامســا: نريد أن ننتقل بوضوح من عصر الاستبداد والتّخلّف إلى عصر الدّيمقراطيّة والتّقدّم. نريد إعلاء قيم التّقدّم، ومحاربة قيم التّأخّر. نريد إعلاء قيمة العمل، والشّجاعة، والشّهامة، والكبرياء، والصّراحة، والشّفافيّة، والاجتهاد. ونريد محاربة قيم الفهلوة، والفوضى، والرّياء، والكذب، والنّفاق، والانتهازيّة، والسّطحيّة، والاستهبال، والدّناءة. ونريد معاقبة كلّ من أفسد حياتنا الفكريّة على مدار العقود السّتّة الماضية.



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: