الثلاثاء، 5 فبراير 2013

نساء الهند ثائرات " نرجوكم " لاتغتصبونا " حررونا من الخوف


.. نســاء الهنـد ثائرات .. 
 نرجــوكم "لاتغتصــبـونا"حررونا من الخوف


تحت شعار" التحرر من الخوف" .. تقود نساء الهند ثورة من نوع جديد، احتجاجًا على الجرائم الجنسية التي يتعرضن لها، وسط عجز الحكومة عن حمايتهن من الذئاب البشرية، والتي كان آخرها حادث الاغتصاب الجماعي الذي تعرضت له طالبة داخل حافلة بنيودلهي. وكان رد فعل الحكومة حينها عبارة عن مجموعة من الإرشادات التي يجب على النساء اتباعها حتى لا يتعرضن لمثل هذه الحوادث؛ مما آثار استيائهن فقررن حماية أنفسهن بحمل "الفلفل" و"السكاكين" لمكافحة هذا الخطر المطاردين دائمًا، في بلد تسجل فيه حالة اغتصاب كل 20 دقيقة. والمثير للدهشة، ان الحكومة أرجعت سبب ارتفاع ظاهرة الاغتصاب الى تأثير الثقافة الغربية، وارتداء الفتيات ملابس كاشفة للفت نظر الرجال، مطالبين النساء بالابتعاد عن الملابس الغربية.
  حررونا من الخوف 
 خرجت نساء الهند في مسيرة لتطالب بأقل حقوقها كامرأة إلا وهي ان تشعر بالأمان عندما تخرج، ولا تتعرض للاغتصاب او التحرش وشارك في المسيرة مئات الطالبات، مطالبين بتوفير حماية أفضل لهن من الجرائم الجنسية، وسارت المتظاهرات إلى جانتار مانتار وهي منطقة مخصصة للتظاهر في دلهي، حاملات لافتات تقول "تحرير النساء من الخوف".
 وردد المشاركون، في المظاهرة شعارات للمطالبة بتعجيل تنفيذ توصيات وضعتها لجنة برئاسة قاض متقاعد جرى تشكيلها بعد الاغتصاب الجماعي الوحشي لفتاة" 23 عامًا" حيث قام ستة رجال في 16 ديسمبر الماضي باغتصابها في حافلة، أثناء سيرها في نيودلهي وتوفيت متأثرة بجروحها بعد أسبوعين من الحادث؛ مما آثار حالة من الغضب العارم في البلاد. 
 واقترحت اللجنة، إجراء محاكمات سريعة للجرائم الجنسية التي تقع بحق النساء، وتطبيق أكثر صرامة للقوانين والمزيد من الحساسية من جانب الشرطة، والقضاة الذين يتناولون مثل تلك الجرائم. والجدير بالذكر، ان مكتب تسجيل الجرائم الوطني سجل 24 ألف و206 حالات اغتصاب عام 2011، وتقول شرطة نيودلهي: إن 706 حالات اغتصاب سجلت في العاصمة عام 2012، ومع ذلك، يعتقد أن العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير في مجتمع يضع في الغالب قيمة أعلى لحماية شرف العائلة مقارنة بمحنة الفرد.
 ارشادات عقيمة 
 ولم تستطيع الحكومة فعل شيء، سوى تحميل المرأة مسئولية سلامتها، وأصدرت تعليمات تقيد حركة النساء، ولم توجه اي نصائح وقيود للرجال، وتتضمن هذه الإرشادات ..... توجه الفتاة مباشرة من المدرسة أو الجامعة إلى المنزل والركض في خوف بدلًا من الرد على المضايقات، ومراوغة المطاردين بتغيير الحافلات والعربات.
كما تتضمن النصائح للفتيات بعدم الحديث مع الغرباء أو قبول التوصيل بسيارة شخص غريب أو تناول أي طعام من شخص لا يعرفنه، بالإضافة إلى عدم سفرها بمفردها أو استخدام الهاتف المحمول أو الحديث مع الفتيان أو ارتداء ملابس غربية، وارتداء معاطف فوق ملابسهن وعدم الخروج من المنزل أو محل العمل بعد الساعة السادسة مساء. وتشدد المنظمات النسائية الهندية، على أن تدابير إنفاذ القانون والملاحقة القضائية بالغة السوء في الهند.
 وقالت منسقة منظمة حقوق المرأة في كلكتا "سوايام" غوبتا سوكايانا،" الهند ليس لديها البنية التحتية الضرورية لحماية المرأة أو معاقبة المعتدين، من خلال التحقيق والمحاكمات السريعة"، وأضافت "لا يجوز أن نتسامح مع هذه الجرائم لابد من كسر سلسلة الخوف".
لا تشعر النساء بالأمان في المدن الكبيرة، بينما يتفشى الاغتصاب في الريف الهندي، مع كون الضحية نفسها هي الطرف المتلقي للعقاب القانوني في كثير من الأحيان. ووفقًا لدراسة نشرتها غرفة التجارة والصناعة في الهند، تؤكد 92 في المئة من النساء العاملات أنهن يشعرن بعدم الأمان، خاصة أثناء الليل، في جميع المدن الكبرى في مختلف أنحاء البلاد. التسلح بالسكاكين والفلفل ولم يجد الحزب الهندوسي القومي المتشدد الذي يحكم مدينة مومباي وسيلة لحماية النساء بعد تقاعس الحكومة والشرطة الا بتوزيع سكاكين الطبخ والفلفل عليهن.
 وقال حزب شيفا سينا المتحالف مع حزب المعارضة الرئيسي بهاراتيا جاناتا انه وزع 21 ألف سكين طول نصلها سبعة سنتيمترات على نساء مدينة مومباي والمناطق المجاورة ويعتزم توزيع 100 ألف. وقال راهول نارفيكار المتحدث باسم حزب شيفا سينا "هذه لفتة رمزية"، مضيفًا ان السكين الذي يقل نصله عن ستة سنتيمترات لا يصلح لان يكون سلاحًا، كما وزع الحزب أيضًا عبوات صغيرة من رذاذ الفلفل لتلقيها الضحية على عيني مهاجمها.
وقال نارفيكار "إنها مجرد اشارة الى المتحرشين بحواء من العناصر المناهضة للمجتمع ومرتكبي الجرائم ضد المرأة، مفادها انه يجري تمكين المرأة وانها قادرة على حماية نفسها." وبموجب القانون الهندي، يعاقب الآن على جريمة الاغتصاب بالسجن مدى الحياة، ولكن يبدو ان النزعة الذكورية لاتزال تسيطر على الوضع، حيث يؤكد المحافظون دومًا على أن "التغريب والرأسمالية والنزعة الاستهلاكية والفردية المتنامية هي السبب في هذه الحوادث"





ليست هناك تعليقات: