الأربعاء، 27 فبراير 2013

تفحّم 36 راكباً بمنطاد "هيندنبورغ" الألماني فوق نيوجيرسي فيديو


منطاد هيندنبورغ الألماني 
 حين تفحّم 36 راكباً بمنطاد هوى محترقاً فوق نيوجيرسي كان رمزاً للنازية بطول 245 وعرض 41 متراً لكن النار ابتلعته في أقل من 30 ثانية


منذ 76 سنة، وفي 6 مايو/أيار 1937 تماماً، حدثت في ولاية نيوجيرسي كارثة اعتبروها ذلك الزمان من الأسوأ جوياً، وأدت إلى مقتل 36 شخصاً متفحمين، ومعها انتهى عصر الرحلات الجوية التجارية بالمناطيد عندما شبّ حريق في منطاد "هيندنبورغ" الألماني المزوّد بالهيدروجين. الكارثة بثت في سكان نيوجيرسي الرعب عندما رأوا "هيندنبورغ" في نشرات الأخبار التي كانت تعرضها دور السينما، وهو يحترق في أقل من نصف دقيقة تحول معها المنطاد، الذي اعتبروه أضخم وأفخم مركبة جوية على الإطلاق، إلى كرة من نار تدحرجت واصطدمت بقاعدة ليكهورست الجوية البحرية في الولاية، فكانت ومازالت أكبر كارثة في تاريخ المناطيد. الكارثة التي مرّت العام الماضي 75 سنة على وقوعها، وصفها كارل جابلونسكي رئيس منظمة "نيفي ليكهورست هيستوريكال سوساييتي" المعنية بالحفاظ على تاريخ قاعدة ليكهورست الجوية البحرية بأنها "كانت من أولى الكوارث التي تم توثيقها أثناء وقوعها. كلنا سمعنا بتايتانيك، لكن كل ما نعرفه عنها هو عدد الضحايا والناجين. أما هيندنبرغ، فلدينا عنه شريط فيديو وتسجيل للبث الإذاعي وصور". 
 ذلك الفيديو المصور أدى إلى انتشار صور المنطاد المروّعة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وخارجها. وفي مسرح الحادثة كان المراسل الإذاعي الأمريكي، هربرت موريسون، البالغ من العمر وقتها 31 عاماً، ينقل الوقائع في بث إذاعي حي، فتسبب سرده المميز في قشعريرة لسكان نيوجيرسي، خصوصاً حين صرخ: "لقد شبّ فيه حريق وهو يقع.. سينفجر". 
 ومع أن معظم ركاب وطاقم المنطاد الشهير نجوا من الحادث، وعددهم كان 96 بينهم 36 راكباً، إلا أن المذيع المرعوب وصف الفاجعة بأنها "أسوأ الكوارث في العالم"، على حد تعبيره. 
شحنة كهربائية ساكنة أحرقت الهيدروجين وكانت عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي شهدت العصر الذهبي للمركبات الجوية، فأغرم الألمان خصوصاً بتكنولوجيا المناطيد التي ابتكرها كاونت فرديناند فون زيبلين، الرائد في قطاع الطيران. 
 وأصبحت مناطيد "زيبلين" عنوان الترف والسفر واستقطبت الأثرياء وأصحاب السلطة في أوروبا وأمريكا الشمالية والجنوبية. ومع تصاعد قوة النازيين فيما بعد بألمانيا، تم تزويد تلك المناطيد العملاقة بصور الصلبان المعقوفة على ذيولها، فتحولت إلى ما يشبه أدوات الترويج الإعلامي، خصوصاً "هيدنبورغ" الذي كان بطول 245 وعرض 41 متراً، والذي استهل نشاطه بدءاً من 1936 كنجم أسطول مناطيد "زيبلين" في عهد الرايخ الثالث، فكان رمزاً للفخامة ويقدم لركابه رحلة جوية تتخللها مناظر أخاذة للأرض والمحيطات وضم غرفة طعام مترفة وبيانو خفيف الوزن، وحتى حجرة للتدخين. وكانت الرحلة عبر الأطلسي على متن "هيدنبورغ" تستغرق يومين ونصف اليوم، أي أقل من المدة التي كانت البواخر تستغرقها في ذلك الوقت. وفي 3 مايو/أيار 1937 انطلق من فرانكفورت في أول رحلة له عبر الأطلسي ذلك الموسم، تماماً كما سفينة "تايتانيك" المنكوبة، لكن عاصفة رعدية هبّت عندما بلغ الساحل الشرقي من الولايات المتحدة بعد 3 أيام. 
وتأخر هبوط المنطاد في "ليكهورست" لساعات عدة، حتى قرر قائده الهبوط بعدها على برج الإرساء فيها، لكن النيران اندلعت فجأة فيه وهو في الجو، فتمايل وهوى بمن كان فيه، وكانت كارثة استنتج المحققون الأمريكيون والألمان آنذاك أن شحنة كهربائية ساكنة أدت إلى احتراق الهيدروجين الذي كان يتسرّب عبر فتحة صغيرة للغاز، فتسببت بانفجار المنطاد بالكامل، وبأكبر كارثة عرفتها المناطيد.





ليست هناك تعليقات: