الجمعة، 18 يناير 2013

نصائح إلى اللّيبراليِّين "احترموا الشعب المصريّ وتغلّبوا على كراهيتكم للإسلام "



مفكر قبطي: العلمانيون سيحرقون أنفسهم والمستقبل
وحضورهم الصاخب سيزول
نصائح لِيبْرالي إلى اللّبراليِّين فى مصر.. 
الشعب سوف يختار الإسلاميين لأن لديهم رسالة واضحة ومقبولة.. وسيرفض اللبراليين لأن برنامجهم مشوّش !


أكد الدكتور رفيق حبيب، المفكر القبطي والقيادي السابق في حزب الحرية والعدالة، أن العلمانيين يحرقون أنفسهم سياسياً وسياسات الصوت العالي التي يتبعونها ستؤدي إلى خسائر مستقبلية، مشدداً على أنها تضحي بمستقبلها . وقال حبيب على صفحة موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك ": "ستراتيجية الصوت العالي ربما تحقق تواجدًا وتأثيرًا مرحليًا، ولكنها تؤدي إلى خسائر مستقبلية، والعديد من القوى السياسية، خاصة العلمانية التي تراهن على فرض وجودها في الشارع، لا تدرك أنها تحرق نفسها سياسيًا، وأنها تضحي بدورها المستقبلي من أجل تحقيق حضور آني وعاجل، فالحضور الصاخب يحدث سريعًا ويذهب سريعًا أيضًا".
وأضاف: "بعض القوى ترى أنها لم تحقق طموحها من خلال صندوق الاقتراع، فتحاول توسيع دورها السياسي من خلال المعارضة المستمرة، والبعض يلجأ إلى التظاهر العنيف، والبعض يلجأ لتوتير الشارع، ورفع شعارات إسقاط النظام، معتبرًا أن "لك السبل لا تؤدي إلى توسيع القاعدة الشعبية لهذه القوى، ولكن تؤدي إلى توسيع ظهورها الإعلامي، وفي الوقت نفسه تُلحق بها ضررًا شعبيًا، لأنها تصبح المسؤولة عن التوتر السياسي" وأشار حبيب إلى أن بعض المجموعات السياسية والثورية تحاول القيام بدورها كجماعات ضغط، ولكنها تحصر حركتها في فرض الرأي في الشارع من خلال الاعتصامات والتوترات وربما التظاهر العنيف، لافتًا إلى أن التظاهر في الواقع هو "واحد فقط من أدوات جماعات الضغط أو القوى السياسية غير الحزبية التي لا تشارك في التنافس السياسي". وأوضح حبيب أن هناك العديد من الوسائل الأخرى التي تقدم الوعي للرأي العام وتضغط على القوى السياسية الأخرى لتبني موقفًا معينًا، وتحتاج هذه المجموعات لتطوير عملها وترشيده، لأن دورها مهم، ولا يقل أهمية عن دور الأحزاب السياسية.




ولولـــــة العلمــــانيين المصــــــريين


نصـــــــائح لِبْرالـــــــــي إلى اللّبراليِّين فى مصــــــر


الناصح اللبرالي هو "صامويل تادروس" الأمريكى المصري.. محور أبحاثه الأساسي فى الجامعات الأمريكية يدور حول صعود الحركات الإسلامية فى الشرق الأوسط وأثر هذا في الحُرِّيات الدينية، والسياسات في المنطقة.. في سنة ٢٠١١ كان منخرطًا فى توجيه نشاط الاتحاد المصري للشباب اللبرالي.. يجيد العامية ويقرأ العربية ويتقن الإنجليزية حديثًا وكتابةً ومحاضرةً، ولديه معرفة واسعة ومفصلة بالتيارات الإسلامية وقياداتها فى مصر.. حصل على ليسانس العلوم السياسية من الجامعة الأمريكية فى القاهرة ثم انهالت عليه المنح الدراسية من مؤسسات وجامعات أمريكية لمواصلة دراسات وأبحاث حول موضوعات بعينها عن: الإخوان المسلمين والمفكرين الإسلاميين والحريات الدينية.. ومن ثَـمَّ لا نستغرب اختيار وزارة الخارجية الأمريكية له سنة ٢٠٠٧م ضمن أول دفعة من القيادات فى منحة دراسية لترويج الديمقراطية، ضمن برنامج مشترك مع جامعة سيراكيوز.. شخص بهذه المواهب والخبرات، والتجارب الميدانية لابد أن تجد مقالاته طريقًا سهلًا فى أهم المجلات والصحف الأمريكية: وول ستريت جورنال، الشئون العالمية، وويكلى استاندرد.. وغيرها.. من بين ما لفت نظرى بشدة مقالة له بتاريخ ٢٩مارس٢٠١١ بعد الاستفتاء على التعديلات الدستورية بعشرة أيام.. كان اللبراليون المصريون يعلِّقون أكبر آمالهم على رفض الشعب لهذه التعديلات.. وكانت تقديراتهم أن الشعب سيصوت ضدها بنسبة ٧٠% على الأقل، ولكن جاءت النتيجة بعكس توقُّعاتهم تمامًا.. إذ وافق الشعب عليها بنسبة ٧٧,٢% وفشل حشدهم (اللبرالي القبطي الإعلامي الفلولي) جميعًا.. كانت النتيجة صادمة للبراليين ولصامويل تادروس.. ولكن مع الفارق؛ أن اللبراليين لم يفهموا ولم يستوعبوا الدرس وظلوا يكررون أخطاءهم، أما صاحبنا فقد عكف على دراسة القضية وخرج بنتائج ونصائح لأصدقائه تستحق النظر والتأمل.. سأله أحدهم:
ما هي فرصة اللبراليين بعد الاستفتاء فى الانتخابات البرلمانية القادمة؟ فقال:"للأسف لا توجد فرصة للّلّبراليين..!"، لم يكن يرى حلًّا قريبًا للمشكلة؛ ذلك لأنه يعتقد أن هناك أسبابًا تاريخية عميقة الأغوار، وأسبابًا تتعلق بالبنية اللبرالية فى مصر، وراء فشلها فى الماضى واستمرار فشلها فى المستقبل.. يقول: "إنه أخذ يفكر ليومين..
هل نحن فعلًا ليس لدينا فرصة للنجاح؟
 وما الذى يمكن أن نفعله إزاء هذه المعضلة؟! والحقيقة أن تشخيصه للأزمة اللبرالية فى مصر مبنيٌّ على دراسة وخبرة من الداخل، قد تهمُّ اللبراليين، ولكنها بالتأكيد تهمُّ الإسلاميين أيضًا بنفس الدرجة لأنه كان يحلل وينصح على خلفية فكرية، ومقارنة دائمة بالمنافس الإسلامي الذى ينبغى هزيمته..! يرى صامويل تادرس أن أزمة اللبرالية المصرية هى قصة النخبة المثقّفة التى لم تنبثق من الطبقة الوسطى المستقلة؛ كما كان شأن النخبة التى انبثقت من الطبقة البرجوازية فى أوروبا.. ففى مصر نبتت اللبرالية فى أحضان بيروقراطية الدولة.. كان حلمها الأكبر برنامجًا لنوع من الحداثة، تفرضه الدولة على بقية السكان.. إنها قصة علاقة عقدة الحب والكراهية مع الغرب كممثل للحداثة؛ وآية ذلك أن هذه الفئة لم تحتضن الفكرة احتضانًا كاملًا ولا رفضتها رفضًا كاملًا.. إنها أيضًا قصة الفشل فى فهم اللبرالية نفسها.. الفشل فى التمييز بينها وبين التنوير.. وهكذا كُتب على اللبراليين -إلى الأبد- العجز عن التعامل مع الدين.. لهذا يمكن القول بأن أزمة اللبرالية المصرية الحالية ليست حدثًا جديدًا وإنما هي بالأحرى أحد تجلياتها الحديثة.. كانت الغاية القصوى للبرالية المصرية دائمًا هي: مشروع حداثة تتبنّاه الدولة.. وبهذه الغاية فى رؤوسهم كان اللبراليون يكتبون ويوجِّهون خطابهم إلى الكائن الوحيد الفاعل الذى يستطيع تنفيذ مشروعهم.. وأعنى بذلك: الدولة أو بتعبير أدقّ الحاكم.. فما دام الحاكم يملك فى يديه كل شيء وكان هو وحده القادر على تحقيق الحلم.. فَلِمَ تهتم بمخاطبة أي شخص آخر..؟!
 ما الداعى إلى مخاطبة الشعب المصري..؟!
وكانت النتيجة الطبيعية: تعزيز الاتجاه إلى تجاهل الجماهير المصرية.. فى إطار هذا الاتجاه تشكّلت نخبة منعزلة عن بقية الشعب؛ نخبة تميل إلى إهمال الجماهير، والاستهانة بالشعب، ولا تخجل من إظهار الاحتقار له.. وعندما اضطرت هذه النخبة لمخاطبة الشعب، كانت القومية هى الآلية المختارة لعبور الفجوة بينهم وبين الجماهير.. كانت القومية بدوْرها استيرادًا من الغرب، ولكنها استُخْدِمت فى الوقت نفسه وسيلة لمقاومة الغرب.. واتساقًا مع رحى الوقت فى الثلاثينات من القرن الماضى، فقدت اللبرالية أهم خصائصها، وتبنَّت صيغةً (ضد لبرالية) مستعارةً من الأيديولوجيات الشمولية التى سادت فى ذلك الوقت.. حدّدها صامول تادروس بثلاثة أيديولوجيات:
 *الفاشية والقومية العربية، والإسلامية.."، كانت اللبرالية الأولى طبعة فرنسية.. انتهت إلى السقوط بفعل الاستعمار الغربي.. ثم تأثرت بالكمالية الأتاتوركية، فلم تستطع فهم الدين ولا قبول دوره فى المجتمع.. ; هذه هى خلاصة تشخيص السيد تادروس لأزمة اللبراليين التاريخية، والتى تمثل فى نظره التحدّي الراهن لهم: فاللبراليون لم يكتشفوا بعدُ خطابًا منطقيًا متماسكًا لإقناع الجماهير.. ولا تزال اللبرالية تعانى من أفكار شمولية ترسّخت فى بنيتها وخطابها.. ويعتقد أنه ليس من السهل التغلُّب على هذه المشكلات التاريخية فى يوم أوسنة.. ولكنه يرى أن هناك خطوات قد تحسّن فرصتهم فى الانتخابات القادمة، يبلورها فى ستة نصائح.. أبرزها:
 - أولًا- يلاحظ صامويل تادروس هوَسَ الأحزاب اللبرالية بشعار الاتحاد فى جبهة واحدة مثل جبهة الإنقاذ، ولكنه لا يرى أي فائدة من هذه التكتّلات التى لا تجمعها أيديولوجية واحدة واضحة.. ويسأل متهكِّمكًا: ما الذى يجمع بين أكاديمي لبرالي مع مخرج سينمائى اشتراكى [أوشيوعي] ومجموعة من التيار الإسلامي..؟ 
[أظنه يشير إلى الصوفية].. ويجيب: لا شيء.. فمن رأيه أنه إذا اتحد أناس لا تجمعهم أيديولوجية مشتركة لا يمكن أن يتفقوا على برنامج عمل واضح ومقنع.. ولن تجد على الساحة سوى بعض شعارات فارغة مائعة غير محدّدة: عن الحرية، والديمقراطية، وشيء من العدالة الاجتماعية.. ولكن الشعب لن ينتخب حزبًا ليس عنده ما يقدمه للناس سوى شعارات فارغة، ليس لها مردودٌ فى حياتهم اليومية..
 - ثانيًـــا- يقرر الباحث حقيقة أن النخبة المثقفة مسكونة بنظرة استعلائية خبيثة؛ فقد تعاملت مع الشعب المصري باعتباره شعبًا أمّيًا غير متعلم.. ولا يخفون التعبير عن سوء حظهم إنهم وُلدوا فى بلد كئيب كمصر.. ويعتقد أن هذا الشعور دليل على ضعفهم؛ فهم لم يحترموا أبدا أبناء وطنهم، وفى المقابل لا يُكِنُّ لهم الشعب أي احترام ؛ خصوصًا عندما اكتشف أن شعاراتهم فارغة.. إنهم يحتاجون أن يتحدثوا إلى المصريين، أن يقدموا أفكارًا مقبولة، ويثقوا في قدرة الناس على فهم مصالحهم.. وليس مهمة اللبراليين تعليم الناس من برجهم العاحيّ.. بل استخدام أفكارهم لخلق برامج لتحقيق مصالح الناس.. لذلك ينصحهم: "احترموا الشعب المصريّ"..!
 - ثالثًـــا - يقرر أيضًا عدم وجود مصالح حقيقية مشتركة بين من يعتبرون أنفسهم لبراليين: فليس بينهم آراء اقتصادية مشتركة.. ومختلفون فى السياسة الخارجية.. وغير متوافقين على أفكار أو مواقف إيجابية.. والمشترك الوحيد فيما بينهم هو مشترك سلبيّ بمعنى: أنهم اجتمعوا فقط على ما لا يوافقون عليه.. على ما يرفضونه؛ وهم يرفضون الإسلاميين.. بل يريدون استبعادهم من الساحة.. ولكنه يحذّرهم: إن الشعب سوف يختار الإسلاميين لأن لديهم رسالة واضحة ومقبولة.. وسيرفض اللبراليين لأن برنامجهم مشوّش حسب قوله.. السيد تادروس لم يشأ أن يصرّح بحقيقة أن الاتحاد على مجرد الكراهية للإسلاميين لا يزيد اللبراليين قوةً ولا يجعل لهم جاذبية فى نظر الشعب المسلم.. ولكنه يقول إلى اللبراليينّ المصريين: "تغلّبوا على كراهيتكم للإسلام".. فالدين والتقاليد ليست قوى شريرة فى العالم كما تعلَّمْتُم من كتبكم عن العلمانية الفرنسية.. بل هناك دور إيجابي للدين والأخلاق الاجتماعية فى مجتمع حر حقيقى.. إنه يؤكد أن اللبراليين المصريين قد أصابهم العمى عن رؤية الحقيقة وعجزوا عن التمييز بين الإسلام فى ذاته وبين الإسلام كمؤسسة أيديولوجية حديثة.. وهنا لا تجد تفصيلًا لهذه الفكرة عند السيد تادروس سوى أنه ينصح اللبراليين مرارًا وتكرارًا أن يتغلبوا على كراهيتهم للإسلام، وهَوَسِهِم بالنموذجين العلمانيين: الأتاتوركيّ والفرنسيّ.. ويبشّر بالنموذج الأمريكي.. وينصح اللبراليين فى النهاية أن يوجدوا معادلة تسمح للدين بأن يلعب دورًا فى الساحة العامة، ولكن دون السماح له بالسيطرة عليها.. وهنا أيضًا لا نستطيع أن نتبين من كلامه كيف يمكن تحقيق هذه المعادلة الصعبة؟.. فالسيد تادروس أيضًا مسكون باللبرالية العلمانية.. ولا يخلو تفكيره من الانتهازية الميكافيلية؛ تتبيّن هذا من نصيحته التالية: عندما تضطر أحد الإسلاميين أن يتناقش فى موضوع اقتصاديّ، وهو موضوع شائك تتعدد فيه آراء الإسلاميين وتتعارض، فإذا أدلى برأيه سيأتى إسلاميٌ آخر يناقضه ويرفض رأيه، على أساس دينيّ أيضًا.. يقول تادروس: "هنا يحدث الانقسام بين الإسلاميين، وتظهر الميزة اللبرالية"..!


ليست هناك تعليقات: