الأحد، 2 ديسمبر 2012

وبدلا من أن يتعلم الثوار الدرس، تحالفوا مع الفلول رفقاء القتلة وزملاء الشر



ولكن تبقي الثورة فى كل الأحوال 
أبقي من السياسة بألاعيبها القذرة.....
 ويبقي الموت للثوار أهون من النوم مع الفلول. ! 
 هل غفل الثوار أن الفلول لا زالوا يمتلكون كل شيئ فى الدولة
وأن الثورة لم تُسقط سوي رأس الدمية


نعم: الموت أهون من النوم مع الفلول فى خيمة اعتصام واحدة بالميدان الذي شهد بزوغ فجر أعظم ثورة سلمية فى التاريخ الحديث، وربما على مر التاريخ كله.......... الموت أكثر كرامة من المبيت ليلا ونهارا، على حلف يجمع الثائر والقاتل، النبيل والحقير، النقي والفاسد، المدافع عن حق الشهيد والملوثة يداه بدماء الشهداء. لقد أدرك نشطاء الثورة مبكرا، أن ثورتهم قد وصلت إلى طريق مسدود، خاصة بعد تعرضهم - وحدهم - لمجازر مجلس الوزراء، ومن قبلها محمد محمود، وغيرها، فى الوقت الذي كان المتأسلمون يحصدون الغنائم البرلمانية، ومن بعدها الرئاسية، وسط صمت شعبي أقرب إلى الرضا، وهو الصمت الذي يدفع الشعب كله ثمنه الآن. كان التعثر الذي واجه الثوار، سببا وجيها - من وجهة نظر البعض - إلى السعي لمزاحمة السياسيين فى ساحتهم، فتركوا الميدان بعد أن تحول إلى "سويقة" بتواطؤ البلطجية والأمن معا، ولجأوا مضطرين إلى الحفاظ على ما تبقي من ظلالهم على أرض مصر، عبر تأييد المرشحين الذين بدوا أقرب لتحقيق أهداف الثورة، مثل "حمدين صباحي" و"عبد المنعم ابو الفتوح"، وبعد أن سقط الاثنان معا من الجولة الأولي الانتخابية، وجدوا أنفسهم في خيار ما بين الكوليرا والطاعون، فانحازوا - عبثا - لمن حسبوه أبعد عن رموز النظام البائد، وبالفعل منحوه على الأقل نسبة الواحد بالمائة التى حققها، والتى لم تأت إلا بمساندة شباب الثورة له ضد منافسه - أحد شماشرجية المخلوع.... وفوجئ الثوار أنهم وأثناء عودتهم إلى ميدانهم الذي حفروه بدمائهم ودموعهم، وارتفعوا به إلى عنان السماء بتضحياتهم التى أذهلوا بها العالم، بمن كانوا أعداءهم، ومن قتلوا رفاقهم وإخوانهم بدماء باردة، ومن اتهموهم بالخيانة والعمالة وبحمل الأجندات الأجنبية، جنبا إلى جنب معهم فى ذات الميدان.
وبدلا من أن يتعلم الثوار الدرس، إذا بهم يقبلون الحلف مع رفقاء القتلة وزملاء الشر وأعداء الثورة فى خندق واحد، وفيما حاول البعض تبرير هذه الجريمة بحق الثورة، بأن المرحلة لم تحتمل سوي لعبة السياسة، وأن المهم هو تحقيق الأهداف ولو بالتحالف مع الشيطان، إذا بآخرين يردون على اتهامهم بالتعاون مع أعداء الثورة، بالصراخ زاعمين أنهم قاموا بتطهير الميدان من الفلول، وما هم بخادعي إلا أنفسهم ... وكـأنهم فى حالة نفسية مرضية تعرف باسم: state of denial فها هو الرمز الذى طالما اعتبره الثوار رمزا سياسيا لهم، حمدين صباحي، يتأبط ذراع أحد كبار الفلول "عمرو موسي"، ويدخل به الميدان، وثالثهما "البرادعي"، الذي يراه الكثيرون المفجر الحقيقي للثورة المصرية، جنبا إلى جنب وأمثال "السيد البدوي"، الهابط على الساحة السياسية بالبراشوت منذ سنوات قلائل ليكون أحد أراجوزات النظام البائد، ومن بعيد يلوح لهم تأييدا، أحد كروت العسكر المهمة أثناء المرحلة الانتقالية الدامية، "المرشح البلوفر"، كما طالما وصفوه، الشهير بـأحمد شفيق، الذي وقفت القوي الثورية بأكملها ضده تحت شعار: (بيننا وبينك دم) .......!...
 السؤال: ألم تتعلم حركة مثل "6 أبريل" أن الثائر إذا حاول اقتحام موائد السياسة، أصبح كالمسخ.......... فلا هو يمتلك خبرة "الأساتذة" ليفرض كلمته، ولا هو حافظ على نقائه الثوري؟
ألم يفهم "أحمد ماهر" و"محمد عبد العزيز" و"تامر القاضي" و"سالي توما" ورفاقهم،فها هم يذهبون لمساندة الفلول ضد مرسي؟
بالله عليكم ماذا تنتظرون منهم؟ هل نسوا جميعا أن هؤلاء الفلول إذا حققوا انتصارهم ونسبوه زورا وكذبا إلى اسم الثورة، فإن أول من سيطيحون بهم على الفور هم الثوار أنفسهم؟ هل غفل الثوار أن الفلول لا زالوا يمتلكون كل شيئ فى الدولة وأن الثورة لم تُسقط سوي رأس الدمية، فيما بقي "الإعلام" و"الداخلية" و"أنهار الذهب والفضة" وكثير من مؤسسات الدولة، بل وتأييد الأغلبية الصامتة المثيرة للشفقة من الشعب اليائس من ثورته في أيدي رموز النظام البائد، بينما لا يحتكم الثوار من ذلك سوي على شعاراتهم، بل حتى هذه لم يتركها لهم لا الإخوان ولا الفلول، وأصبح طبيعيا الآن أن تري مؤيدي مبارك يشاركون علنا فى المظاهرات، جنبا إلى جنب مع نشطاء الثورة، وشعارهم جميعا: ثورة . ثورة حتى النصر ...... والشعب يريد إسقاط النظام.........!..
 أسئلة كثيرة تقابلها إجابات قليلة وربما بلا معني ولا مضمون، يتداولها شباب الثورة، إذا ما واجهت أيِّ منهم الآن، وكأنهم فى سكرة يعمهون .........!
 ولكن تبقي الثورة فى كل الأحوال أبقي من السياسة بألاعيبها القذرة ..... ويبقي الموت للثوار أهون من النوم مع الفلول.



ليست هناك تعليقات: