الأحد، 9 ديسمبر 2012

بيان الجيش ـ مثيرًا للقلق ومرسي، يواجه دولة مبارك بكامل لياقتها فيديو



جبهة الإنقاذ ليست المشكلة .. لأن المواجهة الحقيقية، ليست معها 
وإن كانت قد باتت رأس حربة "دولة شفيق" المتوثبة... 
بيان القوات المسلحة ـ مثيرًا للقلق -
 إستخدم ذات اللغة التي وردت في خطاباته إزاء "محنة" مبارك ..
وقال: إنه ينحاز إلى الشعب! ...
الكنسية: تواضروس رفض وساطة محسوب
وأكد تضامنه مع القوى الوطنية 
الكنيسة ترفض دعوة الرئيس للحوار



شعرت بالقلق بعد اطلاعي على بيان القوات المسلحة ظهر يوم أمس8/12/2012، خاصة عندما قال إن الجيش ينحاز لـ"الشعب". الكلمة جميلة و"مريحة".. ولكنها فرضت سؤالًا مشروعًا عن "الشرعية".. ولم لا يتحدث الجيش بأنه مع "الشرعية". البعض طفق يبحث عما يطمئنه، ورأي أنه ليس ثمة فرق فالشعب، هو مصدر الشرعية، وربما يأتي بيان الجيش في سياق ضمني بأنه مع "الرئيس" الذي جاء باختيار "الشعب". ربما!!.. ولكن البيان يظل ـ والحال كذلك ـ مثيرًا للقلق.. لأنه استخدم ذات اللغة التي وردت في خطاباته إزاء "محنة" مبارك.. وقال: إنه ينحاز إلى الشعب!.. في تطابق خطابي ولغوي ربما يحملنا على الاعتقاد أنه موقف مستنسخ من تجربة 25 يناير.. كرسالة "تخلٍ" عن الرئيس. أعرف أن الفارق كبير بين المشهدين وبين رئيسين أحدهما كان مفروضًا بشرعية "الاغتصاب" وآخر بشرعية "الانتخاب".. كما أن الخلاف ليس بين نظام جاء بالتزوير ومعارضة ثورية.. وإنما بين القوى والفصائل والتيارات التي صنعت الثورة ذاتها.. تحولت بتلاقي "المصالح" بين جبهة الإنقاذ والفلول.. إلى صدام "وجودي" بين الثورة وبين الدولة القديمة بكل حمولتها وقواها الضاربة. المشكلة ليست مع البرادعي وصباحي وممدوح حمزة ومحمد أبو الغار، فهي شخصيات "تليفزيونية" غير قادرة على الحشد المليوني.. ولا يمكن بحال أن يصدق عاقل، أن كل هذه الحشود القادمة من المحافظات إلى القاهرة، وعمليات البلطجة وإشعال الحرائق في المقرات، والترويع الواسع النطاق.. جاء استجابة لإشارة من "الزعيم" الشعبوي الكبير حمدين صباحي.. أو القائد الركن المهيب محمد البرادعي.. هذه الحشود تحمل "نكهة" وخبرات الحزب الوطني المنحل.. وهي حشود تصل "دليفري" ويقف وراءها، قوى مالية طفيلة فاسدة، انتفخت جيوبها وكروشها وحساباتها البنكية من المال الحرام الذي اكتسبوه من فساد مبارك وعائلته.
 ::::: المشكلة الأكبر.. :::::
 الأزمة الأخيرة بينت بأن الرئيس مرسي، يواجه دولة مبارك بكامل لياقتها وطاقتها والتي ما زالت قابضة على ناصية ومفاصل الدولة في الأمن والقضاء والإعلام، فضلًا عن أن الرئيس مرسي غير مرغوب فيه داخل مؤسسات القوة التي ما زال الرأي العام فيها "فلوليًا" إلى حد كبير. المشكلة بوضوح شديد، ليست مع جبهة الإنقاذ.. لأن المواجهة الحقيقية، ليست معها وإن كانت قد باتت رأس حربة "دولة شفيق" المتوثبة. المواجهة باتت بين الثورة وبين النظام القديم، والذي لا يزال عفيًا قويًا وحاضرًا .. وربما يكون أكبر ـ من حيث الخبرات والدعم المالي والأمني ـ من قوى الثورة مجتمعة.. وقد تعلم من ثورة يناير، كيف "يلاعب" الثوار بذات الأدوات: الإعلام والشارع والميادين.. إذ بات يمتلك الثلاث أدوات الآن.. فيما انزوت قوى الثورة إلى هامش متن المشهد عند رابعة العدوية أو أمام الإنتاج الإعلامي! فلا أمان ـ إذن ـ لكل المؤسسات التي من المفترض أنها حارسة لـ"الشرعية".. فهواها العام لا يزال "فلوليًا".. والفراغ الأمني عند مؤسسات السيادة الشرعية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية .. يعطي شرعية عاجلة وملحة لعودة اللجان الشعبية، لحماية الرئيس والمؤسسات الحيوية: القصر وماسبيرو وغيرهما. اللّهم قد بلغت اللّهم فاشهد.
قراءة بين سطور بيان الجيش

ليست هناك تعليقات: