السبت، 22 ديسمبر 2012

ألغـاز الثـورة المصـرية 25 يناير 2011 - فيديو


أسرار عشرة ألغاز عن ثورة 25 يناير في مصر


تحليل ورصد أحداث ثورة 25 يناير في مصر عبر هذه التدوينة التي تناقش أسرار الألغاز العشرة في الثورة المصرية، وهي ألغاز لا تزال بدون توضيحات شافية وافية لنا نحن جماهير الشعب المصري - أو على الأقل لدي أنا شخصيا كاتب هذه السطور-.
 ■ اللغز الأول: هل تنبأت المخابرات العامة والجيش المصري بأحداث ثورة 25 يناير؟
 كانت هنالك إرهاصات أو مؤشرات على حدوث شيء ما في مصر (التفاصيل هنا)، أول ما أستدعيه للذاكرة رسالة الدكتور يحي الجمل للرئيس مبارك على صفحات المصري اليوم وحديث عماد الدين أديب عن الخروج الآمن وكذا اقتراح محمد حسنين هيكل لمجلس أمناء للترتيب لمرحلة انتقالية (ومؤخرا وجدت مقالا نشر2006م لـ د.عماد الدين شاهين يقترح فيه تشكيل مجلس حكماء). من المؤشرات الاهتمام الإعلامي المبالغ فيه بانتخابات حزب الوفد المصري (أباظة والبدوي)، بل وربما كان هذا الفيديو لشاب مصري في 2008 مؤشرا ذا دلالة. لا يتصور عاقل أن هذه الإرهاصات والمؤشرات كانت غائبة عن المخابرات العامة، أو المخابرات الحربية (سلاح استخبارات الجيش والقوات المسلحة).
وإذا اعتبرنا أن عبد الله كمال صحفي محسوب على جهاز مباحث أمن الدولة السابق، وأن فاروق جويدة محسوب على وزارة الدفاع والجيش -مثل منى الشاذلي-، فإنّني أتصور أن عمرو أديب محسوب على جهاز الأمن القومي (إذا اعتبرنا تبرعاته عبر مستشفى وادي النيل مؤشرا).
ما علاقة عمرو أديب بالموضوع؟ في الحقيقة فإن عمرو أديب ظهر في حلقة من برنامجه القاهرة اليوم في إبريل 2010م مع آمال عثمان، وكانت الحلقة نبوءة كاملة لأحداث الثورة المصرية تزامنا مع مانشيت سقوط النظام في صحيفة الوفد ومظاهرات لنشطاء في التحرير (فيديو حلقة عمرو أديب ونبوءته ومانشيت الوفد هنا). ربما لم يعد سرا أن قوات من الجيش والمخابرات الحربية عاينت أقسام شرطة وأماكن حيوية في العاصمة المصرية القاهرة في عام 2010م تحت ستار التحسب لغياب مبارك (سافر للعلاج في ألمانيا مارس 2010م)، والمزيد من التفاصيل هنا:

.  https://notEGpresident.blogspot.com/2...evolution.html 
 اللغز الثاني: كيف تطورت مطالب 25يناير إلى إسقاط النظام بدلا من مناهضة التعذيب؟ 
 صفحة كلنا خالد سعيد على الفيسبوك قبيل أيام من هروب الرئيس التونسي إلى جدة كتبت أن اللي عايز ثورة يبقى بيحرق البلد، بينما لاحقا كانت حركة6إبريل تدعو في بيان إلى مظاهرات يوم عيد الشرطة 25 يناير 2011م احتجاجا ضد حبيب العادلي وقانون الطواريء. في تدوينة موجهة للرئيس السابق حسني مبارك بعد تخليه عن السلطة (هنا)، يوجد فيديو للدكتور أيمن نور وبعض قيادات الجمعية الوطنية للتغيير وآخرين يعلنون مطالبهم من النظام المصري، وهو فيديو بثته قناة الجزيرة مساء يوم الثلاثاء 25 يناير 2011م، ويخلو من أية إشارة إلى إسقاط النظام أو رحيل الرئيس مبارك.
 ■اللغز الثالث: أين توظيف الشباب ومحاربة البطالة؟ 
 لم يعد سرا أن الدافع الرئيسي لمظاهرات الخامس والعشرين من يناير، وما تبعها من تجمعات حاشدة في ميدان التحرير، لم يعد سرا أن دافعها الرئيسي هو البحث عن فرصة عمل كريمة، إذ تندرج معظم مشكلات المواطن المصري تحت بند (البطالة) أو (البطالة المقنعة) أو (التوظيف اللا آدمي).
من عايش أجواء الميدان واستمع إلى حشوده الشابة سيجد أن الآباء والأمهات نزلوا من أجل فرص عمل كريمة لأبناءهم، فيما كان الشباب أنفسهم يتطلعون إلى غد أكثر إشراقا وأكثر أملا في مستقبل بلا واسطة أو محسوبية أو بطالة: لم تلق مشكلة البطالة الاهتمام اللائق بها كوقود أكبر لمظاهرات واحتجاجات الخامس والعشرين من يناير وأحداث الثورة عموما، في حين على الجانب الآخر اهتم كل طرف بمصالحه الشخصية بشكل أكبر من أي شيء آخر. لماذا غاب ملف التشغيل والتوظيف ورعاية الشباب عن أجندات القوى والحركات والجماعات السياسية في مصر، رغم أنه كان حصانهم الرابح طوال السنوات الماضية ضد الحكومات المصرية المتعاقبة؟
 ■اللغز الرابع: من وراء قناصة التحرير و قتلة ماسبيرو؟ 
 ظهور قناصة ضد متظاهري التحرير خصوصا أثناء معركة الجمل (مفاجآت معركة الجمل هنا) لا يزال لغزا محيرا خصوصا مع ما نشرته الوفد الأسبوعي -والله اعلم بصحته- يوم 11 أغسطس 2011م عن تواجد لشركة بلاك ووتر الأمريكية في مصر (نقلت عن قناة أمريكية إنقاذهم لسيدة أمريكية في التحرير أثناء الثورة)، في نفس العدد نقلت الصحيفة شهادة مواطن يدعى درويش أبو النجا عن 6 أجانب أطلقوا النار على المتظاهرين يوم الجمعة 28 يناير. مع أحداث ماسبيرو الأخيرة والتي لقي فيها أكثر من 20 مواطنا مصريا حتفهم، فإن شاهدي عيان هما د.عماد جاد (مسيحي بالمناسبة حتى لا يشكك أحد في الرواية) ود.ضياء رشوان عن أحد موظفي مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، كلاهما -حلقة الأربعاء 12أكتوبر برنامج العاشرة مساء قناة دريم2- أكدا رؤيتهما لأفراد ببنادق يطلقون الرصاص من أعلى كوبري 6 أكتوبر على المتظاهرين. الرجلان أشارا إلى سيناريو خطير يجري تدبيره في المظاهرات الحاشدة يتلخص في تفجير الأحداث داخل المظاهرات عن بعد برصاص قاتل يتم بعده الانسحاب مع بدء اقتتال المتظاهرين مع القوى النظامية كالشرطة والجيش.
 ■اللغز الخامس: من وراء الهجوم الإعلامي على الشرطة والدولة؟ 
 الشرطة المصرية هي جهاز من أجهزة الدولة المصرية فيه ضباط وجنود على قدر من الأخلاق والمهنية والوطنية وهم الأغلبية الكاسحة، وفيه المرتشون والمرضى النفسيون، مثله مثل أي جهاز أو مؤسسة أو شركة على ربوع مصر المحروسة.
ليس سرا أن المعاناة المعيشية للمواطن المصري لم تكن بعيدة عن ضباط الشرطة الذين تعتمد نسبة غير قليلة منهم على دخول زوجاتهم للإنفاق على البيت وتعليم الأبناء. رغم غزارة الأدلة التي تبريء ضباط الشرطة والداخلية المصرية من قتل المتظاهرين السلميين (ثلاثة أدلة تبريء الشرطة المصرية هنا)، إلا أن موجة هجوم إعلامية شارك فيها كثيرون بعضهم عرفوا بكونهم مخبري الصحافة المصرية، وكأنهم يتطهرون اليوم، مع أن وزارة الداخلية ومؤسسات قليلة أخرى تميزت بقدرتها على التخلص ذاتيا من العناصر الفاسدة أو الأقل مهارة.
ربما لا يعرف الكثيرون أن الراحل النبوي إسماعيل وزير الداخلية الأسبق قبض عليه أثناء توزيعه منشورات تطالب بالعدالة الاجتماعية وهو ضابط في الخدمة أيام الراحل فؤاد باشا سراج الدين آخر وزير داخلية في عهد آخر ملوك أسرة محمد علي (تفاصيل منشورات الوزير النبوي هنا). الراحل اللواء رؤوف المناوي صرح قبل وفاته أنه استقال مع تعيين اللواء حبيب العادلي وزيرا للداخلية لأنه لم يكن يصلح للوزارة من وجهة نظره.
وزير الداخلية الحالي اللواء منصور عيسوي هو الآخر يروي موقفا في التسعينيات يوضح إلى أي مدى كانت - وستظل- كفاءات وزارة الداخلية متفانية في العطاء لهذا الوطن وخدمة مواطنيه، ورغم ذلك لا يلتفت إعلامنا المهتريء مهنيا إلى هذه النماذج الإيجابية المضيئة التي تمثل الغالبية العظمى. على الجانب الآخر، تمر مرور الكرام دون اعتذار أو تنويه سقطات صحيفة كالمصري اليوم والشرق الأوسط في الإساءة لحاكم دبي وجمال مبارك في عز مجده وتلميع النصاب البوشي مثلا.
 ■اللغز السادس: ألاعيب السفارة الأمريكية هل كان من مصلحة الولايات المتحدة تأجيج مظاهرات ميدان التحرير عبر تدبير محاولة اغتيال فاشلة للواء عمر سليمان نائب الرئيس، والدفع بالبلاد والعباد إلى سيناريو الفوضى؟ 
ماذا عن ملايين الدولارات التي دخلت لحسابات بنكية لبعض النشطاء فضلا عن دكاكين حقوق إنسان أهلية، والتي دفعت وزيرة التعاون الدولي لتقديم احتجاج رسمي لدى الأمريكان؟
 يقع ميدان التحرير على بعد خطوات من سفارة أكبر دولة في العالم لدى عاصمة أكبر دولة في المنطقة. تقرير لجنة تقصي الحقائق برئاسة المستشار عمر مروان كشف أن سيارة السفارة الأمريكية البيضاء التي دهست متظاهرين سلميين دخلت إلى البلاد دون أية سجلات أو جمارك أو أوراق رسمية. ليس سرا أن طاقم السفارة الإسرائيلية وموظفيها يستخدمون سيارات دبلوماسية تابعة لسفارات دول صديقة مختلفة أبرزها الولايات المتحدة والدول الاسكندنافية، فهل تورط الإسرائيليون -كالعادة- فيما هو أبشع من إرسال جاسوس للأراضي المصرية؟ المزيد هنا عن أسرار علاقة مصر بإسرائيل والعلاقات الثنائية في المنطقة.
 ■اللغز السابع: أين موقف النجل جمال مبارك من الإعراب؟
 ما هو حقيقة الدور الذي لعبه جمال مبارك في الحياة السياسية والاقتصادية المصرية (التوريث بدأ 1997م) وعبر مستشارين أمريكيين كالسفير الأسبق فرانك وزنر؟ ما هي تفاصيل وكواليس المكتب المخصص لنجل رئيس الجمهورية في نادي القوات الجوية بالقاهرة، وهو المكتب الذي كان يقابل فيه بعض المسؤولين ورجال الأعمال والأصدقاء؟
هل كان حضور جمال مبارك وشقيقه علاء لحفل زفاف ابنة رئيس الأركان الفريق سامي عنان، هل كان حضورا اجتماعيا اعتياديا أم كان رسالة ومحاولة لجس النبض وكيف يستقبل قادة الجيش هكذا رسائل؟
 أثناء الثورة، هل حقا أرسل جمال مبارك إلى قطاع الأخبار قرارا جمهوريا بإقالة المشير حسين طنطاوي من وزارة الدفاع وكذلك الفريق عنان من رئاسة أركان الجيش؟
(تفاصيل قرار عزل المشير هنا).الأخطر هو تساؤلات حائرة عن ألاعيب جمال مبارك بعد الثورة واستعانته ببلطجية لترويج بعض الأفعال الإجرامية التي وصلت إلى خرق تعهد آل مبارك بعدم ممارسة السياسة مقابل عدم التحقيق معهم (سبب تغير موقف الجيش إلى الموافقة على محاكمة مبارك)، وهل كانت هذه التصرفات بمعزل عن مبارك الأب أم لا؟
وما هي حقيقة تدخل جمال مبارك لتعديل صياغة بيانات رئاسية لمبارك أثناء الأحداث ، ومن قبل لوقف تعيين نائب لوالده الرئيس مبارك في سنوات سابقة؟
 ■اللغز الثامن: 
 علاقة الرئيس حسني مبارك بالمجلس الأعلى قبل وبعد الثورة
 فيديو نادر للمشير طنطاوي في مدرسته يوم الاستفتاء .. https://youtu.be/yfjK6Rq-aqI  ....
 تعتبر علاقة الرئيس مبارك بالمشير حسين طنطاوي وزير دفاعه، وبالمجلس الأعلى للقوات المسلحة هي من أكثر العلاقات غموضا رغم تأثيرها المباشر على مصر حاضرها ومستقبلها.
 وزير الدفاع حسين طنطاوي كان ضمن الوفد الرئاسي في زيارة للرئيس مبارك إلى توشكى اصطحب فيها الصحفي مجدي حسين الذي نقل هذه التفاصيل ومنها أنه وجد نفسه أثناء الافتتاح في توشكى بجوار المشير طنطاوي فعرض عليه السماح له بإجراء حوار صحفي معه (أي مع المشير) في القاهرة لاحقا، وما هي لحظات أثناء سير الوفد ضمن مراسم الافتتاح حتى اختفى المشير طنطاوي عن نظر مجدي حسين.
 تفسيري الشخصي هو أنه بالنظر لعمل المشير كملحق عسكري لمصر بباكستان وأفغانستان فإن الرجل وصل لقناعة أن تدخل الجيش في السياسة يضر الجيش ولا يفيد السياسة، فآثر التركيز في عمله داخل إطار المنظومة العسكرية، ولعل ويكيليكس نقلت معلومة مشابهة عن هكذا قناعة لدى المشير حسين طنطاوي، قد تفسر ابتعاد الرجل عن دهاليز السياسة ونجاته من مؤامرات القصر، وقد يحسب لمبارك أنه حرص بشكل أو بآخر على إبعاد المؤسسة العسكرية عما قد يضرها أو يمس بها (نهر رجال أعمال طلبوا منه التوسط لدى المشير لشراء أراض تابعة للجيش). ما يتمتع به المشير من ذكاء حاد ومهارات قيادية وانضباط عسكري - حسب ما ينشر عنه- تبلور في ظني في قدرته على الخروج بسفينة المجلس العسكري من دوامة الثورة ومتتالياتها المتلاحقة من أحداث وجرائم وأزمات مع الحفاظ على تماسك المؤسسة العسكرية من الداخل، وهي تحديات لا تقل أهمية عن تحدي مواجهة قائده الأعلى مبارك وصولا إلى رحيله (كواليس مبارك والجيش وسليمان وشفيق أثناء الثورة)، وهي تحديات لا تزال تفاصيلها غامضة بما فيها خلاف بين الرجلين في غرفة العمليات صباح الأحد 30 يناير، واجتماع مطول بينهما في حضور الفريق سامي عنان يوم 1 فبراير (تفاصيل الخلاف والاجتماع هنا)، وإشاعات عن لقاء آخر يوم الخميس العاشر من فبراير. ربما عرفنا أن اللواء حبيب العادلي في 26يناير كان يلقي نكات جنسية ويوزع شوكولاتة إلا أننا لا نعرف شيئا عن السادة لواءات المجلس العسكري كيف كانت ردة فعلهم وطبيعة تحركاتهم منذ إعلان وصول زين العابدين بن على إلى مطار جدة. العلاقة الملتبسة بين مبارك رئيسا سابقا وأركان نظامه من جهة وبين المجلس العسكري الحاكم هي الأخرى لغز محير، فاللواء ممدوح شاهين مع خيري رمضان على شاشة القناة الأولى يتحفظ في التعليق على سؤال عن مداخلة هاتفية لزكريا عزمي مع جمال عنايت قال فيها عزمي إنه في القصر الجمهوري مكلفا من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، حيث اكتفى اللواء ممدوح شاهين عضو المجلس العسكري بأن يقول بأن هنالك قانونا لموظفي الدولة ووعد بالنظر في أمر زكريا عزمي (أي إقالته).
 تمر الشهور ويلقى بزكريا عزمي في السجن في قضية كسب غير مشروع لا غير، وسط إشاعات عن حرق مستندات رسمية وأخبار عن تهريب آثار ومقتنيات قصور الرئاسة. أول ظهور إعلامي علني لأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة كان مع منى الشاذلي وكان مبارك وزوجته معززين مكرمين (وصفا بالسيد الرئيس والسيدة حرمه)، لكن هذا التدليل -إن صح التعبير- تحول في أول إبريل 2011م إلى سب غير مباشر من اللواء طارق المهدي للرئيس مبارك في فلتة لسان غير مسبوقة بالتزامن مع قرار سيادي بإحالة مبارك للمحاكمة الجنائية (التفاصيل و الفيديو هنا: سبب تغير موقف الجيش إلى الموافقة على محاكمة مبارك). وإن كنا نتساءل هل عزل مبارك (أو جمال مبارك) المشيرَ محمد حسين طنطاوي (التفاصيل هنا)، فإن الكاتب مأمون فندي في الشرق الأوسط صباح 24فبراير2011م قد خرج علينا بمقال (عزل حسني مبارك) قال فيه إن الجيش اتخذ قرار العزل مساء 28 يناير، وترجم عمليا بنزول المشير طنطاوي لميدان التحرير في الرابع من فبراير. ما هي كواليس نزول الحرس الجمهوري للميدان أول أيام الثورة واحتكاكه (طبقا لكتاب نشره مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية) بالمتظاهرين قبل استبداله بقوات من أسلحة أخرى؟ ولماذا كان القصر الجمهوري خاليا إلا من الموظفين الأساسيين طوال أيام الثورة - حسب كريستيان أنبور مراسلةABC-، هل كانت سياسة أمنية للتأمين أم لغياب الثقة أم ماذا؟ من ألغاز الثورة خبر اجتماع مجلس الدفاع الوطني الذي بثته الجزيرة في يناير، ونفاه السفير سليمان عواد المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إضافة للغز سفر الفريق سامي عنان للولايات المتحدة في الفترة ما بين 25 يناير و28يناير (حيث عاد مساء الجمعة وقيل إنه كان برفقة المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع)، خصوصا وأن استعدادات طارئة للأحداث بدأت في يناير يكون معها من غير المنطقي سفر الرجل المسؤول عن تحركات الجيش خارج البلاد اللهم إلا إذا كان هذا بترتيب مسبق وفي سياق ذي علاقة بترتيبات التعامل مع الأحداث المتوقعة.
 اللغز التاسع: هل حقا لدينا نخبة سياسية حريصة على مصالح الجماهير والبسطاء؟ 
 مركز الأهرام للدراسات أجرى استطلاعا للرأي كانت ثقة الناس في الأحزاب السياسية والجماعات المعارضة فيه بأدنى حالاتها على غير المعتاد في دولة تتحول ديمقراطيا مثل مصر- طبقا لما قيل في ستوديو برنامج بتوقيت القاهرة على دريم2 (حافظ الميرازي استضاف د.جمال عبد الجواد). شبكة رصد (ذات الميول الإخوانية) كانت فعالة في نشر الإشاعات في ذروة الأحداث (هروب جمال مبارك، إلخ) والتفاصيل هنا، أما صحيفة الدستور الأصلي ورئيس تحريرها أ.إبراهيم عيسى فقد تورطا في نشر خبر مفبرك يظهر رئيس الوزراء كاذبا أمام الرأي العام. الأخطر أن قوى توصف بالليبرالية أغلقت مجمع التحرير بعد جمعة 8 يوليو بالتوازي مع ضغوط على المجلس الأعلى للقوات المسلحة لإصدار وثيقة مباديء (والأهم لإطالة بقاء العسكر في السلطة كما صرح د.أسامة الغزالي حرب هنا. لقد صدعت الحركات والجماعات رؤوس الشعب عن تضارب المصالح، وغاب عنها أنها تشرعن هذا التضارب فالدكتور ضياء رشوان محلل سياسي وخبير استراتيجي وهو نفس في الوقت مرشح لمجلس الشعب في 2010م أمام مرشح للحزب الوطني المنحل، والدكتور عماد جاد خبير إعلامي وهو في نفس الوقت قيادي في حزب يرأسه الدكتور محمد أبو الغار، والأخير يتزعم حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات. الطامة الكبرى أن تصريحات وحوارات هؤلاء السادة الكرام وغيرهم تلقى إلى جماهير الشعب المغلوبة على أمرها على أنها صادرة عن شخصيات عامة محايدة. لماذا كان الإعلام وقادة الأحزاب السياسية والجماعات المعارضة وبعض المشايخ وبعض القساوسة مهتمين بعدد مقاعد الشعب والشورى وبالهجوم على المجلس الأعلى للقوات المسلحة (وكأنهم ملائكة)؟ حين بادر المواطنون السكندريون و "السلفيون" العاديون لحماية الكنائس أثناء أحداث الثورة (منشور حماية الكنائس هنا)، فإن الدكتور الشيخ صفوت حجازي بعيد الثورة صرح بموافقته على إعفاء المتورطين في نهب المال العام من القوات المسلحة (إذا ثبت) بحجة انتماءهم للجيش! طيب يا مولانا رجع للدولة فلوسها وعفا الله عما سلف تبقى مقبولة (فيديو صفوت حجازي يوافق على النهب مقابل السلطة)!
إن أخشى ما أخشاه ان يدفع البسطاء ثمن حسن نوايا أمثال شيخ فاضل مثل د.صفوت حجازي عاشوا بعيدا عن ممارسة السياسة وفجأة أمسوا قريبين من المطبخ، ومؤشرات خطيرة تظهر يوما بعد يوم. مثلا بعد أن كانت وزارة الداخلية تثير القلاقل داخل جماعة الإخوان المسلمين، أصبحت جماعة الإخوان المسلمين هي التي تمول وتشجع احتجاجات ومظاهرات أمناء الشرطة (المصدر: اللواء منصور عيسوي وزير الداخلية بدء من الدقيقة 14)، وهو تصرف يظهر لك الاختلاف الجذري عن الراحل الإمام حسن البنا (عضو في جماعة الإخوان المسلمين يستقيل بعد15عاما وينشر الأسباب)، في زمن تخرج فيه حركة السادس من إبريل ضد المجلس العسكري متجاهلة دعما أمريكيا للحركة وصل لحد التدخل السافر. مما يزيد الطين بلة أن لدينا إعلاما انتهازيا لا يذيع خيرا أو يشجع محسنا، وتجاهل محافظ المنوفية د.أشرف هلال خير مثال (فيديو فقط في مصر: محافظ سلفي -اختاره الجيش- يلقي درسا في مسجد). لا ينكر أحد ما قدمته الثورة من إيجابيات لكن توظيفها لم يتم بالشكل الكفء حتى اليوم، بل لا أبالغ لو قلت إن شباب مظاهرات التحرير قبل 11فبراير قد انصرفوا إلى حياتهم مكتفين بتأمل ألاعيب ومعارك الحركات السياسية والجماعات الحزبية والمعارضة اليسارية (الحقيقة المرة عن ثورة 25 يناير المصرية)
 ■اللغز العاشر: كيف حكم الرئيس محمد حسني مبارك جمهورية مصر العربية؟ 
 الواضح جدا أن حسني مبارك كان فعلا فاقدا للتفاعل مع معطيات الواقع المصري لفترة طويلة منعته من استيعاب مظاهرات ميدان التحرير ودوافعها وطلبات شبابها، وقد يرى البعض له العذر في تشنج مواقفه واضطرابها كما في الحلقة الثالثة من حوار اللواء شفيق البنا (عمل بالرئاسة منذ 1973م) لصحيفة صوت الأمة (نص الحوار هنا). لقد اضطربت مواقفنا نحن المواطنين المصريين إزاء ما كان يجري في الثمانية عشر يوما، إلا ان المواطن العادي قد يكون محقا في اختلاف أو اضطراب رؤيته وتصوره للأحداث وتأثيرها المستقبلي.
لكن هذا الاضطراب أو عدم الإدراك الكامل لمجريات الأمور يفترض ألا يكون موجودا داخل مؤسسة كرئاسة الجمهورية وفي بلد مثل جمهورية مصر العربية، وتبقى هنالك ضرورة ملحة لوجود نظام يمنع تكرار ما حصل بشكل استباقي، لأنه لو فرض أن المشير طنطاوي أو المجلس العسكري في وقت لاحق وافقا على القصف الجوي للمتظاهرين (الخطة إرادة) فإن النتائج ستكون كارثية على عموم المجتمع المصري والسلم الأهلي. إن السؤال الذي يطرح نفسه ... وبدون إجابة: كيف وصل رجل مثل حسني مبارك في شخصيته وطبيعته إلى الرئاسة، ثم وقد حصل هذا، فكيف تحول من شخص رآه زملاء السلاح منضبطا، بل ورآه أعتى معارضيه (سعد الدين إبراهيم مثلا) وطنيا مخلصا في النصف الأول من حكمه، كيف تحول إلى أن ينزلق إلى تصرفات هنا وهنالك (أهونها شرب الخمر)، ثم وقد حدث الانزلاق فكيف عجزت الشخصيات المعاصرة للرئيس مبارك، والموظفون العاملون معه، والقيادات التابعة لإمرته، والأصدقاء المقربون له، كيف عجز كل هؤلاء عن ترشيد تصرفاته، و تصحيح أخطاءه، ومعالجة انحرافاته؟
ونحن نتحدث عن دولة ليست صغيرة مثل مصر تحتاج حقا وصدقا إلى تشاور وتعاون الجميع وليس انفراد فرد - مهما علا شأنه - بالقرار.










ليست هناك تعليقات: