الجمعة، 16 نوفمبر 2012

«أدرعي» إلى الجمهور العربي , الإرهابيون يعتدون على أرضنا.. بالفيديو


إسرائيل تضلل العالم بصور رعب المستوطنين.. 
والإعلام العربى يساهم فى نجاحها
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «ضربني وبكى.. سبقني واشتكى»


تحت عنوان «رسالة إلى الجمهور العربي حول استراتيجية حماس الإرهابية»، بث الجيش الإسرائيلي مقطع فيديو، للمتحدث باسمه للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، طالب فيه العالم العربي ومشاهدي الفيديو بإدانة حركة حماس، متهمًا الفلسطينيين ببدء الاعتداءات، مستخدمًا المثل الشعبي: «ضربني وبكى سبقني واشتكى». وقال «أدرعي» إن هذا المثل الشعبي «ينطبق على نهج السياسات الفلسطينية، لا سيما حركة حماس الإرهابية.. أكثر من أسبوعين وهؤلاء الإرهابيون يعتدون على أرضنا وسيادتنا بالصواريخ الإرهابية التي حولت حياة مواطنينا إلى مأساة ومعاناة لم نسمع يومًا صوتًا واحدًا ينتقد أو يدين هذه الاعتداءات على الأبرياء والأطفال».




;" وتابع «أدرعي» الذي كان يتحدث باللغة العربية: «تحلت إسرائيل بسياسة ضبط النفس محاولة عدم تصعيد الجبهة وتجنب الغوص في حرب فلجأت إلى السياسة والكواليس الدبلوماسية للجم هؤلاء المعتدين عن أذية شعبنا، وحين فشلت كل المساعي ووصلت الأمور إلى ذروتها باستهداف الجنوب الإسرائيلي بـ 130 صاروخًا في أقل من 72 ساعة، قرر الجيش الإسرائيلي أن يردعهم معتمدًا على قوته الذاتية فكانت عمود السحاب العملية العسكرية التي جاءت لتقول إن روح مواطنينا وأطفالنا ومسنينا خط أحمر». وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: «نحن شعب الحياة ولكل نفس أهمية وهم هؤلاء الإرهابيون دعاة الموت لا يعرفون ماذا تعني الإنسانية، ورغم أنهم لا يأبهون لمواطنيهم وأطفالهم فإننا نحاول قدر المستطاع تحاشي أذية الأبرياء من الفلسطينيين، لكن للأسف الإرهاب الجبان يتخذهم دروعًا بشرية، واضعًا قواعده العسكرية بين المدارس والجوامع والبيوت». ودعا «أدرعي» العرب لإدانة حركة حماس قائلًا: «ليقوم العالم العربي وأنتم أيها المشاهدون بإدانة حركة حماس الإرهابية فهي التي تقتل أطفالها وأطفال غيرها قول الحقيقة في حد ذاتها بطولة وأتمنى منكم ذلك».

إسرائيل تضلل العالم بصور رعب المستوطنين.. 
والإعلام العربى يساهم فى نجاحها



منذ بداية العدوان الإسرائيلى على غزة تقوم وسائل الإعلام الإسرائيلية بنشر صور فى أماكن مختلفة وبها أشخاص متباينون، تحمل في مجملها رسالة واحدة، مفادها أن الإسرائيليين يتعرضون لعنف كبير من جانب المقاومة الفلسطينية، وأن المدنيين الإسرائيليين يعيشون فى رعب. هذه الرسالة، التى تصدرها إسرائيل وآلتها الإعلامية، موجهة بالأساس إلى الرأي العام العالمى، لتكسب الدولة العبرية تعاطفه، وهو ما ظهرت نتيجته جلية فى ردود الأفعال الغربية على ما يجرى في غزة، حيث يساوى الغرب في أفضل الظروف بين الجانى والمجنى عليه، وبين الضحية والجلاد. وقد ساهمت وسائل الإعلام العربية، سواء عن عدم دراية أو عن سوء قصد في تدعيم هذه الفكرة، بنشر تلك الصور والفيديوهات للإسرائيليين وهم يعبرون عن رعبهم من قذائف المقاومة الفلسطينية، وهو الفخ الذى قررت إدارة "بوابة الأهرام" التحريرية عدم الوقوع فيه، بالامتناع عن نشر مثل هذه الصور، حتى لا نساهم بأي شكل في تنفيذ مخطط الآلة الإعلامية الصهيونية.
فالإعلام يشكل حجر الزاوية في الإستراتيجية الإسرائيلية منذ قيام الحركة الصهيونية على يد "تيودور هرتزل", ‏فعملية تأليب الرأي العام العالمي ضد العرب وتشويه صورتهم وتزييف حقيقة وعدالة قضيتهم هي سياسة تتم صياغتها بعناية فائقة من المسئولين الإسرائيليين.‏ ولذلك فإن النظام الإسرائيلي لديه عقيدة بهذه الفكرة ويعمل بكل جهد من أجل تكريس هذه الفكرة لدي المواطن الإسرائيلي وتصديرها إلى الرأي العام العالمي، لأن ذلك يعد من مصالح إسرائيل العليا, والهدف من هذا القول هو إضفاء الشرعية على الممارسات الإسرائيلية البشعة والعدوانية واعتبارها دفاعاً عن النفس ضد الأخطار، التي تتهددها كما تدعي. وتحاول إسرائيل من خلال عملية دمج الإعلام بالسياسةالخارجية والعسكرية في ظل الدعم الغربي إعلامياً وسياسياً ومادياً وعسكرياً أن تبث في نفوس العرب اليأس والإحباط للتخلي عن المقاومة التي هي الطريق الوحيد لاستعادة الحقوق المغتصبة, وهذا ما قاله رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "إسحاق رابين": إن السياسة الإعلامية والدبلوماسية الإسرائيلية يجب أن تنطلق من أن إسرائيل قد أصبحت حقيقة ثابتة في المنطقة العربية وأن مهمتها تتجسد في مواجهة العرب بتلك الحقيقة على الصعيد العالمي، وتوضيح مقدار عجز العرب في تغيير هذه الحقيقة المؤكدة التي يجب أن يقروا بها ويتصرفوا على ضوئها.‏
والعائد للتاريخ يستطيع أن يلمس أن الإعلام العربي لم يكلف نفسه عناء التصدي للدعاية الصهيونية في الغرب في الوقت الذي استطاع فيه الإعلام الغربي إقناع الرأي العام هناك بأن ما يفعله العرب أمر فيه تعصب وعنف وعدوانية، و فوق هذا مناهض للسامية.. وأن إسرائيل هي الحليف الغربي الوحيد في الشرق الأوسط.

ليست هناك تعليقات: