الرئيس والمشير والفريق والعدو
هناك رغبة رسمية فى دعم عوامل الغضب والاستقطاب
هناك رغبة رسمية فى دعم عوامل الغضب والاستقطاب
من حق الرئيس مرسى أن تكون له آراؤه الشخصية فى المشير والفريق، ولا أحد يصادر عليه أن يكون ودودا معهما ويستشيرهما ويطمئن عليهما بين وقت وآخر كما قال.
من حقه أن يعتبرهما من حماة الثورة، ويرى أنهما لعبا دورا فى إنجاحها.. لا أحد يريد أن ينتهك اعتقاده الشخصى فيهما.
غير أنه ليس من حق الرئيس أن يفرض على أحد آرائه واعتقاداته على الآخرين، ذلك أن هناك كثيرين بينهم وبين المشير والفريق دم وثأر بالنظر إلى سلسلة المجازر والانتهاكات البشعة التى نفذت فى المتظاهرين والمتظاهرات من شباب هذه الثورة.
من حقه أن يعتبرهما من حماة الثورة، ويرى أنهما لعبا دورا فى إنجاحها.. لا أحد يريد أن ينتهك اعتقاده الشخصى فيهما.
غير أنه ليس من حق الرئيس أن يفرض على أحد آرائه واعتقاداته على الآخرين، ذلك أن هناك كثيرين بينهم وبين المشير والفريق دم وثأر بالنظر إلى سلسلة المجازر والانتهاكات البشعة التى نفذت فى المتظاهرين والمتظاهرات من شباب هذه الثورة.
إن عشرات البلاغات والدعاوى منظورة أمام القضاء وجهات التحقيق الآن، كلها تطالب بالقصاص العادل ممن اتهموا بإهانة الشعب المصرى وكسر روحه بحفلات كشوف عذرية وتعرية وسحل على الأسفلت وتنكيل معنوى بالسمعة، وتكسير عظام أنبل من أنجب من شبان وفتيات، من كل التيارات، دفعوا ثمن هذه الثورة من دمائهم وحريتهم وكرامتهم التى ديست بالبيادات، وكانوا القنطرة التى عبر عليها الدكتور مرسى إلى رئاسة الجمهورية.
ولذلك حين يخرج الرئيس بتصريحات تحمل كل هذا القدر من العرفان والتقدير والتدليل فإن هذا من ناحية يجرح مشاعر وطنية متأججة بالغضب لدى قطاع كبير من الشعب المصرى من ناحية، ومن ناحية أخرى يعد شهادة تبرئة استباقية فى قضايا لا تزال قيد التحقيق
، والطرف الوحيد صاحب الحق فى القطع والحكم فيها هو القضاء، الذى لم يقل كلمته فيها بعد.
ولأن الصدمات لا تأتى فرادى، فقد جاءت قصة الخطاب العاطفى بتكليف سفير مصر الجديد لدى الكيان الصهيونى فعلا دبلوماسيا خادشا للكرامة الوطنية والمشاعر القومية، كون الخطاب يحمل من العبارات الرقيقة لسفاح قاتل بدرجة رئيس كيان مغتصب للأراضى العربية، ما يهين شهداء مصر وبطولات وتضحيات شعبها فى الحروب على مدى ستين عاما مضت.
ولا يصح أن يقال هنا إنها ديباجة بروتوكولية ثابتة ومتوارثة منذ أزمنة بعيدة فى الخارجية المصرية، لأن ما كان سائدا ومتبعا فى زمن المخلوع لا يجب أن يستمر معنا بعد ثورة عظيمة، من أبرز تجلياتها أن شابا من شبابها الرائعين تسلق البناية الشاهقة التى يتمركز فيها علم سفارة العدو وأنزله وأحرقه وسط احتضان شعبى جارف.
ولقد كان المتصور أن يخرج علينا الرئيس أو مؤسسة الرئاسة ببيان يحترم المشاعر الوطنية ويقول إن ما حدث كان خطأ دبلوماسيا ما كان ينبغى له أن يقع، ويعتذر للشعب المصرى ويعلن صراحة التزام مصر بثوابتها الوطنية وعمقها القومى، قبل الالتزام بالقواعد والأعراف الدبلوماسية المتغيرة.
ومن عجب أن تأتى هذه الأفعال فى فترة تتأجج فيها مشاعر الغضب ضد النظام الحاكم، وتغلى الصدور بالاحتقان ــ البرىء منه والمزيف ــ ضد المرحلة الراهنة، وكأن هناك رغبة رسمية فى دعم عوامل الغضب والاستقطاب.
وائل قنديل
وائل قنديل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق