الاثنين، 1 أكتوبر 2012

في ذكرى رحيله..قصة خالد عبد الناصر و"ثورة مصر" - فيديو


الآلاف يشيعون "مطارد ثورة مصر" خالد عبد الناصر نموذجاً لابن الرئيس المواطن.. 
وشهامة نور الدين منعته من الاعتراف عليه



القاهرة، مصر (CNN)-- شيع آلاف المصريين الجمعة، جثمان خالد عبد الناصر، نجل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، الذي غيبه الموت الخميس، عن عمر يناهز 62 عاماً، بعد صراع مع المرض، أدى إلى إصابته بهزال شديد، إثر عملية جراحية خضع لها في إحدى مستشفيات العاصمة البريطانية لندن، قبل تسعة شهور. وتدفق الآلاف ممن ينتمون إلى التيار "الناصري"، نسبةً إلى الرئيس الراحل، وغيرهم من المصريين، على مسجد "جمال عبد الناصر" في منطقة "منشية البكري" بالقاهرة، للمشاركة في جنازة خالد عبد الناصر، الذي عاش مطارداً لسنوات، بعد صدور حكم بإعدامه في القضية المعروفة باسم "تنظيم ثورة مصر." وكان النجل الأكبر للرئيس الراحل، قد وافته المنية الخميس في مستشفى "المقاولون العرب" بالقاهرة، والتي دخلها قبل ثلاثة أيام، حيث كان يعاني من اختلال في الوعي، واضطرابات في وظائف الكلى، حيث تم حجزه بغرفة الرعاية المركزة، بحسب ما نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن مدير المستشفى، مصطفى محمود. وقال مدير المستشفى إن خالد، الابن الأكبر لعبد الناصر، والذي كان بمثابة "الأب الروحي" لأشقائه عبد الحكيم وعبد الحميد وهدى ومنى، عقب وفاة والدهم المفاجئة قبل 41 عاماً، بينما كان رئيساً للجمهورية، توفى إثر تعرضه لهبوط حاد في الوظائف الحيوية للجسم.
■ تشاجر مع زميل له في المدرسة فطلب عبد الناصر من الناظر عدم التعرُض لمن ضربه.. وهدده بالسجن إذا حاول تمييزه عن الآخرين.. 
■ دعم تنظيم "ثورة مصر" مادياً ومعنوياً ووقف ضد الاحتلال الصهيوني لفلسطين والأمريكي للعراق.. وطلب منه رسمياً الابتعاد عن مصر.. 
■ لم يكن ممكناً أن يُسجن ابن عبد الناصر في قضية ضد إسرائيل.. وفي يوغسلافيا كان يلقب بـ"حبيب تيتو".. 
■ محمود نور الدين كان وفياً لخالد وصارماً بالنسبة لأخيه.. وقصته لم تكتب كما ينبغي حتى الآن...


 15 سبتمبر الذكرى الأولى لوفاة خالد عبد الناصر نجل الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وأحد مؤسسي تنظيم "ثورة مصر" الذي تم تشكيله في منتصف الثمانينات من القرن الماضي كرد فعل عنيف على معاهدة السلام التي وقعها الرئيس أنور السادات مع الكيان الصهيوني. التنظيم المسلح الذي خطط عملياته وقاده بجداره ضابط المخابرات محمود نور الدين الذي استقال بعد توقيع معاهدة السلام مع "إسرائيل" كان يستهدف اغتيال أعضاء جهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد" ممن يعملون في السفارة التي تقع على طرف النيل بالقاهرة. خالد عبد الناصر توفي بعد صراع طويل مع المرض استمر لسنوات داخل غرف العمليات والعناية المركزة، وفي جنازته خرج الآلاف من المصريين يودعونه بهتاف شهير "يا خالد قول لأبوك.. الملايين بيحبوك"، نجل "الزعيم" الذي لم يحضر جنازة والدته تحية كاظم أو "السيدة الجليلة" كما اعتاد المصريون مخاطبتها بسبب ابتعاده إلى يوغسلافيا بعد الكشف عن التنظيم والقبض على نور الدين، وفي الجنازة التي خرجت في مطلع التسعينات هتف المصريون وراء والدته "ثورة مصر لما هبت.. مصر من وراها ردت.. عاشت الإيد اللي ربت".
 "البديــل" تحدثت مع الكاتب الصحفي عبد الله السناوي أحد المقربين من خالد، وهو الذي جلس معه ليكتب مذكراته أو أوراقه الخاصة، السناوي تحدث عن إنسانية خالد وشهامة ووفاء محمود نور الدين، وماذا طلب منه "أي خالد" بعد كشف تنظيم ثورة مصر، ومواقف أخري حكاها له نجل "الزعيم" في جلساتهم سوياً. يرى السناوي بداية أن ماتبقي من خالد وذكراه هو النموذج الإنساني الذي قدمه لنا مع الربط بأنه ابن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وما تقتضيه هذه المكانه، قال "حكى لي خالد أنه عندما كان في المدرسة ضغيراً رجع إلى البيت وعلى وجهه خدوش من آثار "خناقة" بينه وبين زميل له، فلما رآه عبد الناصر سأله بحزم "ماذا حدث"، ثم اتصل على الفور بناظر المدرسة وطلب منه بحزم أيضاً ألا يتعرض أحد للطالب الذي تشاجر مع خالد أو ضربه لأنهم زميلين مع بعض ولا تمييز لأحدهما على الآخر بحجة أن هذا ابن الرئيس".
 واقعة أخري يرويها السناوي لنا ووردت في أوراق خالد الخاصة عن أن أبيه عبد الناصر قال له بوضوح "إذا حاولت أن تتميز عن الآخرين في المعاملة لأنك ابن رئيس الجمهورية فسأضعك في السجن الحربي"، ويضيف الكاتب الناصري أن خالد كان يدرك أنه طالما أغلق على العائلة باب فإنها تصبح عائلة عادية جداً وكان يتصرف على هذا الوضع، وبهذا يؤكد السناوي أن ذكري نجل الزعيم نستخلص منها أنه قيمة إنسانية عالية كابن رئيس كان يعامل ويتعامل كأي شاب أو مواطن آخر.


 ورداً على سؤال حول ما إذا كان خالد قد حاول أو فكر ممارسة السياسية بعد فشل تنظيم ثورة مصر، يجيب السناوي أن خالد كان يمارس السياسة على طريقته الخاصة، حيث دعم التنظيم مع نور الدين مادياً ومعنوياً، وبعدها كان يتواجد دوماً في المواقف العربية والقومية الرافضة للاحتلال الصهيوني لفلسطين والاحتلال الأمريكي للعراق، ولم يقرر العمل بشكل آخر غير ذلك، ويكشف السناوي عن أنه طُلب من خالد مغادرة مصر رسمياً بعد الكشف عن "ثورة مصر" ولم يختر هو الابتعاد، ويفسر ذلك بأن الأمر كان معقداً وقتها ولا يمكن بأي حال من الأحوال سجن ابن زعيم الأمة العربية عبد الناصر في قضية عن تنظيم مسلح يواجه إسرائيل، على حد قوله، وهو الأمر الذي يؤكده الكلام عن الضغوط التي مارسها رؤساء وملوك وأمراء البلاد العربية على الرئيس السابق حسني مبارك لمنع اعتقال خالد، لا عتباره أنه "ابن كل رئيس" فيهم، ويقول أن الوقت الذي قضاه في يوغسلافيا في ضيافة زعيمها تيتو كان يلقب وقتها خالد هناك بـ"حبيب تيتو". 
 ويوضح رئيس تحرير جريدة "العربي الناصري" السابق رفض محمود نور الدين رفيق خالد الاعتراف بعضويته في التنظيم رغم ان ذلك كان معروفاً، بأن نور الدين كان لديه من الشهامة والوفاء تجاه خالد ما يمنعه من ذلك، كما أن لديه من الصرامة ما جعل شقيقه عصام يعترف عليه وعلى التنظيم للأمريكان، مشدداً على أن قصة محمود نور الدين لم تكتب حتى الآن كما ينبغي.

جمال عبد الناصر فلم وثائقى

ليست هناك تعليقات: