السبت، 13 أكتوبر 2012

قرصنة أمريكية في قلب القاهرة. وإسرائيل استعدت لاحتلال سيناء


عملية قرصنة غير مسبوقة لاختطاف أعضاء المنظمات الممولة أمريكيا وغربيا 
الموجودين تحت حماية السفارة الأمريكية فى القاهرة


■ أمريكا خططت لأكبر عملية قرصنة في قلب القاهرة..وإسرائيل استعدت لاحتلال سيناء ..
■ السعودية امتنعت عن دعم مصر حتى تفرج عن الأمريكيين ..والبنك الدولى أوقف مفاوضات القرض المطلوب ..
■ طائرة أمريكية حطت فى مطار القاهرة قادمة من قبرص.. و قائد الدفاع الجوي شرح الموقف .. والسيسي كان حاضرا.
■ المستشار عبد المعز وضع التكييف القانوني وسافر لكينيا.
■ السلاح المصري مرهون بالرضا الامريكي وتنوع المصادر واجب وطني فوري ..
■عرض لخط سير الطائره بالالوان من لارناكا الى القاهره … ووزير الطيران ينفي.
 عشر دقائق من الزمن كانت كافية لتعطيل الر ادارات المصرية، فى أثناء هذا الزمن القصير تقوم طائرات أمريكية بعملية قرصنة غير مسبوقة لاختطاف أعضاء المنظمات الممولة أمريكيا وغربيا الموجودين تحت حماية السفارة الأمريكية فى القاهرة، عاشوا رعب الملاحقة القانونية قبل أن يعلن المستشار عبد المعز إبراهيم رئيس محمة الاستئناف عن سفرهم المفاجىء فى صدمة رهيبة للرأى العام المصرى، لاتزال أصداؤها إلى الآن فما هى القصة، وقد عايشتها من البداية إلى النهاية.
 بدأت القصة المريبة حين اكتشفت مصر دخول مليارات الدولارات بعد يناير، ووجدت نفسها عرضة لفوضى عارمة، ومظاهرات فى أماكن مختلفة، بعضها كان خطيرا على الأمن القومى المصري، وراحت الخيوط تتجمع لدى أجهزة سيادية، اكتشفت أن خمس منظمات غربية، منها أربع أمريكية وواحدة ألمانية، تغدق الأموال على رجالها فى مصر لتنفيذ مخططات خطيرة، مستغلة الانفلات الأمنى الذى كان قد ضرب البلاد من إسكندرية إلى أسوان. وزير العدل محمد عبد العزيز الجندى فى ذلك الوقت كشف فى مؤتمر صحفى عن تمويل غربي وعربى دخل البلاد، مؤكدا أن كل من حاول العبث بمصر سوف يقدم إلى المحاكمة، وتم الإعلان عن أسماء أجنبية ومصرية بلغ عددهم 41 شخصا، منهم 19 أمريكيا، فور الإعلان الرسمى انطلقت كل أجهزة أمريكا الحساسة لمنع هذه المحاكمة.
 جاء كبار الساسة الأمريكيون، عسكريين ودبلوماسيين، ووجدوا القاهرة وقد تغيرت، والشارع مرحبا بمحاكمة امريكا نفسها، وتم تحديد دائرة لمحاكمة نادرة، شعر المصريون بأنهم يعبرون مانعا جديدا يشبه خط بارليف، لكن هذا الفرح لم يدم طويلا فبعد أيام تم الإعلان عن سفر المتهمين الأجانب على متن طائرة امريكية خاصة. وقع الزلزال وشعر المصريون بالنكسة مرة أخرى،كان السيناتور الأمريكى جون كيرى جاء إلى القاهرة التقى بالقيادى الإخوانى خيرت الشاطر ، وبعدها سفر المتهمون معززين مكرمين امريكيا وقد استقبلهم كبار الساسة الأمريكيون فى العاصمة الأمريكية واشنطن استقبال الفاتحين، وكانت مصر تشعر بالعار والحزن، فى وقت كان فيه المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية والقضاء وأجهزة الدولة الأخرى تطمئن الجميع بأنهم لن يرضخوا للضغوط حتى لو كانت من أمريكا، لكنهم رضخوا وهذه هى رواية القصة كما جرت وقائعها المؤلمة، وكنت فى القلب منها. مساء الخميس الاول من مارس بدأت الانباء تتناثر حول سفر المتهمين الامريكيين والاوربيين فيما يعرف ب " التمويل الاجنبي بطرق غير مشروعة لمنظمات المجتمع المدني " ،
ومع انتشار الخبر تلبدت سماء مصر بغيوم من الغضب للكرامة التي ديست ، وكنت بالطبع من هؤلاء الذي تملكهم الغضب والحنق ربما بدرجة اكبر لاني كنت حينها عضوا باللجنة الاعلامية للمجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي وعدونا باقصى درجات الشفافية في كل القضايا، فكيف جرى اذن السماح لمتهمين بهذه الخطورة بالسفر دون اي تمهيد ، وخاصة اني احسست عندما تناقشنا في هذه القضية في اجتماعات سابقة ان هناك اصرار على ان تسير القضية في مسارها الطبيعي وليس بوارد الخضوع للضغوط والابتزاز الامريكي ، حتى ان احد قيادات المجلس طلب نسخة من كتاب سبق وطبعته بعنوان " تطبيع وتمويل " للباحثة الجادة الراحله سناء المصري وطبع منه على الفور عشرات النسخ ووزع نسخة لكل من الحاضرين ، وتناقشنا على مدى الاسبوع الماضي في قضية التمويل ومصادره وخطورته على الامن القومي ودور المنظمات المموله والمتموله في اختراق المجتمع المصري لصالح الكيان الصهيوني ، وعرضت في الاجتماع تجربتي كشاهد عيان على التمويل للتنظيمات اليساريه والقومية وبعض من رموزهم والتي بدأت في اواخر سبعينيات القرن الماضي واستمرت حتى العقد الاخير من هذا القرن ، وذكرت اني ساضمنها قريبا في كتاب تحت عنوان " نصف قرن من المال الحرام " ، فاشاد الحضور بفكرة الكتاب والحوا في سرعة نشره وخاصة انه كان سيكشف عن تمويل كنت شاهدا عليه لبعض من المرشحين المحتملين للرئاسة ، وتوقف بعضهم عند دور المركز الثقافي الهولندي في تمويل بعض من رموز الادب والسياسه في اواخر الثمانينات وكشفت عن ان الكاتب المعروف رؤوف مسعد كان عراب العلاقة بين مدير المركز الهولندي والمثقفين المصريين ، وكيف ان مدير المركز كانت له زيارات شبه اسبوعيه للكيان الصهيوني ، وكان دائم التردد على موالد الاولياء في ربوع مصر . طاردتني كثيرا الرغبة في الاتصال باحد اعضاء المجلس العسكري للاطلاع على حقيقة سفر المتهمين ولكني قاومت وكتمت غيظي للسبت حيث موعد الاجتماع القادم وهو ليس ببعيد . في عصرالسبت الثالث من مارس بدأت اعمال اجتماعنا الدوري في دار الدفاع الجوي في مدينة نصر ، وكانت وجوه كل اعضاء اللجنة تقريبا تنبيء عن غضب مكتوم مع لهفة للاطلاع على خفايا قضية سفر او تهريب المتهمين الامريكيين والاوروبيين من مطار القاهره على طائرة خاصة امريكية جاءت خصيصا لنقلهم الى الولايات المتحدة الامريكية في تحد صارخ للارادة القضائية المصرية .
 وعلى طاولة الاجتماع كان الفريق عبد العزيز سيف الدين قائد الدفاع الجوي يقبض بكلتا يديه على ملف يبدو انه يتضمن الكثير من الوثائق التي يمكن ان تسهم في توضيح الصورة والى جانبه اللواء عبد الفتاح السيسي مدير الاستخبارات العسكرية واثنين من مساعديه يحمل كل منهم ملفا وجهاز اي باد، بالاضافة الى العقيد احمد محمد علي الذي كان يجهز للقيام بمهمة المتحدث الرسمي العسكري . وبذكائه المعهود قرأ الفريق عبد العزيز سيف الدين بركان الغضب الكامن في رؤوسنا وفي محاولة للتخفيف من حدة البركان قبيل انفجاره بدأ حديثاعاما عن الازمة الاقتصادية التي تزداد حدة في البلاد والتدهور الامني الذي يسهم بصورة كبيرة في تعميق الازمة الاقتصادية ، وانتقل مباشرة للحديث عن الضغوط العربية والدولية السياسية الاقتصادية ، بدءا من الايعاز لصندوق النقد الدولي بالتوقف عن منح مصر اية قروض تطلبها، الى تباطىء المملكة العربية السعودية في الوفاء بما وعدت من مساعدات تنفيذا لرغبة الادارة الامريكية ، واكد على صحة المعلومة بقيام السعودية بتحويل خمسمائة مليون دولار كدفعة من المساعدات المتفق عليها يوم الخميس تزامنا مع السماح بسفر المتهمين الامريكيين والاوربيين في القضية ، بل و أبدت السعودية استعدادها للبدء فورا فى إنشاء الجسر البحرى الذى يربط بينها وبين مصر عند شرم الشيخ.. ووافقت على تحمل التكاليف وحدها. وانتقل بعدها الى الحديث عن الخطوة الاكثر خطورة التي لوحت بها الادارة الامريكية والمتمثلة في وقف المساعدات العسكرية والتوقف عن امداد مصر بقطع غيار الاسلحة ، ما يجعل من اسلحة الجيش المصري قطع من الخردة بلا حراك ، وتوقف كثيرا عند هذه النقطة التي تحولت لموضع نقاش موسع من الحضور اتفق الجميع في نهايته على ضرورة البدء في تنويع مصادر السلاح حتى لا يبقى جيشنا تحت رحمة الرضاء الامريكي المرتهن بالرضاء الاسرئيلي .
وتوقف عضو المجلس العسكري لبرهة والحضور يلفهم الصمت واللهفة لمعرفة المزيد ، ليبدأ بعدها حديثه بصوت خافت بفعل الالم على ما يبدو مما سيفجره من مفاجأة ، اذ اعلن ان التكنولوجيا الامريكية قادرة على شل حركة الرادارت المصرية من عسكرية ومدنية لمدة عشر دقائق وهي مدة كافية لهبوط طائراتهم الى الاراضي المصرية دون علم وارادة السلطات ، وهذا الخيار كان واردا وهذا ما كشفته اجهزتنا الاستخباراتيه ، فاصاب الحضور من اللجنة الاعلامية وخز اظنه مازال يتحرك بين الفينة والاخرى لينخر كرامتنا الوطنية في عصبها العاري .
 بعدما بلعت ريقي الذي جف من هول ما سمع ، وقلت انه اذا ما كانت الادارة الامريكية اقدمت على تلك الخطوة التي تمثل خرقا لكل الاعراف الدبلوماسية وقرصنة مكتملة الاركان يضعها تحت طائلة المساءلة القانونية الدولية ، وتسهم ذلك التصرف الاهوج في خلق حالة من الغضب العام في الشارع المصري يمكن ان تتحول لقوة داعمة للمجلس الاعلى للقوات المسلحة ،واستشهدت بوقفة الشعب المصري خلف قيادته اثناء العدوان الثلاثي في العام ١٩٥٦ وفي ٩ و١٠ يونيه ١٩٦٧ ...
••، فكان رد عضو المجلس الاعلى صادما حيث اكد على ان الشعب الذي اتحدث عنه اصبح في ذمة التاريخ ، وهذا الرد من وجهة نظري يعكس فقدان الثقة الحاصل بين قيادة الجيش والشعب تتشابه بدرجة ما مع الحالة التي جرت عقب هزيمة جيشنا في ١٩٦٧ .
•• وعرض قائد الدفاع الجوي صورة بالالوان لخط سير الطائرة الامريكية منذ اقلاعها من مطار لارناكا ، مؤكدا على ان وزير الطيران المدني حسين مسعود كان مجافيا للحقيقة عندما اعلن عن انه لا يوجد لديهم صورة من خط سير رحلة الطائرة .
وتساءل احد الزملاء الحضور عن السبب وراء احجام المجلس عن اصدار أن يصدر بيان من المجلس الأعلى للقوات المسلحة أو من رئاسة الحكومة يعرض خلاله للضغوط والتهديدات التى تعرضت لها مصر ، لدفعها للموافقة على سفر المتهمين الأمريكيين والاوروبيين ، وكيف ان مصلحة البلاد فرضت هذا الموقف .
 فكان رد عضو المجلس ان الصورة بكاملها عرضت على المستشار عبد المعز ابراهيم الذي وضع السيناريو والاخراج وكان من المنتظر ان يوضح الامور الملتبسه للرأي العام لكننا فوجئنا انه قد سافر الى كينيا ضمن وفد للمشاركة في احد المؤتمرات، ما جعل الامور تزداد التباسا لدى الرأي العام . وانتهى الاجتماع لكن الاسئلة لم تنه بل يمكن القول ان تلك القضية اسهمت بشكل كبير في شرخ جسر الثقة بين المجلس العسكري وبعض اعضاء اللجنة الاعلامية وانا منهم بل يمكن القول اغلبية شعب مصر ، ما ادى لانسحابي بعد ذلك لاسباب ليس مجال ذكرها الان ، ولكن فصول هذه القصة المريبة لاتزال في الكواليس والتاريخ وحده سيرفع الستار عن كامل الحقيقة ويجيب عن سؤال : لماذا ضحى اعضاء المجلس الاعلى للقوات المسلحه بسمعتهم الشخصية والعسكرية ؟ هل كان ذلك منعا لقرصنة امريكية حقيقية كانت تنتظر مصر ام لانهم فضلوا الانسحاب عن المواجهه؟

ليست هناك تعليقات: