الأربعاء، 3 أكتوبر 2012

خريطة التحالفات السياسية في مصر مثل الرمال المتحركة.فيديو


خارطة التحالفات الجديدة في مصر 
سياسية أم انتخابية؟!!


في هذا التقرير يرصد "معهد العربية للدراسات والتدريب" خارطة التحالفات الجديدة في مصر، المدنية والوسطية والإسلامية، والتي تم تشكيلها أو التي هي قيد التشكل، مع التعريف بأهم الأطروحات لكل منها وأبرز رموزها ومواقفها السياسية من الجدل السياسي الساخن في مصر بعد الثورة. وفيما يمكن اعتباره في حده الأدنى محاولة لحفظ ماء الوجه، وفي حده الأقصى محاولة لتغيير خريطة القوى السياسية ومواجهة الصعود الكبير للتيار الإسلامي، تسعى الأحزاب والقوى المدنية لتكوين تحالفات انتخابية/ سياسية فيما بينها لتمثل قطبا- أو أقطابا- يعتد بها في المشهد السياسي في مصر. ذلك أن الأحزاب والقوى المنضوية في إطار التيار المدني عموما، قد أدى تشتتها وعدم تقديرها لقوة التيار الإسلامي في الشارع المصري، إلى خسارة فادحة في كافة الانتخابات التي شهدتها مصر منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011، حتى الآن، وهي الانتخابات البرلمانية ومروراً بانتخابات مجلس الشورى وانتهاء بالانتخابات الرئاسية.
 ولا يعني ذلك بالطبع أن الفترة السابقة خاصة تلك التي سبقت الانتخابات البرلمانية 2011 لم تشهد محاولات للالتئام في تحالفات لخوض الانتخابات، إذ شهدت تلك الفترة بعض التحالفات أو التكتلات الانتخابية، كان أشهرها التحالف الديمقراطي والكتلة المصرية وتحالف الثورة مستمرة، فضلا عن الجبهة السلفية التي ضمت الأحزاب السلفية والسلفية الجهادية التي لم تستكمل شروط الترخيص حزبيا حينئذ، وربما باستثناء هذا الأخير الذي حصل المقعد الثاني في الانتخابات البرلمانية أصابت حمى الانشقاقات مع اقتراب البرلمانية أغلب التحالفات والتكتلات الأخرى، أكثر من مرة.
 وبينما توحدت التكتلات الإسلامية خلف المرشحين الإسلاميين، وتوحدت جميعها خلف مرشحها في جولة الإعادة الدكتور محمد مرسي الذي فاز بفارق ليس كبيرا عن منافسه حينئذ الفريق أحمد شفيق، و لم تنجح القوى المدنية في الاجتماع خلف مرشح واحد، ولكن توزعت واتجاهاتها.
 بيد أن تلك التحالفات المدنية، وبسبب ما شاب تكوينها من مشكلات وما واجهها من تحديات، قد فشلت في تحقيق نتائج ذات اهمية في الانتخابات البرلمانية مقارنة بما حققه التيار الإسلامي ممثلا في حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين وحزب النور السلفي فيها وفي الانتخابات الرئاسية فيما بعد، فهل تستطيع أحزاب وقوى التيار المدني عبر تحالفاتها الجديدة من تصحيح ما وقعت فيه من أخطاء خلال الفترة الماضية ومنافسة التيار الإسلامي بشكل يبتعد بها عن خانة "التمثيل المشرف" للمنافسة الحقيقية، أم أن الأمر لا يعدو كونه "قفزة في الهواء" من قبل تلك الأحزاب والقوى السياسية، على اعتبار أن "المرض" الأساسي الذي عانت منه الأحزاب والقوى السياسية في التيار المدني ما زال كما خاصة فيما يتعلق بتغليب المصالح والتصورات الشخصية لقادة تلك الأحزاب والقوى؟.
 سنعرض فيما يلي لخارطة التحالفات السياسية التي ظهرت بعد الانتخابات الرئاسية في مصر وأهم أطروحاتها ورموزها. تحالفات ما بعد الانتخابات الرئاسية اكتملت صدمة أحزاب وقوى التيار المدني بعد نتيجة الانتخابات الرئاسية التي خرجت منها خالية الوفاض، لتدرك أن كثرة مرشحي التيار المدني كانت الثغرة التي نفذ منها التيار الإسلامي دون التقليل من قوة ذلك التيار في الشارع المصري.
 ومنذ إعلان نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية بدأت الأحاديث تتواتر عن أهمية وضرورة التحالف والاصطفاف في جبهة واحدة أو على الأقل في عدد قليل من الجبهات لمواجهة النفوذ الإسلامي، وبهدف أساسي هو الحفاظ على مدنية الدولة التي كانت الهدف الأساسي لثورة يناير 2011. وفيما بدا أنه استجابة للتحديات التي تواجه أحزاب وقوى التيار المدني، شهدت الساحة السياسية والحزبية في مصر خلال الأسابيع الأخيرة الإعلان عن بعض التحالفات السياسية والانتخابية، التي أثارت الكثير من الآمال في إمكانية محاصرة السعي الإسلامي لاستكمال السيطرة على مقاليد الأمور في مصر. وفيما يلي أهم التحالفات والتكتلات التي تم الإعلان عنها حتى الأن. 
■ أولا: تحالف الوطنية المصرية
يضم تحالف الوطنية المصرية كلا من تحالف التيار الشعبي والتحالف الديمقراطي الثوري، وقد نفى حزب الدستور الذي يرأسه الدكتور محمد البرادعي انتماءه لهذا التحالف يوم الخميس 27 سبتمبر الماضي، معلنا فقط اندماجا بينه وبين حزب العدل أحد الأحزاب الجديدة بعد الثورة، ولكن يبدو أن حزب الدستور الذي يرأسه محمد البرادعي لا يمانع من الدخول في تحالفات سياسية وتكتيكية فيما يخص القضايا السياسية العامة، كالموقف من تأسيسية الدستور.
 فقد لبى الحزب والبرادعي دعوة حمدين صباحي والتيار الشعبي يوم 28 سبتمبر مع العديد من القوى الوطنية، والذي انتهى إلى رفض كل ما يصدر عن تأسيسية الدستور بعد ما تسرب عنها بما يشبه الكوارث الدستورية!( جريدة الأخبار في 28 سبتمبر الماضي) ووقع على البيان الذي حمل رئيس الجمهورية المسئولية عن كل ما يصدر عنها حسب وعوده بعد جولة الإعادة، ووقع على البيان المشترك كل من حمدين صباحي( التيار الشعبي) ومحمد البرادعي( حزب الدستور) وحنا جريس( الديمقراطي الاجتماعي) وعبد الغفار شكر ومحد غنيم من تحالف الثورة مستمرة. وسنحاول الآن التعريف بما هو واقع تحالف التيار الشعبي المصري الذي يرأسه حمدين صباحي حسب الواقع حتى تاريخ هذه الكلمات.
التيار الشعبي المصري
يرتبط اسم التيار الشعبي المصري الذي أعلن عن في الحادي والعشرين من سبتمبر 2012 باسم السيد حمدين صباحي المرشح السابق للانتخابات الرئاسية، إذ بدأ التفكير في كيفية تحويل الكتلة التي صوتت له في الانتخابات ووضعته في المرتبة الثالثة بعد كل من الدكتور محمد مرسي والفريق أحمد شفيق إلى حزب أو حركة تستوعب هؤلاء المناصرين وتحولهم إلى قوة ضغط يمكن الاستفادة منها في الصراع السياسي الدائر في مصر. وقال صباحي إن التيار جاء ليمثل تيارًا ثالثًا يعبر عن الوسطية في كل شيء، وأنه يمثل البداية الحقيقية للمعارضة المصرية الساعية نحو الوصول إلى السلطة، بما يضمن عملية تداول السلطة فيها، فمصر ـ على حد قوله ـ أكبر من أن يتحكم فيها فصيل أو جماعة أو حزب.
 كما أشار إلى أن التيار يعبر في الحقيقة عن حالة اجتماعية واسعة تجمع كل فئات الشعب المصري، ومن ثم أكد أن التيار الشعبي لا يمثل في تلك المرحلة حزبا بالمعنى المتعارف عليه، بل هو ﺗﻨﻈﻴم ﺷﻌﺒي ﻭﺍﺳع يتطلع للانتشار في ﻛﻞ ﺭﺑﻮﻉ ﻣﺼﺮ، بقيادة ﺟﻴﻞ ﺟﺪﻳﺪ ﺷﺎﺏ ﻣﻨﻔﺘﺢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ متطلع ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ. 
بما يعني أنه محاولة لتجميع الخمسة مليون مواطن الذين انتخبوا صباحي في الانتخابات الرئاسية لتكوين جبهة رأى فيها المخرج خالد يوسف أنها قادرة على تصحيح المعادلة المختلة مع تيار الإسلام السياسي الذي يمثل من وجهة نظره أقلية كاسحة وبقية القوي الوطنية أغلبية "كسيحة"
وقد حدد البيان التأسيسي للتيار أن التيار يسعى إلى تحقيق أهداف ثورة يناير واختياراتها الاقتصادية والاجتماعية، وذلك عبر محاور ثلاثة، تبدأ بنظام سياسي ديمقراطي تتبناه دولة وطنية مدنية حديثة تجسد مبدأ السيادة للشعب الذي ينبغي أن يكون مصدر كل السلطات، وأن يكون هذا النظام قائماً على دستور جديد يصون الحريات العامة ويحقق الفصل بين السلطات ويعيد بناء مؤسسات الدولة ويحفظ استقلال القضاء وحرية الإعلام والصحافة والإبداع والتفكير والعقيدة. 
رموز التيار:
بالإضافة إلى مؤسس التيار حمدين صباحي هناك العديد من النخبة المصرية شاركوه التأسيس هم الدكتور محمد غنيم وعبد الحكيم عبد الناصر، والقيادي اليساري عبد الغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبي. و القيادي العمالي كمال أبو عيطة رئيس اتحاد نقابات العمال المستقلة، والدكتور مصطفى الجندي، ومجدي المعصراوي، وشاهندة مقلد مؤسس نقابة الفلاحين، والروائي بهاء طاهر، والإعلامي حمدي قنديل، والمخرج السينمائي خالد يوسف. 
ب - التحالف الديمقراطي الثوري جاء الإعلان عن التحالف الديمقراطي الثوري الذى يضم عددا من الأحزاب والحركات اليسارية لتحالف الديمقراطي الثوري في 19 سبتمبر 2012 بشارع شامبليون بوسط القاهرة أي قبل التيار الشعبي بيومين فقط . 
وهو التحالف السياسي الثاني عقب الانتخابات الرئاسية وضم نحو 10 أحزاب وحركات يسارية هى حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وحزب التجمع ,الحزب الشيوعي ,الحزب الاشتراكي , حزب العمال والفلاحين بالاضافة الى ثلاث حركات هى أتحاد الشباب الاشتراكي وحركة مينا دانيال وحركة الديمقراطية الشعبية واخيراً الائتلاف الوطني لمكافحة الفساد. 
أهداف التحالف:
يهدف التحالف الى مقاومة السياسيات الليبرالية الجديدة الاقتصادية بالإضافة إلى الاهتمام بالمصالح الاقتصادية والاجتماعية للطبقات الشعبية.ويؤكد على ضرورة بناء نظام اقتصادي يضمن حقوق العمال ومكافحة الفقر وتنمية المناطقِ المهمشة ومنع الاحتكار والقضاء على الفساد، بالإضافة إلى التوزيع العادل للثروة الوطنية. يدرك اليسار المصري الذى اتهم من قبل قوى إسلامية مؤخرا بتلقي تمويل من الخارج أن النزول إلى الحلبة السياسية يتطلب طرح مزيد من الأفكار للوصول إلى المواطن الغارق فى وعود وأقوال الساسة، بعيدا عن الأفعال في واقع يزداد تعقيدا يوما بعد آخر. لكن ذلك يحتاج إلى تقارب مع القوى المدنية والليبرالية التى تغرد في نفس السرب الذي ينادي بكتابة دستور يكفل تداول السلطة وإلغاء القوانين المقيدة للحريات مع إرساء قواعد المشاركة والمواطنة وعدم التمييز بالاضافة إلى إقرار مبدأ فصل الدين عن الدولة. 
■ ثانيا: تحلف الأمة المصرية
تحالف الأمة المصرية أو تحالف المؤتمر المصري هو تحالف وطني مصري دعا إليه السيد عمرو موسى عام2012 بمشاركة عدد من السياسيين المصريين والشخصيات العامة أمثال المهندس حسب الله الكفراوي والدكتور يحيى الجمل وأيمن نور والدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع. أهداف التحالف: تتلخص أهداف تحالف الأمة المصرية في عدة نقاط أهمها كما يلي: الحفاظ على مدنية الدولة المصرية وذلك عن طريق منع سيطرة فصيل سياسي واحد على أجهزة الدولةووضع تصورات فيما يخص كتابة الدستور المصري والوصول لتحالفات انتخابية لخوض الانتخابات البرلمانية. وخلق مشاركة مجتمعية لمتابعة تطورات الأوضاع السياسية المصري 
  ■ ثانيا :وثيقة تحالف الأمة
بنود الوثيقة التى توافق الحاضرون حولها خلال الاجتماع جاءت في 8 بنود، كالتالي: 
(1) تحالف الأمة المصرية يهدف إلى الحفاظ على تجانس المجتمع المصري وحماية الجبهة الداخلية كسبيل لحماية الأمن القومي المصري. 
(2) توحيد قوى المعارضة في مصر داخل كيان واحد، ثالثا: إعداد استراتيجيات لمسارات العمل الوطني في جميع المجالات. 
(3) العمل على وضع دستور يكفل بناء الدولة المدنية على أساس نظام ديمقراطي يتضمن المبادئ والحقوق والحريات الأساسية. 
(4) التنسيق بين مواقف أعضاء تحالف الأمة.
(5) المشاركة بفاعلية في انتخابات المجالس التشريعية والمجالس المحلية بناءا على قوانين عادلة تحترم مبادئ المساواة وتكافؤ الفرص. 
(6) مصر دولة عصرية حديثة.(7) الحفاظ على الحقوق وحرية التعبير. 
(8) أن يكفل التحالف حرية الإعلام في مصر. 
■ ثالثا: تحالف الكتلة الوطنية "حزب الحركة الوطنية"
جاء إعلان الفريق أحمد شفيق، المرشح الرئاسي السابق فى 21 سبتمبر 2012 عن تأسيس حزب سياسي جديد لكل المصريين يحمل اسم "الحركة الوطنية المصرية" وانضم شفيق لقائمة مؤسسي الحزب، والذي يرأسه النائب السابق محمد أبوحامد، بالإضافة إلى كل من مكرم محمد أحمد نقيب الصحافيين السابق، ولميس جابر الأديبة والكاتبة الصحافية، وسعد الدين إبراهيم مدير مركز ابن خلدون، والسينارست وحيد حامد، وطارق نور الخبير الإعلاني والإعلامي. وأضاف شفيق أنه يسعى في الحزب الوليد إلى بلد يستوعب أحلام شبابه، ويحافظ على حقوق الأجيال القادمة، ولا ينكر ما قدمته الأجيال الماضية، في وطن موحّد تديره دولة قوية عادلة مستقلة. 
■ رابعا: تحالف نواب الشعب
أعلن عن هذا التحالف على يد النائب البرلمانى السابق حيدر بغدادى ومن مكتبة وبحضور اعضاء الحزب الوطنى المنحل واعضاء من مجلس الشعب السابقين ويعقد تحالف نواب الشعب الذى يضم أكثر من 200 نائب من برلمان 2005 الاجتماع الاول له بعذبة جيرة الله بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، يوم الاثنين المقبل، للوقوف على الاهداف لاساسية التى يسير عليها التحالف للمشاركة فى الانتخابات البرلمانية القادمة فى مواجهة التيار الدينى. وأكد جمال عبدالمقصود، المتحدث الرسمى للاتحاد في تصريحات صحيفة، اننا سنتصدى بكل ما نملك وسنحشد اكبر كم من المواطنين لاخونة الدولة ولن نسمح بالعبث بالدستور ومقدرات الدولة.واضاف اننا سنواجة كل من يعبث بأمال وطموحات الشعب المصرى من اجل الحفاظ على خروج الدستور المصرى فى افضل صورة. وأوضح صفوت إبراهيم، المستشار القانونى للتحالف فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الاجتماع انتهى بموافقة الأعضاء على تشكيل التحالف، وإعلان وثيقته، وكان من أبرز الحضور "حيدر بغدادى، عاطف النمكى، هشام مصطفى خليل، عبد المنعم سمك، طلعت مطاوع وعبده جابر وجمال عبد المقصود". 


  المؤسسون للتحالف:
يعتبر المؤسس الابرز فى هذا التحالف هو النائب البرلمانى حيدر بغدادى الشهير بنائب النقوط والعمدة نايف جيرة الله وجمال عبد المقصود وعاطف الاشمونى والمستشار محمد عامر وطلعت مطاوع والكاتب الصحفى “محمود نفادى” نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية ومحمود مغاورى بالاضافة الى إن التحالف تم تأسيسه بعضوية 117 عضواً من المنحل حتى الآن، 
  وثيقة التحالف: 
وثيقة التحالف التى تم إعلانها فى الاجتماع، أكد فيها النواب أنهم مجموعة من المصريين المخلصين، وأن التحالف سياسى شعبى وليس حزبياً، يهدف لرفض أى سياسة أو تشريع تقصى أى مصرى من المشاركة فى العمل السياسى. وأكدوا أن التجربة الديمقراطية بعد ثورة يناير، تتطلب العمل على عدم استيلاء فصيل سياسى أو جماعة دينية على الحياة السياسية، ورفضوا أى محاولات من جانب الجمعية التأسيسية للدستور لتغيير هوية الدولة المصرية أو المساس بالمبادئ والمقومات الأساسية للدولة، أهداف التحالف: يهدف التحالف الى إعادة رسم وتحديد الخريطة السياسية والبرلمانية لمصر بعد الدستور الجديد لتشمل جميع الاتجاهات والأطياف السياسية دون إقصاء، على أن يكون لأعضاء التحالف مساحة كبيرة فيها بحكم خبرتهم السياسية والبرلمانية، من خلال العمل على تجديد الثقة بهم. 
خامسا: تحالفات قيد التشكيل 
أ- تحالف حزب الدستور:
فيما يتعلق بحزب الدستور الذي أسسه الدكتور محمد البرادعي، ورغم تأكيد الدكتور عماد أبو غازي – أمين لجنة تسيير الأعمال بالحزب– إن الحزب يسعى للدخول فى الانتخابات البرلمانية المقبلة بائتلاف واسع يضم كل القوى الوطنية التى تسعى لاستكمال تحقيق أهداف الثورة المصرية. ورغم أن الدكتور محمد البرادعي قد عقد اجتماعا يوم 28 سبتمبر كما أسلفنا الحديث عنه، مع السيد حمدين صباحي والسيد عمرو موسى، إضافة إلى تواصل الحزب مع كافة التيارات والتحافات الموجودة حاليا، رغم كل ذلك فما زال الحزب حتى اللحظة بعيدا عن المشاركة في أي من التحالفات الأساسية الموجودة حاليا، بل إن الحزب نفى نفيا قاطعا الأخبار التي تداولتها وسائل الإعلام بشأن انضمامه لتحالف الوطنية المصرية. مؤكدأ أن التحالف الوحيد المؤكد للحزب حتى الأن هو التحالف مع حزب العدل. وعلى الأرجح فإن الحزب يفضل الاتتظار لتلمس ما ستسفر عنه تجربة التحالفات الوليدة قبل التورط فيها، فالبقاء خارجها لفترة حتى تستقر سيطعي الحزب فرصة أكبر للمفاضلة فيما بينها، بما قد يعطيه أوراقا تفاضية أكثر وأقوى قد تمنحه موقعا أفضل في خريطة التحالف الذي سينضم إليه. 
  ب- تحالف مصر القوية.
تحالف مصر القوية يتردد الحديث عنة منذ شهرين تقريبا ولكن وحتى هذة اللحظة لم يتم اى اعلان عنة سوى اعلان الدكتور عبد المنعم ابوالفتوح عن تحالف ثورى سيضم العديد من الاحزاب منها العدل والوسط والمصرى الديمقراطى وحركة 6 ابريل ولكن قبل ذلك الاعلان بيومين فقط نشر بيان من اللجنة التحضيرية لحزب مصر القوية تحت التأسيس نفت فية ما تردد في الصحف عن تحالفات قيل أن الحزب ينوى عقدها مع أحزاب وتيارات وطنية أخرى. وأكد الحزب أنه مازال في طور بناء هيكله الأساسي وإعداد كوادره الأساسية، والحديث عن تحالفات انتخابية محدده الآن مازال سابقا لأوانه.كما أكد على انحيازه بشكل كامل للحريات العامة والشخصية وللمٌفقرين والمهمشين وللاستقلال القرار السياسي ولتمكين المواطنين من تحقيق المواطنة الكاملة.وسيسعى الحزب فور أن يتم بناء هيكله الأساسي لبناء تحالف واسع يضم الأطياف المؤمنة بأهداف الثورة المصرية كافة. 
■ سادسا: تحالف القوى الإسلامية
يبدو أن التحالفات السياسية التي أجرتها بعض القوى السياسية المدنية في مواجهة التيار الإسلامي، قد أربكت المشهد السياسي داخل الحركات الإسلامية، وأشعرتها بالخطر، على الرغم من ترحيب بعض قادة الإخوان المسلمين تلك التحالفات، ما دفعها إلى البحث عن تحالفات قوية في الاتجاه المعاكس، حيث كشفت تقارير صحفية عن اتفاق الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح التي تضم كبار قيادات التيار الإسلامي، على رأسهم نائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر، على ضم جميع القوى والحركات الإسلامية تحت مسمى «توحدوا» للحيلولة دون سيطرة القوى الليبرالية والمدنية على الأغلبية في البرلمان المقبل، وحتى لا يكون هذا البرلمان في مواجهة الرئيس محمد مرسي.
 وأكد الدكتور طارق الزمر، مسئول الملف السياسي بحزب البناء والتنمية، والقيادي بالجماعة الإسلامية، أن حزبه سيندمج فى التحالف مع الأحزاب الإسلامية الأخرى، لكنه ينتظر حاليا ما سيسفر عنه قانون الانتخابات البرلمانية المتوقع صدور. وأضاف الزمر أن فكرة تحالف القوى الإسلامية أمر هام خاصة فى ظل اتجاه القوى الليبرالية والعلمانية للتحالف والاندماج بغرض تكوين كتلة تصويتية منافسة للإسلاميين – على حد قوله.
وشدد الزمر على ضرورة تكوين كتلة إسلامية استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة، مؤكدا أن حزبه سيدعو كافة القوى الإسلامية للانعقاد من أجل تكوين تحالف، ولكن بعد إصدار قانون الانتخابات. ومما لا شك فإن التحالف بين حزبي الحرية والعدالة وحزب النور سيكون هو القاطرة الأساسية لإنشاء تحالف إسلامي لمواجهة التحالفات السياسية الأخرى.
 بيد أن تحالف النور مع الحرية والعدالة تثور بشأنه شكوك كثيرة حتى الأن، ولا تفارق الذاكرة كيف انفض التحالف بين الطرفين قبيل الانتخابات البرلمانية الماضية، بل إنهما خاضا الانتخابات كمتنافسين. باختصار فإن خبرة الشهور الماضية في العلاقة بين الإخوان والسلفيين ربما تبرر القول بصعوبة التحالف فيما بينهما، لكن البراجماتية التي بات الطرفات يتحليان بها منذ اندلاع الثورة ستدفعهما على الأرجح للتحالف ليس رغبة فيه بقدر ما هي رغبة في مواجهة التحالفات الأخرى للحفاظ على أسبقية التيار الإسلامي بصفة عامة في الانتخابات المقبلة، ولا ضير من أن يعودا فيما بعد إلى خلافاتهما بينما هما في السلطة.
 وفي الحقيقة، فإن التيار الإسلامي لا يواجه وحده تحديات في سياق تكوين تحالف سياسي/انتخابي يجمع فصائله المختلفة، بل إن كافة التحالفات الأخرى السابق الإشارة إليها من تحديات هي الأخرى ربما تكون أصعب بكثير مما يواجهه التيار الإسلامي. 
 ذلك أن التحالفات الأخرى ما زالت في غالبيتها تقوم على أسس تبدو هشة للغاية. فالتقارب بينهما ليس أيديولوجيا على نحو ما هو بين الفصائل الإسلامية المختلفة، ولكن على أسس مصلحية هدفها مواجهة نفوذ التيار الإسلامي، إضافة إلى أن تلك التحالفات ما زالت تعاني من أمراض الشخصنة والسعي إلى الزعامة من قبل بعض قياداتها إلى درجة أن معظم تلك التحالفات بات يعرف في الساحة المصرية باسم مؤسسها. بتعبير آخر فإن الخلافات بين القوى المشاركة في التحالفات السياسية المدنية تبدو أكثر وأعمق بكثير من القواسم المشتركة فيما بينهم، الأمر الذي يبرر القول بأن انشقاقات داخل تلك التحلفات خلال الأسابيع القادمة تظل احتمالات حدوثها كبيرة، بما قد يعيد رسم ملامح خريطة التحالفات السياسية في مصر السابق الإشارة إليها. فخريطة التحالفات والقوى السياسية في مصر أصبحت بالفعل مثل الرمال المتحركة.
لقاء مع أيمن نور حول خريطة التحالفات السياسية




ليست هناك تعليقات: