الجمعة، 19 أكتوبر 2012

إسرائيل، «الرئيس مرسي لا يزال لا يعرف مكانه على الخريطة» فبديو


انحناءة «مرسي» أمام «الاحتلال الإسرائيلي»


يبدو أن الرئيس محمد مرسي، يمارس حربًا نفسية عميقة ضد العدو الصهيوني، من خلال الإشارة إليها دون أن يذكر اسمها صراحة في كثير من المحافل الداخلية والخارجية؛ الأمر الذي قد يعتبره البعض أنه تحقير للجانب الإسرائيلي من تجاهل الرئيس لهم. وفي خطابه الطويل عن بطولات حرب أكتوبر، تجنب مرسي تماماً ذكر الطرف الآخر لهذه الحرب؛ إسرائيل، بالرغم من أنها الطرف الخاسر في الحرب، في الوقت الذي اعتبرت فيه إسرائيل أن «الرئيس مرسي لا يزال لا يعرف مكانه على الخريطة»، من خلال تقرير نشرته وسائل إعلام عبرية. 
التقرير الذي اعتبرت فيه إسرائيل أيضًا، أن «سيطرة الإخوان المسلمين على مؤسسات الحكم ومفاصل الدولة في مصر تتعزز وتتم بشكل هادئ»، إلا أنها ترى في الوقت نفسه أن أهداف الرئيس مرسي تنحصر في الاقتصاد ثم الاقتصاد، لذا فإن أجهزتها الأمنية تقدر أن «مثل هذا الزعيم لن يقوم بمغامرات ضد إسرائيل». 
 ***** وتؤكد إسرائيل، أن مرسي سيقوم بعمل تعديل في الملحق الأمني لاتفاقية السلام، معتمدة على أن الأمريكيين لا يزال لهم تأثير على قصر الرئاسة المصري، كما تدعو إلى إظهار الصبر تجاه محاولات مرسي لبناء قيادته، وخاصة أمام الشعب المصري. وبالرغم من أن الولايات المتحدة منشغلة تماماً بانتخاباتها الرئاسية، لكن ذلك لا يعني جمودها وامتناعها عن متابعة التعاطي مع القضايا الخارجية والداخلية، وإحجامها عن اتخاذ القرارات اللازمة في شأن بعضها الذي يمس مباشرة المصالح الحيوية والاستراتيجية الأمريكية، خاصة في مصر. الولايات المتحدة التي تعتبر أن الطريقة التي تصرّف بها الإخوان المسلمين في مصر بعد وصولهم إلى السلطة أظهرت أنهم يمثلون الجناح الأكثر اعتدالاً من بين التيارات والحركات الإسلامية، لذا فإن السياسة الحالية للإدارة الأمريكية حيال مصر هي العمل مع الإخوان المسلمين، أي مع رئيسها، هو عضو منهم، ومحاولة إقناعه بإقامة مزاوجة ناجحة بين الإسلامية، وهي أيديولوجيته، وبين الديمقراطية، وبدفع العمل السياسي داخل بلاده في هذا الاتجاه. 
 ***** إن الرئيس مرسي ليس ثوريًا نموذجيًا بالمستوى الذي يمكّنه من مواجهة الكيان الصهيوني، ولقد تبيّن لنا من خلال خطابه في إستاد القاهرة؛ أنه لم يذكر إسرائيل؛ لأنها لم تعد في اهتمامه، ولو أنها سمعت هذا الخطاب لصفقت له؛ خاصة أننا لم نشُم في خطابه ما يردع إسرائيل أو يخيفها. 
وكيف له أن يردع إسرائيل أو يخيفها بعد أن استأنست نظامه؟، خاصة أن انتقاداتها للرئيس مرسي خفّت حدته مؤخرًا، ولا أعرف هل هي مهادنة أم أن إسرائيل ليست في حسبانه؟، غير أن الذي لا يخفى على أحد في هذا الشأن؛ أن مرسي يبعث بين الحين والآخر برسائل طمأنة للجانب الإسرائيلي؛ فبعد رسالته الأولى إلى شيمعون بيريز- الرئيس الإسرائيلي، بعث بأخرى من خلال زيارته لقبر الراحل محمد أنور السادات- بطل الحرب والسلام، تحت عنوان تكريمه بذريعة حرب أكتوبر المجيدة، وهي الحرب التي شارك بها أيضًا المخلوع حسني مبارك، ولم تكن حكرًا على السادات، وهذا ما يؤكد أن القصة ليست أكتوبر، بل إن الرسالة عبر ذات قبر السادات. فكيف يمكن لرئيس خرج من بين صفوف جماعة تقوم على محاربة إسرائيل، أن يذهب إلى قبر من جرّ مصر والعالم العربي إلى مصالحة إسرائيل؟!. 
كما أعتبر أن انحناءته أمام قبر السادات كانت رسالة غزل للمنهج والسياسة التي اتبعها إزاء العدو الذي صالحه. 
 ***** وبعد أن أسقطت ثورة «25 يناير» رؤوس النظام الذي وصفته إسرائيل في لحظات سقوطه بأنه كان يشكل لها «كنزها الاستراتيجي»، نجد اليوم أن الرئيس الإخواني محمد مرسي، يعتبر رئيس الاحتلال الإسرائيلي شيمعون بيريز، «عزيزًا لديه، وصديقًا عظيمًا له». وهذا ما يجعلنا لا نصّدق أبدًا أن ما حدث في الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر قصة تكريم رئيس مصري سابق؛ لأنه حارب ضد إسرائيل، فهي رسالة ذات وجهين، الأول للجمهور العادي الذي قد يفهمها بهذه السذاجة، والثانية لمن يريد الرئيس مرسي إيصال رسالة أعمق إليهم، حول تكريم من صالح إسرائيل، فالقبر هنا تم توظيفه لغايات سياسية من أجل بقاء الرئيس. وإن كنت تظن غير ذلك، فسأقول لك إن المخلوع مبارك حارب أيضًا في أكتوبر، فلم تشفع له حربه ضد إسرائيل، هذا مع الإقرار بأن كلاً من مبارك والسادات، قمعا الإسلاميين، ورموهم في السجون. ومن الواضح أن مرسي قد تفوق على مبارك في سياسته التي يتبعها ضد الفلسطينيين، من هدم للأنفاق، وحشرهم في مطارات مصر، بذريعة حادث إرهابي في سيناء، ليس لهم علاقة فيه أصلاً، واحترامه لمعاهدة السلام مع الاحتلال الإسرائيلي، وكافة ما وقعته مصر من اتفاقات معهم، والتنسيق الأمني الذي مدحه العدو حول تواجد القوات المصرية في سيناء، إضافة إلى إغلاق المعابر في وجه أهل غزة. وهذا يثبت أن السياسة واحدة، والسلطة واحدة، والحكم واحد، وإن تغيرت الشعارات. 
 ***** في رأيي أعتبر أن انحناءة محمد مرسي عند قبر الراحل أنور السادات؛ بمثابة انحناءة أمام الاحتلال الإسرائيلي عمليًا، ومن يظن غير ذلك، فليوضح لي ما الرابط بين هذه الانحناءة ومدحه المتواصل بطرق مختلفة لإسرائيل -حتى وإن لم يذكر اسمها صراحة- وواشنطن؟. وبدلاً من أن تحبه أو تكرهه، عليك أن تُعمل عقلك وتحلل أداء الرئيس مرسي السياسي منذ توليه الحكم، فالسؤال الأكثر أهمية يدور حول فرق العلاقات مع الاحتلال الإسرائيلي في مصر بين عهد المخلوع مبارك «كنز إسرائيل الاستراتيجي»، وبين عهد مرسي الذي يعتبرهم «أعزاء عنده، وأصدقاء عظماء له»، وما الذي اختلف فعليًا في هذا الشأن؟.

وثائقي نكسة 1967 .. الجزء الأول "الطريق إلى الحرب"


وثائقي نكسة 5 يونيو 1967 -- الجزء الثاني "ما بعد الحرب" 2

ليست هناك تعليقات: