الجمعة، 7 سبتمبر 2012

الأهواز، قضية العرب المنسية .. عربيـاً ودوليـاً .. فيلم وثائقي



..الأهـــواز في إيـران .. 
القضيـــة المنســـيّة عربيـــاً ودوليــــاً



تتطرق هذه الدراسة التي أعدها الباحث موسى شريفي إلى مسألة الأهواز، والجذور التاريخية للقضية الأهوازية وخارطتها الراهنة وأحزابها المعبرة عنها، في ظل الإهمال الدولي والعربي لهذه القضية المستمرة قبل تسعة عقود هذا الإقليم الواقع جنوب غرب إيران، على رأس الخليج العربي بمحاذاة العراق وتقطنه أغلبية عربية قوامها ‏5‏ ملايين نسمة. وكانت الدولة الصفوية قد أطلقت على الإقليم قبل ‏5 ‏قرون اسم عربستان غير أن السلطات غيرت الاسم إلى خوزستان‏، ‏كما غيرت الأسماء العربية لمدن الإقليم إلى أخرى فارسية منذ عام ‏1936 ‏في عهد الشاه رضا بهلوي الذي خلع حاكمه الشيخ خزعل الكعبي وفرض السيطرة الإيرانية على الإقليم منذ عام 1925‏. ‏ 
ويضم الأهواز نحو ‏85‏% من البترول والغاز الإيراني‏، و 35 بالمائة من المياه في إيران ويقع على رأس الخليج بالقرب من جنوب العراق والكويت، وتعود أصول عرب الأهواز إلى قبائل عربية أصيلة من قبيل بني كعب وبني تميم وآل كثير وآل خميس وبني كنانة وبني طرف وخزرج وربيعة والسواعد. ‏كما تعد أراضيه من أخصب الأراضي الزراعية في الشرق الأوسط كما تجري هناك ‏3‏ أنهار كبيرة هي كارون والكرخة والجراحي وتتهم المعارضة العربية الأحوازية حكومة طهران بحرمان السكان العرب من هذه الخيرات الطبيعية، مما يجعل البعض يصف الشعب الأحوازي بأنه أفقر شعب يسكن أغنى الأرض خصوبة وخيرا‏. ‏
 ورغم نضال امتد لأكثر من تسعة عقود لا زالت الحكومات الإيرانية تمارس أعتى ألوان القمع لهذا الشعب بمختلف تنوعاته، من تجفيف الروافد وغلق المراكز الثقافية وعدم تدريس اللغة العربية، حتى الإعدام للنشطاء كما حدث العام 2008 وفي 18 يونيو هذا العام 2012 حيث تم إعدام ثلاثة نشطاء من العرب الأهوازيين- من بين خمسة محكومة عليهم بالإعدام رغم المناشدات الدولية الرافضة لذلك من قبل حكومة طهران! ( انظر قناة العربية والعربية نت في 18 يونيو سنة 2012) الجذور التاريخية يمر الشعب العربي في الأهواز- أو عربستان- بظروف بالغة الصعوبة والتعقيد، نتيجة وقوعه تحت اضطهاد قومي حاد قل نظيره، منذ أن حلت به النكبة الكبرى نيسان / أبريل عام 1925، والمتمثلة في انهيار الحكم العربي في البلاد، وابتلاء الوطن بحكم إيراني عنصري مستبد بقيادة رضا خان البهلوي الذي التقت نزعاته الشوفينية وطموحاته الاستعلائية الجامحة مع مآرب الدول الاستعمارية الغربية ومصالحها في المنطقة، بعد قيام ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917، في نقطة استراتيجية بالغة الأهمية والخصوصية، وهي إقامة دولة إيرانية قوية تشكل سدا منيعا أمام التغلغل الشيوعي إلى المياه الدافئة في الخليج ومنطقة الشرق الأوسط. وكان ذلك بداية مرحلة مأساوية لم تكتف إيران البهلوي خلالها بضم الأهواز إلى سيادتها قسرا، وبمعزل عن إرادة جماهيرنا، فحسب، بل بذلت كل ما بوسعها لانتزاع هويته القومية وإلغاء خصوصياته الثقافية وصهر عروبته في بوتقة قومية فارسية مشبعة بتعصب بغيض ضد كل ما هو عربي، وتحويل أبنائه إلى مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة، معتمدة على أساليب الترغيب تارة، والترهيب والتهديد، واستخدام سلاح القهر والبطش تارة أخرى. وهكذا فقد تبخرت آنذاك آمال وطموحاته المشروعة في تقرير مصيره بنفسه، بل فُرضت عليه مواجهة غير متكافئة وصراع مرير من أجل الحفاظ على الوجود.
 وكان من أبرز سمات هذا الصراع تعمد الحكم البهلوي طمس معالم العروبة في الأهواز، من استبدال الأسماء العربية التاريخية للمدن والقرى والشوارع بأسماء فارسية مختلقة، إلى منع التحدث باللغة العربية في المدارس والدوائر الحكومية، بل تجاوز ذلك كله إلى التهجير الجماعي واغتصاب الأراضي العربية وزرعها بمستوطنات فارسية، على غرار المستوطنات الاستعمارية المعروفة عبر التاريخ. 
 وكانت الحصيلة النهائية لتلك السياسات العنصرية والممارسات التعسفية تخلفا وتأخرا شديدا في الوطن الأهوازي على جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية، على الرغم مما تحتويه أرضنا من مصادر طبيعية، وثروة نفطية هائلة تشكل نحو تسعين في المائة من صادرات إيران البترولية!، وبروز أزمة هوية لدى قطاعات كبيرة من شعبنا ظلت تضغط بآثارها السلبية على أوضاعنا الداخلية حتى يومنا هذا. 
وفي غياب أي اعتراف أو دعم دولي أو عربي حقيقي للقضية الاهوازية العادلة، فقد وجد الشعب الاهوازي نفسه مضطرا لخوض نضاله المرير بأبسط الوسائل المتاحة، خاصة وأنه كان خلال تلك المرحلة الحالكة من تاريخنا يفتقد إلى تنظيمات سياسية ذات تأثير بالغ على مجرى الأحداث. وإلى ذلك فقد أخفقت جميع الانتفاضات والحركات الاحتجاجية التي تفجرت على أرض الوطن، في تحقيق أهدافها السياسية والنضالية، على رغم كل ما قدمته من تضحيات جسام.



 وللأسباب ذاتها لم تتمكن التنظيمات السياسة الأهوازية المناضلة التي أنشئت منذ خمسينيات القرن الماضي من تغيير الواقع السياسي المأساوي في الوطن، أو جعل القضية رقما صعبا في المعادلة السياسية في إيران أو المنطقة، برغم أنها لم تتوان في سبيل أهدافها الوطنية عن تقديم قوافل من الشهداء والسجناء. 
 ولكن مع ذلك فإنها قد ساهمت بدور أساسي في كسر حاجز الخوف، ورفع مستوى الوعي السياسي والقومي لدى الجماهير، كما أنها نجحت رغم كل ما كانت تواجهه من ظروف وأوضاع سياسية وأمنية قاسية، في تحقيق أحد أهم أهدافها المرحلية، إلا وهو إبقاء شعلة النضال الوطني متوهجة، وتسليم راية الكفاح الوطني إلى الأجيال الصاعدة من المناضلين.
 أما بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979 فإن سياسات حكام طهران تجاه شعبنا العربي لم تتغير في جوهرها ومراميها، على الرغم من مساهمة شعبنا الفاعلة في تفجير تلك الثورة وانتصارها، وبرغم كل ما كان يرفعه قادة الثورة ورموزها من شعارات إسلامية ثورية حول الحرية والعدالة الاجتماعية ورفع الظلم والتمييز، والدفاع عن حقوق المحرومين والمستضعفين، والقضايا العادلة في العالم. 
 فما إن رفع الشعب الأهوازي صوته مطالبا ببعض من أبسط حقوقه الطبيعية المعترف بها إسلاميا ودوليا، والتي طالما عمد نظام الشاه البائد إلى سحقها، حتى سقط القناع المصطنع من الدين والأخوة الإسلامية عن وجوه الحكام الجدد، حيث أنكروا أيا من تلك الحقوق والمطالب العادلة، وأسرعوا باستخدام سلاح التهديد والقمع، والذي بلغ ذروته خلال المجزرة البشعة التي أرتكبها نظام الخميني في مدينة المحمرة، في يونيو/ حزيران عام 1979، والتي شكلت بداية مرحلة جديدة من نضال مرير فرض على الشعب الاهوازي الذي أبدى كعادته صمودا ومقاومة وبطولة تدعو إلى الفخر والاعتزاز، و لم يتقاعس عن تقديم الغالي والنفيس في سبيل أهدافه الوطنية ومطالبه العادلة. وهكذا لم تفشل الثورة الإيرانية في ردم الهوة الواسعة التي تفصل الشعب الاهوازي عن الدولة الإيرانية فحسب، بل قضت على جميع الفرص لبناء جسور بين الجانبين، مما دفع الأمور نحو مقاطعة تامة بين الجماهيرالأهوازية ونظام ولاية الفقيه، خصوصا بعد أن شروع النظام في تنفيذ ما يسمى بمشروع قصب السكر الذي جرى استخدامه كغطاء لاغتصاب أراض عربية شاسعة، ضمن مخطط توسعي بالغ الخطورة والطموح يقضي بإقامة مستوطنات فارسية على أراض انتزعت من أصحابها العرب كتلك التي أنشأها نظام الشاه السابق بالقرب من مدينة الحويزة، وأطلق عليها اسم (يزد نو).
 وفي السياق ذاته فلا بد من الإشارة إلى الحرب الإيرانية العراقية التي استطاع راكبو موجة الثورة من خلالها طرد منافسيهم من دائرة الحكم، والاستئثار بالنفوذ والسلطة في البلاد. 
فعلى الساحة الأهوازية استخدم النظام الإيراني الحرب وما رافقها من ظروف وأوضاع استثنائية لفرض أجواء بوليسية، وتصعيد العمليات التعسفية ضد حركات المقاومة في الوطن. كما استغل ويلات الحرب ونتائجها المدمرة لتنفيذ عمليات تهجير جماعي للعرب خارج الوطن، ومصادرة المزيد من الأراضي العربية، غير أن كل ذلك لم يزد شعبنا إلا إصرارا على مواصلة التحدي والصمود، خاصة وأن تبعات الحرب قد ساهمت بدور كبير في تنوير المجتمع الأهوازي سياسيا وقوميا، ومما عزز هذا التوجه الجماهيري الطفرة النوعية التي حققها الشباب العربي الأهوازي في مجال التعليم العالي خلال السنوات العشر التي تلت نهاية الحرب المذكورة. 
 أما بخصوص الحصيلة النهائية للحرب، وتبعاتها، فكان من الطبيعي أن يؤدي اضطرار نظام ولاية الفقيه لإنهائها، وفشله الذريع في تحقيق مشروعه التوسعي البالغ الطموح والمتمثل في ما يسمى بـ ( تصدير الثورة إلى الخارج )، إلى فتح الباب أمام تنامي تطلعات شعبنا إلى تغيير واقعه المأساوي، خاصة بعد التطورات العاصفة التي جدت على الصعيدين الإقليمي والدولي، وفي مقدمتها انهيار الاتحاد السوفييتي السابق وانتهاء الحرب الباردة الذي أدى إلى تغيير جذري في الخارطة السياسية للعالم. ومما ساعد هذه النهضة على تعاظم بأسها واتساع دائرة نفوذها، الظروف الموضوعية التي جاءت بها تطورات سياسية واجتماعية بالغة الأهمية طرأت على الساحة الإيرانية بصفة عامة، والساحة الأهوازية بوجه خاص، خلال السنوات القليلة الماضية، وأهمها إيرانيا تفاقم الصراع على السلطة في طهران، وفشل نظام ولاية الفقيه في تحقيق معظم شعاراته ومشاريعه الطموحة، واستفحال الأزمات السياسية والاقتصادية والمعيشية، وارتخاء هيمنة الدولة وتراجع المناعة الأمنية للنظام وتصاعد المد القومي لدى الشعوب غير الفارسية. أهوازيا تدنى مستوى الخدمات إلى حد مريع في الإقليم، وتفشى الفقر وارتفاع معدل البطالة إلى أرقام قياسية، وانتشار ظاهرة إدمان المخدرات وتلوث البيئة ومياه الشرب على نحو فظيع للغاية، وقيام نظام الملالي بوضع مخطط قصب السكر الاستيطاني موضع التنفيذ في المنطقة، وتحول المثقف العربي الملتزم إلى قوة فاعلة في المجتمع، من خلال ما يقوم به من دور مهم ومؤثر في تعميق الوعي الجماهيري حول الثقافة العربية، وتاريخ الأهواز العريق، وتفعيل الدور السياسي والاجتماعي للمجتمع الأهوازي. وإلى ذلك، فقد تحولت هذه اليقظة القومية وما جسدته من قيم وآراء ومواقف سياسية واجتماعية إلى مرجعية مشتركة للشعب باتت تمهد الطريق نحو تصعيد النضال الوطني، وتطويره إلى مستوى يتصف بالقوة والتماسك والنضوج.

 ولا بد من الاستدراك هنا بأن المعطيات الإيجابية والمتغيرات الجذرية هذه برغم كل ما تحمله من أهمية بالغة، لا تشكل بالضرورة ضمانا لتحقيق مطالب شعبنا العادلة، وتطلعاته المشروعة إلى غد أفضل، طالما ظلت حركتنا الوطنية تفتقد للأدوات الضرورية لتحقيق أهدافه المنشودة، وأهمها تنظيمات سياسية بالغة التأثير في مجرى الأحداث على الساحة الداخلية، والتي سبب غيابها فراغا سياسيا هائلا ظلت القضية الأهوازية تعاني من تبعاتها على جميع الأصعدة طوال العقود الثمانية الماضية . 
الشيخ خزعل والشاه كانت الاطاحة بشيخ خزعل الكعبي آخر حاكم عربي للأهواز، بداية للسيطرة السياسية والاقتصادية والثقافية، على شعبنا العربي في عربستان، حيث فرضت قوات رضا شاه سيطرتها، عندما أفاق انصار الشيخ خزعل وحاشيته من صدمتهم، ووجدوا انفسهم بين ليلة وضحها، بدون زعيم والسلطات العسكرية الايرانية تستبيح حرماتهم، وتعتدى على اعراضهم، تجمعوا في تموز من عام 1925، وثارو ضد التواجد البهلوي في عربستان، وقد عرفت هذه الانتفاضة بانتفاضة الغلمان، نسبة الى غلمان الشيخ و حراسه وحاشيته و المقربين منه، وخلالها هاجم المنتفضون حاميات الجيش الايراني، واستمرت هذه الانتفاضة عدة ايام، و حظيت بدعم الفئات الشعبية، وهذا مااكده الحاج صالح الساجت المعاصر للشيخ خزعل، في مذكراته اليومية عن هذه الانتفاضة(10) الا ان انتفاضتهم باءت بالفشل، وقمعت من قبل القوات الغازية بقسوة، واعقبتها وفي عام 1928انتفاضة اخرى، قادها الشيخ محيي الزيبق الشريفي، رئيس قبائل الشرفاء في منطقة الحويز احدى المناطق الاهوازية ، وقد جاءت هذه الانتفاضة، بعد ضغوط الحكومة الايرانية المتزايد ، من اجل نزع سلاح المواطنين العرب، وقد سيطرة المنتفضون في حينها على مدينة الحويزة ، وبعض القرى المحيطة بها ، كزين العابدين ، ومنطقة الشرفة ، والرفيع ، لمدة تزيد على ستة شهور، وقد لجأت السلطات البهلوية، الى استخدام الطائرات، في إخماد هذه الانتفاضة ، وفي نفس العام وقعت انتفاضة بني طرف ، و اثناءها قام الجيش البهلوي ، باستخدام كافة اسلحته لاخماد انتفاضتهم ، ولم يكتف بذلك، بل قام بأبعاد قسم من وجهاءهم وزعمائهم، يرافقهم الاطفال والنساء والشيوخ وساقهم مشيا على الاقدام بالضد من رغبتهم الى طهران، ومن ثم اسكنهم في المناطق الشمالية من ايران ، وخاصة في محافظة مازندران، مطبقين خطة القومي الفارسي المتطرف الدكتور افشار التي يقول :
"ان الخطر الذي يمكن ان يحدق بإيران، هو ذا ما تأججت القومية العربية في خوزستان هو عن طريق الحدود العراقية" كما اقترح افشارعلى حكومته، خططا منها الغاء وتقليص اللغة العربية كلغة متكلم بها في عربستان ، اعادة تنظيم المحافظات بحيث يمكن اخفاء المعالم العربية في عربستان، ونقل بعض القبائل العربية الى مناطق اخرى من ايران ، وبذلك تحققت تنبأت الشيخ خزعل عندما خاطب رؤساء العشائر والقبائل وهو يحثهم للتصدي لمخططات رضاشاه قائلا : ان نيات هذا الرجل الشريرة بعد الاستيلاء على المنطقة ، هو مصادرة اراضيها واملاكها الزراعية ، وتغيير نسيجها السكاني والثقافي واذا لم نواجه هذا الهجوم ، ونتصدى له ستذهب جميع آمالنا ادراج الرياح.(11) وفي عام 1930 انتفضت قبيلة كعب الدبيس بزعامة حيدر الطليل ، ولم تفلح انتفاضتهم ، فاعدم بعض رموز هذه الانتفاضة وهم حيد ر الطليل ، ومهدي بن علي ، وداوود بن حمود، وكوكز بن حمد، وبريج الخزرجي .

 ولم تتوقف نضالات الشعب الأهوازي عند هذا الحد، بل استمرت دون توقف و سكينة وفي عام 1932 حدثت انتفاضة الغجرية، وقد التفت بعض الزعامات العشائرية حول الشيخ كاسب بن الشيخ خزعل ، وتمكنوا من دخول مدينة الاهواز، الا ان تخاذل البعض ، والتفوق العسكري الايراني افشل هذه الانتفاضة، وقد عرفت هذه الانتفاضة بأنتفاضة الغجرية، نسبة الى مدينة الغجرية التي تقع في الجنوب من الاهواز.
واعقبت هذه الانتفاضة ، تمرد واسع النطاق قامت به عشائر النصار بقيادة الشيخ مذخور وذلك عام 1946 وقد استخدم الجيش الايراني الدبابات لاخماد هذا التمرد . 
 مع اكتشاف البترول في عربستان، توجه البريطانيون لبناء مصافاة للبترول في منطقة عبادان وذلك عام1908 ومقارنة مع ذلك تكونت النواة الاولى للطبقة العاملة بالاضافة الى جمهرة من الموطفين والمستخدمين العرب وبلغ عددهم في عام 1920 مايقارب ال 20000 عامل، كما نشطت حركة التبادل التجاري وفي عام 1912 ظهرت اول مطالبة من قبل العاملين في الحقول والمنشأت البترولية لتشكيل تنظيم نقابي لهم من اجل تحسين اوضاعهم المادية، وظروفهم المعاشية وتحديد ساعات العمل ، وزيادة الاجور وتحسين، اوضاع السكن وعندما اضرب العاملين توجه القنصل البريطاني من مدينة بوشهر ببارجة حربية، على رأس ثلة من الجنود الهنود الى مدينة عبادان للقضاء على الإضراب(12).
 في عام 1946 دعى الشيخ عبدالله بن الشيخ خزعل الى تشكيل لجنة الدفاع عن عربستان، وكان من بين اهدافها، جذب اهتمام الرأي العام والمحافل الدولية إلى قضية عربستان، كما تشكل في نفس العام حزب عربي أطلق على نفسه اسم حزب السعادة، نشاطا بين أوساط المثقفين والعمال والكسبة والتجار، وبين أوساط العشائر داعيا إلى قيام حكم ذاتي في الأهواز، والمحافظة على الهوية العربية للشعب الأهوازي. وحسب بعض المراقبين شكل حزب التضامن الأهوازي له فروعا، في اهم المناطق العربية، من ضمنها منطقة دشت ميشان ذات الكثافة السكانية العربية، وفي تقريررفعه مدير الشرطة العام الى وزارة الداخلية، مؤرخ في 29 حزيران/ يونيو 1946 وزارة الداخلية برقم 1|3495|5234 ان عددا من مشايخ بني طرف وزعمائهم ذهبوا الى مدينة المحمرة (خرمشهر) بغية تشكيل حزب للعشائرفي مدينة الخفاجية (سوسنكرد)، وقد رجعوا وهم الان ينون تشكيل حزب السعادة العشائري (حزب عشائري سعادت )(13). ورغم هذه المساعي الكبيرة إلا أن الحزب، لم يحقق النجاح في مسعاه، ومقارنة مع ذلك في تموز من عام 1946ظهر( اتحاد المزارعين العرب) الذي فير اسمه فيما بعد الى (الاتحاد العربي) ، وهو ما يواجه الباحث في القضية الأهوازية مشكلة كبيرة في الحصول على تفاصيل برامجها ورؤاها. 
 يمكن القول إن السبب الرئيسي وراء إخفاق هذه الانتفاضات، (بأسثناء لجنة العمل النقابي وحزب السعادة) هو محدوديتها وطابعها العفوي والعشائري، وفقدانها للعمل السياسي المنظم. إن هذه الانتفاضات الأهوازية- رغم اخفافاتها- الا أنها مثلت الرفض الكامل لسلطة دولة الشاه البهلوي، وتفسر لنا التناقض الاساسي بين السلطة المركزية الوافدة، وبين اهل الوطن الاصليين في الأهواز. ومثلت جسد المقاومة ضد السياسات الجديدة ل إيران الشاه، من قبيل مصادرة الاراضي الزراعية هي ملك للدولة، وهذا يعني تجريد المواطنين العرب رعية وشيوخا، من أراضيهم، كما قامت بتشكيل جهاز سياسي واداري و تعليمي جديد، لايعبر عن مصالح الجماهير الشعبية العربية، و يتعارض تراث وثقافة المواطنين العرب في الأهواز، من قبيل الإجراءات التالية:

1- حرمان الموطنيين من ارتداء زيهم الوطني.
2- إجبارهم على ارتداء الزي الاروبي، والذي يطلق عليه محليا الزي البهلوي.  
3- منعهم من التعليم بلغتهم القومية، من خلال فرض التدريس باللغةالفارسية.  
4- فرض التجنيس، والتجنيد الاجباري، وابعادهم عن إشغال المناصب الرفيعة،في جهاز الدولة.
5- القبضة البوليسية والأمنية على الشعب الأهوازي ومنعه من المشاركة في حكم بلاده. إذا أردنا البحث في مسسببات انتفاضات الشعب العربي لا نرى أسبابا اكثر مصداقية من هذه الاسباب، لذلك كانت فترة حكم رضا شاه والتي استمرت عشرين 1921-1941 من احلك الفترات ظلمة في تاريخ شعبنا المعاصر.

ولايفوتنا القول ان انتفاضات شعبنا ليست هي الوحيدة التي لم تتمكن من تحقيق اهدافها وانما هذا المصير كان نصيب بالانتفاضات والثورات التي حدثت في عموم إيران بدءا من ثورة غيلان بقيادة كوجك خان، التي استمرت من عام 1915 الى عام 1921 وانتهاءا بإعلان جمهورية جمهورية أذربيجان عام1944 بقيادة السيد جعفر بيشهوري، وجمهورية مهاباد عام 1946 بقياد قاضي محمد.
 لقد فشلت هذه الثورات لأسباب عدة، منها فقدان النضوج السياسي وخاصة لدى الفلاحين الذين يشكلون الغالبية العظمى من السكان، وانحصار هذه الثورات في مكان واحد، وغياب الطبقة العاملة ، وفقدان الدعم الخارجي. 
 وعندما خلع رضا شاه وطرد من البلاد، وتولى ابنه محمد رضا شاه السلطة من بعده، تحركت الجماهير الشعبية العربية، لتنتقم لكرامتها وحرياتها، التي صادرتهما الحكومة البهلوية، فلا غرابة ان نرى ان الغالبية الاعظمى من الانتفاضات العربية ، قد وقعت في السنوات الاولى، التى اعقبت تسلم محمد رضا السلطة ولكن ووجهت بقمع شديد أمام بطش الدولة القومية الفارسية التي مكنت لسياسات التمييز والقمع ضد الأقليات فيها، حتى يجوز تشبيهها بالنازية في ألمانيا والفاشية في إيطاليا، في اعتمادها على الأسطورة وتزوير التاريخ والتغني بامجاد شاهات ايران القدماء، وتمجيد العرق الآري، رغم ما شهده عهده من تحول ايران من التبعية لبريطانيا إلى التبعية للولايات المتحدة التي كانت تعول عليه كثيرا سواء كحليف استراتيجي أو كبلد غني بثرواته لا سيما النفطية منها، تستطيع الولايات من خلال تسليحه أن تجعل منه سدا منيعا لصد رياح الاشتركية السوفيتية نحو المياه الدافئة.

 ■ أول تنظيم سياسي أهوازي بعد عودة الشاه من منفاه و الهجمة الشرسة التي تعرضت لها القوى الوطنية والديمقراطية في إيران عموما، وفي الأهواز خاصة اختفت وتراخت التنظيمات والأحزاب التي كانت تعمل في الاربعينات وحتى اوئل الخمسينات، ونشأ عن ذلك ما يمكن تسميته بالفراغ السياسي، فأخذت نخبة من المخلصون من ابناء شعبنا العربي، والذين كانو يحتلون مواقع متميزة في عملهم، وفي الوسط الاجتماعي، وسبق وأن عايشوا الاحداث السياسية، بالتفكير الجدي لتأسيس تنظيم سياسي، ذي أهداف وتوجهات سياسية، واسفرت جهودهم في عام 1958 عن تشكيل تنظيم سياسي، اطلقوا عليه اسم "اللجنة القومية العليا " للدفاع عن الحقوق القومية المشروعة للشعب الأهوازي، وهو ما وجد حماسا واستحسانا كبيرا من أبناء الشعب العربي في الأهواز. ولكن كان لاتساع هذا اللجن مشكلة أخرى، حيث تضخمت قواعده مما جعل القيادة غير قادرة على توجيهه، الأمر الذي سهل عملية انضمام العناصر الانتهازية الى مكانات عليا في هيكله التنظيمي، واكتشافه من قبل الساواك، فألقي القبض على قادته وعناصره البارزين، ليعدم بعضهم ويحبس بعض آخر بينما يلوذ بعض ثالث بالهروب خارج البلاد.

 ومن أبرز أسماء رعيله الأول محي الدين حميدان آل ناصر وعيسى المذخور، ودهراب اشميل، الذين أعدموا يوم الاحد الموافق 11|6| 1963، بينما حكم على كل من سيد كاظم السيد موسى و عبد الزهرا السلامي بالاعمال الشاقة والسجن المؤبد، واما جليل المالكي، الحاج جبار البوغبيش، والسيد حيدر السيد طالب وسيد نور بن سيد طالب حكموا خمسة عشر عاما وأما سيد هادي الموسوي وراضي الحمداني ورضا محمدي وعلي الرملى وعبود حرداني فقد صدر بحق كل منهما ثلاث سنوات سجن. واما الباقون فقد أطلق سراحهم، لعدم ثبوت الادلة ضدهم، وكان من بين اللذين اعتقلوا هناك عناصر تسلقت التنظيم ووصلت الى درجات متقدمة فيه ولكنها كانت تعمل لصالح الساواك وشهود زور في المحاكم الصورية الايرانية اثناء محاكمة تنظيم اللجنة، وقد ثبتت ادانتهم من قبل الله والشعب( لمزيد من المعلومات يمكن مراجعة" تاريخ خوزستان از د وره افشاريه تاد وره معاصر " تأليف الاستاذ موسى سيادت ص 885 ج2.
ربما كانت واحدة من أهم أخطاء اللجنة اول تنظيم سياسي للعرب الأهواز هو التركيز على اسلوب واحد للنضال، وهو الانتفاضة الشعبية المسلحة، ولم تركز على اساليب النضال الاخرى، خاصة الاساليب السياسية والمطلبية كالإضرابات والمظاهرات، ولم تولي الجانب الايدولوجي والتثقيفي أهمية، ولم تحاول ايجاد تحالفات مع القوى الديمقراطية والتقدمية الإيرانية الأخرى، رغم عظيم دورها في استعادة الروح الوطنية والقومية الأهوازية في نفوس الشعب الأهوازي. 
 وبالقضاء على اللجنة القومية العليا لم يسد الصمت و الهدوء السياسي ، منطقة الاهواز العربية وحسب، وانما ساد عموم إيران وأجهزت السلطات الامنية على كل بادرة أمل لدى الشعب، و أمتلأت السجون بالمناضلين، وأصبح التعبير عن الرأي، في ظل نظام الشاه شبه مستحيل أو ضربا من الخيال.
 من هنا لم يكن امام التيارات الجديدة من الاجيال السياسية الإيرانية من وسيلة غير الكفاح المسلح، وأخذت تخطط لاستخدام السلاح، ولعل أبرز تعبيراته اللاحقة ظهور منظمتي "فدائي الشعب الايراني" ومنظمة مجاهدي خلق الايراني" اللتين انتهجتا اسلوب الكفاح المسلح، لاسقاط النظام الشاهنشاهي ولكنهما ليسا موضوع حديثنا هنا. أهوازيا ظهرت تنظيمات أخرى بعد اللجنة القومية العليا كان من أهمها في فترة الستينات جبهة تحرير عربستان، وجبهة التحرير الاهوازية وغيرها من الجبهات.

 وفي السبعينات، واثر اشتداد الخلافات بين العراق وايران تأسست جبهة جديد’ اطلق عليها اسم الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز واثناء تواجدها في الخارج نسجت الجبهة ولاول مرة في تاريخ العمل الوطني الاهوازي علاقات تعاون مشتركة مع بعض التيارات الايرانية كمنظمة فدائي الشعب الايراني والجبهة الشعبية لتحرير بلوجستان الغربية، والحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني، وحركة المثقفين الاتراك، ومع الأحزاب والحركات الوطنية والعربية ومع المنظمات الفلسطينية، وحضرت العديد من المؤتمرات الاقليمية و العالمية، وقداعتبرت الجبهة ومن خلال برنامجها السياسي ونظامها الداخلي، على انها جبهة تستوعب فصائل ثورية، تهدف الى تحقيق حق تقرير المصير للشعب العربي في الاهواز وتؤمن باسقاط النظام الشاهنشاهي في ايران، واقامة نظام ديمقرطي، يعطي للشعوب الايرانية كالعرب في الاهواز، والبلوش في بلوشستان والأكراد في كردستان، والترك في آذربايجان، وساير الاقليات في ايران، حقوقها القومية بما فيه حقها في تقرير مصيرها بنفسها، وقد رفعت الجبهة راية الكفاح المسلح من أجل تحقيق اهدافها ، وقدمت في هذا المجال الكثير من الشهداء والسجناء، وقد استطاع الجناح التقدمي في هذه الجبهة ان يطور نفسه باستمرار وأن يناضل من اجل التحرر القومي، والنضال من اجل التحرر الاجتماعي والسياسي، ومن هنا اعتبر نضاله جزءا لايتجزأ من نضال الشعوب الايران الاخرى. 
 جاء سقوط حكم الشاه نتيجة لنضال الشعوب الايرانية المستمر بعد عدة عقود من الزمن، وحلما راودهم جميعا، ولكن بعد إمساك رجال الدين بالسلطة، واقامة جمهورية رجال الدين الاسلامية، اخذت الامور تسير بالاتجاه المعاكس لرغبات الشعوب، فلم تمض الا شهور حتى ظهرت بوادر الالتفاف على الثورة، وانتهج الحكام الجدد تجاهها أساليب أكثر وحشية وأكثر قمعا من نظام الشاه السابق، فحدثت مذبحة الشعب التركماني، وتلتها مذبحة الشعب الكردي، و مذبحة الشعب العربي، ومطاردة الشعب البلوشي، ومن ثم التوجه الى العمق الايراني، لضرب القوى الوطنية والديمقراطية الايرانية كافة.

■ معارضة الأهواز والثورة الإيرانية كان الشعب العربي الأهوازي ينتظر سقوط النظام الشاهنشاهي الدكتاتوري، وإقامة نظام ديمقرطي في ايران، وقدمت في سبيل ذلك الكثير من الشهداء والجرحى والمعوقين، وقد أعربت عن تأييدها لتوجهات النظام الجديد، وعن حسن نواياها حينما أعلنت ان النضال السلمي الديمقراطي هوخيارها الوحيد لتحقيق اهدافها . وعندما استقر الأمر، وتشكلت اول حكومة مؤقتة، في مرحلة مابعد الشاه، برئاسة السيد مهدي بازركان ، شأركتها الحركة الوطنية الاهوازية مختلف الفعاليات السياسية ، والاجتماعية كما جرت اتصالات بين الزعيم الروحي للشعب العربي آية الله الشيخ الشبير الخاقاني، والسلطة المركزية في ايران، خاصة وقد قاد المقاومة ضد الشاه في الأهواز، وأدار شئونها بعد انهيار مؤسسات الدولة من خلال الجماعات العربية التي كانت تعمل وفق توجيهاته، حول حقوق ومطاليب الشعب العربي، وعرض مظلومياته من العهد السابق وسائر الشعوب الإيرانية الأخرى. 
 وفي اعقاب المظاهرات المتتالية التي قام بها الشعب العربي للمطالبة بحقوقه، طلب الشيخ الشبير من الحكومة المركزية، إرسال من ينوب عنها الى المنطقة ليطمئن الشعب العربي على حقوقه، خاصة بعدما صدرت تصريحات من لدن بعض اصحاب القرار في طهران، تعتبر منافية لتطلعات شعبنا لا بل تجاهلا متعمدا لوجوده في ايران، وهو ما استجابت له الحكومة فيما بعد. ونظرا لحساسية الموقف ، قدم الى المنطقة رئيس الحكومة المؤقته السيد مهدي بازركان في مارس عام 1979، وتوجه على الفور الى مدينة المحمرة للقاء الشبير في منزله، وقد ترافقت زيارة بازركان، مع مظاهرات عارمة اشترك فيها اكثر من نصف مليون عربي، مطالبين بالاعتراف بحقوق الشعب العربي، وعدم تجاهل حقوقه القومية المشروعة، إلا أن بازركان صدم هؤلاء حيث توجه على الفور بعد لقائه بالشبير، الى استاد عبادان الرياضي، والقى خطابا تجاهل فيه حقوق الشعب العربي ، ورفض فية الافصاح عن عما دار بينه وبين الشيخ الشبير ، في الوقت الذي اعلن فيه الشيخ الشبير انه اتفق مع بازركان على ارسال وفد الى طهران، يحمل مطاليب الشعب العربي ومن أجل التفاوض حولها، وكيفية التعاطي معها، والعمل على تلبيتها. وعلى ضوء ذلك، بدأ الشبير لقاءاته التشاورية مع الفعاليات السياسية والثقافية العربستانية، من أجل الاتفاق معهم حول قائمة مطالب الشعب العربي التي سترفع للحكومة، وكانت وجهة نظر الشيخ الشبير أن سقف هذه المطالب يجب أن لايتجاوز ما يهدد وحدة الاراضي الايرانية وسيادتها الوطنية في اطار نظامها الاسلامي الجمهوري. وبعد عدة ايام (في 9 مارس1979)، اكتملت مطالب الشعب العربي، وصاغها المثقف الأهوازي السيد يوسف عزيزي بني طرف، وبعدها تقرر سفر وفد بها إلى طهران، حاملا معه مذكرة تحتوي على اثني عشر فقرة وهي مطالب الشعب العربي وفي جملتها لا ترتقي حتى لابسط مقومات الحكم الذاتي. وفي سبيل اضفاء الشرعية على هذه المطالب، وكإعلان عن حسن النوايا سافر الشيخ الشبير الى مدينة الاهواز والتقى بجماهير الشعب العربي في استاد المدينة الرياضي وفي خطابه الموجه للشعب العربي، اكد الشيخ الشبير على حقوق الشعب العربي، ومعربا عن تأييده لتوجهات النظام الجديد، ومؤكدا على وحدة الاراضي والسيادة الوطنية الايرانية، طارحا موضوع سفر الوفد العربي الى طهران. ومقارنة مع ذلك اصدر المثقفون العرب الاهوازيون ، وبعد اجتماع لهم في مدينة الاهواز اصدرو بيانا عاما يطالبون فيه النظام الجديد الاعتراف بحقوقهم القومية والثقافية و ختموا بيانهم بثلاث نقاط رئيسية، جاءت على النحو التالي:

1- الاعتراف بالحقوق الثقافية والقومية للشعب العربي الأهوازي .
2- مشاركة الشعب العربي في المجلس التأسيسي بنسبة تناسب عدد السكان فيه.
3- الديمقراطية للجميع، بمافيها الشعب العربي (الايراني) الاهوازي .
- ونهاية الجلسة طالب الحضور من وسائل الاعلام، استخدام لفظ الشعب العربي، بدلا من العشائر العربية، وقد نشرت هذه المطاليب في جريدة كيهان اليومية في 14 | 12|1358 تقويم ايراني (1979)، وفي غيرها من وسائل الإعلام الإيرانية. وفي آوخر نيسان من عام 1979 سافر وفد مكون من ثلاثين عضوا، يمثلون كافة الفعاليات السياسية والثقافية العربية من الاهواز الى طهران، يحملون المطالب الآتية للشعب العربي في الأهواز:-  
1- الاعتراف بقومية الشعب العربي، ووضع ذلك في دستور الجمهورية الأسلامية ايرانية.
2- تشكيل مجلس للحكم الذاتي في الأهواز، ومشاركة الشعب العربي في ايران في المجلس التأسيسي، والمجلس الوطني وكذلك مشاركته في مجلس الوزراء للحكومة المركزية بما يناسب عدد سكانه.
3- تشكيل محاكم عربية من اجل حل مشكلات الشعب العربي في الأهواز. 
4- اللغة العربية تكون اللغة الرسمية في منطقة الحكم الذاتي، مع التأكيد بأن اللغة الفارسية، هي اللغة الرسمية لعموم ايران. 
5- تأسيس مؤسسات تعليمية وجامعية باللغة العربية في الأهواز والاستفادة من البعثات الدراسية للحكومة. 
6- التأكيد على حرية التعبير والنشر والإعلام ورفض الرقابة.
7- حل مشاكل التوظيف وسائر المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للشعب الأهوازي عبر تخصيص قدر كاف من عائدات البترول في أرضه لتنميتها.
8- تعريب جميع أسماء المدن العربية والمناطق التاريخية في الأهواز، بعد أن غيرت في العصر البهلوي.
9- مشاركة أبناء الشعب العربي في حكم بلادهم، بعد أن تم حرمانهم من تولى المناصب العليا في عهد الشاه.
10 - إعادة النظر في قانون الاصلاح الزراعي، وتقسيم الاراضي على الفلاحين، استنادا الى قوانين الجمهورية الاسلامية.
وبعد انتهاء اللقاء مع مهدي بازركان، التقى الوفد الخوميني في مقره ب قم ولكنه لم يسمعهم ما يطمئنه على قضيتهم ومطالبهم أو يظهر تعاطفا معها، جرا للجميع نحو سبحه الأيدولوجي والخطابي. وبعد عودة الوفد الى عربستان، وجه بيانا للشعب، شرح فيه مفاوضاته مع السلطة المركزية، والتقط بعض الأمور الإيجابية فيها، التي حددها في سببين بشكل رئيس:
الاعتراف الأول من الدولة المركزية في إيران بالمطالب العادلة والحقة للشعب الأهوازي وغيره من شعوب المنطقة. 
ولكن ما عاد الوفد حتى نشطت في معاداته الاتجاهات العنصرية وبعض التابعين لها، وصار الحديث عن مؤامرة تدار من الخارج من قبل نشطاء عربستان، وبمساعدة من الحرس الثوري نشطت دعوات لتقسيم المعارضة الأهوازية بعد الثورة، وتشتيت مؤسسات وتشويهها، وهو ما تزعمه الأدميرال البحري ومحافظ عربستان احمد مدني بمساعدة مجموعة من الرموز القبلية والدينية العربية وغير العربية بغية كبح جماح الوعي السياسي المتنامي لدى الشعب الأهوازي.
 وقد سعى هؤلاء إلى تشكيل مؤسسات موازية متمثلة بمراكز عسكرية ثقافية، الغالبية العظمى من اعضائها من غير السكان الاصليين، مدعومة بالمال والسلاح، لموجهة المراكز الثقافية، وشكلت ما يسمى ب"ستاد عشائرعرب" لمواجهة المنظمة السياسية، وهذا التنظيم تزعمه شخص عربي رجل دين يسمى الشيخ عيسى الطرفي، في مواجهة المنظمة السياسية. وفي السابع من أيار/ مايو من عام 1979 اخذ مكتب التنسيق للحرس الثوري الايراني في عربستان يسمم الاجواء ويرفع تقاريره الكاذبة الى المسؤولين، التي طالت الجميع بما فيهم الشيخ شبير الخاقاني- وعمره ثمانون عاما حينئذ- الذي اتهمته بأنه يتردد بين الحين والحين في سيارته البليزر الى الحدود لنقل السلاح، رغم أن هذا الشيخ كان شبه فاقد لبصره كذلك، كما اتهم حضور مجلسه من العلماء والشيوخ بالجهل والمؤامرة. وجاء رد الفعل الأهوازي في تظاهرات شهر(أيار/ مايو 1979) بدعوة المنظمة السياسية في مدينة المحمرة، وفي المقابل اعلن المركز الثقافي العسكري والدوائر المرتبطة بمدني ان هذه المظاهرة تتم بدعوة من الشبير ونعتت المركز الثقافي واعضاءه بالأمريكان وعملائهم، وبينما كانت المظاهرة تمر من امام المركز الثقافي العسكري لم تتمكن الجماهير من السيطرة على مشاعرها وهي ترى استفزاز الموالين للحاكم العسكري للأهواز، فوقعت اشتباكات مبيتة استغلها الحاكم أحمد مدني في استدعاء قوات من طهران لقمع ما وصفه بأنه انتفاضة انفصالية لعملاء ضد الثورة.
ثم وجه انذارا الى المواطنين بتسليم ما لديهم من سلاح وفي الوقت نفسه طلب من بعض رجال الدين المناوئين للشيخ الشبير وبعض زعماء القبائل الوقوف الى جانبه وهو ما حدث بالفعل. وفي الثامن والعاشر من أيار/ مايو العام 1979 خرجت مظاهرة عربية قوية في مدينة الاهواز وصفتها الصحافة الايرانية وأخرى نسائية، أعلن فيها المتظاهرون المطالة بحقوق الشعب العربي واصدروا في نهاية المظاهرة بيانا من سبع مواد طالبوا فيه باطلاق سراح السجناء العرب، وإيجاد تغييرات جذرية في وضع المحاكم الثورية، وطرد العناصر الانتهازية من اللجان والمؤسسات الحكومية، وتشكيل المجالس وغيرها.
ولكن بالمقابل أعلن أحمد مدني في 22 ارديبهشت 1358 الموافق 12 ايار/ مايو 1979 اعتقاله لمجموعة من المناضلين العربستانيين، ادعى انها عناصر انفصالية ومتأمرة وعميلة تسعى لبث الفتنة و التفرقة بيت الشعب الواحد. 
ورغم ما نالته جهود الشيخ الشبير الخاقاني من تقدير واهتمام من بعض المسئولين في الحكومة- كان من بينهم المرشد الحالي على خامنئي- إلا أن مدني نجح في النهاية في تنفيذ خطته وبرنامجه في تشويه القضية ورجالاتها والسيطرة عسكريا وبوليسيا على مدن الأهواز، رغم البيانات التي خرجت من القوى الأهوازية، وفي مقدمتها المركز الثقافي فرع الاهواز، الذي أصدر بيانا من اربع نقاط ترفض هذه الاتهامات جملة وتفصيلا:
 1 - يؤيد الشعب العربي سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد طاهر آل شبير الخاقاني مطالبته بالحكم الذاتي لمنطقة عربستان "خوزستان ".
 2 - يدين أي مؤمراة تتهم الشعب العربي المسلم بالانفصال، ويعلن تأييده للمراكز السياسية والثقافية للشعب العربي
3 – استبدال الحاكم العسكري أحمد مدني بآخر من أهل المنطقة يستطيع إدارة مشاكلها واستيعاب مظلومياتها.
4 - تخصيص مساحة مقبولة من وسائل الإعلام من اجل تنمية الوعي الثقافي لدى الشعب العربي. ولكن انتهت المباحثات والمفاوضات التي قادها الشيخ الشبير الخاقاني في مواجهة أحمد مدني وبحضور وفد من العاصمة طهران بتنفيذ أجندة مدني في النهاية, وإغلاق مختلف المراكز الثقافية ومؤسساته في الأهواز.
 واستجلب في سبيل ذلك قوات من الحرس واللجان والملثمين الذين دخلوا على مدينة المحمرة، استعدادا للهجوم الذي وقع صبيحة يوم الاربعاء التاسع من خرداد عام 1358م، الموافق للتاسع والعشرين من أيار/ مايو سنة 1979 وتم اقتحام مركز المنظمة السياسية ومقر المركزالثقافي في المحمرة، بأعدد كبيرة من قوات الجيش والحراس والمليشيات الدينية، واشتبك معهم المواطنون ووقع مئات الضحايا قتلى ومصابين، وفي النهاية أعلنت حالة الطوارئ في مدينة المحمرة وفي مدينة عبدان، وفرض حظر التجوال على المواطنيين، كما عمدت السلطات الى اغلاق الطرق المؤدية الى المدينتين، من اجل منع اي مساعدات قد تأتي الى مدينة المحمرة من المدن الاهوازية الاخرى، ويقدر المراقبون المحايدون، أن عدد شهداء يوم الاربعاء الأسود هذا بلغ مايقارب 817 قتيل بالاضافة الى مايربو على 1500 جريح .
 هكذا قمعت الحركة الاهوازيه، وبدأت الحرب الايرانية العراقيه لتزيد الطين بلة و تهجّر الاهوازيين من بلادهم الى العمق الايراني لمدة 8 سنوات، وطوال تلك الفترة تقريبا لم تشهد الاهواز حركة سياسية ملموسة، مثلها مثل سائر المناطق الايرانية، حتى انتفاضة عام 2005 في عهد السيد خاتمي والتي تظاهر الأهوازيون فيها احتجاجا على الوثيقة التي تسربت من الحكومة الايرانيه، وكانت تفيد بانّ للخكومة الايرانية لتهجير الاهوازيين من مناطقهم واستبدالهم بالفرس.. خارطة المعارضة الأهوازية المعاصرة ..
التنظيمات الاهوازية يمكن تقسيمها الى قسمين:
 ■ القسم الأول .. تنظيمات الداخل والفيدرالية: التي هي من صنع الفكر الاهوازي ومستقلة وعقلانية واقعية، والتي تأسست على يد نخبة واعية من ابناء الشعب الاهوازي مستقلة الفكر و الأطر و التحرك, بعد انّ فرضت عليها الظروف الموضوعية في إيران بعد الثورة ونتيجة لفشل المورث السياسي التقليدي من قبلها وعدم نجاحه، وسنعرض فيما يلي لها:- 
1- حزب التضامن الديمقراطي الاهوازي: من اهم التنظيمات التي ظهرت على الساحة، ويعد حزبا براغماتيا وإصلاحيا في مايخص المورث السياسي الاهوازي، فقام الحزب بدراسة نقاط ضعف الحركات الاخرى و تبنى خطابا يختلف تماما مع بقية التنظيمات الاهوازية من اهم ماقام به: وهو حزب فدرالي- غير انفصالي- ونشط على الساحة الداخلية الايرانية بشكل سري، وكذلك على الساحة الدولية ويحظى بتاييد واسع بين بين النخب الأهوازية، كما أنه الحزب الذي يشغل مقعد الشعب الاهوازي في تجمع الشعوب غير الممثلة في الامم المتحدة UNPO، وهو عضومؤسس في مؤتمر شعوب إيران الفدرالية الذي يضم 18 عشرا حزبا تمثل القوميات الايرانية وله اتصالات بالأحزاب الإيرانية المعارضة التي تعترف بحقوق الشعوب غير الفارسية. 
 شكل حزب التضامن الأهوازي تحالفا واسعا مع أحزاب الشعوب غير الفارسية، و توّج هذا التحالف بانبثاق و تاسيس مؤتمر شعوب ايران الفدرالية، الذي اصبح على الساحة الايرانية رقما صعبا في المعادلة في صفوف المعارضة. كما تميز حزب التضامن بالتحرك على الساحة الدولية، و ساهم في فضح الكثير من ممارسات الحكومة الايرانية ضد الأهوازيين وهو الأكثر عرضة للهجوم من قبل إعلام النظام الايراني، رغم سلمية أدواته وممارساته. كما أسس اول تلفزيون أهوازي قبل انتفاضة 2005 بأشهر و ساهم التلفزيون بتنمية الوعي القومي في الاهواز وتعبئتة سياسيا، وهو ما اعترف به تقرير الحكومة لدراسة اسباب الانتفاضة هذا العام بقوله: " تلفؤيون الاهواز وعناصر حزب التضامن لعبوا دورا في التحريض على الحكومة وكان تاثيره فاعلا على الجماهير.." (وكالة مهر الايرنية 2005 عن لسان لجنة التحقيق الحكومية). 
 2 – التيار القومي الوطني الاحوازي: هو تيار فدرالي وينشط في الداخل بشكل سري, يرفض العنف ويدعو إلى النضال السلمي ينطلق هذا التنظيم من الواقع الداخلي وهو تقريبا ولد من بطن الوفاق، بعد ما ضاق الخناق على كوادر الوفاق و قمع نشطاء الوفاق في عهد احمدي نجاد، كما يتفق التيار مع حزب التضامن تقريبا في المرجعية والأهداف، إلا انّهم يختلفون بالتسمية حيث التضامن يستند على الاسم التاريخي للاسم و هو "الاهواز"، بينما يتبنى التيار الأحوازي تسمية( الأحواز) مبررا ذلك بانّه اسم تبناه الادب الثوري الاهوازي. 
3–حزب الوفاق: والذي كان يعتبر الى حد ما الوجه العربي لحزب جبهة المشاركة الاصلاحية، التي تأسست في ايران بعد وصول الرئيس محمد خاتمي الى السلطة، فقد رفع شعار الاصلاح من داخل النظام والمطالبة بحقوق الاقليات القومية في ايران تحت سقف الدستور , الا ان النظام ، وبعد وصول احمدي نجاد الى السلطة، الذي قرر التخلص من كامل الارث الاصلاحي والديمقراطي للمرحلة الاصلاحية ، تم حظر نشاط هذا الحزب وقام بالتضييق على قيادتها واعتقال البعض في حين استطاع البعض الاخر الخروج من ايران باتجاه بعض الدول الغربية.
التنظيمات الانفصالية
وهي تنظيمات بدأت عملها بالخمسينيات، وانتهت- أو استمر بعضها- في اللحظة الراهنة، واستمرت بشكل متقطع حتى نهاية حرب الخليج الأولى، و غالبا ما كانت تطالب بالتحرير وتتحرك خارج الأهواز أي في العراق، فتتأثر مباشرة بالسياسة و تعاطي الدوله العراقية مع الوضع الايراني. ويمكن تفسير عدم استمراريتها بكونها لم تكن مستقلة في عملها السياسي، ومنقطعة تقريبا عن جماهيرها، وكانت أطرها الأيدولوجية عملها تأتي جاهزة من الخارج وليس من الواقع الأهوازي وخصوصيته سواء في عهد الشاه أو زمن الخميني، وأصرت على شعاراتها دون مرونة، التحرير والانفصال، دون تعاط مرن مع الواقع وخصوصيته كما فعلت الحركة الكوردية في إيران مثلا، ولا زل من بقي منها كذلك، ويمكن تحديدها فيما يلي:-
1- الجبهة العربية لتحرير الاحواز وهي ائتلاف تأسس في العراق من الحركة الجماهيرية والمنظمة السياسية، وبعض الموظفين ورؤساء القبائل الذين لجأوا إلى العراق اثناء الحرب العراقية الايرانية. 
 يرى بعض المراقبين أن النظام السابق في العراق ل صدام حسين قد سيطر على كل صغيرة و كبيرة من عمل هذه الجبهة، التي قاتلت إلى جانب قواته ضد إيران إلى أن توقفت الحرب، وكان لها فرع عسكري يسمى جيش تحرير الأحواز. 
 ولكن بعد أحداث الكويت سنة 1990 أي حرب الخليج الاولى تمّت تصفية القسم الأعظم من كوادرها على يد المليشيات العراقية التابعة للنظام الإيراني، وعلى إثرها تلقت الجبهة ضربة قاتلة فقسم من قواعدها سلم نفسه إلى ايران، منهم من أطلق سراحه ومنهم من أبعد إلى مناطق داخل العمق الايراني، ومنهم من أدخل السجن وشهدت الجبهة شللا تاما حتى أعلن اندماج بعض من كوادرها مع حركة التحرير الوطني الاحوازي و الباقي انشقوا على انفسهم إلى جبهتين كل منها يدعي أنه راعي الجبهة كما أن هناك موقعين لها الآن على شبكة الإنترنت، الأولى بقيادة محمود بشاري المقيم بالنرويج، والثانية بقيادة " الجنرال " محمد الفيصلي المقيم في كندا.
 2- حركة النضال العربي الاحوازي هي حركة نشأت بعد الإخفاقات التي مني بها حزب الوفاق او حركة الوفاق الاسلامي، وهي سياسية عسكرية نفذت عدة هجمات عسكرية طالت أهدافا إيرانية مدنية وعسكرية واقتصادية، وقد تعرضت للقمع بعد كشف القسم الرئيس من تنظيمها، فأعدم من اعدم وسجن من سجن، ولها نشاط إعلامي خارج الوطن ويمثلها الآن السيد حبيب نبكان وفيما يلي ملخص من برنامجها السياسي:
 المبادئ العامة
1ـ الأرض الأحواز، موطن الحضارة العيلامية العريقة، وطن الشعب العربي الأحوازي بحدوده الواضحة المعالم، يحده من الغرب الجمهورية العراقية و من الجنوب الخليج العربي و بحر عمان من الشرق ومن الشمال فارس(إيران) بحدود جبال زاغروس .
2ـ الشعب الشعب الأحوازي شعبٌ عربي وهو جزءٌ لا يتجزأ من الأمة العربية،تأريخاً ولغة وثقافة وإنتماءاً وهوية.
3-العروبة والدين العروبة والدين المكونان الثقافيان الأبرزان في حياة المجتمع الأحوازي وينطبق ذلك على المسلمين الذين هم أغلبية المجتمع الأحوازي مع إحترام ألاقليات الدينية الأخرى كالصابئة والمسيحية.
 لقد كان للمشروع الصفوي الطائفي العنصري للنظام الفارسي الشوفيني الذي تستر بلباس الدين كذبا ونفاقا دوراً كبيراً في تحريف الإسلام ومبادئه السامية والسمحة. كذلك تحريف وتزوير وتشويه المذهب الشيعي الأصيل وجعل هذا المذهب العلوي المبني على حب آل بيت رسول الله(ص) وسيلة لطعن الإسلام والعروبة من خلال الترويج للمشروع الصفوي الطائفي وإستهداف الرموز العربية والإسلامية و كل ما يمت للعروبة بصلة كالخلفاء الراشدين وكل من ساعد في تحرير الأرض العربية من الإحتلال الفارسي في الفتح الإسلامي الأول ونشر الرسالة السماوية في بلاد فارس آنذاك.
 4 ـ الحرية والتحرر إن حرية الإنسان الأحوازي لا تكمن فقط في التحرر من براثن الإحتلال الجاثم على صدره بل من كل الرواسب والقيود الإجتماعية والثقافية والسياسية والإقتصادية التي تحول دون تقدمه في ميادين الحياة المختلفة وبالتالي الإسهام في عملية الإنتاج الثقافي و الحضاري عن طريق بناء مجتمع حر وديمقراطي مواكب لمتطلبات ومستجدات العصر. 
وإنطلاقا من هذا الفهم على هذه الحركة باعتبارها حركة ثورية تضم بين صفوفها طليعة ثورية واعية،العمل الجاد لتخليص الشعب من هذه الأمراض بأساليب علمية وواقعية حتى يصبح سليماً معافا من كل ما علق به من أمراض.
 5 ـ الديمقراطية في الواقع أنّ مفهوم الحرية يرتبط في عالمنا المعاصر وبشكل مباشر بمفهوم الديمقراطية،حيث أن الديمقراطية عملية سياسية وإجتماعية وثقافية متكاملة غايتها الإنتقال بالمجتمع التقليدي إلى مجتمع ديمقراطي حضاري ولا يتم هذا الإنتقال إلا من خلال المرور بخيارات المجتمع الحرة والمتعددة .
 تتمثل هذه الخيارات في تقرير نمط الحكم السياسي والإجتماعي والإقتصادي الذي يتناسب مع طبيعة المجتمع وتكويناته،ولا يتم ذلك إلا من خلال إقامة المؤسسات المدنية والديمقراطية والأحزاب والنقابات والجمعيات وغيرها. 
هذا ما يحتم علينا أن نعطي نضالنا الوطني بعداً ديمقراطيا على طريق الحرية والتحرر، فبدون الديمقراطية لا يمكننا فهم العالم الحديث و الإنفتاح على الأفكار والرؤى الجديدة و أخذ ما يفيدنا من تجارب العالم الديمقراطي حسب ما يناسب طبيعة مجتمعنا و تكويناته الإجتماعية في خضم العولمة الإقتصادية والثقافية والحضارية المتسارعة. الأهداف
 1- النضال لدحر الاحتلال تناضل الحركة من أجل تحرير الأرض و الإنسان الأحوازييَن من الاحتلال الفارسي، و كسب الاعتراف الدولي بحق الشعب العربي الأحوازي في إسترجاع سيادته وإستقلاله وحقوقه والعيش بكرامة وحرية.
ب: الدولة العربية الأحوازية المستقلة بناء الدولة العربية الأحوازية على أساس نظام جمهوري برلماني ديموقراطي، على أرض الأحواز، يتحقق فيها طموح الشعب العربي الأحوازي في حكم نفسه بنفسه، من خلال بناء المؤسسات الدستورية والقانونية والأحزاب والنقابات والجمعيات وتبادل السلطة بصورة سلمية وعلى أساس الإنتخابات الحرة. 
 2- الاستراتيجية
أولا:المقاومة بكل أشكالها الشرعية
مقاومة الإحتلال الفارسي وبكل الأشكال الشرعية بما فيها الكفاح المسلح ،وهو حق مشروع كفلته كل القوانين الشرعية والوضعية بما فيها ميثاق الأمم المتحدة والجامعة العربية: - ميثاق الأمم المتحدة: نص القرار2649 للجمعية العامة للأمم المتحدة على شرعية الكفاح المسلح في نضال الشعوب : " إن الجمعية العامة للأمم المتحدة لتؤكد شرعية نضال الشعوب الخاضعة للسيطرة الاستعمارية و الأجنبية والمعترف بحقها في تقرير المصير،لكي تستعيد ذلك الحق بأي وسيلة في متناولها ". 
وكما تشير "إن النضال المسلح ضد الاحتلال أو السيطرة الأجنبية هو نضال مشروع من وجهة نظر القانون الدولي مادام أعضاء التحرر الوطني يقومون باحترام القانون الدولي، كما إن مشروعية النضال المسلح مظهرا للحق الثابت في تقرير المصير"(اتفاقيات جنيف لعامي 1949والفقرة4 من المادة الأولى من البروتوكول الإضافي لعام1977 والمادة الأولى (الفقرة الثانية)من ميثاق الأمم المتحدة). 
ب: الجامعة العربية: تأكيد الدول العربية في الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب الموقعة في القاهرة بتاريخ 22 نيسان/أبريل 1998"حق الشعوب في الكفاح المسلح ضد الاحتلال الأجنبي والعدوان بمختلف الوسائل بما في ذلك الكفاح المسلح من اجل تحرير أراضيها". 
ثانياً: العمل الميداني
ـ العمل على تعبئة وتنظيم الشارع الأحوازي من اجل أن تأخذ الانتفاضات الشعبية منحاها المنظم و أن تخرج من الحالة العفوية للحيلولة دون تكبد خسائر جسيمة . 
ـ تعبئة وتنظيم وتدريب اكبر عدد من الشباب الأحوازي المؤمن بقضيته للعمل الميداني المنظم . 
ـ فتح المجال أمام أبناء امتنا العربية المجيدة للمشاركة والقيام بواجبهم القومي في تحرير الأحواز وبناء الدولة العربية على أرضها الطاهرة. 
ـ العمل على ترسيخ روح الثورة والرفض والتحدي في نفوس الأحوازيين و إبقاء جذوة الانتفاضة مشتعلة من خلال العمل الميداني الدؤوب. 
ــ تعبئة و إشراك كل شرائح المجتمع الأحوازي في الثورة والمقاومة الشعبية و إعطاء المرأة الدور البارز في النضال ، فإنها الرفيقة والأخت والأم والزوجة والبنت.
   ثالثاً:العمل السياسي ( عربي – دولي )
 ـ كسب الرأي العام الدولي لصالح القضية الأحوازية من خلال الإتصال بالمؤسسات الدولية كـ "منظمة الأمم المتحدة والدول الفاعلة فيها و المؤسسات التابعة لها و كذلك الدول المناصرة لقضايا الشعوب المضطهدة وشرح القضية الأحوازية و أبعادها . 
ـ الإتصال بالجامعة العربية وحكومات وشعوب ومؤسسات الدول العربية و تحميلهم المسؤولية القومية إزاء ما يجري في الأحواز جراء التقاعس و الإهمال والتناسي تجاه هذه القضية ودعوتهم بإعادة النظر في توجههم نحوها وخاصة دول الخليج العربي ولفت أنظارهم إلى المصلحة العربية المشتركة بتحرير الأحواز و تخليص المنطقة من الهيمنة الفارسية. 
 ـ العمل السياسي و الإعلامي لأخذ المشروعية الدولية للمقاومة الأحوازية وكسب الاعتراف الدولي بصيغة "الإحتلال" للوجود الفارسي على أرض الأحواز العربية. 
ـ إعطاء القضية الأحوازية بعداً دوليا من خلال كشف الجرائم و المجازر التي يرتكبها الإحتلال الفارسي بحق أبناء شعبنا العربي الأحوازي. 
العلاقات الشعوب المضطهدة في إيران إن الشعوب غير الفارسية في إيران، كما الشعب العربي الأحوازي المحتل ، تعاني من الشوفينية الفارسية و الحرمان من الحقوق السياسية والثقافية و الإجتماعية و الإقتصادية و بناءا على المصلحة المشتركة في إطاحة النظام العنصري في طهران لتسهيل الوصول للهدف السامي وهو التحرير، تتعاون الحركة على مختلف المستويات مع مختلف أحزاب وتنظيمات الشعوب المضطهدة والتي تؤمن بحق الشعب العربي الأحوازي في تقرير مصيره والتحرر من الاحتلال الفارسي. إن حركة النضال العربي لتحرير الأحواز،فصيل من فصائل الثورة الأحوازية الوطنية، تناضل إلى جانبها،وتحمل جزء من النضال الأحوازي على عاتقها،وتسعى إلى التنسيق في العمل الميداني المشترك مع التنظيمات الأحوازية الأخرى، كما تسعى لترسيخ الوحدة الوطنية وتعزيزها ولا تعتبر نفسها بديلا للحركات الأحوازية الوطنية المناضلة في الداخل والخارج. 
 3- مجموعة حزم.. حركة النضال العربي لتحرير الأحواز مجموعة حزم هو تشكل سياسي يضم مجموعة من نشطاء و حركات انفصالية اشرنا اليها مسبقا تحالفوا و من ثمّ حصل اختلاف بينهم و تفرقوا تقريبا ما عدا عادل السويدي و طالب مذخور مجموعة حزم قبل الاختلاف كانت تضم هؤلاء المجموعات الآتية:
◄ الجبهة العربية لتحرير الأحواز
◄ حركة النضال العربي لتحرير الأحواز
◄ المنظمة الوطنية الأحوازية (عربستان)
◄ الجبهة الديموقراطية الشعبية للشعب العربي في الأحواز (محمود أحمد الأحوازي وهو الأمين العام)
◄ الجبهة الوطنية الأحوازية 
◄ المقاومة الشعبية لتحرير الأحواز
◄ مركز بن سكيت الأحوازي للأعمال الثقافية
◄الجمعية الثقافية الأحوازية في السويد.
◄ عدد من النشطاء في الدول الأوربية والعالم الغربي. 

  ببليوجرافيا بمصادر ومراجع حول القضية الأهوازية:
1- هناك ترجمة وافية للشيخ خزعل الكعبي ضمنها الكاتب اللبناني أمين الريحاني في موسوعته ملوك العرب..يمكن الرجوع إليها.( محرر معهد العربية للدراسات والتدريب)
2- أحمد جابر: نضالات الشعب العربي الاهواز - كتاب ( تاريخ خوزستان از سال 1878- 1925 تاليف مصطفى الانصاري ، ترجمة ، محمد جواهر الكلام ، درا شادكان للنشر. 2-( تاريخ خوزستان از دوره افشار تا تا دوره كنوني) ، تأليف موسى سيادت ، عدة أجزاء.
4- تاريخ (جغرافيائي خوزستان ) تأليف موسى سيادة دار انزان للنشر ، طهران .
5- للاطلاع على كيفية اغتيال الشيخ خزعل من قبل عملاء رضا شاه ، راجع كتاب القبائل والعشائر العربية في عربستان، تاليف يوسف عزيزي بني طرف ، ترجمة جابر احمد ، دار الكنوز الادبية ، بيروت.
6- الحركة العمالية ونضال الطبقة العاملة في ايران ، تأليف احمد عبدالكريم.
7- عوامل الضعف والقوة في نضالات الطبقة العاملة الايرانية من 1900 - 1980 ، تاليف يرفند ابراهيميان .
8- صراع البترول والاسلام في ايران ، تأليف ، حازم صاغية.



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: