الجمعة، 24 أغسطس 2012

تفاصيل خطة "عوز" العكسرية لمواجهة مصر



"الدفاع الصهيونية"
 تنشر خطة "عوز" العكسرية لمواجهة مصر


صواريخ "ساعر 5"لشل "قناة السويس" 20 عاماً
شراء أسراب إضافية من مقاتلات "F35"وتطوير طائرات "راكض السماء" 
بناء منصات صواريخ "الرمح السحرى"

نشرت مجلة الدفاع "يسرائيل ديفينس" الصهيونية خطة مفصلة لاستعدادات الجيش الإسرائيلى للمواجهة العسكرية مع مصر، فى حال نشوبها، مشيرة إلى أن العلاقات بين القاهرة وتل أبيب تسير فى شكل تصادمى بعد 30 عاماً من السلام الهادئ، وأن لعبة "البوكر" بينهما ستنتهى بخسائر كبيرة فى حال إعلان الحرب من كلا الطرفين. وأوضحت المجلة العسكرية الصهيونية أن دخول الدبابات المصرية بشكل كبير لشمال سيناء، دون التنسيق المسبق مع القيادة العسكرية الصهيونية، شكلت الخطوة الأولى نحو المسار التصادمى بين البلدين. وعن تفاصيل الاستعدادات العسكرية الصهيونية لمواجهة مصر، قالت "يسرائيل ديفينس"، إن الجيش الصهيوني بدأ بالفعل فى تدريب عدد كبير من قواته على المواجهة الحربية على عدة جبهات، وأخذ بتأهيل مقاتليه نفسياً فى مواجهة مصر، حال نشوب الحرب.
 وكشفت المجلة العسكرية عن تفاصيل خطة الجيش الصهيوني الجديدة متعددة السنوات، والتى أطلق عليها اسم خطة "عوز"، والتى وافقت عليها هيئة الأركان العامة، مشيرة إلى أن تلك الخطة ستحدث تغيراً ثورياً لموازين القوة خلال الخمس سنوات المقبلة. ووفقا للخطة "عوز"، فقد بدأ الجيش الصهيوني، بالفعل، تأسيس تشكيلات مقاتلة متعددة المهام العسكرية، عقب الأحداث المأساوية الأخيرة فى مصر، كما وافقت وزارة الدفاع والجيش الصهيوني على الاستمرار فى إنتاج الدبابات من طراز "ميركافا 4" ومدرعة ميركافا ذات القدرات العالية فى التجسس وجمع المعلومات، بعد أن كان قد تم تخفيض إنتاجها لتوفير الميزانية.
 وجاء فى خطة الحرب الصهيونية "عوز"، أنه سوف يستمر إنتاج الـ"ميركافا 4" حتى عام 2022 على الأقل، وحتى ذلك الحين ستؤتى الخطة ثمارها من خلال تطوير وإنتاج المدرعات والمركبات القتالية المستقبلية بالتعاون مع الهند، حيث ستتمتع بخزانات وقود كبيرة للغاية ستكون مختلفة تماماً عن نظرائها فى العالم، حيث يقوم على تطويرها العميد احتياط يوآش بن ديدى.
 وفى سياق خطة الحرب المستقبلية ضد مصر سيقوم سلاح الجو الصهيوني بالاتفاق على صفقة جديدة من المقاتلات الأمريكية طراز "F35"، ذات القدرات القتالية العالية، والتى تتمتع بقدرات عالية فى التخفى من كل أنواع الرادرات، والتى لم تقم واشنطن ببيعها لأى دولة فى العالم سوى الكيان الصهيوني، وذلك بعد زيادة ميزانية القوات الجوية لشراء هذا النوع من الطائرات.
 وكانت الصفقة الأولى قد تعاقد عليها الجيش الصهيوني لشراء سرب طائرات الـ"F35" مؤخراً ليتسلمها فى نهاية عام 2016 أو بداية عام 2017، أى عند اقتراب الانتهاء من خطة "عوز" القتالية لتشن بها أول معركة حربية فى المستقبل، وسيقوم سلاح الجو بالتعاقد على السرب الثانى عقب انتهاء الخمس سنوات، أى فى بداية عام 2018. كما سيزود سلاح الجو الصهيوني بنوع جديد من الطائرات بدون طيار تسمى "راكض السماء"، لتدخل فى الخطة خلال الخمس سنوات الجارية، لتعمل بخطة "الصفحة الخضراء"، تكون مهمتها حماية الدبابات وناقلات الجنود المدرعة، وضرب كميات كبيرة من الصواريخ المضادة للدبابات على قوات العدو، كما سيزود الجيش بقذائف "هاون" دقيقة التصويب، والتى تعمل بأشعة الليزر.
 وفيما يتعلق بالقدرات البحرية للجيش الصهيوني، وفق خطة "عوز"، فإن سلاح البحرية سيتسلم قريباً غواصتين ألمانيتى الصنع من طراز"دولفين" ذات القدرات النووية جديدة لتدخل فى الخطة، وذلك لدعم زوارق الصواريخ الجديدة من طراز "ساعر 5"، التى ينوى الجيش الصهيوني نشرها فى البحر الأحمر فى حال حدوث المواجهة العسكرية مع مصر، وذلك لتدمير قناة السويس وشل حركتها لمدة 20 عاماً على الأقل بإغراقها بوابل كثيف من الصواريخ.
 ورغم أن معظم قوارب الصواريخ "ساعر 5" المتطورة قد وصلت إلى منتصف عمرها فى الخدمة داخل الجيش الإسرائيلى، إلا أن سلاح البحرية سيعمل على تطويرها خلال الخمس سنوات الجارية، وفقاً لخطة "عوز"، لزيادة قدرة البحرية الصهيونية لمواجهة البحرية المصرية.
 وقالت "يسرائيل ديفينس"، إنه بعد حصولها على تفاصيل الخطة الجديدة لمواجهة مصر مستقبلاً، فى حال نشوب مواجهة، فإن الجيش الصهيوني سيقوم خلال السنوات الخمس الجارية باستكمال تطوير ونشر أنظمة التحكم الرادارى الرقمى الأراضى المسمى بـ"المنارة 600"، والذى يستطيع مسح مساحة كبيرة من الأرض، فى حال نصبه على الحدود المصرية، ليكشف كل التحركات فى شبه جزيرة سيناء، مشيرة إلى أن وحدة التطوير بسلاح الهندسة الصهيوني يعمل حالياً على تطوير جيل جديد من هذا الرادار "المنارة 800" من إنتاج شركة "البيت سيستمز" الصهيونية للصناعات العسكرية. ومن ناحية الدفاع الجوى، فسيقوم الجيش الصهيوني، وفقا لـ"عوز"، بنشر كتيبة الصواريخ "الرمح السحرى" من إنتاج شركة "IMI" الصهيونية على الحدود المصرية، وبعد ذلك سيتم إنشاء قوات خاصة إضافية خلال السنوات الخمس المقبلة مسلحة ببنادق مدفعية، بالإضافة لإنشاء فيلق مدفعية أرضية تكون قادرة على إطلاق صواريخ على بعد 40 كم داخل سيناء وزيادة معدل إطلاق النار لديها.
 وقالت المجلة العسكرية الصهيونية، إن الجيش الصهيوني قام خلال هذا الأسبوع بتخريج دفعة جديدة من مدرسة "الحرب الإلكترونية" لتعلم كيفية إدارة الحروب الإلكترونية للضباط والجنود، حيث قام نائب رئيس هيئة الأركان اللواء يائير نافيه والعميد دانيلوفيتش روبيك وكبار الشخصيات المحلية بمدينة "بئر السبع"، خلال حفل تخرج الدفعة الأولى، بالإعلان عن إنشاء وحدة الجمع المركزية للاستخبارات "فيلق 8200". وأشارت المجلة الصهيونية إلى أنه بالرغم من أن الحفل كان متواضعاً، إلا أنه دل على أن الجيش الصهيوني يعمل جاهداً لتدريب جيل جديد من المجندين لمواجهة حرب "السيبر"، لأن هذا النوع من الحروب يعد واحداً من أهم ساحات الحرب فى المستقبل وحتى فى الوقت الحاضر. وقالت "يسرائيل ديفينس"، إنه وفقا لخطة "عوز" فإن هناك قيادات عسكرية كثيرة سيتم تغييرها بصورة مستمرة، وتعيين قادة جدد لأفرع الأسلحة الرئيسية فى الجيش الصهيوني لضمان تجديد الدماء داخل المؤسسة العسكرية. وأشارت المجلة العسكرية إلى أن تعيين الجنرال بينى جانتس رئيس الأركان الحالى العام الماضى لهذا المنصب جاء وفقا لهذه الخطة الخمسية، مضيفة أن هناك عدة تغيرات جديدة ستحدث خلال الفترة المقبلة، من بينها تعيين قائد القوات البرية الحالى اللواء سامى ترجمان لقيادة المنطقة العسكرية الجنوبية المتاخمة للحدود المصرية.
وعن توتر العلاقات بين تل أبيب والقاهرة، قالت المجلة العسكرية، "يرجى ملاحظة السيناريو التالى.. قوة من الدبابات المصرية عبرت قناة السويس إلى سيناء، وحتى دون قيامها بأى تحرك عسكرى، فإن وضعها الحالى يشكل معضلة للكيان الصهيوني، حيث إن تواجد هذه الأعداد الكبيرة من الأسلحة المصرية الثقيلة بشمال سيناء يشكل خرقا واضحا للملحق العسكرى المرفق باتفاقية كامب ديفيد للسلام الموقعة بين البلدين، والذى ينص على أن تظل شبه جزيرة سيناء منزوعة السلاح والقوات العسكرية، وبالتالى فإن انسحاب تلك القوات المصرية من سيناء مستقبلاً فى ظل القيادة المصرية الجديدة سيعد درباً وسيناريو خيالياً". وأضافت المجلة الصهيونية، المتخصصة فى الشئون العسكرية، أنه فى عهد الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك كان السلام بين البلدين بارداً، ولكنه كان مستقراَ للغاية، بل قامت مصر بضخ الغاز فى أنابيب لتل أبيب عبر شركة "أمبال" الصهيونية للمليونير الصهيوني يوسى ميمان، بتمويل من أرباح قناة السويس، موضحة أنه كان لا يمكن لأحد أن يشك فى قوة اتفاقية السلام التى وقعها كل من رئيس الوزراء الإسرائيلى مناحم بيجين والرئيس المصرى أنور السادات، لكن الأمور الآن أصبحت تتدهور بسرعة. وقالت المجلة العسكرية، إن كل ما حدث عقب ثورة يناير 2011 فى مصر كان متوقعاً، ولكن ما أثار الدهشة هو وتيرة الأخبار السيئة والأحداث التاريخية التى حدثت خلال الفترة السابقة، والتى كانت تحتاج لسنوات لتنفيذها، ففى غضون أيام، بل ساعات، تمكنت جماعة "الإخوان المسلمين" من السيطرة على حكم مصر وانتزاع صلاحيات المجلس العسكرى ونزع معظم مراكز قوته، مما أدى لصدمة كبيرة لأجهزة المخابرات الصهيونية.
 وأضافت "يسرائيل ديفينس"، أن التحدى أمام معاهدة السلام بين الكيان الصهيوني ومصر وصل خلال هذا الأسبوع لحالة سيئة، مما كان متوقعا من قبل، فقد استغلت "الإخوان المسلمين" هجوم رفح الذى قتل فيه 16 جندياً مصرياً بالقرب من معبر "كرم أبو سالم" فى وقت سابق من هذا الشهر لقطع رؤوس وزير الدفاع المشير حسين طنطاوى والقادة العسكريين، كما استغلوا الوضع الأمنى السيئ فى سيناء لنشر أعداد كبيرة من الدبابات والمدرعات والمقاتلات بدون تنسيق مع تل أبيب، موضحة أنه بالرغم من دخول 20 دبابة للمنطقة منزوعة السلاح فى سيناء هذا الأسبوع دون أى تنسيق وأن هذا العدد لا يشكل أى تهديد عسكرى حقيقى لإسرائيل، إلا أنه يشكل تهديداً أكبر وأخطر على اتفاق السلام.
 وقالت مجلة الدفاع الصهيونية، إن تل أبيب أجبرت على ابتلاع دخول القوات المصرية فى سيناء بالمناطق منزوعة السلاح لعدة سنوات ماضية، وذلك لتمكين مصر فى مكافحة تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة، ولكن منذ يناير 2011 سمحت الكيان الصهيوني بدخول ما لا يقل عن 7 كتائب عسكرية لشبه الجزيرة، وفى الوقت نفسه سمحت بأثر رجعى بدخول قوات إضافية لتأمين خطوط الغاز قبل إلغاء الاتفاقية من جانب القاهرة، ومع ذلك كان المصريون طوال تلك الفترة حريصين على عدم خرق اتفاق السلام، وحريصين على إدارة أى تحرك بالتنسيق مع الكيان الصهيوني.
 وأضافت المجلة العسكرية، أن هذه المرة فقد تغير الحال وتبدلت الأمور تماماً، وبدأت فى التدهور بعد الهجوم على رفح من جانب الإرهابيين، حيث سمح المصريون لأول مرة منذ انتهاء الحرب بين الكيان الصهيوني ومصر عام 1973 بتحليق الطائرات المقاتلة فوق سيناء، بالإضافة للمروحيات من طراز "أباتشى"، وفى حينها اجتمع مجلس الوزراء الإسرائيلى، وأكد أن نشاط هذه الطائرات جاء بالتنسيق مع تل أبيب، ولكن المفاجأة جاءت بعد ذلك بأسبوع، عندما سمحت القاهرة بإدخال الـ20 دبابة دون أى تنسيق مع الصهيونيين.  
وزعمت المجلة الصهيونية أن دخول الدبابات لسيناء حطم وهم العلاقات الطبيعية بين مصر وإسرائيل، وأظهر رغبة حماعة "الإخوان المسلمين" العدائية تجاه تل أبيب، مضيفة أن تلك الجماعة لا تعترف بإلكيان الصهيوني كدولة لأسباب أيديولوجية، كما هو الحال لنظيرتها فى قطاع غزة حركة "حماس"، والتى ترفض الاعتراف بإلكيان الصهيوني منذ سيطرتها على القطاع عام 2007، مشيرة إلى أن الجماعة تعتبر أن الشرق الأوسط برمته عبارة عن جزء من الخلافة الإسلامية، وأنه ينبغى طرد الكيان الصهيوني منه. وقالت "يسرائيل ديفينس"، إن أولئك الذين يسيطرون على الحكم فى مصر فى الوقت الحالى وضعوا الكيان الصهيوني أمام معادلة صعبة، بالرغم من الضغوط التى يتعرضون لها من جانب الولايات المتحدة الأمريكية بسبب اعتماد مصر على واشنطن لضعف اقتصادها، مضيفة أنه فى كلتا الحالتين، فإن الكيان الصهيوني لا يزال يواجه مسألة كيفية الرد على الانتهاك الصارخ لاتفاق السلام، مشيرة إلى أن هناك اتصالات وتبادلا للرسائل بين ضباط المستوى السياسى، على رأسهم رئيس فرع الأمن والخارجية بوزارة الدفاع الصهيونية الجرنال عاموس جلعاد وضباط الجيش المصرى.
 وأضافت المجلة العسكرية الصهيونية، أن خيارات الكيان الصهيوني للرد على أى خرق لاتفاقية السلام وانتشار قوات مسلحة فى سيناء يأتى على حد سواء باتخاذ موقف متشدد والمطالبة بالانسحاب الفورى للدبابات، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن المطالبة بانسحاب الدبابات ضعيفة بعد الانتهاء من العمليات العسكرية، لأن المصريين قد لا يفوا بتعهداتهم، وبالتالى لن تقبل تل أبيب أى تبرير لذلك، وأنه على المدى البعيد فإن الخيار الأول قد لا يصلح لذلك، وبالتالى فسيفكر الكيان الصهيوني بعمل شىء لإجبار مصر على الانسحاب من سيناء بلغة ستكون صارمة، وستفسر من قبل المصريين بأنها بوادر حرب جديدة.

ليست هناك تعليقات: