في وقت تستمر التعبئة والاستنفار في مدينة حلب
الاشتباكات تصل للمرة الأولى إلى حيين مسيحيين في دمشق
دمشق: وصلت المواجهات بين القوات النظامية السورية والمقاتلين المعارضين فجر الاربعاء للمرة الاولى منذ بدء الاضطرابات قبل اكثر من 16 شهرا الى مشارف حيين مسيحيين في وسط دمشق، في وقت تستمرّ التعبئة والاستنفار في مدينة حلب في شمال البلاد. في هذا الوقت، أكد الرئيس السوري بشار الاسد الاربعاء أن الجيش السوري يخوض "معارك بطولة وشرف" ضد "العدو" يتوقف عليها "مصير" الشعب السوري والامة، حسبما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا).
وقال الاسد في كلمة وجهها الى الجيش السوري بمناسبة عيد تأسيسه السابع والستين "ان معركتنا مع العدو معركة متعددة الأشكال واضحة الأهداف والمعالم.. معركة يتوقف عليها مصير شعبنا وأمتنا ماضيا وحاضرا ومستقبلا".
واضاف ان "الجيش العربي السوري خاض ولا يزال معارك الشرف والبطولة دفاعا عن سيادة الوطن وكرامة الأمة (...)"، مضيفا ان "عدونا بات اليوم بين ظهرانينا يتخذ من عملاء الداخل جسر عبور له ومطية لضرب استقرار الوطن وزعزعة أمن المواطن".
ميدانيا، قال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان "وقعت اشتباكات فجر اليوم في محيط حيي باب توما وباب شرقي بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب الثائرة المقاتلة.
وتشير المعلومات الأولية الى سقوط قتيل على الاقل في صفوف القوات النظامية".
وكان هذان الحيان شهدا تظاهرات عدة مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد خلال الاشهر الماضية. ويقعان في وسط دمشق القديمة ويتميزان بوجود الكثير من الفنادق وبحركة سياحية لافتة. وقد بقيا في منأى عن الاشتباكات التي وقعت قبل أسبوعين في العاصمة.
وأفاد مصدر امني سوري الثلاثاء عن استقدام تعزيزات اضافية من الطرفين تمهيدا ل"معركة طويلة الأمد" في حلب، فيما اعلن الجيش الحر الاستيلاء على ثلاثة اقسام للشرطة في المدينة بعد معارك سقط فيها العديد من عناصر قوات الامن والمقاتلين المعارضين.
ويسعى الجيش الحر من خلال معركة حلب، بحسب خبراء ومحللين عسكريين، الى الحصول على منطقة آمنة في شمال البلاد، لا سيما بعد ان سيطر المعارضون على مناطق واسعة في ريف حلب قريبة من الحدود التركية.
وسقط ستون قتيلا، بينهم اربعون عنصرا من قوات الامن السورية، الثلاثاء في مدينة حلب. وذكرت صحيفة "الوطن" السورية الاربعاء ان "وحدات الجيش العربي السوري ضيقت الخناق على الارهابيين المنتشرين في احياء شعبية عدة في مدينة حلب ونفذت عمليات نوعية في الأحياء الشرقية التي تشهد وجودا مكثفا للمسلحين".
كما اشارت الى أن الجهات الامنية "قامت بتمشيط حي باب النيرب" و"أوقعت خسائر بشرية في صفوف المسلحين الذين استهدفوا مقار أمنية ومبنى فرع حزب البعث".
وافاد مراسل وكالة فرانس برس من منطقة في ريف حلب عن قصف استمر معظم الليل على مناطق في شمال غرب المحافظة، مشيرا الى "سقوط صواريخ غراد في المنطقة".
وقتل الثلاثاء 124 شخصا في أعمال عنف في سوريا هم 35 مدنيا و27 من المقاتلين المعارضين و62 من القوات النظامية والمسلحين الموالين للنظام، بحسب المرصد السوري. ونزح أكثر من 276 الف شخص من سوريا منذ بدء الاضطرابات في منتصف آذار/مارس 2011، بحسب الامم المتحدة، بينما قتل أكثر من عشرين الف شخص في اعمال العنف، بحسب المرصد السوري.
سياسيا، سجل انقسام جديد في صفوف المعارضة السورية مع الاعلان من القاهرة الثلاثاء عن تأسيس "مجلس الأمناء الثوري السوري" من شخصيات غير حزبية، وكلف المجلس المعارض البارز هيثم المالح تشكيل حكومة انتقالية في المنفى.
وكان المالح استقال من المجلس الوطني السوري، أبرز ائتلافات المعارضة السورية، في 13 آذار(مارس). ووصف رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا الخطوة ب"المتسرعة". وقال لوكالة فرانس برس "هذه خطوة متسرعة كنا نتمنى الا تكون"، مضيفا ان "تشكيل هذه الحكومة او غيرها بهذه الطريقة امر يضعف المعارضة".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق