تواترت الأنباء واحدا بعد الآخر، بشأن ليس فقط علم "إسرائيل" بالهجوم الإرهابي على جنود الجيش المصري على الحدود، ولكن أيضا بما يثير الشبهات حول تورطها فى المجزرة التى راح ضحيتها 16 شهيدا مصريا، وهو ما ترتب عليه إصدار قرار مشترك بين القيادتين السياسية والعسكرية المصريتين، بإطلاق حملة عسكرية ضد المنظمات والجماعات الإرهابية التى استوطنت سيناء والمناطق الحدودية، مستغلة الغياب التام لأي تواجد من جانب الجيش المصري، ومرجع ذلك بالطبع هو معاهدة السلام الظالمة، التى حرمت مصر من حماية حدودها، تاركة أهالي سيناء والقليل من الجنود الرمزيين "تحت رحمة" مؤامرات العدو الصهيوني وسيطرة الإرهاب الدموي.
الأمر المؤكد أن الحملة التى يقوم بها الجيش المصري فى سيناء، لن تكون بمثابة نزهة، إذ أنه سيواجه المعضلة العسكرية ذاتها التى تترصد أية قوات تقليدية فى مواجهة قوي مسلحة غير نظامية، وهي ما يطلق عليها "حرب العصابات"، وهو ما يعني أن مئات المسلحين الخبراء بخبايا الصحراء ودروبها السرية، يواجهون قوات الجيش المصري الذي يري معظم جنوده أرض سيناء وجبالها لأول مرة فى حياتهم، وحيث لم يسبق لهم دخول حروب عصابات في التاريخ المصري الحديث، ويشار فى هذا الصدد، إلى تصريحات المشير محمد حسين طنطاوى – وزير الدفاع "السابق" – التى أعلن فيها أن الجيش سيواجه الأرهابيين يدا بيد مع أبناء سيناء، كدليل على حاجة الجيش لمساندتهم باعتبارهم الأكثر دراية بشعابها.
بمعلومية التورط الصهيوني فى مجزرة رفح بدرجة أو بأخري، وباليقين من أن النتائج الحالية التى أدت إليها المجزرة وأهمها غرس الجيش المصري فى صحراء سيناء، نتأكد من أن "إسرائيل" قد نجحت فى استدراج الجيش المصري إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، حيث لا يعتقد أبدا – بحسب خبراء عسكريين – أن تنتهي الحملة العسكرية ضد الجماعات المسلحة بين عشية وضحاها، بل ستكون حربا طويلة قذرة بكل معاني الكلمة، يخوض فيها الجيش النظامي مواجهة عسكرية غير مألوفة بالنسبة له، ضد جماعات مسلحة، مدعومة بمنظمات الإرهاب العالمي، ومخترقة فى كثير منها من جانب العدو الصهيوني.
تصريحات قيادات العدو، المرحبة باجتياح القوات المصرية لربوع سيناء لفترة قد تمتد شهورا طويلة، على الرغم من كون ذلك اختراقا صريحا للمعاهدة، تعتبر دليلا آخر على الرضا الصهيوني لما انتهت إليه الأحوال، بالنسبة للجيش المصري الذي بات الآن ممزقا مابين مهام حماية المناطق الحدودية الشاسعة، وبين حماية الداخل فى ظل استمرار خيانة الشرطة لأمن مصر القومي، وهي الخيانة التى بدأها "حبيب العادلي" يوم جمعة الغضب 28 فبراير 2011، ومازال جنرالات العادلي الباقون فى وزارة الداخلية يتابعون تنفيذ مخططها الفوضوي – المباركى - حتى الآن.
* شاهد على قتل عمر سليمان
كشف محمد فريد زكريا
– صاحب البلاغ المقدم للنائب العام المصري عن وفاة اللواء عمر سليمان نائب الرئيس المصري السابق
– أن سليمان اتصل به هاتفيًّا قبيل لحظات من وفاته وأثناء وجوده بالولايات المتحدة الأمريكية، أخبره أنه تعرَّض للقتل من قبل الولايات المتحدة.
وذكر أن سليمان قال له كذلك أن الأمير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي السابق تم اغتياله كذلك بنفس الأشعة، وذلك لموقفه المتشدد من الوضع الأمريكي بحسب قوله، ولخوف الأمريكان أن يفتعل معهم مشاكل عند توليه الحكم في المملكة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق