الأربعاء، 29 أغسطس 2012

الحلف العربى الإسلامى فى مواجهة الحلف الأمريكى الصهيونى



ذعر أمريكى وصهيونى من زيارة مرسى لـ"طهران"


هذه الزيارة ستكون مقدمة لعودة العلاقات الطبيعية بين البلدين، بعد سنوات من الجفاء منذ أن قامت مصر منفردة بتوقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979، وهو نفس العام الذى وصلت فيه الثورة الإسلامية إلى الحكم فى إيران. وأكد الدكتور مصطفى اللباد -الخبير فى الشئون المصرية الإيرانية، ومدير مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية- خلال مداخلة هاتفية له مع قناة "أون تى فى"، أن هذه الزيارة مهمة لمصر وللمصالح المصرية الإيرانية، إلا أنه لا يتوقع وجود محادثات كثيرة خلال زيارة مرسى لإيران لضيق الوقت، وأكد على ضرورة أن تكون مصر على علاقة بكل القوى الإقليمية بالمنطقة.
 من جانبها، لم تُخف العديد من صحف الكيان الصهيونى خشيتها وقلقها من هذه الزيارة المرتقبة، حيث قالت صحيفة (معاريف): "إن هذه المبادرة من الجانب المصرى يجب أن نحذر منها ونحسب لها ألف حساب، خاصة فى ظل التهديدات التى تمثلها إيران على أمن إسرائيل".
 ولم يختلف رأى جريدة "يديعوت أحرونوت" عن زميلتها، حيث أكدت أن هذه الخطوة تمثل جرس إنذار؛ لأن أى تحسن فى العلاقات بين القاهرة وطهران سيكون على حساب "إسرائيل". كما أعادت صحيفة "هآرتس" نشْر صورة الرئيس محمد مرسى وهو يصافح الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد بحميمية كبيرة أثناء القمة الإسلامية بمكة منذ أسبوعين.
 وتساءل التليفزيون الرسمى للكيان الصهيونى أنه إذا تمت الزيارة المرتقبة إلى طهران، كيف سيكون موقف القاهرة إذا نجحت مبادرة "إسرائيل" بضرب طهران؟
هل ستصمت؟
أم سيكون لها رد فعل يؤثر سلبًا على العلاقات المصرية "الإسرائيلية" فى المستقبل؟
 وأكد تليفزيون الكيان الصهيونى أن سفر محمد مرسى إلى طهران يعتبر نوعًا من التحدى لكل القوى الدولية التى نصحته بعدم إتمام هذه الزيارة، كما أن الزيارة رسالة قوية بأن مصر فى عهد الرئيس محمد مرسى تتغير دوليًا.
 وعلى الجانب الأمريكى، أعلنت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية رفض بلادها لهذه الزيارة، وقالت إن إيران لا تستحق أن يزورها وفود رفعية المستوى، وإن بلادها تخشى أن تستغل طهران هذا المؤتمر للتهرب من التزامتها الدولية تجاه مجلس الأمن.
 ويعتقد بعض المحللين -وفقًا لما ذكرته وكالة (أسوشيتيد برس) الأمريكية - أن هذه الزيارة ستكون مقدمة لاستعادة مصر لدورها الدولى والإقليمى مرة أخرى؛ فالزيارة تأتى فى وقت تتزايد فيه المطالبات الشعبية بسياسة خارجية مستقلة.
لحلف العربى الإسلامى فى مواجهة الحلف الأمريكى الصهيونى
ورغم أنه من السابق جدًا تحديد مستقبل العلاقات المصرية الإيرانية، إلا أن حجم الخوف الصهيونى والأمريكى الكبير من هذه الزيارة المرتقبة، يعكس وبشدة أهميتها كخطوة أولى على طريق إعادة بناء تحالفات دولية جديدة لمصر بعد ثورة 25 يناير تضمن استقلال مصر وريادتها، فهل تنهى مصر عهد التبعية للولايات المتحدة الأمريكية؟ وهل تقوم بتغيير تشكيل الخريطة السياسية الدولية الحالية بالسعى نحو تشكيل الحلف العربى الإسلامى (المصرى التركى الإيرانى) فى مواجهة الحلف الأمريكى الصهيونى؟ 
هذا سؤال لا يتطلب إجابة، بل يتطلب فعلاً وعملاً.


ليست هناك تعليقات: