دموع بهلوانات المنصة
فى وداع أفضل من خدموا إسرائيل
«عمر سليمان كان أفضل من خدموا إسرائيل»
هذا نص ما قاله وزير الدفاع الصهيونى الأسبق والسفاح الذى أعدم الأسرى المصريين فى ١٩٦٧ بنيامين بن أليعاذر ٠٠ ليس هذا فقط بل إن السفاح وهو يعدد مناقب عمر سليمان رجل حسنى مبارك الوفى كشف لصحيفة معاريف الإسرائيلية أن علاقته الشخصية بسليمان كانت وثيقة جدا وأن الأخير صاحب الفضل الأكبر فى تزويد إسرائيل بالغاز المصرى، كما أنه لعب الدور الأكبر فى تقويض حركة حماس، وهو الذى ساهم فى إدخال ١٥٠ ألف سعفة نخيل إلى إسرائيل لزوم احتفالاتها بعيد «المظال» اليهودى.
إذن لم يكن سليمان بالنسبة للكيان الصهيونى، مجرد صديق مخلص، ولا معاون لكنزهم الاستراتيجى القابع فى السجن الآن، بل كان هو فى ذاته كنزا استراتيجيا لهم، يقف معهم فى المناسبات السعيدة، لدرجة توفير مستلزمات الأفراح «سعف نخيل عيد المظال» كما أنه كان معهم وقت الشدائد لدرجة التفانى فى تقويض المقاومة الفلسطينية.
وبصرف النظر عن درجة الصدق والكذب فى الرثاء الإسرائيلى الحار للسيد عمر سليمان، فإن المؤكد أنه كان الرجل الثانى بعد حسنى مبارك فى أحط عصور الدبلوماسية المصرية، حيث تضاءل حجم مصر وتقزم دورها، وتحولت من لاعب رئيسى فى ملفات وقضايا المنطقة، إلى مجرد كومبارس تابع، ينحصر دوره فى أعمال المناولة والتشهيلات للاعبين أساسيين، لم يكونوا شيئا يذكر من قبل.
وفى جعبة منظومة مبارك العديد من الأهداف الغزيرة التى سجلت فى مرمى مصر، سواء على صعيد العلاقات مع أفريقيا وبالأخص دول حوض النيل، أو على المستوى العربى، حينما كانت إسرائيل تعربد فى لبنان متى يعن لها ذلك وهى آمنة من أن موقفا عربيا لن يتخذ لأن القاهرة تكرس كل طاقتها لتوريث الابن حكم أبيه.
ومن هنا تنبع الدهشة من هذا الدنع الهتون الذى يمعن بهلوانات ليبرالية ومدنية المنصة فى إظهاره على الفقيد باعتبار أن مصر خسرت برحيله الكثير من وجهة نظرهم، وهى دموع لا تنافسها فى غزارتها وسخونتها سوى دموع قادة العدو الصهيونى على الرجل الذى يرون أيضا أن إسرائيل خسرت برحيله الكثير جدا.
ولا معنى لهذا الموقف الدرامى المثير سوى أن هناك حالة امتزاج تام بين دموع المنصة والدموع القادمة من تل أبيب على الرجل، الأمر الذى يضعنا فى حيرة أمام منطلقات مناضلى المنصة، الذين يجعجعون بأنهم معتصمون ضد الصهاينة والأمريكان، لكنهم لا يتورعون من إسداء النصح والتحذير لقطعان الصهاينة من وصول محمد مرسى حيث يمثل ذلك خطرا على أمن إسرائيل.. وهم من ناحية أخرى يقيمون سرادق عزاء لمن اعتبرت إسرائيل رحيله خسارة فادحة لها ٠
وعليه فنحن أمام ثلاثة احتمالات الأول أن دموع المنصة صناعية وكاذبة، ودموع إسرائيل هى الصادقة، أو أن العكس صحيح ودموع المنصة صادقة.. والاحتمال الأخير أن الطرفين يتشاطران الأحزان.
- ملحوظة:
عندما مات جمال عبدالناصر قال مناحم بيجين رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ما يلى:
أن وفاة عبدالناصر تعنى وفاة عدو مر .. أنه كان أخطر عدو لإسرائيل .. أن إسرائيل لهذا السبب لا تستطيع أن تشارك فى الحديث الذى يملأ العالم كله نحو عبدالناصر وقدرته وحكمته وزعامته».
فيلم " اسمي ميدان التحرير " الممنوع من العرض
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق