«الشعب يسأل والرئيس يجيب»..يستضيف الرئيس محمد مرسى

الشعب يسأل والرئيس يجيب 
... يذاع البرنامج يوميا فى شهر رمضان  ...

حرصت، منذ بداية شهر رمضان، على الاستماع لبرنامج «الشعب يسأل والرئيس يجيب»، وهو أول برنامج إذاعى يومى يستضيف الرئيس المنتخب محمد مرسى ويوجه له أسئلة المواطنين ويجيب عنها الرئيس فى مدة لا تتجاوز الخمس دقائق. 
فهذه التجربة بالفعل هى بمثابة تجربة جديدة، كما قال القائمون على البرنامج؛ حيث إنها تنقل للرئيس كل ما يدور فى عقل وقلب أى مواطن من المشكلات والتحديات التى يواجهها مختلف طبقات وفئات الشعب المصرى. 
فاختيار الإذاعة بمثابة فكرة جيدة؛ حيث إنها تعيد أهمية الإذاعة كوسيلة للتواصل، بالإضافة إلى كونها فى متناول الجميع من خلال تغطيتها لجميع المناطق الجغرافية فى مصر ومما لديها من تأثير على المستمعين، كما أنها فكرة جيدة لكسب المزيد من التأييد الشعبى للدكتور مرسى على عكس الرئيس السابق الذى أهمل الإذاعة تقريبا. 
أعتقد أيضا أن هذه التجربة تعكس روح الثورة؛ حيث إن فكرة البرنامج قائمة على توجيه أسئلة من الشعب للرئيس، وهو ما يشعر الرئيس دائما بأنه مطالب بتنفيذ وعوده التى انتخبه الشعب من أجلها، وأيضا يؤكد أن الشعب لن يتنازل عن تنفيذ هذه الوعود وسوف يتابع تنفيذها. والأهمية هنا لا تكمن فى ظهور الرئيس يوميا للرد على أسئلة المواطنين، بل تكمن فى استيعاب الرئيس لفكرة أن الشعب له الحق فى توجيه الأسئلة وأنه مطالَب بالرد عليها، مما يساعد على إلغاء الحواجز التى كانت قائمة بين الرئيس السابق والشعب التى كانت بمثابة حائط صد يعوق التواصل والإحساس بنبض ومعاناة الشارع. 
وعلى الرغم من توجيه بعض الانتقادات لفكرة البرنامج على أن هدفه الأول هو تلميع الرئيس إعلاميا، فإن الشعب أصبح على درجة كافية من الوعى والقدرة على التفرقة بين ما إذا كان هذا العمل يهدف فعليا إلى خدمته أم لا. 
لكنى آخذ على البرنامج الردود النمطية فى حل مشاكل المواطنين؛ فأنا لا أريد سماع الرئيس وهو يناشد أصحاب محطات البنزين عدم بيع المواد البترولية فى السوق السوداء، وفى نفس الوقت أرى أفرادا يتشاجرون ويفقدون حياتهم فى طوابير البنزين. فالمواطن هنا يريد قوانين حازمة تحفظ حقه وفرض عقوبات على كل من يخالف القوانين وتكون بمثابة حلول جذرية. 
وهذا ينطبق أيضا على أزمة رغيف الخبز وعدم استغلال أصحاب المخابز لحصص الدقيق المدعوم فى تسويقه. ولذلك يجب على الرئيس وضع إطار زمنى حتى يكون لدى المواطن جدول زمنى محدد وخطة واضحة لحل مشكلاته. 
ولا أريد سماع أن توفير الأمن مطلب للجميع وأن أجهزة وزارة الداخلية تعمل بكامل طاقتها لاستكمال مهمتها فى الحفاظ على الأمن. فالأمن مطلب الجميع ولكن توفيره فرض على حكومة الرئيس المنتخب وحق لكل مواطن. لذلك يجب أن يكون استخدام الرئيس للإذاعة هو وسيلة للاتصال بالشعب وتوعية المواطنين بالخطط التى تهدف لحل مشاكلهم.
 وأخيرا، ليس من الضرورى أن يذاع البرنامج يوميا فى شهر رمضان وينقطع بقية العام. 
فمن الأفضل إذاعته مرة أسبوعيا أو حتى شهريا، على أن يكون ظهور الرئيس متزامنا مع حلول مشاكل المواطنين، بدلا من الظهور اليومى الذى قد يكون ضرره أكثر من نفعه.

برنامج الشعب يسأل والرئيس يجيب