بداية لمعركة مع الإخوان ومحاولة لكسب تأييد الرأي العام
في مواجهة مرسي.
الوكالة:الجهاز متهم بتدمير أدلة الإثبات في قضايا قتل المتظاهرين.. والفيلم محاولة للدفاع عن نفسه ضد الهجمة عليه.
المعركة الحقيقية بين الجهاز والإخوان لم تبدأ بعد.. والجماعة ستعيد تشكيل الأجهزة الأمنية عاجلا أم أجلا.
نشرت وكالة أنباء الاسوشيتد برس تقريرا حول الفيلم الوثائقى الذى أصدرته وكالة المخابرات المصرية ، حيث أعتبرت ذلك خطوة صغيرة ولكنها غير مسبوقة خارج دائرة الظل في محاولة واضحة لكسب تأييد الرأي العام في مواجهة التحديات المحتملة من الرئيس الاسلامي .
وقال التقرير أنه في خطوة غير معتادة , أصدر جهاز المخابرات المصرية , الذى كان لفترة طويلة يشكل قوة سرية وراء النظام الحاكم في البلاد , فيلما وثائقيا – بعنوان كلمة وطن -- مدته 41 دقيقة يتباهى فيه بإنجازاته ، ويقدم نفسه كمدافع عن الأمة ، ويتعهد بمواصلة حماية البلاد .
وذكر التقرير بعض ما جاء فى هذا الفيلم الوثائقى من أن " عين المخابرات المصرية لا تنام , من وراء الستائر، رجال المخابرات المصرية يواصلون رصد ومراقبة القضايا ، وتحليل الوقائع ، ومواجهة الجرائم ، وتنفيذ عمليات والنجاح في انجازات بدون أن نعرف صورهم أو من يكونوا " .
وأشار التقرير الى أن هذا الفيلم الوثائقي ، الذى تم بثه مساء الأسبوع الماضي في محطات تلفزيونية خاصة وحكومية رسمية ، يلعب ايضا بشكل كبير على المشاعر المعادية لإسرائيل المنتشرة على نطاق واسع بين المصريين ، حيث قيل فى الفيلم ان وكالة المخابرات المصرية حمت مصر من مؤامرات من قبل إسرائيل وحلفائها الغربيين . كما يعرض الفيلم لقطات من الحرب العالمية الثانية ، ويقول ان اليهود تامروا لأنشاء " أمة على أرض فلسطين " .
وقالت الاسوشيتد برس أن هذا الفيلم كان خطوة عامة غير مألوفة جدا لوكالة المخابرات التي تبقى عادة خفية بدور مبهم ولكنه متغلغل، ويتم وصفها من قبل خبراء بأنها " دولة داخل الدولة " حيث أنه بالاضافة الى أشرافها على جهود التجسس في الخارج , الا انها أيضا تلعب دورا هاما على الصعيد الداخلي .
فهى كانت دعامة حيوية حاسمة لحكم مبارك الذى أستمر 29 عاما ، حيث عملت على قمع معارضيه وضمان ولاء المؤسسات لنظامه على الصعيد الوطني . وقال ضابط المخابرات السابق اللواء سامح سيف اليزل لوكالة الاسوشيتد برس أن الفيلم تم صنعه لرفع مستوى الوعي حول أهمية وكالة المخابرات المصرية بعد أن تعرضت لهجوم من قبل البعض لعدم القيام بعملها ، وتعرضت لانتقادات باعتبارها أداة لخدمة فلول نظام مبارك .
فهى كانت دعامة حيوية حاسمة لحكم مبارك الذى أستمر 29 عاما ، حيث عملت على قمع معارضيه وضمان ولاء المؤسسات لنظامه على الصعيد الوطني . وقال ضابط المخابرات السابق اللواء سامح سيف اليزل لوكالة الاسوشيتد برس أن الفيلم تم صنعه لرفع مستوى الوعي حول أهمية وكالة المخابرات المصرية بعد أن تعرضت لهجوم من قبل البعض لعدم القيام بعملها ، وتعرضت لانتقادات باعتبارها أداة لخدمة فلول نظام مبارك .
لكن – تقول الاسوشيتد برس -- هذا الفيلم يأتي في وقت فيه وكالة المخابرات وأجزاء أساسية أخرى من النظام القديم يبحثون عن الدفاع عن مساحات نفوذهم وسيطرتهم على البلاد بعد فوز الرئيس الاسلامى الجديد ، محمد مرسي من جماعة الإخوان المسلمين , فى الانتخابات . فقد كانت جماعة الاخوان هى العدو اللدود لنظام مبارك وتم قمعها من قبل أجهزة امن الدولة المكروهة على نطاق واسع وكذلك من المخابرات .
والان يواجه جهاز المخابرات المصرية انتقادات حادة من جانب جماعة الإخوان التى ينتمى لها مرسي وكذلك الناشطين المؤيدين للديمقراطية الذين يخشون من انها ستبقي قبضتها على الدولة .
ويشير تقرير وكالة الانباء الامريكية أنه من الناحية النظرية ، وكالة الاستخبارات والأجهزة الأمنية الأخرى الآن ستقدم تقاريرها لمرسي , ولكن من المعتقد أنهم والجيش سيحاولون ضمان أن هذا لا يحدث ، وأن مرسى لا يقوم بتسمية وزراء حكومة سيشرفون عليهم .
وفى هذا السياق قالت هبة موريف , الباحثة لدى منظمة هيومن رايتس ووتش في مصر , أنه " لسنوات عديدة ، وكالة المخابرات نظرت الى جماعة الإخوان المسلمين بأعتبارها عدوها الرئيسي" ، وأضافت انه " نظرا للمعاملة التى شهدها الإخوان من وكالة المخابرات لسنوات عديدة , فهناك انعدام ثقة اساسي وصراعا متأصلا على السلطة الذي لا يزال يتعين التصدي له ".
ويرى التقرير انه في نهاية المطاف ، الإخوان المسلمين ربما يحاولون أعادة تشكيل الأجهزة الأمنية . وقالت موريف أنه " اذا لم تحدث إعادة الهيكلة على الفور ، فإنها ستحدث عاجلا أو آجلا . فالمعركة لم تبدأ بعد ."
وأوضح التقرير أن جماعة الاخوان المسلمين بالفعل هي في صراع على السلطة مع الجيش الذي حكم البلاد منذ سقوط مبارك . فرغم أن الجيش سلم السلطة رسميا لمرسي ، ولكن ، قبل أن يفعل ذلك ، استحوذ علي سلطات ساحقة لنفسه من شانها أن تقيد الرئيس الجديد .
كما تعهد رئيس المجلس العسكرى ، المشير حسين طنطاوي ، أن الجيش لن يسمح لجماعة الإخوان بالسيطرة على البلاد .
وقال الجنرال سيف اليزل أن المخابرات والجيش هما فى " تعاون وتفاهم كامل " مع بعضها البعض .
ويذكر التقرير أن مبنى وكالة المخابرات يقع خلف جدران وزارة الدفاع في القاهرة . ورؤساء المخابرات في كثير من الأحيان يكونوا من الجيش . وطوال معظم تاريخها لم يكن يتم اعلان ابدا أسم رئيس وكالة المخابرات ، حتى العقد الماضي عندما ظهر رئيس الوكالة عمر سليمان فى دور علنى امام الجمهور بأعتباره الساعد الأيمن لمبارك .
فقد كان سليمان واحدا من الشخصيات الأكثر نفوذا في دائرة مبارك الداخلية ، حيث خدم فى منصب رئيس جهاز المخابرات منذ عام 1993 ثم نائبا للرئيس خلال الانتفاضة عام 2011 . هو كان يطلق عليه اسم " الصندوق الاسود لمبارك " .
بسبب سمعته كحامل أسرار النظام . وعندما سقط مبارك ، جاء مراد موافى ليحل محله كرئيسا للمخابرات .
وحول الانتقادات التى يواجهها جهاز المخابرات الان , أشار التقرير الى أنه خلال محاكمة مبارك , التى حكم عليه فيها بالسجن المؤبد لفشله فى وقف عمليات قتل المتظاهرين خلال الانتفاضة التى اندلعت ضده , أتهم ممثلو الادعاء ومحامو عائلات الضحايا وكالة الاستخبارات بأنها غير متعاونة في التحقيقات وبتدمير الأشرطة ووثائق حيوية اخرى تدين الشرطة باستهداف المتظاهرين العزل .
وهذا الشهر ، أصدر مرسي قرارا رئاسيا لإعادة فتح جميع التحقيقات .رغم ذلك , لجنة التحقيق من المحتمل انها لن يكون لديها سلطة التحقيق في تورط الجيش في احتجاجات دامية منذ الاطاحة بالرئيس مبارك...
فيلم المخابرات "كلمة وطن"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق