الأحد، 29 يوليو 2012

اقتحام قرية البضائع بمطار القاهرة .على مرأى ومسمع من الأمن فيديو



تساؤلات حول الدور "السلبي" الذي يلعبه جهاز الشرطة 
تعليمات صدرت لكافة ضباط وأفراد الأمن بوزارة الداخلية بعدم الاحتكاك بالمواطنين 
خلال المائة يوم، والتعامل بسلبية تامة مع المواطنين


وكأن ما يحدث فى مصر من فوضى واضطرابات لا علاقة للأمن به من قريب أو بعيد حتى أنه يتحول فى كثير من الأحيان إلى شاهد عيان دون أن يحرك ساكنًا، وهو الأمر الذي يطرح تساؤلات حول الدور "السلبي" الذي يلعبه جهاز الشرطة في هذه المرحلة، ويثير الشكوك حول تواطئه في إفشال خطة "المائة يوم" الدكتور محمد مرسي، رئيس الجمهورية، والتي يأتي على رأسها إعادة الأمن.. ولعل أحداث الشغب بقرية البضائع بمطار القاهرة التى وقعت ظهر الخميس بقرية البضائع بمطار القاهرة خير شاهد على ذلك، وينذر بتكرار كوارث ومآس جديدة على غرار ما حدث في مجزرة استاد بورسعيد التي راح ضحيتها 74 قتيلاً في مطلع فبراير الماضي.
مصادر أمنية، أن هناك تعليمات صدرت لكافة ضباط وأفراد الأمن بوزارة الداخلية بعدم الاحتكاك بالمواطنين خلال المائة يوم، والتعامل بسلبية تامة مع المواطنين، خاصة مع أعمال البلطجة والشغب والاعتصامات والإضرابات، ووصلت هذه الأوامر إلى حد عدم اعتراض هذه الأعمال "من جانب بعض المأجورين فى بعض الأحوال" مهما بلغت شدتها، حتى إن تمت داخل منشآت حيوية بالدولة تمس الأمن القومى المصرى.
 اندلعت أعمال الشغب التي حصلت "المصريون" على تفاصيلها موثقة بالصور، عندما كان أقارب أحمد ناجى المصرى، البالغ من العمر 15 عامًا، من مدينة المنصورة، الذى قتل فى ليبيا، يحتجون على تأخر تسلم الجثة التي تم حجزها عدة أيام، وهو ما أرجعته الجهات الأمنية لذوى القتيل إلى ضرورة احتجازه بالحجر الصحى لحين إنهاء الأوراق والمراجعة الجنائية، ومعرفة سبب الوفاة قبل التصريح بخروج الجثة. وأثار تأخر إنهاء الإجراءات بشكل مبالغ استياء أهالي القتيل الذين دخلوا في مشادات مع عدد من موظفى القرية، قاموا على إثرها باقتحام القرية وتحديدًا فيما يعرف بصالة "الصادر"، وقاموا بتدمير كل ما قابلهم من أدوات ومعدات خاصة بالقرية إلى جانب البضائع الموجودة بتلك المنطقة والمكاتب الخاصة بالموظفين بالقرية ومكاتب التخليص الجمركى؛ أملاً منهم فى العثور على جثة ابنهم. ووقعت كل هذه الأحداث على مرأى ومسمع من الشرطة الموجودة بحرم القرية وفى تلك المنطقة بالتحديد وبكثافة، وفى الصور التى تنفرد "المصريون" بنشرها يتضح كيف تعامل الأمن داخل المطار بسلبية تامة مع محدثى الشغب، والذين أتوا على كل ما جاء أمامهم من معدات وبضائع تقدر بالملايين، ولم يتصد لهم سوى العاملين بالقرية ومكاتب التخليص الجمركى.
 واتهم شهود عيان من العاملين بالقرية ـ والذين فضلوا عدم نشر أسمائهم ـ الشرطة بأنها افتعلت الأزمة من البداية، وانتقدوا تعاملها بسلبية واضحة مع المتقحمين، على الرغم من أن أمن المطار كفيل بالقيام بحرب ـ حسب وصفهم ـ وبخاصة فى تلك المنطقة نظرًا لوجود معدات وبضائع تقدر بالملايين، وعمل لا يتوقف على مدار الـ 24 ساعة يوميًا.
وذكر الشهود أنه بعد أن انتهت عملية الاقتحام واستطاع العاملون بالقرية السيطرة عليها بأنفسهم، جاء أحد اللواءات المسئولين عن تأمين المنطقة الجمركية ليؤكد أن عربات الأمن المركزى ستأتى على الفور لتأمين المكان. 
وهو ما أثار غضب العاملين الذين اشتبكوا معه وأكدوا له أنه لن تطأ قدم عسكرى أمن مركزى داخل القرية بعد السلبية التى رأوها من جانبه ومن جانب قوات الأمن بالقرية على الرغم من حساسية المكان باعتباره مرفقًا حيويًا، وأنهم هم من سيقومون بحماية الأمن داخل القرية بأنفسهم.





ليست هناك تعليقات: