الثلاثاء، 3 يوليو 2012

الأخوان تعلمت الدرس، ولن تستطيع الإنجاز إلا بـ"ظهير وطنى"


الرئيس "المحاصر" بالمخاطر


إذا كان من الثابت أن "الخطر" على الرئيس محمد مرسى، سيأتى من خصومه من التيارات الأخرى، التى استكثرت عليه "المنصب"، فإنه لا يمكننا تجاهل "مخاطر" أخرى، قد تأتى من "أولى القربى": الإخوان والسلفيين. أعرف أن ثمة رؤى داخل الجماعة، تعتقد أن حكومة مشكلة من تيارات متباينة، ومن خارج "الحرية والعدالة".. لن تكون مؤهلة للتفاهم والتناغم مع الرئيس، وهما الصفتان الضروريتان لإنجاز "مشروع النهضة"، الذى دخل به مرسى، انتخابات الرئاسة. وهو كلام فى المجمل قد يكون صحيحًا، استنادًا إلى تجارب الآخرين.. ولعل البعض داخل الجماعة يميل إلى هذا الطرح، وفى "عقله" تلك الخبرات.. غير أنه ليس مستبعدًَا أن يكون هناك آخرون، يرون المسألة من منظور "الاستقواء" بالأغلبية لـ"الهيمنة" باعتباره "حقًا" لها.. وأنه لا حقوق لـ"الأقليات السياسية" فى اقتسام السلطة.
وسواء كانت الأولى أو الثانية، فإن للحالة المصرية "خصوصيتها".. بسبب الانقسامات الحادة، والتجاذبات السياسية الخشنة، مما أدى إلى وجود مجتمع منقسم حول أمهات المسائل الكبرى والمفصلية الحاكمة فى طريقة إدارة البلاد.
* الاستقواء بـ"الأغلبية" طريقة ثبت فشلها..
لأن مفهوم "الأقلية السياسية" قد تغير كثيرًا، وتقاس قوة الجماعات السياسية، بما تملكه من "أدوات تأثير" على صانع القرار. ولعلنا نتذكر أن "الأقلية" هزمت "الأغلبية" فى معركة "الجمعية الدستورية"، وفى معركة البرلمان، وكادت تهزم قوى الثورة بما فيها "الأغلبية" أيضًا، فى معركة الرئاسة.. ود.مرسى لم يفز بالرئاسة، بأصوات "الجماعة" وإنما بأصوات جزء من "الأقلية الثورية".. وآخر من الأصوات غير المسيسة التى استفزها حل البرلمان، والاستيلاء على سلطة التشريع.
كل التصريحات، التى صدرت من قيادات الجماعة، عشية الجولة الأولى، وبعد الإعلان عن النتائج الأولية، جاءت فى هذا السياق.. وقطعت بأن الحركة تعلمت الدرس، ولن تستطيع الإنجاز إلا بـ"ظهير وطنى" أيًا كانت مكونات طيفه الأيديولوجى والسياسى.. وهو الدرس الذى من المفترض أن يترجم إلى أفعال الآن: رئيس الحكومة، والوزراء والمحافظون والمحليات. الحقيقة التى لا يمكن إنكارها، أن ما لا يقل 7 ملايين صوت، أضيفوا إلى رصيد الرئيس فى الجولة الثانية.. أدلى بها أصحابها ليس انتصارًا لـ"الحرية والعدالة"، وإنما انحياز لـ"الثورة".. والأول منتج "جماعة الإخوان".. والثانية إنتاج "الجماعة الوطنية".. هى اللفتة التى فهمتها النخبة المستنيرة داخل التنظيم، وننتظر الوفاء بكل استحقاقاتها من قبل الرئيس محمد مرسى.
لا يعنى كلامى قسمة "الكعكة" على "شركاء الثورة" من قبيل الترضية، وإنما استناد إلى معايير "الكفاءة" وليس "الثقة" بغض النظر عن الأصول السياسية والأيديولوجية، مع الأخذ فى الاعتبار الحساسية المنتظرة، إزاء نصيب التيار الإسلامى، من الحقائب الوزارية. المسألةـ إذن ـ دقيقة وحساسة بشكل يقتضى شعورًا بالمسئولية وبدقة وحساسية مقابلة. 
....

ليست هناك تعليقات: